DW عربية:
2025-04-23@05:00:19 GMT

شبح إعادة توطين أهل غزة يخيم على شبه جزيرة سيناء

تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT

آلاف الفلسطينيين، خاصة من مزدوجي الجنسية، ينتظرون عند معبر رفح الحدودي مع مصر، فهل يفتح أمامهم؟

مع تصاعد التوتر والقتال بين  إسرائيل وحركة حماس، يمكن القول إن معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر سيكون بمثابة "شريان الحياة الوحيد" الذي يربط القطاع المحاصر مع العالم الخارجي.

مختارات مصر تدعو لقمة دولية وبلينكن "واثق" من عبور المساعدات إلى غزة رغم دعوة الإدارة الأمريكية.

. شكوك حول فتح معبر رفح لساعات! عبور المئات لمعبر رفح بعد فتحه اليوم بشكل دائم دول بمقدورها لعب دور "الوسيط" بين حماس وإسرائيل؟ بايدن: احتلال إسرائيل لقطاع غزة سيكون "خطأ كبيرا"

ومنذ أيام، تقف مئات الشاحنات المحملة بالأدوية والمواد الغذائية والمياه  والمساعدات الإنسانية على الجانب المصري من المعبر انتظاراً لقرار فتحه. وتقول منظمة الصحة العالمية إن مساعدات تكفي لأكثر من 300 ألف شخص جاهزة لدخول القطاع في أي وقت، مشددة على أن هناك حاجة ماسة للمساعدات في الوقت الذي تشدد فيه القوات الإسرائيلية من حصارها على القطاع بما يشمل منع إمدادات المياه والغذاء والوقود.

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن  الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا على وضع خطة لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة دون أن تستفيد منها حماس.

ورغم ذلك، لم يفصح رأس الدبلوماسية الأمريكية عن تفاصيل الخطة أو جدول زمنها فيما يأتي ذلك في ظل استمرار مساعي الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة للتوسط من أجل تمهيد الطريق أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

ومنذ بدء موجة التصعيد الأخيرة، ينتظر آلاف الفلسطينيين - بعضهم من مزدوجي الجنسية - منذ أيام على الجانب الفلسطيني من المعبر على أمل حصولهم على إذن لدخول الأراضي المصرية.

ورغم ذلك، ما زال الغموض يكتنف موافقة حماس للفلسطينيين من أجل عبور الأراضي المصرية حيث نُقل عن إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التي تدير قطاع غزة، قوله قبل الحرب بأنه "لن تكون هناك هجرة من قطاع غزة إلى مصر".

وخلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني أولاف شولتس الثلاثاء (17 أكتوبر / تشرين الأول 2023)، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أنه لا يمكن استقبال اللاجئين في الأردن ولا في مصر، مشيرا إلى أن هذا "خط أحمر"، بحسب بيان الديوان الملكي.

الجدير بالذكر أن السلطات المصرية أغلقت  معبر رفح على إثر تعرضه للاستهداف بشكل مستمر جراء التصعيد بين إسرائيل وحماس.

قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية إنه "لن تكون هناك هجرة من قطاع غزة إلى مصر"

ماذا يقول القانون الدولي؟

من جانبه، دعا عمرو مجدي، باحث أول في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، السلطات الإسرائيلية إلى التراجع عن قرارها بقطع الكهرباء والماء ومنع دخول المواد الغذائية والوقود إلى القطاع. وفي مقابلة مع DW، قال إن "قطع المساعدات والخدمات الحيوية يشكل عقاباً جماعياً ضد السكان المدنيين في غزة وسيعرض حياة المزيد من الناس للخطر. استخدام التجويع كسلاح في الحرب ممنوع".

ودعا الحقوقي المصري السلطات المصرية إلى فتح معبر رفح على الفور: "مصر ليست طرفاً في  الصراع العسكري  الدائر، لكنها طرفاً في اتفاقيات جنيف". ويشير الباحث الحقوقي إلى اتفاقيات تعد ركيزة القانون الدولي الإنساني الذي ينظم القواعد التي تطبق خلال الصراعات والنزاعات المسلحة.

