ما تدعو له أجراس طوفان الأقصى
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
ما تدعو له أجراس طوفان الأقصى
أظهرت بطولات «طوفان الأقصى» جنون وجرائم ردود الأفعال الصهيونية ومسانديها من دول الغرب الاستعماري والعرب المخدوعين.
قتل وتشويه وحرق مئات الأطفال الفلسطينيين تحت أنقاض مئات المباني في غزة المحاصرة، هو دفاع عن النفس مبرر في عيون الإعلام الغربي.
أجراس طوفان الأقصى يجب أن يسمعها الجميع، ويستجيبوا لدعوتها، كنهاية تيه وضعف وهوان دخلته الأمة في الخمسين عاما الماضية وآن أوان الخروج منها.
وضع عربي قاد لتلاعب كل من هب ودب بهذه الأمة، ونراه يومياً في عذاب أطفال ونساء شيوخ الأمة وقتل وسجن شبابها أصبح عاراً على الجميع ومن مسؤوليات الجميع.
تعتبر وزيرة داخلية بريطانيا ورئيسها أن رفع العلم الفلسطيني جريمة سيعاقب عليها بالحبس 5 سنوات وردد مسؤولون فرنسيون أن انتقاد قصف الكيان الصهيوني غزة وحرق الأرض وأهلها معاداة للسامية.
* * *
هناك أحداث ومواقف تكشف وتفصل الحق عن الباطل والزيف من الحقيقة، وترفع عن الوجوه أقنعة الكذب. هذا ما أظهرته سيرورة بطولات «طوفان الأقصى» وجنون وجرائم ردود الأفعال الصهيونية ومسانديها من دول الغرب الاستعمارية ومن بعض العرب المخدوعين.
فأولاً تبين أن كل رذيلة أخلاقية مارسها الإعلام الغربي في تعامله مع تقييم الصراع في أوكرانيا، كذباً وخلطاً لأنصاف الحقائق، وسكباً لدموع التماسيح، ورفعاً لشعارات انتهازية، لتجهيل مواطنيهم بما حدث ويحدث في الواقع الأوكراني، عاد هذا الإعلام ومارسه بكل حذافيره وتلاعباته في المشهد الفلسطيني.
فمثلاً، اعتبر أن أخذ ولد إسرائيلي رهينة وإخفاءه بمكان آمن في غزة، جريمة إنسانية تدل على حيوانية ودموية المناضل الفلسطيني، وبالتالي العربي، أما قتل وتشويه وحرق مئات الأطفال الفلسطينيين تحت أنقاض مئات المباني في غزة المحاصرة، فهو دفاع عن النفس مبرر في عيون هذا الإعلام الذي لا يتعب ولا يمل عبر القرون من ممارسة الكذب والتلاعب بالألفاظ، من أجل خدمة مموّلية وموجّهية من أصحاب المال والجاه والنفوذ.
وقس على ذلك في تعامل هذا الإعلام مع عشرات آلاف من جرائم القتل والتهجير التي ارتكبت في فلسطين المحتلة، عبر خمس وسبعين سنة، ووصلت قمتها في غزة المدمرة المُجوعة المحاصرة.
لسنا وحدنا الذين نقول ذلك، إذ أن ألوف الكتاب الغربيين المنصفين الشرفاء، كتبوا ألوف المقالات والكتب عن هذه الظاهرة المسلكية الانحيازية غير الأخلاقية في ساحات إعلامهم وفي تصرفات حكوماتهم وبرلماناتهم ذات الوجهين المتناقضين.
وكمثل مخجل آخر ما سمعناه منذ بضعة أيام من فم وزيرة الداخلية البريطانية ورئيسها، بأن رفع العلم الفلسطيني جريمة سيعاقب عليها بالحبس خمس سنوات، أو ما ظل يردده المسؤولون الفرنسيون من أن انتقاد ما يقوم به الكيان الصهيوني في غزة المحاصرة من حرق للأرض ومن عليها، سيعتبر معاداة للسامية، التي هي الجهات ذاتها التي لا تبقي كلمة تحقير للإسلام والمسلمين إلا ترددها ليل نهار، تجاه حوادث فردية لا يقبل بها الإسلام ولا المسلمون.
