فلسطينيون يبحثون عن أشلاء من مجزرة المستشفى
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
في ساحة المستشفى الأهلي العربي المعمداني في وسط غزة، يعمل سامر ترزي وأحمد طافش مع عشرات من الفلسطينيين منذ صباح الأربعاء على جمع أشلاء القتلى المتناثرة بعد القصف الذي استهدفه أمس وتسبب بمقتل 471 شخصا، وفق وزارة الصحة في غزة.
وضع سامر (50 عاما) قفازات وحمل كيسًا بلاستيكيًا أسود اللون جمع فيه يدًا وجدها تحت شجرة، ويشير الى بقايا أرز وبعض قطع الدجاج المسلوق التي اختلطت بالدم، قبل أن يقول «كانوا هنا يأكلون.
ويضيف لوكالة فرانس برس «ما عسانا نفعل؟ نجمع الأشلاء وقطع اللحم المتفحمة. وجدنا قطعا من رأس شهيد، وأجزاء من أيدي وأرجل وبقايا أمعاء... مشهد لا يُطاق».
وسقط المئات من القتلى والجرحى في قصف استهدف مساء الثلاثاء المستشفى، اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة إسرائيل به، بينما زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الضربة جاءت من صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي وضل طريقه دون تقديم أدلة قاطعة. وقد نفى الجهاد ذلك. وأثار القصف سلسلة إدانات دولية وتظاهرات في شوارع الضفة الغربية وطهران وعمَّان واسطنبول وتونس وبيروت وغيرها.
ولا تزال سحب الدخان تتصاعد في الموقع، وكذلك صرخات الألم والبكاء من اشخاص يبحثون عن أقاربهم أو ما تبقى منهم.
ودانت الكنيسة الأسقفية في القدس التي تدير المستشفى الأهلي العربي الذي يُعرف كذلك باسم المستشفى المعمداني، الهجوم «الوحشي» الذي وقع «أثناء غارات إسرائيلية» ووصفته بأنه «جريمة ضد الإنسانية». وبدا المشي صعبا في حديقة المستشفى حيث اختلطت الرمال بالدماء والأشلاء. ويقول أحمد طافش «هذه مجزرة. لم أر مثلها في حياتي. كل الساحة شهداء وأشلاء وقطع. قمنا بجمع أعين ورؤوس وأيدي وأرجل». ويضيف «انتشلت من تحت الشجرة المحاذية لمبنى الإدارة امرأة شابة كان بجانبها طفل وطفلتان تفحّمت أجزاء من أجسادهم».
ويشير إلى جثتين تحت أنقاض مكتبة تبعد نحو خمسين مترا من البوابة الرئيسية للمستشفى.
وتقول الناجية فاطمة سعيد وهي تبكي وترتجف مستذكرة لحظة القصف «شعرنا بلهب من النار وراحت الأشياء تتساقط علينا... بعدها بدأنا ننادي بحثًا عن بعضنا وفجأة انقطعت الكهرباء... لساني عاجز عن وصف ما حدث. لا أعرف كيف خرجنا».
ويروي عدنان الناقة البالغ من العمر 37 عاما «كنت هنا عندما وقعت المجزرة. خرجت لأشتري بعض الطعام للأولاد وأخذتهم معي. ما إن دخلت المستشفى حتى سمعت صوت انفجار».
ويتابع «شاهدت كتلة نار هائلة، كل الساحة اشتعلت بالنار، ورأيت الجثث تتطاير في كل مكان، أطفال ونساء وكبار في السن، لا استطيع أن أصدق أنني ما زلت على قيد الحياة مع أولادي الخمسة... لكن ما ذنب هؤلاء الأبرياء؟». ويقول الناقة «نزح نحو ألفي شخص من أحياء الزيتون والشجاعية والدرج في غزة واختبأوا هنا. كنت أظن أن كون إدارة المستشفى تتولاها بعثة مسيحية، فلن يكون هدفًا... لكن المأوى تحوّل إلى جهنم».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة مستشفى الأهلي المعمداني وزارة الصحة في غزة العدوان الإسرائيلي
إقرأ أيضاً:
وسط القصف.. ماذا شهدت المخيمات الفلسطينية؟
شهدت معظم المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان لاسيما مدينة صور نزوحاً كثيفاً لسكانها باتجاه مخيمات أخرى، وذلك وسط تزايد حدة القصف الإسرائيلي على المدينة خلال الأيام الماضية.
وقالت مصادر فلسطينية لـ"لبنان24" إنّ نسبة كبيرة من القاطنين في مخيم الرشيدية على سبيل المثال، انتقلوا من المخيم إلى خارجه وتحديداً نحو مناطق آمنة يتواجد فيها أقرباء لهم.
وأوضحت المصادر أن المخيمات تعتبر ضمن منطقة الخطر، وبالتالي فإن عمليات الخروج منها مستمرة وتحديداً من قبل الذين لديهم قدرة على ذلك.
المصدر: لبنان 24