الديمقراطي اللبناني: ما الذي ينتظره العرب وحكامهم لينتفضوا عن حق؟
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
اعتبرت مديرية الإعلام في "الحزب الديموقراطي اللبناني"، في بيان، أن "ما نراه اليوم بعد سلسلة مشاهد إجرامية على مدى التاريخ الحديث، بدءا من النكبة الفلسطينية مرورا بالإجتياح الإسرائيلي للبنان ومجزرة قانا ، وبعدها ما جرى في أفغانستان وغزو العراق والربيع العربي والحرب الكونية على سوريا، وصولا إلى الحرب الإجرامية والعدوان على غزة، ومجزرة مستشفى الأهلي المعمداني في الأول من أمس المخزية والعابرة لأبشع الجرائم والمجازر، يكشف حقيقة الكذب التي يعيشها عالمنا المتحضّر اليوم والذي يحمل راية الإنسانية والديموقراطية حتى سقط القناع واتضح أن أولئك المتحضرين وتحضرهم هو الأفظع والأشد وحشية وإجراما في تاريخ البشرية".
واستغربت " الصمت العربي والإسلامي والعالمي"، وسألت "ما الذي ينتظره العرب وحكامهم لينتفضوا عن حق وليس بخجل من باب رفع العتب؟".
ورأت أن " العدو الإسرائيلي تخطى كل المحرمات، بكل وقاحة وبرودة، قصف مستشفى يأوي المئات وذهب ضحيّة قصفه وإجرامه أكثر من ٥٠٠ روح لأطفال ونساء وشيوخ ومرضى تحولوا إلى أشلاء. أيعقل ألا تتحرك ضمائركم وهم إخوانكم في الدين وفي الهوية؟ وأين منظمات حقوق الإنسان التي ترفع شعارات الإنسانية والحقوق والأمان، فلو حصلت هكذا مجزرة في دولة غربية هل كان موقفها مماثلا؟".
وختمت مؤكدة أن "الشعارات والهتافات لم تعد تنفع مع عدو لا يعير للشعارات حسابا، وفلسطين اليوم ليست هي الضحية الوحيدة، بل بات كل عربي ضحية ومعرض للانتهاك والقتل، تماما كما يحصل مع أهلنا في غزة، لذلك يجب أن يصحو الضمير العربي لتكون الحرب على غزة فرصة لوحدة عربية وقوة واحدة تعيد للعرب كرامتهم وتنقذ فلسطين الثكلى وتؤكد أنها حقنا وقضيتنا إلى الأبد، فكلنا ثقة بشعبنا العربي".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
صورة العربي في سرديات أميركا اللاتينية
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةيعد كتاب «صورة العربي في سرديات أميركا اللاتينية»، للكاتب ريجوبيرتو إرنانديث باريديس، الصادر عن مشروع «كلمة»، من إصدارات مركز أبوظبي للغة العربية، في طبعته الأولى عام 2015، دراسة أدبية مهمَّة، تسعى لإلقاء الضوء على حضور الشخصيات العربية في الأدب الأميركي اللاتيني. قام بترجمة الكتاب إلى العربية أحمد عبد اللطيف، وراجعه الدكتور علي المنوفي، ويضم بين دفتيه 206 صفحات مقسَّمة إلى ثمانية فصول، تتناول تحليلاً دقيقاً لكيفية تصوير العرب في الأعمال الأدبية اللاتينية، ومدى تأثر هذه الصورة بالسياقات التاريخية والاجتماعية للمهاجرين العرب في القارة.
يتميز الكتاب بأسلوبه الأكاديمي المدعوم بتحليل نقدي لنصوص أدبية متنوعة من دول مختلفة، مع توظيف نظريات ما بعد الاستعمار لفهم كيف تشكلت صورة «الآخر» في الأدب الأميركي اللاتيني. كما يبرز أهمية الأدب في تقديم تصورات ثقافية قد تعكس الواقع أحياناً، أو تنسج صوراً نمطية تحتاج إلى تفكيك وتحليل.
في البداية، يتناول المؤلف الخلفية التاريخية للهجرات العربية إلى أميركا اللاتينية، والتي تعود إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حيث هاجر الكثير من العرب، خاصة من فلسطين وسوريا ولبنان، إلى دول مثل البرازيل والأرجنتين وكولومبيا وكوبا، هرباً من الأزمات الاقتصادية والتدخلات الاستعمارية والاضطرابات السياسية. ويرصد اندماج هؤلاء المهاجرين تدريجياً في مجتمعاتهم الجديدة، هذا الاندماج الذي أدَّى إلى تفاعل ثقافي انعكس في الأعمال الأدبية، سواء بشكل مباشر عبر شخصيات عربية، أو من خلال استلهام عناصر من الثقافة العربية في السرديات المحلية.
ينتقل الكتاب بعد ذلك إلى استعراض حضور العرب في الأدب الكوبي، تمَّ تقديم صور أكثر تعمُّقاً لحياة العرب في كوبا والمكسيك، حيث ظهروا كشخصيات تسعى للاندماج في المجتمع الجديد، بينما تحاول الحفاظ على هويتها الثقافية. كما يتناول الكتاب حضور العرب في أعمال الكاتب الكولومبي الكبير غابرييل غارسيا ماركيز، الذي استلهم شخصياتهم من واقع الهجرة العربية إلى كولومبيا، خاصة الفلسطينيين واللبنانيين. ففي روايات مثل «الكولونيل لا يجد من يكاتبه» و«مائة عام من العزلة» يصوِّر ماركيز العربَ كتجار ناجحين أصبحوا جزءاً من النسيج الاجتماعي.
أمَّا في البرازيل، فقد تناول خورخي أمادو في أعماله، مثل «غابرييلا، المسمار والقرفة» و«عن كيف اكتشف العرب أميركا» شخصيات عربية تتمحور حول قضايا الاندماج والتفاعل مع الثقافة المحلية.
يستعرض الكتاب أيضاً حضور العرب في الأدب الأرجنتيني، حيث كان هناك اهتمام بتقديم شخصيات درزية ومارونية لبنانية وسورية في الروايات الأرجنتينية. على سبيل المثال، في رواية «آدم بوينو سيارس» ظهرت شخصيات عربية تحمل ملامح ثقافية بارزة.
في المجمل، يقدم كتاب «صورة العربي في سرديات أميركا اللاتينية» دراسة مُعمَّقة توضِّح كيف تم تصوير العرب في الأدب اللاتيني، وكيف أثَّرَت تحولات التاريخ والهجرة على هذه الصور. إنه عمل يجمع بين البحث الأكاديمي والرؤية النقدية، ممَّا يجعله مرجعاً مهمّاً للمهتمين بدراسات الأدب المقارن والهجرات الثقافية.