ثانياً، اتضح بأنه ما لم تعد أنظمة الحكم العربية إلى أساس المأساة الفلسطينية، في حدها الأدنى على الأقل، التي تمثلت في المبادرة العربية التي أقرتها جامعة الدول العربية منذ ربع قرن بطلب من الشقيقة المملكة العربية السعودية آنذاك، فإننا جميعاً سنظل ندور في حلقات مفرغة، حسبما يقرره هذا القطر العربي أو ذاك أو الكيان الصهيوني من تلاعبات وأكاذيب وحيل شيطانية، وحسبما يتلاعب به عرّابه الأمريكي، مهما كان الحزب الذي يحكمه ومهما كان الرئيس الذي يقوده.
ما زال، لو وجدت الشجاعة ووجد الكبرياء ووجدت الأريحية تجاه شعب فلسطين العربي، وتجاه هذه الأمة المهانة، بالإمكان الدعوة لعقد قمة عربية تقولها بصوت عال بأن جميع أنظمة الحكم العربية لن تقبل على الإطلاق إلا بالمبادرة العربية بكل تفاصيلها، وأنها من دون تحقيقها التام الكامل ستوقف كل خطوات التطبيع والاتصالات والعلاقات مع الكيان الصهيوني.
هذا هو الحد الأدنى الذي يمكن أن تقبله الشعوب العربية كاستراتيجية عربية مؤقتة، إلى أن تحين ساعة تحرير الأرض العربية من كل وجود صهيوني، طال الزمن أو قصر.
ثالثاً، يبقى الموضوع الأساسي الذي آن أوان التعامل معه بجدية تامة وبعيداً عن بلادات وسخافات الماضي، الموضوع يتلخص في هذه الخطوة: ضرورة اتفاق مجموعة من الأحزاب العربية والنقابات واتحادات الجمعيات المهنية وحقوق الإنسان والجمعيات النسائية والأهلية وعدد من الأفراد الناشطين في ساحات النضال القومي كمفكرين أو قادة أو مناضلين… لتكوين نواة كتلة تاريخية تضامنية تنسيقية، في حدها الأدنى، من أجل الموضوع الفلسطيني حالياً، ومن أجل بناء تيار كبير يتبنى استراتيجية المساهمة الفاعلة المستمرة في الواقع العربي برمته مستقبلاً.
وذلك من أجل إخراج هذه الأمة من الجحيم الذي تعيشه، ومن الإذلال الاستعماري والصهيوني الذي يتلاعب بها، ومن التمزق الذي أصاب آمال هذه الأمة في وحدتها وتحررها ودخولها كمساهم فاعل في خضم هذا العصر وتطوراته.
هذا الوضع الذي قاد إلى أن يتلاعب كل من هب ودب بهذه الأمة، ونراه يومياً في بكاء أطفال ونساء شيوخ هذه الأمة وفي قتل وسجن شبابها أصبح عاراً يكلّل جبين الجميع دون استثناء وأصبح من مسؤوليات الجميع.
أجراس طوفان الأقصى يجب أن يسمعها الجميع، ويستجيب لدعوتها الجميع، وتكون إنهاء لفترة تيه وضعف وهوان وذل، دخلتها الأمة في الخمسين سنة الماضية وآن أوان الخروج منها.
*د. علي محمد فخرو وزير بحريني سابق، مفكر قومي عربي
المصدر | الشروقالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الغرب الاستعمار فلسطين الاحتلال طوفان الأقصى الإعلام الغربي المبادرة العربية الكيان الصهيوني الکیان الصهیونی هذه الأمة من أجل فی غزة
إقرأ أيضاً:
ضباط إسرائيليون سابقون: الوحدة 8200 تشهد أسوأ أزمة في تاريخها بعد الفشل في إحباط “طوفان الأقصى”
سرايا - نقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن ضباط استخبارات إسرائيليين سابقين أن الوحدة 8200 في الجيش الإسرائيلي تشهد “أسوأ أزمة في تاريخها بعد فشل أكتوبر”، في إشارة إلى هجوم طوفان الأقصى الذي شنته المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وبحسب 3 ضباط كبار سابقين في الوحدة، فإن الوحدة تحتاج إلى العمل الاستخباراتي الأساسي الذي لا يعرف الكثير من العاملين فيها اليوم كيفية القيام به، وبدون ذلك فإن الفشل سوف يكرر نفسه.
