طغى على المشهد اللبناني امس "استنفار" الاحتجاجات الواسعة ضد المجزرة الاسرائيلية الاخيرة في غزة وشارك لبنان الرسمي عبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي شارك في وقفة تضامنية أمام وزارة الصحة. وقال ميقاتي "الوقفة اليوم لها معنيان، الاول هو التضامن مع أهل غزة، والثاني ان القيم الانسانية تنتهك في غزة" وسأل "اين هي الامم المتحدة مما يجري؟ أين مجلس الامن؟ أين شرعة الامم المتحدة؟هذا الامر يجب وضع حد له ،وهذه هي رسالتنا للعالم من باب التمسك بالقيم الانسانية والحفاظ على النظام العالمي الذي تعلمنا ان اساسه العدالة، ولسوء الحظ فهذه العدالة تضرب اليوم في الصميم".



في المقابل احتدمت بعد ظهر امس ومساء المواجهات بين "حزب الله" والقوات الإسرائيلية على نحو واسع وبرز مؤشر مثير لمزيد من المخاوف حيال الوضع في لبنان تمثل في انضمام سفارات دول كبرى كالسفارات الأميركية والفرنسية والسعودية الى توجيه دعوات عاجلة الى رعايا هذه الدول الى مغادرة لبنان وعدم التوجه اليه في المرحلة الراهنة.

وبحسب" النهار" فهذا المؤشر اظهر ان التوقعات المتصلة بلبنان لا تزال تميل نحو التخوف من اتساع الحرب خصوصا ان عاصفة الغضب التي عمت معظم العواصم العربية حيال المجزرة لم تبق أي مجال لتوقعات متفائلة بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة بعدما تنصلت تل ابيب من المجزرة واتهمت بها حركة "الجهاد الإسلامي" وجاراها في ذلك الرئيس الأميركي جو بايدن . ذلك ان التصعيد الذي حصل امس على جبهة الجنوب بدا بمثابة مواكبة ميدانية للاحتقانات الكبيرة التي عمت المنطقة ولم يكن ادل على مستوى التصعيد الميداني من اعتراف الجيش الإسرائيلي مساء بان تسعة صواريخ مضادة للدروع وقذائف اطلقت من لبنان واعترض أربعة منها خلال ساعات .

وبازاء هذا الواقع القاتم لم تسقط الرهانات على تحرك دولي يلجم اتساع الحرب واتساعها. وفي السياق ابلغ مصدر ديبلوماسي اوروبي مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين ان فرنسا ايدت مشروع القرار الذي قدمته البرازيل في مجلس الامن بالنسبة الىً الصراع الحالي بين اسرائيل والفلسطينيين لانه يجمع تأييد 9 اصوات على الأقل في مجلس الامن وتضمن في مقدمته تأييد جهود الاسرة الدولية من اجل وقف القتال و حماية المدنيين. كما ادان حماس وهذا مهم لفرنسا. وطالب المشروع بتحرير جميع الرهائن دون شروط فورا وضرورة معاملتهم بشكل انساني. وذكر بحل الدولتين الاسرائيلية والفلسطينيةً وتأييد الجهود لايقاف التصعيد في كل المنطقة .

وأشارت مصادر ميدانية لـ»البناء» الى أن حزب الله كثّف عملياته العسكرية النوعية ضد مختلف مواقع الاحتلال غداة ارتكاب العدو المجزرة بحق المدنيين في المعمداني، وشدّدت على أن مستوى العمليات سيتوسّع كل يوم الى ما هو أبعد من الحدود، وقد يتفاجأ العدو بأنواع أخرى من العمليات التي ستؤلمه. وكشفت المصادر أن العدو تكبّد خسائر كبيرة لكنه يمارس التعتيم الإعلامي، كما أنه يتهيب الحرب مع المقاومة في لبنان من خلال التخفيف من تحركاته الحدودية واختباء جنوده وضباطه في الآليات العسكرية.

