عربي21:
2024-10-07@04:17:22 GMT

خطاب السيسي.. المنطلقات والدلالات

تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT

في مؤتمره الصحفي مع المستشار الألماني أوضح السيسي ما أوضحه غير مرة -إلا النذر اليسير- فهو يريد التأكيد على معتقداته ومنطلقاته، ولم يعط وقتا كافيا لِدُماه الإعلامية بل وللمخدوعين من أبناء الأمة حتى خرجت قيادات من حماس تثمن "دور الأشقاء في مصر"، وخرج سياسيون مسئولون في كبرى الحركات الإسلامية بتثمين ودعم بيان خارجية نظام السيسي بل تجاوز بعضهم بتبرير أو تحليل ما يتعرض له النظام المصري من ضغط.

لم يترك السيسي فرصة طويلة للأذرع الإعلامية أن تكمل دور الوطنية -ولا لحكماء السياسة الذين يعلمون ما لا نعلم- بأن عدم السماح بتهجير أهل غزة من منطلق حرصه عليهم وعلى القضية الفلسطينية إذ فاجأهم أن عدم التهجير المقصود هو لسيناء فقط، ومبرره في ذلك وضحه كما وضحه من قبل ألا تكون سيناء قاعدة خلفية للاعتداء على الكيان الصهيوني المسمى إسرائيل.

وقد أسهب في الشرح، إذ أوجد لهم حلا عبقريا بأن يتم تهجير أهل غزة إلى صحراء النقب، وهذا يحقق عدة أهداف في آن واحد..

الأول: ما أسلفت بألا تكون سيناء قاعدة خلفية لتوجيه ضربات لإسرائيل، وقد أعلن عدم سماحه بذلك مطلقا منذ سنوات.

الثاني: ما أعلنه السيسي لإتاحة الفرصة لجيش الاحتلال بسحق المقاومة (الجهاد وحماس والفصائل الأخرى) وفقاً لنص كلامه الذي قال فيه "وفقا للأهداف المعلنة".

الثالث: رفع الحرج عن الكيان الصهيوني -وهو لا يستشعر الحرج أصلا- في قصف المدنيين والمستشفيات والمدارس ومؤسسات المجتمع المدني المحلية والدولية

الرابع: وضع شعب غزة تحت السيطرة الكاملة والتحكم فيهم بالمنح والمنع والتأديب إن لزم الأمر، كأنهم في سجن كبير اسمه سجن النقب.

ولم يفت السيسي أن يشرح أسباب الوضع الراهن، مبتدئا بإلقاء اللائمة على الكيان الصهيوني الذي لم يحل دون تطوير فصائل المقاومة لقدراتها العسكرية وأن الكيان هو المسئول عما يحدث له الآن من عمليات "إرهابية"!!!

وقد أدان السيسي غير مرة ما قامت به المقاومة يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ابتداء من لقائه بوزير الخارجية الأمريكي وانتهاء بلقائه المستشار الألماني، ومثنيّا بعدم موافقة الكيان الصهيوني المسمى إسرائيل على إنشاء دولة فلسطينية "منزوعة السلاح"، وقد أكد على كونها منزوعة السلاح. وبالطبع ما لم يقله -وهو المعلوم من الواقع بالضرورة- عن كونها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وذلك كان يتطلب صناعة خاصة غير مفضوحة بالتنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني، وكان يكفي أن يكون ذلك سرا إلا أنهم كانوا يتبارون في إظهار ذلك، بل إن محمود عباس كان يجاهر وربما يفاخر بذلك، وشرطته لم تفلح في شيء غير قمع مظاهرات الفلسطينيين الأحرار في الضفة واعتقالهم، وما أحداث أمس منكم ببعيد، وهو ما يفقده الاحترام اللازم لاستمراره في سدة الحكم الموهوم في بلاط صاحبة الجلالة المسماة إسرائيل.

ولا يخفى على طفل مميز وضوح الصورة، وقد يتعجب أن السيسي لم يهدد بجعل درجة استعداد الجيش في سيناء حالة قصوى مثلا، واستعداده للرد إزاء أي تهديد ولو حتى على سبيل المناورة أو الضغط، ولكن ما فات هذا الطفل فما دونه أو فوقه أنه لا يستطيع أن يفعل ذلك لأسباب لا تحتاج إلى شرح.

