الخليج الجديد:
2024-11-14@05:18:30 GMT

ما تدعو له أجراس طوفان الأقصى

تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT

ما تدعو له أجراس طوفان الأقصى

ما تدعو له أجراس طوفان الأقصى

أظهرت بطولات «طوفان الأقصى» جنون وجرائم ردود الأفعال الصهيونية ومسانديها من دول الغرب الاستعماري والعرب المخدوعين.

قتل وتشويه وحرق مئات الأطفال الفلسطينيين تحت أنقاض مئات المباني في غزة المحاصرة، هو دفاع عن النفس مبرر في عيون الإعلام الغربي.

أجراس طوفان الأقصى يجب أن يسمعها الجميع، ويستجيبوا لدعوتها، كنهاية تيه وضعف وهوان دخلته الأمة في الخمسين عاما الماضية وآن أوان الخروج منها.

وضع عربي قاد لتلاعب كل من هب ودب بهذه الأمة، ونراه يومياً في عذاب أطفال ونساء شيوخ الأمة وقتل وسجن شبابها أصبح عاراً على الجميع ومن مسؤوليات الجميع.

تعتبر وزيرة داخلية بريطانيا ورئيسها أن رفع العلم الفلسطيني جريمة سيعاقب عليها بالحبس 5 سنوات وردد مسؤولون فرنسيون أن انتقاد قصف الكيان الصهيوني غزة وحرق الأرض وأهلها معاداة للسامية.

* * *

هناك أحداث ومواقف تكشف وتفصل الحق عن الباطل والزيف من الحقيقة، وترفع عن الوجوه أقنعة الكذب. هذا ما أظهرته سيرورة بطولات «طوفان الأقصى» وجنون وجرائم ردود الأفعال الصهيونية ومسانديها من دول الغرب الاستعمارية ومن بعض العرب المخدوعين.

فأولاً تبين أن كل رذيلة أخلاقية مارسها الإعلام الغربي في تعامله مع تقييم الصراع في أوكرانيا، كذباً وخلطاً لأنصاف الحقائق، وسكباً لدموع التماسيح، ورفعاً لشعارات انتهازية، لتجهيل مواطنيهم بما حدث ويحدث في الواقع الأوكراني، عاد هذا الإعلام ومارسه بكل حذافيره وتلاعباته في المشهد الفلسطيني.

فمثلاً، اعتبر أن أخذ ولد إسرائيلي رهينة وإخفاءه بمكان آمن في غزة، جريمة إنسانية تدل على حيوانية ودموية المناضل الفلسطيني، وبالتالي العربي، أما قتل وتشويه وحرق مئات الأطفال الفلسطينيين تحت أنقاض مئات المباني في غزة المحاصرة، فهو دفاع عن النفس مبرر في عيون هذا الإعلام الذي لا يتعب ولا يمل عبر القرون من ممارسة الكذب والتلاعب بالألفاظ، من أجل خدمة مموّلية وموجّهية من أصحاب المال والجاه والنفوذ.

وقس على ذلك في تعامل هذا الإعلام مع عشرات آلاف من جرائم القتل والتهجير التي ارتكبت في فلسطين المحتلة، عبر خمس وسبعين سنة، ووصلت قمتها في غزة المدمرة المُجوعة المحاصرة.

لسنا وحدنا الذين نقول ذلك، إذ أن ألوف الكتاب الغربيين المنصفين الشرفاء، كتبوا ألوف المقالات والكتب عن هذه الظاهرة المسلكية الانحيازية غير الأخلاقية في ساحات إعلامهم وفي تصرفات حكوماتهم وبرلماناتهم ذات الوجهين المتناقضين.

وكمثل مخجل آخر ما سمعناه منذ بضعة أيام من فم وزيرة الداخلية البريطانية ورئيسها، بأن رفع العلم الفلسطيني جريمة سيعاقب عليها بالحبس خمس سنوات، أو ما ظل يردده المسؤولون الفرنسيون من أن انتقاد ما يقوم به الكيان الصهيوني في غزة المحاصرة من حرق للأرض ومن عليها، سيعتبر معاداة للسامية، التي هي الجهات ذاتها التي لا تبقي كلمة تحقير للإسلام والمسلمين إلا ترددها ليل نهار، تجاه حوادث فردية لا يقبل بها الإسلام ولا المسلمون.

