كيف يستغل بوتين النزاع بين إسرائيل وحماس لصالح أجندته السياسية؟
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
يجد فلاديمير بوتين، الغارق في صراع مع أوكرانيا لا يرى أي أفق للخروج منه، في المواجهة بين حركة حماس وإسرائيل وسيلة غير متوقعة، لكنها محفوفة بالمخاطر، لتحريك الخطوط الجيوسياسية في المنطقة.
في ما يلي نظرة عامة على الأهداف الخمسة الكبرى للرئيس الروسي، والتي تمت مناقشة بعضها بلا شك في محادثاته الأربعاء مع نظيره الصيني شي جينبينغ، على هامش منتدى طرق الحرير الجديدة في بكين.
بعد 600 يوم من بدء الحرب في أوكرانيا المرشحة للاستمرار طويلا، تسمح الأزمة في الشرق الأوسط بتحويل انتباه المجتمع الدولي عن الأزمة الأوكرانية.
ويقول نائب مدير المرصد الفرنسي الروسي، إيغور دولانويه، "إن هجوم حماس يساهم بفعل العواقب المترتبة عنه في استنزاف الاهتمام الغربي العام بأوكرانيا".
ويوضح ألكسندر غابويف، من مركز كارنيغي، أن "هذا الصراع يعد بمثابة نعمة لروسيا، لأنه يصرف الكثير من الاهتمام الموجه من الولايات المتحدة والغرب"، مشددا على أن الإدارة الأمريكية تعتزم تخصيص الكثير من الوقت للأزمة الحالية في الشرق الأوسط، أقله حتى الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
ويعقد هذا المنظور لعبة فلاديمير بوتين: فانتصار الجمهوريين من شأنه أن يخدم مصالحه، لأن بعض هؤلاء يسعى لإعادة النظر في المساعدات الأمريكية لكييف. كما أن الموضوع الإسرائيلي حساس للغاية في أوساط اليمين الأمريكي.
تجنب الفوضىيشكل الشرق الأوسط منطقة ذات أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا، حتى أن بعض الأصوات في الغرب أبدت شكوكا في أن يكون الكرملين قد لعب دورا في الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
لكن لا دليل ملموسا يؤكد هذه الفرضية. وتقول هانا نوت، المحللة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS، وهو مركز أبحاث في واشنطن: "لم أر أي دليل على دعم روسي مباشر لحماس وهذا الهجوم - لناحية التخطيط والأسلحة والتنفيذ. ولنكن واضحين: المساعدة الروسية لم تكن ضرورية".
وترى تاتيانا ستانوفايا، مؤسسة موقع "آر بوليتيك" RPolitik المتخصص، من جانبها، أن "التصعيد الشديد الذي قد يؤدي حتى إلى صراع مفتوح بين إيران وإسرائيل، يمكن أن يضر بالوجود الروسي الراسخ في الشرق الأوسط والوضع الحالي لحملتها في سوريا".
وتشدد على أن القواعد العسكرية الروسية في سوريا تسمح "بإبراز نفوذ موسكو في أفريقيا والشرق الأوسط".
تحسين وضع إيرانأصبح التقارب بين طهران وموسكو أحد مفاتيح الدبلوماسية الروسية، لا سيما مع الاستخدام المكثف للمسيرات الإيرانية في أوكرانيا. وتشكل الجمهورية الإسلامية داعما رئيسيا لحركة حماس، على غرار حزب الله في لبنان.
وهنا أيضا، يبدو أن موسكو تمسك بخيوط اللعبة.
ويقول نايجل غولد ديفيز من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS): "لقد عززت حرب روسيا في أوكرانيا العلاقات العسكرية مع إيران. وقد زار مسؤولو حماس موسكو ثلاث مرات على الأقل منذ غزو روسيا لأوكرانيا".
ويضيف: "كان السؤال دائما هو إلى أي مدى يمكن أن يصل هذا التعاون من دون دفع (إسرائيل) إلى إعادة التفكير في علاقاتها مع موسكو". كما تخشى موسكو من أن يؤدي أي انتقام قاس ضد إيران إلى إضعاف أحد حلفائها المقربين القلائل.
