موقع 24:
2024-07-01@16:17:32 GMT

جارة القمر تصالحنا مع الواقع

تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT

جارة القمر تصالحنا مع الواقع

الموسيقى نبض جوهري في حياتنا.. إلا أن النسق السريع لحياتنا المعاصرة، جعلها منهكة ومفتتة، ما حرمنا في معظم الوقت من فسحة الاستماع إلى أغانينا المفضلة.

نحن كائنات اجتماعية مجبولة على حب الموسيقى هكذا كنا وسنظل

بعض الدراسات نوهت بالتراجع الملحوظ في استمتاع العالم العربي بالموسيقى

اعتدت في مراحل دراستي الثانوية والجامعية على ارتشاف قهوتي الصباحية على إيقاع فيروزيات "جارة القمر"، وهو طقس يكاد يكون يومياً بالنسبة لي، وفي كل مرة آخذ جرعة من الكافيين ممزوجة مع أغاني فيروز، أشعر أنها قد وضعتني في الحالة الذهنية الصحيحة للمضي قدما في مذاكرتي ودراستي بشكل عام.

كان لدي من الأسباب ما يكفي لأحافظ على هذه الرابطة الحسية مع أغاني فيروز، فهي تنعش فيّ بطريقة ما مشاعر عميقة تشعرني بالارتياح وتملأ نفسي بالانشراح والسرور، ويتمخض عنها الكثير من المشاعر الإيجابية التي تصالحني مع الواقع وتجعلني أتقبله على شاكلته.

عندما أعود بالزمن إلى الوراء، لأتذكر الأشياء الجميلة التي مررت بها في حياتي، وخاصة تلك التي ساهمت حقاً في تشكيل ذوقي وشخصيتي، لا أستطيع أن أغيّب عشقي الممتد طوال حياتي لأغاني الزمن الجميل.

أعتقد أنه لا يوجد في الحياة أجمل من الاستماع للأغاني الطربية القديمة، إنها تستحق أن نستمتع بها، ونحيا بها أفضل حياة، وكل ما نحتاجه هو آذان "سميعة" وذواقة.

بالطبع، هذا ليس ترخيصاً مطلقا للاستماع للأغاني على امتداد اليوم، لكن يكفي أن نسترق بضع دقائق معدودة لنستمع إلى مقطوعة موسيقية أو أغنية واحدة على الأقل، حتى نشعر أننا في حالة نفسية وذهنية أفضل، خاصة إذا رافقها مشروبنا السحري الذي يحتوي على الكافيين.

نحن كائنات اجتماعية مجبولة على حب الموسيقى، هكذا كنا وسنظل.. فقبل أن نتعلم الكلام والمشي، تعلمنا التمايل على إيقاعات الموسيقى، وانسجمنا مع الألحان إلى حد التماهي الحسي والحركي مع كل نغمة.

لقد نشأنا وتطورنا على ترديد الأغاني وتبادل المشاعر عبر الأغاني.. وهكذا جعلتنا الموسيقى كائنات شاعرية، ومنها تعلمنا اللغة الحسية والتعبيرية، وعبّرنا بها عن هوياتنا وثقافاتنا، إلى درجة أن الفيلسوف اليوناني أفلاطون قال إن "الموسيقى تعطي روحاً للكون، أجنحة للعقل، طيرانا للمخيّلة وحياة لكل شيء"، ولم يكفّ علماء النفس عن سبر أغوار العلاقة بين الموسيقى وعلاج علل الروح والجسد.

الموسيقى نبض جوهري في حياتنا.. إلا أن النسق السريع لحياتنا المعاصرة، جعلها منهكة ومفتتة، ما حرمنا في معظم الوقت من فسحة الاستماع إلى أغانينا المفضلة، وانقرضت الكثير من الطقوس الجميلة بشكل غير مسبوق.. فمن منا مازال يحفل بفتح المذياع يومياً للاستماع لـ "جارة القمر" فيروز، بعد أن أصبحت أفئدة الناس مشغولة بالبحث عن الكنز الوهمي في الجزء الغربي من الكرة الأرضية!

بعض الدراسات الحديثة نوهت بالتراجع الملحوظ في استمتاع الناس في العالم العربي بالموسيقى، وعدم تمكن الملايين من الناس من تجربة التأثير السحري لأغاني الزمن الجميل المُعدة برهافة حس وذوق وحذق للطرب وللموسيقى، وكيف كانت تغمر مستمعيها بأنغامها ومعانيها وتحيطهم بها حتى يكونوا جزءاً منها، وذلك على نحو لم تنجح فيه أغلب الأغاني العصرية ذات الإيقاعات السريعة والنبرة الزاعقة والمفردات التي تنم عن الغرور والشعور بالأحقية مثل "أنا" و "لي"، بدل الكلمات الرومانسية والشاعرية والاجتماعية المتسامحة.

ذلك لا يعني أن جميع الأغاني الحديثة تشكل خياراً جديراً بالازدراء، لكن معظمها لم يرق إلى أن يكون قوة اجتماعية وشعبية مثلما هو الحال بالنسبة للطرب العربي الأصيل.

ماذا لو أعدنا فتح صندوق الكنز الكبير للثروات الموسيقية العربية من الشرق إلى الغرب، وأخرجنا الدرر الغنائية والموسيقية، ووضعنا كل قطعة في مكانتها الطبيعية، وسردنا القصص الملهمة عنها للقراء والمستمعين، وكيف ظهرت على أيدي فنانين مبدعين وموهوبين شاطرونا الحزن والفرح في أوقات الأزمات والمسرات.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الموسيقى العربية

إقرأ أيضاً:

منها الاستماع للموسيقى.. عادات يومية تعزز الحالة المزاجية

يمكن للعادات اليومية الصغيرة أن تعزز الحالة المزاجية، إذ لا يقتصر الشعور بالرضا على اللحظات الكبيرة فحسب ووفقاً لما جاء في تقرير نشرته صحيفة Times of India، ينتج جسم الإنسان مواد كيمياوية طبيعية تسمى "هرمونات السعادة"، مثل السيروتونين والدوبامين والأوكسيتوسين والإندورفين. 