ثانياً، اتضح بأنه ما لم تعد أنظمة الحكم العربية إلى أساس المأساة الفلسطينية، في حدها الأدنى على الأقل، التي تمثلت في المبادرة العربية التي أقرتها جامعة الدول العربية منذ ربع قرن بطلب من الشقيقة المملكة العربية السعودية آنذاك، فإننا جميعاً سنظل ندور في حلقات مفرغة، حسبما يقرره هذا القطر العربي أو ذاك أو الكيان الصهيوني من تلاعبات وأكاذيب وحيل شيطانية، وحسبما يتلاعب به عرّابه الأمريكي، مهما كان الحزب الذي يحكمه ومهما كان الرئيس الذي يقوده.

ما زال، لو وجدت الشجاعة ووجد الكبرياء ووجدت الأريحية تجاه شعب فلسطين العربي، وتجاه هذه الأمة المهانة، بالإمكان الدعوة لعقد قمة عربية تقولها بصوت عال بأن جميع أنظمة الحكم العربية لن تقبل على الإطلاق إلا بالمبادرة العربية بكل تفاصيلها، وأنها من دون تحقيقها التام الكامل ستوقف كل خطوات التطبيع والاتصالات والعلاقات مع الكيان الصهيوني.

هذا هو الحد الأدنى الذي يمكن أن تقبله الشعوب العربية كاستراتيجية عربية مؤقتة، إلى أن تحين ساعة تحرير الأرض العربية من كل وجود صهيوني، طال الزمن أو قصر.

ثالثاً، يبقى الموضوع الأساسي الذي آن أوان التعامل معه بجدية تامة وبعيداً عن بلادات وسخافات الماضي، الموضوع يتلخص في هذه الخطوة: ضرورة اتفاق مجموعة من الأحزاب العربية والنقابات واتحادات الجمعيات المهنية وحقوق الإنسان والجمعيات النسائية والأهلية وعدد من الأفراد الناشطين في ساحات النضال القومي كمفكرين أو قادة أو مناضلين… لتكوين نواة كتلة تاريخية تضامنية تنسيقية، في حدها الأدنى، من أجل الموضوع الفلسطيني حالياً، ومن أجل بناء تيار كبير يتبنى استراتيجية المساهمة الفاعلة المستمرة في الواقع العربي برمته مستقبلاً.

وذلك من أجل إخراج هذه الأمة من الجحيم الذي تعيشه، ومن الإذلال الاستعماري والصهيوني الذي يتلاعب بها، ومن التمزق الذي أصاب آمال هذه الأمة في وحدتها وتحررها ودخولها كمساهم فاعل في خضم هذا العصر وتطوراته.

هذا الوضع الذي قاد إلى أن يتلاعب كل من هب ودب بهذه الأمة، ونراه يومياً في بكاء أطفال ونساء شيوخ هذه الأمة وفي قتل وسجن شبابها أصبح عاراً يكلّل جبين الجميع دون استثناء وأصبح من مسؤوليات الجميع.

أجراس طوفان الأقصى يجب أن يسمعها الجميع، ويستجيب لدعوتها الجميع، وتكون إنهاء لفترة تيه وضعف وهوان وذل، دخلتها الأمة في الخمسين سنة الماضية وآن أوان الخروج منها.

*د. علي محمد فخرو وزير بحريني سابق، مفكر قومي عربي

المصدر | الشروق

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الغرب الاستعمار فلسطين الاحتلال طوفان الأقصى الإعلام الغربي المبادرة العربية الكيان الصهيوني الکیان الصهیونی هذه الأمة من أجل فی غزة

إقرأ أيضاً:

الاتجاه المعاكس يتساءل.. أين أصبحت القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟

وتساءل مقدم البرنامج فيصل القاسم عمّا إذا كان هذا الهجوم قد أعاد الحياة للقضية الفلسطينية التي كادت أن تُنسى، مشيرًا إلى التفاعل العالمي مع العلم الفلسطيني والتظاهرات المؤيدة في مختلف العواصم. لكنه في المقابل، أثار تساؤلات عن الأضرار التي لحقت بقطاع غزة ومستقبل المقاومة.

وقال اللواء الدكتور فايز الدويري إن "طوفان الأقصى" أعاد الحياة للقضية الفلسطينية التي كانت في مرحلة النسيان، خاصة في أجندات الدول العربية والدولية.

وأوضح الدويري أن السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 كان له تأثير عميق في إحياء القضية الفلسطينية، فقد أصبح موضوع فلسطين حديث الجميع، بعدما كادت قضيته تندثر وسط أولويات السياسة الإقليمية والدولية.