ولم يعرج السيسي ولو من طرف خفي أو بعبارة خجولة عن ضرب الكيان الصهيوني لمعبر رفح، وهذا لا يجوز بين الأصدقاء، ولا تحدثني عن السيادة والريادة فكلاهما في إجازة.

ولم يتحدث عن اضطراره لإدخال المساعدات للشعب المحاصر، ولو على سبيل التهديد بانفجار الشعب المصري وخروجه في مظاهرات مليونية تنديداً بقتل الشعب الفلسطيني عمداً وربما تزحف نحو المعبر لكسر الحصار وإدخال المساعدات.

لكنه هدد فقط بإخراج هذه المسيرات مؤيدة له بعدم تهجير أهل غزة إلى سيناء، بعد حفلات الإعلاميين ولبس ثوب الوطنية المفاجئ لهؤلاء الذين راحوا قبل ذلك يصفون حماس بأنها جماعة إرهابية. سيخرج هؤلاء اليوم بالدعوة إلى التهجير القسري لأهل غزة إلى صحراء النقب وأن هذا لمصلحة أهل غزة، وسيُلبسون ذلك لباس حكمة وحنكة ورحمة الزعيم القائد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه السيسي مصر غزة التهجير سيناء إسرائيل مصر السيسي إسرائيل غزة سيناء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونی أهل غزة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الإيراني: يجب أن تكون هناك مساع جماعية دولية لوقف جرائم الكيان الصهيوني

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن “حكومة الكيان الصهيوني لا تفهم سوى لغة القوة والحرب، وهي مستمرة في ارتكاب الجرائم في بيروت وجنوب لبنان وغزة”.

وقال عراقجي في تصريحات لوسائل الإعلام فور وصوله إلى دمشق: “نحن بحاجة إلى جهود دولية لوقف هذه الجرائم”، مشددا على أنّ الجهود الإيرانية ستستمر لوقف العدوان على لبنان وغزة.

وأضاف أن “الملف الأول هو وقف إطلاق النار في لبنان وغزة”، مردفا أن “هناك مبادرات في سیاق وقف إطلاق النار في لبنان وغزة، وقد جرت مشاورات في هذا المجال، نأمل أن تكون ناجحة، ولكن مع الأسف تستمر الأعمال العدائية والجرائم التي يرتكبها الکیان الصهيوني”.

وأشار إلى أن “الهدف من زيارة دمشق هو مواصلة المباحثات حول تطورات المنطقة بعدما أجرى مباحثات مهمة للغاية في بيروت مع المسؤولين اللبنانيين”، مضيفا “نحن على تنسيق متواصل مع أصدقائنا السوريين في ما يتعلق بمستجدات المنطقة”.

وكان وزير الخارجية الإيراني قد زار لبنان، أمس الجمعة، وأكد بعد اجتماعه برئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي دعم بلاده للبنان والمقاومة في وجه العدوان الصهيوني.

وقال إنّ المشاورات مستمرة مع سائر الدول للوصول إلى وقف لإطلاق النار “شرط مراعاة حقوق اللبنانيين”، مؤكداً أن طهران “ستقوم بحملة دبلوماسية لدعم لبنان”.

مقالات مشابهة

  • من الشيخ ياسين إلى هنية إلى نصر الله.. الكيان الصهيوني الغاصب.. تاريخ حافل في الإجرام والقتل والاغتيال
  • الرئيس الإيراني: هجومنا على الكيان الصهيوني كان بهدف كبح وحشيته
  • طهران تدين بشدة استمرار جرائم الكيان الصهيوني في لبنان وفلسطين
  • استطلاع: 73% من المستوطنين يقرون بفشل الكيان الصهيوني أمام حماس
  • صواريخ إيران تقلب موازين الصراع وتزلزل الكيان الصهيوني
  • وزير الخارجية الإيراني: يجب أن تكون هناك مساع جماعية دولية لوقف جرائم الكيان الصهيوني
  • عضو بـ«الشيوخ»: كلمة الرئيس السيسي خلال حفل تخرج الكليات العسكرية «تاريخية»
  • عراقجي: الهجوم الإيراني على الكيان الصهيوني كان دفاعاً مشروعاً عن النفس
  • الجهاد الإسلامي: الكيان الصهيوني ينفذ حرب إبادة في الضفة الغربية
  • إيران تحذرحماة الكيان الصهيوني وتنصحهم بالتنحي جانبا