تحت عنوان "اللعب بالنرد"، كتب أندريه أونتيكوف، في "إزفيستيا"، حول الوضع المأساوي في قطاع غزة وأفق العملية الإسرائيلية البرية.
وجاء في المقال: لقد مرت عشرة أيام، منذ أعلنت حركة حماس الفلسطينية، التي تحكم قطاع غزة، عن إطلاق عملية طوفان الأقصى. وفي الأيام الأولى، أدان كثير من الدول تصرفات الحركة، حيث وقع عدد كبير من المدنيين الإسرائيليين ضحايا للهجمات الإرهابية.
ومع ذلك، فإن تعاطف العديد من المراقبين الخارجيين يتحول الآن تدريجياً من إسرائيل نحو السكان المدنيين في قطاع غزة. ففي نهاية المطاف، لم يتأخر رد القدس الغربية طويلاً. علاوة على ذلك، اتسم الرد بالقسوة المعروفة في العهد القديم حقا.
ومع ذلك، فلا تزال القيادة الإسرائيلية تؤجل الغزو البري، بحجة الظروف الجوية غير المواتية. ومن الواضح أن هذا عذر. ففي نهاية المطاف، المخاطر في هذه الحالة مرتفعة للغاية، وخاصة بالنسبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يجد نفسه بين نارين.
من الواضح أن المجتمع الإسرائيلي يطالب بالقصاص لمواطنيه الذين قتلوا أو اختطفوا. لكن هذا لا يمكن أن يستمر إلا إذا لم تتكبد وحدات الجيش خسائر كبيرة. وستكون هناك مثل هذه الخسائر إذا دخل الجيش الإسرائيلي إلى قطاع غزة. إن ضرب الأهداف من الجو شيء، و معارك المدن ضد مقاتلين ماهرين في أساليب حرب العصابات، شيء آخر تمامًا.
بالإضافة إلى ذلك، هناك ثمن إعلامي. فالأمم المتحدة تصف بعض تصرفات القيادة الإسرائيلية بأنها جرائم حرب. وخلال العملية البرية، قد تنشأ اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.
وفي الوقت نفسه، فقد أوضح عدد من الدول الإسلامية بأن ما يحدث ستكون له عواقب. وهكذا، ما زال الوضع معلقًا. ويتزايد عدد القتلى من الجانبين كل يوم. ولا أحد يعرف متى سيتوقف هذا كله.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي القدس القضية الفلسطينية حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
602 ألف طفل مهددون بالشلل لمنع إسرائيل للتطعيمات
البلاد – رام الله
وسط حصار خانق يحرم الأطفال من حقهم في الحياة والوقاية، يتواصل منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال تطعيمات شلل الأطفال إلى قطاع غزة لليوم الأربعين على التوالي، في انتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية والمواثيق الدولية التي تكفل حماية المدنيين، لا سيما الأطفال، في أوقات الحرب.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في تصريح صحافي أمس الثلاثاء، أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل منع إدخال تطعيمات شلل الأطفال، الأمر الذي يعيق تنفيذ المرحلة الرابعة من حملة التحصين الهادفة إلى تعزيز الوقاية من هذا المرض الخطير.
وحذّرت الوزارة من تداعيات كارثية تهدد حياة أكثر من 602 ألف طفل في قطاع غزة، مبيّنة أن استمرار حرمانهم من التطعيمات اللازمة يعرّضهم لخطر الإصابة بالشلل الدائم والإعاقات المزمنة، في ظل تدهور شامل للواقع الصحي بفعل العدوان والحصار.
وشددت الوزارة على أن “أطفال غزة يتهددهم خطر مضاعفات صحية خطيرة وغير مسبوقة، خاصة في ظل انعدام مصادر التغذية السليمة ومياه الشرب، إلى جانب التراجع الحاد في الخدمات الطبية والأدوية نتيجة الحصار”.
ويأتي هذا المنع في سياق الحصار المشدد الذي استأنفه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة فجر يوم 18 مارس الماضي، بعد توقف مؤقت استمر نحو شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ يوم 19 يناير الماضي. ورغم دخول التهدئة حيز التنفيذ حينها، فإن فترة الهدوء لم تخلُ من الخروقات المتكررة.
ويواجه القطاع الصحي في غزة انهيارًا وشيكًا، فيما تزداد المخاوف من تفشي أمراض قاتلة يمكن الوقاية منها بسهولة، لو سُمح بدخول التطعيمات الأساسية. وفي ظل هذه الظروف القاسية، تناشد وزارة الصحة والمؤسسات الإنسانية جميع الأطراف الدولية لتحمل مسؤولياتها والضغط من أجل إدخال اللقاحات فورًا، لحماية أطفال غزة من مصير مأساوي وشيك.