وكتبت" الديار":حسب مصادر متابعة للاوضاع في الجنوب، فان قواعد الاشتباك التي سادت في الجنوب ما بين حرب تموز ٢٠٠٦ و٧ تشرين الاول ٢٠٢٣ انتهت و باتت من الماضي، والجبهة مع العدو اليوم على طول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وطولها يقارب الـ ١٠٠ كلم، وليست محصورة بمنطقة الغجر وتلال كفرشوبا وشبعا المتنازع عليها، اما اليوم فان مجاهدي المقاومة الإسلامية ينفذون عمليات نوعية داخل فلسطين المحتلة ادت الى مقتل ضباط وجنود للعدو باعترافه وتم الرد من قبل العدو بقصف مناطق واسعة في الجنوب، وسقوط شهيدين مدنيين ومصور وكالة رويترز وعدد من الجرحى والامور مفتوحة على كل الاحتمالات.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أول عمل عسكري لنتنياهو بعد اتصاله بدونلد ترامب

رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو (سبوتنيك)

استمر الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، 07 تشرين الثاني، 2024، في ارتكاب جرائمه في غزة.

وفي التفاصيل، ارتكبت قواته قبل قليل مجزرة جديدة في شمال القطاع.

اقرأ أيضاً أبرز قيادي في المجلس الانتقالي ينقلب على عيدروس الزبيدي 6 نوفمبر، 2024 حماس تعلق على فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.. فماذا قالت؟ 6 نوفمبر، 2024

وذكرت مصادر إعلامية أن طيران الاحتلال استهدف منزل في المنطقة يستخدمها الصليب الأحمر كمقر له. والمنزل يتبع عائلة المبحوح ويقع خلف مدرسة أبو حسين.

وقد راح ضحية الهجوم الجديد نحو 30 شهيدا  وعشرات الجرحى  في حصيلة أولية.

يشار إلى المجزرة جزء من سيناريو قتل جماعي تمارسها قوات الاحتلال منذ اعلان حملتها بشمال القطاع قبل أسابيع .. وتزامنت المجزرة المروعة مع توسيع الاحتلال عدوانه وحصاره المستمر على مناطق الشمال باتجاه بيت لاهيا في الوسط.

ويحاول الاحتلال من تكثيف حرب الإبادة التي يمارسها في غزة منذ أكتوبر من العام الماضي وراح ضحيتها قرابة 43 الف شهيدا واكثر من 100 الف جريح  فرض واقع جديد على الأرض يتمثل بإعادة احتلال القطاع وتهجير سكانه في ظل فشل تنفيذ أهدافه المعلنة بما في ذلك استعادة الاسرى.

يذكر أن هذه التطورات تأتي في أعقاب اتصال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ما يشير على تلقيه ضوء اخضر بارتكاب مزيد من المجازر قبل تسلم ترامب منصبه حيث يتوقع اعلان وقف للحرب.

مقالات مشابهة

  • لبنان و”حرب الطوفان”.. المفاجآت واردة 
  • العدوان مستمر على الجنوب والبقاع.. هذه آخر المستجدات هناك (فيديو)
  • أول عمل عسكري لنتنياهو بعد اتصاله بدونلد ترامب
  • توتّر في ميدان الجنوب... اشتباكات وقصف على هذه البلدات
  • سلفة خزينة لتطويع 1500 جندي وميقاتي يحمّل المجتمع الدولي مسؤولية حرب الإبادة الإسرائيلية
  • ما هي فرصة وقف النار في لبنان خلال الفترة الانتقاليّة للحكم الأميركي؟
  • تحقيق الجيش حول البترون: انتهاك للسيادة!... هذا هو الوقع الميداني على الجبهة
  • بيانٌ من غرفة عمليات حزب الله.. تفاصيل مهمة عن حرب الجنوب
  • إسرائيل تمضي في التدمير وإشارات متضاربة حول تقليص العملية البرية في الجنوب
  • حزب الله يواصل تصديه للقوات المتوغلة جنوبا ويقصف مستوطنات.. والاحتلال يسحب عدة ألوية