وأضاف هؤلاء بأن تعيين أوري ستاف قائدا للوحدة 8200 هو “إحياء لذكرى الفشل الذي أدى إلى تخلف 7 أكتوبر”، مؤكدا أنها خطوة غير كافية لإصلاحها وترميمها.
وقال أحد كبار المسؤولين السابقين، إن القائد الجديد للوحدة أوري ستاف فشل في التأثير على قائد الوحدة السابق يوسي شارييل، “ولم يوقف الغباء الذي أدى إلى الكارثة”.
وذكر الموقع أن الضباط السابقين الثلاثة اتفقوا على أنه رغم أن ستاف تدرج في المناصب التقنية داخل الوحدة، إلا أنه ليس رجل استخبارات، وهو ما تحتاجه الوحدة في الوقت الحالي، مشيرين في الوقت نفسه إلى أنه ظل نائبا لرئيس الوحدة السابق على مدى 3 سنوات، ومن ثم فهو مشارك في اتخاذ القرار والإخفاقات التي أدت إلى الفشل.
وقال المسؤولون الثلاثة السابقون إنه من أجل التغلب على الفجوة في مجال الاستخبارات، سيكون من الضروري تعيين نائب قائد يأتي من مجال الاستخبارات، خصوصا أن هناك حاجة لإعادة بناء الوحدة من الصفر تقريبا.
ويعتقد المسؤولون السابقون أنه سيكون من الضروري تشكيل فريق استشاري من جنود الاحتياط ذوي الخبرة في مجال الاستخبارات الذين سيعملون بشكل وثيق مع قائد الوحدة ونائبه وقائد مركز المخابرات في عملية إعادة التأهيل.
وفي 12 سبتمبر/أيلول الماضي، أبلغ يوسي شاريئيل رئيس الأركان هرتسي هاليفي، استقالته من منصبه بعد مسؤوليته عن الإخفاقات الاستخباراتية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وما قبلها.
وتداولت منصات عبرية خطابا منسوبا لقائد الوحدة 8200، يؤكد فيه استقالته قائلا: “في 7 أكتوبر فشلت في مهمتي.. اليوم بعد الانتهاء من التحقيقات الأولية، أود أن أمارس مسؤوليتي الشخصية وأسلم القيادة إلى من بعدي”.
وتُعد الوحدة 8200 كبرى الوحدات في مديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وتأخذ على عاتقها مهمة جمع المعلومات الرئيسة، إضافة إلى تطوير أدوات جمع المعلومات وتحديثها باستمرار، مع تحليل البيانات ومعالجتها، وإيصال المعلومات للجهات المختصة، وكثيرا ما تشارك هذه الوحدة وتمارس عملها من داخل مناطق القتال.
إقرأ أيضاً : صحيفة أمريكية تكشف تفاصيل الاتفاق بين "إسرائيل" ولبنان لوقف إطلاق النار .. هدنة لـ60 يومًا وانسحاب تدريجيإقرأ أيضاً : بوتين: روسيا تواجه تهديدات ولا توجد وسيلة في العالم يمكنها منع صاروخ “أوريشنيك” وسنواصل اختبار أنظمة أسلحة جديدةإقرأ أيضاً : بعد الغارات "الإسرائيلية" على العاصمة اللبنانية .. وسم "بيروت" يعتلي منصات التواصل الاجتماعي
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #روسيا#العالم#اليوم#العمل#بوتين#رئيس#الوحدات
طباعة المشاهدات: 1609
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 23-11-2024 12:53 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...