بعد أن اقتحمت مبنى الكونغرس الأمريكي ونظمت تظاهرات حاشدة، لقي اسم منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" انتشاراً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، فما هي تلك المنظمة الداعمة للشعب الفلسطيني والتي ترفض العنف بكافة أشكاله.

وتعتبر منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" أكبر منظمة يهودية تقدمية مناهضة للصهيونية في العالم، بحسب موقعها الإلكتروني، وتنظم حركات شعبية متعدد من قبل اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية للنضال من أجل الحرية للشعب الفلسطيني.

وتأسست المنظمة في عام 1996 من قبل نشطاء مناهضين لإسرائيل، بما في ذلك الكاتب والمؤلف الأمريكي، توني كوشنر، والفيلسوف الأمريكي، نعوم تشومسكي.

Just as we demand an end to genocide in Gaza, we must put the same effort into dismantling the systems of Zionism, apartheid, and colonialism that brought us to this moment. pic.twitter.com/LADb6ASgmt

— Jewish Voice for Peace (@jvplive) October 18, 2023

وتضع المنظمة هدفاً رئيسياً لها وهو أن يعيش جميع الناس في السلام من الولايات المتحدة حتى فلسطين، من خلال تطبيق الحرية والعدالة والمساواة بين الجميع.

وقالت المنظمة على حسابها بمنصة التواصل الاجتماعي إكس: "نحن نرفض مشاهدة ارتكاب الحكومة الإسرائيلية إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة"، وأضافت في تعليق آخر أثناء الاحتجاجات داخل الكونغرس: "بينما كنا بالداخل، قصفت غارة جوية إسرائيلية مدخل مدرسة في خان يونس، حيث أُجبر الفلسطينيون على تركها.. هذه فظائع.. ولهذا السبب نطالب بوقف إطلاق النار الآن!.

The only way to peace and safety — for everyone — is through ensuring justice and equality for everyone.

That means standing in solidarity with Palestinians. It means building a world beyond Zionism. It means creating systems of safety through solidarity.

Will you join us? pic.twitter.com/MUicqLmrrD

— Jewish Voice for Peace (@jvplive) October 18, 2023 تفكيك الظلم

وبحسب الموقع الالكتروني للمنظمة، تقول: "نحن مثل أجيال اليساريين اليهود الذين سبقونا، نحن نناضل من أجل تحرير جميع الناس.. نحن نؤمن أنه من خلال تنظيم الاحتجاجات يمكننا وسنقوم بتفكيك المؤسسات والهياكل التي تدعم الظلم، وينمو مكانها شيئ جديد ومبهج وجميل ومستدام للحياة".

وتُعارض المنظمة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وقد نشرت مقالات تنتقد ما تصفه بأنه "انتهاكات شديدة لحقوق الإنسان والتي تمارسها إسرائيل في كل يوم"، مثل بناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية والحصار المفروض على قطاع غزة والعمليات العسكرية في غزة والضفة الغربية.

وتدعم المنظمة عودة اللاجئين الفلسطينيين، ولم شملهم مع عائلاتهم ومجتمعاتهم، منتقدة سياسات الحركة الصهيونية لمحو تاريخ الشتات اليهودي ولغاته وتقاليده.

ويبلغ عدد أعضاء تلك المنظمة اليهودية ما يقرب من 450 ألف عضواً ولديها أكثر من مليون متابع على مواقع التواصل الاجتماعي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل من أجل

إقرأ أيضاً:

كيف تسهم صناعة التأثير في مجابهة التفاهة المنظمة؟

من المسلم به أن الصلاح المحض غير قادر على مواجهة الإفساد، بل لا بد من مدافعة الإفساد المتدحرج بالإصلاح المتعدي، ولا ينتصر على الإفساد المنظم إلا إصلاح منظم، فالإصلاح العشوائي في ظل هذا الإفساد المنظم يغدو محض جهد عبثي.

اعتماد الإفساد المعاصر على التفاهة المنظمة

إن الإفساد المعاصر يعتمد على صناعة الشذوذ بمعناه الواسع في الفكر والسلوك، وترسيخ نظام التفاهة من خلال التأثير الواسع في جيل الشباب.

ولقد كان التأثير يعتمد في مراحل مختلفة من تاريخ البشرية على المحتوى التافه، لكن بطريقة غير منظمة، ومن أمثلة ذلك ما ذكره ابن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث" إذ قال "إن القصّاص على قديم الزمان كانوا يميلون وجوه العوام إليهم، ويستدرون ما عندهم بالمناكير والغريب والأكاذيب من الحديث. ومن شأن العوام القعود عند القاص، ما كان حديثه عجيبا، خارجا عن فطر العقول أو كان رقيقا يحزن القلوب ويستغزر العيون".

لكن هذه التفاهة غدت اليوم نظاما مدعوما يوصل مجتمعات شبابية كاملة إلى فقدان المعنى، كما يرى الفيلسوف الكندي آلان دونو في كتابه نظام التفاهة إذ يقول "التفاهة تشجعنا بكل طريقة ممكنة على الإغفاء بدلا من التفكير، النظر إلى ما هو غير مقبول كأنه حتمي، وإلى ما هو مقيت كأنه ضروري؛ إنها تحيلنا إلى أغبياء".

السبيل للإطاحة بتأثير التفاهة

يرى الفيلسوف الكندي أن السبيل للإطاحة بنظام التفاهة لا يمكن أن يكون إلا بكيفية جماعية أو ما يصفه "بالقطيعة الجمعية"، وليس عبر نشدان الخلاص الفردي، مع ما يستلزمه ذلك من طرق تفكير لإنهاء وجود المؤسسات والقواعد التي تضر بالمصلحة العامة عبر ترسيخ التفاهة من خلال التأثير الواسع.