ترتيب أوضاع إسرائيليجب على موسكو في الوقت نفسه أن تحرص على ترتيب أوضاع إسرائيل، خصوصا أن العلاقات الشخصية جيدة بين فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
منذ بداية الحرب في أوكرانيا، لم تسلم المصانع العسكرية الإسرائيلية أي أسلحة لقوات كييف.
ويقول ديمتري مينيك، من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية: "لقد نجح الكرملين حتى الآن في إبقاء (إسرائيل) خارج الحرب في أوكرانيا، ويود ألا تكون هذه الدولة الغربية داعما إضافيا لأوكرانيا".
إلا أن الرئيس الروسي امتنع عن وصف هجمات حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر بأنها "إرهابية" كما فعل الغرب.
وهذا الموقف "يدل على التغيير في أولوياته السياسية"، وحقيقة أنه يخاطب الآن الرأي العام المؤيد للفلسطينيين في الشرق الأوسط ونصف الكرة الجنوبي، على ما تؤكد هانا نوت، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
إضعاف الغربالهدف الأساسي للدبلوماسية الروسية يتمثل في إضعاف النظام العالمي الغربي، وهو المشروع الذي يتقاسمه معها بشكل خاص حلفاؤها الصينيون والإيرانيون والكوريون الشماليون.
كما ألقى رئيس الكرملين باللوم بشكل مباشر على واشنطن في الأزمة في الشرق الأوسط.
وفي هذا الصدد، ترى تاتيانا ستانوفايا أن الوضع في المنطقة "يساهم في نشر الخطابات المعادية للغرب، من خلال اتهامه بالتسبب بحالة عدم الاستقرار العالمي وبإعادة فتح النزاعات التاريخية".
ويشير إيغور دولانويه إلى أن "الانتقام الإسرائيلي على غزة يتسم بسيل من النيران، ما سيسلط الضوء بلا شك على ما يمكن اعتباره معايير مزدوجة في رد الفعل الغربي على استخدام القوة".
ويقول ديمتري مينيك، من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية: "ما يوحد جزءا من بلدان الجنوب وروسيا ليس تبادل القيم الإيجابية بقدر ما هو الاستياء، وحتى الكراهية، وفي كثير من الأحيان التصور غير العقلاني للغرب"، مضيفا: "ولهذه العلاقة مع الغرب مصادر عدة تشكل أرضا خصبة لا تنضب لموسكو".
فرانس24/ أ ف بالمصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج روسيا فلاديمير بوتين فلسطين إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل حماس غزة الغارات على غزة فی الشرق الأوسط فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
تركيا بصدد طرح مبادرة خلال قمة العشرين حول أوكرانيا
نقلت مصادر عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انه ينوي في قمة مجموعة العشرين في البرازيل، تقديم اقتراح لتجميد الصراع الأوكراني على طول خط المواجهة.
وقالت المصادر: "اليوم الإثنين، سيقدم أردوغان خلال اجتماع زعماء مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو، اقتراحه لتجميد النزاع على طول الخطوط الحالية لجبهات القتال"، بحسب ما مقلت قناة "روسيا اليوم" ووكالة بلومبرغ الإخبارية.
Türkiye’s Erdogan to propose Ukraine conflict freeze at G20
The Turkish president plans to present a Ukraine conflict freeze proposal at the G20 summit, including a suggestion to postpone Ukraine's NATO accession for at least ten years. pic.twitter.com/WVkZVVSOdk
وبحسب مصادر الوكالة، سيقترح الرئيس التركي تأجيل مناقشة انضمام أوكرانيا إلى الناتو لمدة 10 سنوات على الأقل، وتجميد النزاع على طول خط المواجهة الحالي وإنشاء منطقة منزوعة السلاح في الجزء الشرقي من دونباس، ونشر هناك قوات عسكرية دولية.
وأضافت مصادر صحفية، أن أردوغان سيقترح على فلاديمير زيلينسكي، تأجيل مناقشة موضوع الانضمام إلى الحلف خلال الفترة المذكورة أعلاه.
ووفقاً للوكالة، يرى الجانب التركي أن هذا هو السبيل الأكثر واقعية لحل النزاع، على الرغم من اعترافه بأنه سيكون من الصعب على أوكرانيا قبول مثل هذا الاقتراح.
وتعقد قمة مجموعة العشرين في البرازيل في الفترة من 18 إلى 19 نوفمبر (تشرين الثاني) ويمثل روسيا وزير الخارجية سيرغي لافروف.