 

ويمكن تعزيز إنتاج الجسم لهرمونات السعادة، التي تلعب دوراً حاسماً في تحسن الحالة المزاجية والشعور بالانتعاش والرضا، من خلال بعض العادات البسيطة، كما يلي:
 

بدء اليوم بالامتنان
إن بدء اليوم باعتراف الشخص بالأشياء التي يشعر بالامتنان لها يمكن أن يرسي نغمة إيجابية لبقية اليوم. يمكن أن يتم تخصيص بضع دقائق كل صباح لتدوين ثلاثة أشياء يشعر المرء تجاهها بالامتنان. تساعد هذه الدقائق المعدودة في زيادة مستويات الدوبامين، وهو المشهور شعبياً باسم "هرمون السعادة" المرتبط بالمتعة والمكافأة.
 

ممارسة نشاط بدني في الصباح
إن ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة صباحاً يعزز الحالة المزاجية. فعندما يمارس الشخص نشاطاً بدنياً يفرز جسمه الإندورفين، الذي يمنح المرء إحساساً بالانتعاش والبهجة. إن مجرد القيام بالمشي لمدة 10 دقائق فقط يمكن أن يطلق ما يكفي من الإندورفين ليجعل الشخص يشعر بالسعادة لعدة ساعات تالية.
 

الاستمتاع بأشعة الشمس
إن التعرض للضوء الطبيعي، خاصة في الصباح، يمكن أن يساعد في تنظيم إنتاج الجسم للسيروتونين، وهو الهرمون الذي يساهم في الشعور بالرفاهية والسرور. يمكن قضاء حوالي 15 دقيقة بالخارج كل صباح للحصول على جرعة مناسبة معتدلة من أشعة الشمس.
 

 

التنفس العميق أو التأمل
إن ممارسة تمارين التنفس العميق والتأمل تعد من الطرق الفعالة لتقليل التوتر وزيادة الشعور بالهدوء. يمكن أن تستغرق ممارسة التنفس العميق أو التأمل مجرد بضع دقائق كل يوم بما يكفي للمساعدة في زيادة مستويات هرمون السعادة.


الحصول على الأوميغا-3
تعتبر أحماض أوميغا-3 الدهنية، الموجودة في الأطعمة مثل الأسماك الدهنية وبذور الكتان والجوز، ضرورية لصحة الدماغ ويمكن أن تساعد في تحسين الحالة المزاجية. إن إضافة الأطعمة الغنية بالأوميغا-3 إلى النظام الغذائي يمكن أن يدعم الصحة العقلية ويعزز الشعور بالسعادة.


الضحك بصوت عال
إن الضحك هو حقاً "أفضل دواء"، فعندما يضحك الشخص، يفرز دماغه موجة من الدوبامين والإندورفين، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة مشاعر الفرح والرفاهية. ينبغي تعمد تخصيص وقت للأنشطة التي تجعل الشخص يضحك، سواء كان ذلك مقاطع فيديو مضحكة أو قضاء أوقات مبهجة مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء.


الانخراط في أعمال تسعد الآخرين
إن القيام بأنشطة تسعد الآخرين يمكن أن تؤدي إلى زيادة مستويات الأوكسيتوسين، والذي يُطلق عليه غالباً اسم "هرمون الحب". يساعد هرمون الأوكسيتوسين على تعزيز مشاعر الترابط والدفء العاطفي.
 

الاستمتاع بموسيقى محببة
تتميز الموسيقى بتأثير قوي على العواطف الإنسانية ويمكن أن تعزز إنتاج الجسم لهرمونات السعادة بشكل كبير. يمكن من خلال إعداد قائمة للأغنيات المفضلة والمقطوعة الموسيقية المحببة للنفس والاستمتاع إليها خلال فترات الراحة أثناء النهار أن تؤدي إلى رفع المعنويات.


الحصول على نوم جيد
يعد النوم الجيد ضرورياً لتنظيم هرمونات السعادة مثل السيروتونين والدوبامين. يجب المواظبة على روتين قبل النوم يعزز الاسترخاء ويضمن حصول الشخص على 7 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة لدعم صحته العقلية وسعادته.

مقالات مشابهة

  • حول الأوضاع في السودان ونقد موقف حكومة الأمر الواقع
  • "ليلة في حب مصر" بالأوبرا احتفاء بذكرى 30 يونيو
  • وزيرة الثقافة تشهد احتفالية «ثورة شعب.. ليلة في حب مصر» بالأوبرا
  • مختبر افتراضي في تعليم الرياضيات
  • دراسة الموسيقى وتدريسها: التحديات التي تواجه معلمي وطلبة الموسيقى المكفوفين
  • صراع الأفكار
  • في الليلة الثانية لميدفست في وجه بحري.. ميرفت أبو عوف: مناقشة المواضيع وتغيير الواقع يكون أسهل من خلال الأفلام
  • المخدرات على كل شكل ولون.. الاستماع لأقوال 10 من أباطرة الكيف بالمطرية
  • منها الاستماع للموسيقى.. عادات يومية تعزز الحالة المزاجية
  • الأنبا باخوم يلتقي أسر كنيسة العذراء بشبرا