إن صناعة الشذوذ الفكري بنشر الإلحاد والتشكيك بالثوابت الدينية وهدم المسلمات الشرعية، والشذوذ السلوكي من خلال نشر أفكار الجندر والمثلية والتطبيع مع الشذوذ، والشذوذ المجتمعي من خلال هدم بنيان الأسرة المسلمة عبر أفكار النسوية الراديكالية، والشذوذ السياسي من خلال التطبيع مع الكيان الصهيوني وفرض أمر واقع في القدس ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم وتقبل الاستبداد السياسي؛ كل ذلك يتم عن طريق صناعة التأثير وتصدير المؤثرين في العالم الواقعي والعوالم الافتراضية، هؤلاء المؤثرون الذين ينفذون اختراقا للعقول الشبابية الجمعية عبر وسائل التأثير المنظمة.

إن السبيل إلى مواجهة هذا التأثير الواسع للإفساد يكون بتأثير مضاد يصنع بطريقة منهجية، ويكون العمل عليه بطريقة جمعية من شباب حملوا همّ الإصلاح في حياتهم لمواجهة الإفساد وبناء المجتمعات القادرة على الحياة الراشدة في ظل هذا الطوفان من التفاهة المنظمة والشذوذ الممنهج.

نماذج على أهمية صناعة التأثير

إن صناعة التأثير ما زالت تكسب أهميتها من القديم إلى اليوم مع اختلاف واضح في المنهجيات والأدوات.

وإذا سألنا أنفسنا: لماذا رفض نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام أن يفحم فرعون وملأه وسحرته في قصره وأمام حاشيته فحسب بل أصرّ و"قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى"؟

إنها الحاجة إلى صناعة التأثير في أكبر قدر من الجماهير؛ فليس فرعون هو المقصود بالإفحام فحسب، بل أن تصل الرسالة إلى المخدوعين به والخاضعين له.

وكذلك نتلمّس هذا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، من خلال مواقف كثيرة، منها إعلان دعوته والجهر بها على الصفا، وإرسال الوفود المهاجرة إلى الحبشة، ومحاولة التأثير في الأغنياء والوجهاء، وابتعاث مصعب بن عمير رضي الله عنه سفيرا إلى المدينة قبل الهجرة وكيف استطاع التأثير في أهلها، ونصبه صلى الله عليه وسلم المنبر لحسان في المسجد، واتخاذه شاعرا له هو حسان بن ثابت، وخطيبا هو ثابت بن قيس، ورفضه قتل عبد الله بن أبي ابن سلول، وإرسال الرسائل إلى الملوك والأمراء، وغير ذلك كثير من وسائل التأثير وصناعة الرأي العام.

لكن دخول عالم اليوم في الحالة الافتراضية ونزوح كثير من الشباب من العالم الواقعي إذ نصبوا خيامهم في الفيس بوك وإنستغرام وسناب شات وتويتر، وحصلوا على جنسية وطن جديد في التيك توك، مع هيمنة الرأسمالية على العالم وطغيان المادية وسيولة المفاهيم؛ كل ذلك أدخل صناعة التأثير مرحلة حادة وجارفة.

صناعة التأثير وهندسة الحياة

إن الحاجة إلى صناعة التأثير تقودنا إلى هندسة الحياة على المستوى الفردي وعلى المستوى الجماعي، يقول الدكتور علي الحمادي إن صناعة التأثير هي أن يكون لك دور ريادي في هذه الحياة، هي أن تكون فاعلا في حركة الحياة وقيادة المستقبل، هي أن تكون شيئا نافعا في دنيا الناس، هي أن تضيف شيئا جديدا إلى هذه الحياة، إذ من لم يزد شيئا إلى هذه الحياة فهو زائد عليها. فهندسة الحياة وصناعة التأثير هي أن تكون رقما صعبا لا يستهان به، وأن لا يكون حالك كحال من ذكرهم القائل حين قال:

ويقضى الأمر حين تغيب تيم

ولا يستأذنون وهم شهود

هندسة الحياة وصناعة التأثير هي أن تكون قائدا فذًّا تقود الآخرين وتؤثر فيهم، هي أن تترك بصماتك في هذا الكون، وأن تخلّف لك أثرا جميلا وذكرا عطرا ينفعك في الدنيا والآخرة، إذ لكل إنسان وجود وأثر، ووجوده لا يغني عن أثره، ولكن أثره يدل على قيمة وجوده، ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي إذ يقول:

دقات قلب المرء قائلة له

إن الحياة دقائق وثواني

 

فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها

فالذكر للإنسان عمر ثاني

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

مقالات مشابهة

  • كيف تسهم صناعة التأثير في مجابهة التفاهة المنظمة؟
  • أمين التعاون الإسلامي يدعو إلى تدخل دولي عاجل لحماية المدنيين الفلسطينيين
  • منظمة العمل الدولية تقرر انتقال فلسطين من حركة تحرر وطني إلى دولة مراقبة
  • اعتماد فلسطين كدولة مراقبة في منظمة العمل الدولية
  • منظمة العمل الدولية تعتمد فلسطين كدولة مراقبة
  • خريجي الأزهر بالمنيا تعقد ندوة للتوعية بخطورة الزواج المبكر
  • فلسطين تنتقل من حركة تحرر وطني إلى دولة مراقبة في منظمة العمل الدولية
  • خريجي الأزهر بالدقهلية تعقد ندوة تثقيفية حول مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي
  • في افتتاح “الكومسيك”.. اردوغان يدعو لتوحيد الصف في دعم فلسطين ولبنان
  • تفاصيل الاجتماع التنسيقي السنوي للشركات العربية المنبثقة عن منظمة (أوابك)