وأضاف أنه يقع على عاتق مصر "واجب السماح بإيصال المساعدات وتسهيلها، وأيضاً هي ملزمة بالسماح للمدنيين الفارين بالدخول إلى بر الأمان، لكن إسرائيل هي الأخرى ملزمة بالسماح لهؤلاء المدنيين بالعودة إلى غزة بمجرد وقف التصعيد العسكري".

وفي السياق ذاته، أفاد موقع "مدى مصر" الاستقصائي المستقل الأسبوع الماضي بأن  السلطات المصريةنصبت خياماً واتخذت تدابير أمنية في منطقة عازلة يبلغ طولها 14 كيلومترا بجوار معبر رفح. ويقول مراقبون إن مثل هذه الخطوات تشير إلى أن هناك استعدادات لاستقبال لاجئين قادمين من غزة رغم التصريحات المصرية التي تنفي ذلك.

ويعد معبر رفح المنفذ الرئيسي والوحيد لسكان غزة على العالم الخارجي خاصة بعد أن أغلقت إسرائيل معبري ايرز وكرم أبو سالم منذ هجوم السبت.

سيناريو عام 2008

ويشير سيمون فولفغانغ فوكس، الأستاذ المشارك في قسم الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية بالجامعة العبرية في القدس، إلى أن السلطات المصرية تخشى من أن تكون إسرائيل "تعتزم الشروع في خطة لإعادة توطين الفلسطينيين في سيناء".

وفي مقابلة مع DW، أضاف "رفضت مصر هذا الطلب منذ عقود، وسيكون من الصعب طرح هذا الأمر أمام الشعب المصري في الوقت الراهن، حتى لو كان مصحوباً بقيام الولايات المتحدة بتخفيض كبير لديونها على مصر".

وتخشى مصر من سيناريو فرار بعض  سكان غزة إلى الأراضي المصرية عبر معبر رفح حيث أكدت القاهرة رفضها إقامة ممرات آمنة لدخول  اللاجئين الفلسطينيين.

وما زال في ذاكرة العديد من المصريين اقتحام معبر رفح في عام 2008 بعد حصار دام أشهراً. وفي هذا السياق، أضاف فوكس أن "الأولوية القصوى لمصر تتمثل في تجنب مثل هذا السيناريو بأي ثمن".

على ضوء ذلك يواصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التأكيد على أن الأمن القومي هو "مسؤوليته الأساسية"، ودعا سكان غزة إلى البقاء "والصمود على أرضهم".

الجدير بالذكر أن حماس ترتبط بعلاقات تاريخية مع جماعة الإخوان المسلمين، التي تأسست في مصر إبان عشرينيات القرن الماضي، وقد جرى حظر الجماعة عام 2013 بعد الإطاحة بالرئيس السابق المنتخب ديمقراطياً محمد مرسي. 

يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

مظاهرة مؤيدة لإعادة انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيساً لمصر

الانتخابات الرئاسية على الأبواب

بدورها، أشارت سنام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة "تشاتام هاوس" البحثية ومقرها لندن، في مقابلة مع DW إلى أن السيسي "يعمل على تحقيق التوازن بين المصالح الإقليمية والمصالح المصرية في هذا التوقيت الحرج".

الجدير بالذكر أن مصر ستشهد في ديسمبر/كانون الأول المقبل  انتخابات رئاسية تأتي وسط تفاقم الأزمة الاقتصادية وتزايد أعباء الديون. وفي السياق ذاته، تتعرض مصر لضغوط أمريكية لإعادة فتح الحدود مع  قطاع غزة مقابل مساعدات اقتصادية، لكن الأمر أثار الكثير من الجدل في مصر.