وأشار اللواء الدويري إلى أن بروز التيار اليميني المتشدد في إسرائيل، الذي يمثله الوزيران الإسرائيليان بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، أسهم في فضح السياسات الإسرائيلية التوسعية، فقد أصبحت الخرائط المعلنة تشمل أجزاء من الدول العربية.

وأضاف أن القضية الفلسطينية تُبرز صمودها أمام هذه السياسات الاستيطانية، بما يعيد التأكيد أنها قضية وطنية وليست مجرد نزاع سياسي.

ورغم إشادته بهذا الإحياء، أكد الدويري أن التحديات التي تواجه المقاومة كبيرة، إذ كانت التوقعات الأولية تشير إلى أن الحرب لن تستمر أكثر من 3 أشهر، غير أن الرهان على الدعم العربي لم يتحقق، مما جعل المقاومة تواجه ظروفًا أصعب.

وأشار إلى أن النضال الفلسطيني يجب أن يستمر، ففلسطين لن تقبل القسمة وستبقى عربية، ما دام هناك إصرار على إبقاء شعلة المقاومة مشتعلة.

أهداف مبالغ فيها

في المقابل، اعتبر الباحث في الشأن السياسي نضال السبع أن فكرة إحياء القضية الفلسطينية مبالغ فيها، مؤكدًا أن القضية لم تكن في حالة موت حتى يعاد إحياؤها، فهناك أكثر من 11 مليون فلسطيني يطالبون بحقوقهم، وذلك يُثبت أن القضية ما زالت حية.

وأضاف أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والقيادات الفلسطينية تحدثت عن أهداف كبيرة عقب "طوفان الأقصى" مثل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس ورفع الحصار عن غزة، لكن لم يتحقق شيء من هذه الأهداف، وفق تعبيره.

وانتقد السبع سقف التوقعات العالي الذي رفعته حركة حماس، حيث تضاءلت الطموحات إلى مستويات تتعلق بإدخال مواد غذائية وأدوية فقط إلى قطاع غزة.

ورأى أن الوضع الحالي يعكس حالة من التراجع، فقد أصبحت المقاومة تواجه مصاعب اقتصادية وإمدادات ضعيفة، وذلك يجعل صمودها أمام التحديات أمرًا صعبًا.

وفي تحليله للواقع، رأى السبع أن هناك حاجة إلى إعادة قراءة شاملة للمشهد بعيدا عن الشعبوية، معتبرا أن الحالة الراهنة لا تمثل انتصارا للمقاومة بل تُشكل هزيمة كبرى تفوق هزائم تاريخية سابقة، مثل هزيمة 1948 وهزيمة 1967، كما وصفها.

ودعا إلى ضرورة التحلّي بالواقعية والتفكير في السبل التي تعزز مقومات الصمود داخل قطاع غزة.

واستعرض الضيوف ما وصفه بعضهم بالتلازم بين مسارات متناقضة، فقد أشاد اللواء الدويري بقدرة المقاومة على إبقاء القضية الفلسطينية في الواجهة رغم الظروف الصعبة، أما السبع فأشار إلى أن القادة الفلسطينيين بحاجة إلى إعادة تقييم أهدافهم وإستراتيجياتهم في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية المعقدة.

وبينما استمر النقاش بين الدويري والسبع، طرح القاسم تساؤلات عن مدى قدرة المقاومة الفلسطينية على مواجهة التحديات الحالية، ودور الدول العربية في تقديم الدعم للقضية الفلسطينية.

12/11/2024

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ405 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • فوضى بوزارة حرب الاحتلال.. استقالات وإقالات منذ عملية طوفان الأقصى (صور)
  • تكريم خريجي دورات “طوفان الأقصى” من موظفي الوحدة
  • ضباط كبار بالجيش الإسرائيلي يعلنون استياءهم بسبب تحقيقات "طوفان الأقصى"
  • يحيى السِّنوار (أبو إبراهيم) .. نور الوعد واليقين
  • تطورات اليوم الـ404 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • الاتجاه المعاكس يتساءل.. أين أصبحت القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟
  • ما الذي سيتغير مع عودة ترامب؟ مآلات طوفان الأقصى واتجاهات السياسة الأمريكية
  • تطورات اليوم الـ403 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • قمة الشعوب العربية تدعو قادة الأمة إلى الضغط لوقف حرب غزة