ورغم إجماع المراقبين على أن فوز السيسي بولاية رئاسية جديدة متوقعاً خاصة مع خروج المرشح أحمد طنطاوي، الذي كان يُنظر إليه بأنه كان الأقدر على منافسة السيسي، من السباق الانتخابي بعد أن أعلن أنه لم يستوف سوى نحو نصف عدد التوكيلات المطلوب لترشحه رسمياً لرئاسة البلاد.

وفي ذلك، قالت فاكيل "رغم أن فوز السيسي يعد بالأمر المتوقع، إلا أنه لا يرغب في زيادة عدد اللاجئين في سيناء على المدى الطويل".

جنيفر هولايس / م. ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: غزة اسرائيل حماس معبر رفح المساعدات الانسانية مصر سيناء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جو بايدن التهجير معبر كرم أبو سالم غزة اسرائيل حماس معبر رفح المساعدات الانسانية مصر سيناء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جو بايدن التهجير معبر كرم أبو سالم السلطات المصریة قطاع غزة معبر رفح إلى أن على أن

إقرأ أيضاً:

سموتريتش يصدم عائلات الأسرى: لنقل الحقيقة إعادة أبنائكم ليس الهدف الأكثر أهمية

أكد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن إعادة الأسرى من غزة ليست الهدف الأكثر أهمية، مشددا على أنه يجب عدم الكذب وقول الحقيقة وفق ما نقلت عنه القناة 13 الإسرائيلية، وقد استنكرت عائلات الأسرى تلك التصريحات واعتبرتها عارا.

كما نقلت عنه صحيفة هآرتس قوله إن ما أعاد (الأسرى) "المخطوفين" من غزة حتى الآن هو الضغط العسكري، مشددا على أن من يريد إعادتهم عبر خضوع إسرائيل لحركة حماس يطلب فعليا سحق ما سماه قوة الردع الإسرائيلية.

وأضاف سموتريتش "نحن بحاجة إلى القضاء على مشكلة غزة. لدينا فرصة عظيمة، وقد زالت الأعذار". وأشار إلى أنه "لا يوجد (الرئيس الأميركي السابق جو) بايدن، ولا (وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف) غالانت، ولا (رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق هرتسي) هاليفي".

حراك مستمر من عائلات الأسرى الإسرائيليين للإفراج عن أبنائهم بصفقة تبادل (غيتي) التخلي عن الأسرى

وردا على سموتريتش بشأن تصريحاته الجديدة، وصفت عائلات الأسرى تصريحات الوزير بأنها عار، وكشفت أمام الجمهور الحقيقة الصعبة وهي أن الحكومة قررت التنازل عن "المخطوفين" عمدا.

وقالت العائلات في بيان إن التاريخ سوف يذكر كيف أغلق سموتريش قلبه أمام الأسرى، واختار عدم إنقاذهم من الموت أو الاختفاء.

وأضافت في بيان عبر منصة إكس "ليس لدينا هذا الصباح أي كلمات سوى كلمة واحدة: العار".

إعلان

وتوجهت عائلات الأسرى إلى سموتريتش بالقول: سيتذكر التاريخ كيف أغلقت قلبك على إخوانك وأخواتك في الأسر واخترت عدم إنقاذهم.

وشددت على أن إطلاق سراح الرهائن ليس قضية سياسية، بل إنسانية وأخلاقية.

وبدوره قال زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان إن إعادة "المخطوفين" من قطاع غزة ليست أمرا مطروحا للجدل بل إنه واجب أخلاقي ووطني.

كما أكد زعيم حزب "معسكر الدولة" المعارض بيني غانتس أن موقف سموتريتش الخاطئ يشكل عائقا سياسيا أمام عودة "المختطفين".

استطلاع

في الأثناء أظهر استطلاع للرأي -أجرته هيئة البث الإسرائيلية- أنّ 56% من الإسرائيليين يدعمون التوصل إلى صفقة مع حماس تعيد الأسرى من قطاع غزة دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب.

بينما قال 22% إنّهم يعارضون صفقة مع حماس تنهي الحرب بالكامل.

وأشارت الهيئة الرسمية إلى أن الاستطلاع أجري في أعقاب تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن مواصلة العملية العسكرية بقطاع غزة.

وتتهم عائلات الأسرى نتنياهو بتعريض حياة ذويهم للخطر، بإصراره على استمرار الحرب على غزة وتهربه من إنجاز صفقة أسرى، وذلك استجابة للوزراء الأكثر تطرفا بحكومته -وبينهم سموتريتش- لحماية مصالحه السياسية.

ومن جانبها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مرارا جاهزيتها لتسليم جميع الأسرى دفعة واحدة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي يماطل عبر البحث عن صفقات جزئية تبقي حرب الإبادة متواصلة، وفق المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى.

وتدعو عائلات الأسرى إلى إبرام اتفاق شامل لإعادة جميع الأسرى دفعة واحدة، ولو مقابل وقف حرب الإبادة على غزة، لكن الحكومة ترفض هذه الدعوات.

احتلال غزة

وكان وزير المالية الإسرائيلي قد جدد دعوته لاحتلال قطاع غزة وفرض حكم عسكري.

وكتب سموتريتش في منشور على حسابه بمنصة إكس تعليقا عل خطاب نتنياهو مساء السبت: سيدي رئيس الوزراء، لحديثك هذا المساء عن ضرورة إنهاء هذه الحرب بالنصر معنى واضح. يجب تغيير نهج الحرب، والتوجه نحو احتلال كامل لقطاع غزة دون خوف من إدارة عسكرية إذا لزم الأمر.

إعلان

وأضاف: يجب تدمير حماس، وضمان ألا تشكل غزة تهديدًا أبدًا على دولة إسرائيل.

وسبق أن دعا سموتريتش، المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، في أكثر من مناسبة، إلى احتلال قطاع غزة بالكامل وتهجير سكانه الفلسطينيين.

وأول أمس السبت، أكد نتنياهو -في كلمة مصورة مسجلة- أنه لن ينهي حرب الإبادة بغزة المتواصلة للشهر الـ19 قبل القضاء على قدرات حماس المدنية والعسكرية بشكل كامل.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أقر الأربعاء بإجبار مئات آلاف الفلسطينيين في غزة على النزوح من أماكن سكنهم، مشيرا إلى أن الجيش سيبقى في المواقع التي احتلها بالقطاع على أنها مناطق عازلة في وضع مؤقت أو دائم.

ووفقا لتقارير الأمم المتحدة فإن نحو 66% من قطاع غزة أصبحت ممنوعة على الفلسطينيين سواء لاعتبار إسرائيل لها مناطق عازلة أو تم إنذار السكان بإخلائها.

مقالات مشابهة

  • الحزن يخيم على ساكنة آسني بعد العثور على جثة الطفل عصام ذي الخمس سنوات والنيابة العامة تفتح تحقيقًا
  • وزير العمل اللبناني: العمالة المصرية لها دور كبير في إعادة إعمار بلادنا
  • من أجل الضغط على حماس الاحتلال يدرس إعادة اعتقال الأسرى المحررين
  • قناة عبرية: إسرائيل قد تلجأ لهذه الخطوة لزيادة الضغط على حماس
  • سموتريتش يصدم عائلات الأسرى: لنقل الحقيقة إعادة أبنائكم ليس الهدف الأكثر أهمية
  • وزير المالية الإسرائيلي: إعادة المحتجزين ليست الهدف الأهم للحكومة
  • إسرائيل: إعادة الرهائن ليس هدف أساسي للحكومة
  • سموتريتش: إعادة الرهائن "ليس الهدف الأهم لحكومة إسرائيل"
  • الاحتلال يدرس إعادة اعتقال أسرى الصفقة تحت ذريعة الضغط على حماس
  • الاحتلال يدرس إعادة اعتقال الأسرى الفلسطينيين للضغط على حماس