يمن مونيتور/ الرياض/ خاص:

التقى وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، يوم الأربعاء، رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني وجرى بحث “مسار السلام” في اليمن.

وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) إن الأمير خالد بحث مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وأعضاء المجلس “التطورات والمستجدات في الشأن اليمني، والجهود المشتركة لدعم مسار السلام في البلاد، وعددًا من الموضوعات على الساحتين الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.

وأكد وزير الدفاع السعودي خلال اللقاء دعم المملكة لمجلس القيادة الرئاسي، “وتشجيع الأطراف اليمنية للتوصل إلى حلٍ سياسي شامل ومستدام لإنهاء الأزمة اليمنية تحت إشراف الأمم المتحدة، وبما يحقق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية في اليمن”.

وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إن الأمير خالد التقى مجلس القيادة الرئاسي بتوجيه من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وأضافت تأكيد وزير الدفاع السعودي دعم بلاده لمجلس القيادة الرئاسي.

وأشارت الوكالة إلى حضور “أعضاء مجلس القيادة الرئاسي عيدروس قاسم الزبيدي، والعميد طارق محمد صالح، وعبدالرحمن أبو زرعة، والدكتور عبدالله العليمي باوزير، وعثمان حسين مجلي”.

وجاء لقاء الأمير خالد بن سلمان عقب لقاءين لرئيس مجلس القيادة الرئاسي مع المبعوثين الأممي والأمريكي إلى اليمن. وكان “يمن مونيتور” نشر في وقت سابق الأربعاء، عن دبلوماسي يمني مطلع أن هناك تحركات دولية متسارعة لإنجاز اتفاق ينهي الحرب اليمنية.

وكان وفد من الحوثيين قد أجرى محادثات للمرة الأولى منذ تسع سنوات في الرياض مع مسؤولين سعوديين (14-19 سبتمبر/أيلول) دون مشاركة من الحكومة اليمنية، بشأن تجديد الهدنة وملفات مثل دفع رواتب الموظفين في مناطق الحوثيين وفتح الطرقات؛ امتداداً لمشاورات بدأت في زيارة لوفد سعودي إلى صنعاء في ابريل/نيسان الماضي.

ولا يزال وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أشهر والذي انتهى في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ملتزما به في معظمه لكن التحركات نحو السلام كانت بطيئة منذ أن زار الوفد السعودي صنعاء في أبريل/نيسان.

 

يمن مونيتور19 أكتوبر، 2023 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام تحركات متسارعة في الرياض "لإنجاز اتفاق" ينهي حرب اليمن مقالات ذات صلة تحركات متسارعة في الرياض “لإنجاز اتفاق” ينهي حرب اليمن 18 أكتوبر، 2023 محمد صلاح اللاعب المصري يخرج عن صمته ويعلق على “القضية الفلسطينية” 18 أكتوبر، 2023 40 منظمة حقوقية تطالب بتدخل أوروبي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة 18 أكتوبر، 2023 الحكومة اليمنية تحذر من أن مبادرة الحوثيين بخصوص تعز “ذريعة تصعيد خطير” 18 أكتوبر، 2023 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية الحكومة اليمنية تحذر من أن مبادرة الحوثيين بخصوص تعز “ذريعة تصعيد خطير” 18 أكتوبر، 2023 الأخبار الرئيسية وزير الدفاع السعودي يبحث مع مجلس الرئاسة اليمني “مسار السلام” 19 أكتوبر، 2023 تحركات متسارعة في الرياض “لإنجاز اتفاق” ينهي حرب اليمن 18 أكتوبر، 2023 الحكومة اليمنية تحذر من أن مبادرة الحوثيين بخصوص تعز “ذريعة تصعيد خطير” 18 أكتوبر، 2023 مظاهرات حاشدة في مدن يمنية دعماً لفلسطين وتنديداً بمجازر الاحتلال في غزة 18 أكتوبر، 2023 “العليمي” يؤكد دعم اليمن الكامل لنضال الشعب الفلسطيني وحقه في الدفاع عن نفسه 18 أكتوبر، 2023 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 اخترنا لكم تحركات متسارعة في الرياض “لإنجاز اتفاق” ينهي حرب اليمن 18 أكتوبر، 2023 الحكومة اليمنية تحذر من أن مبادرة الحوثيين بخصوص تعز “ذريعة تصعيد خطير” 18 أكتوبر، 2023 مظاهرات حاشدة في مدن يمنية دعماً لفلسطين وتنديداً بمجازر الاحتلال في غزة 18 أكتوبر، 2023 “العليمي” يؤكد دعم اليمن الكامل لنضال الشعب الفلسطيني وحقه في الدفاع عن نفسه 18 أكتوبر، 2023 طلاب جامعة تعز يخرجون في مظاهرة حاشدة تضامنا مع قطاع غزة 18 أكتوبر، 2023 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 16 ℃ 24º - 14º 37% 0.89 كيلومتر/ساعة 24℃ الخميس 24℃ الجمعة 24℃ السبت 23℃ الأحد 23℃ الأثنين تصفح إيضاً وزير الدفاع السعودي يبحث مع مجلس الرئاسة اليمني “مسار السلام” 19 أكتوبر، 2023 تحركات متسارعة في الرياض “لإنجاز اتفاق” ينهي حرب اليمن 18 أكتوبر، 2023 الأقسام أخبار محلية 24٬558 غير مصنف 24٬146 الأخبار الرئيسية 11٬882 اخترنا لكم 6٬383 عربي ودولي 5٬677 رياضة 2٬013 كأس العالم 2022 72 كتابات خاصة 1٬987 اقتصاد 1٬909 منوعات 1٬778 مجتمع 1٬729 صحافة 1٬438 تراجم وتحليلات 1٬425 آراء ومواقف 1٬396 تقارير 1٬390 ميديا 1٬184 حقوق وحريات 1٬176 فكر وثقافة 828 تفاعل 744 فنون 448 الأرصاد 151 بورتريه 62 كاريكاتير 23 صورة وخبر 20 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل © حقوق النشر 2023، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 أكثر المقالات تعليقاً 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 19 يوليو، 2022 تامر حسني يثير جدل المصريين وسخرية اليمنيين.. هل توجد دور سينما في اليمن! 27 سبتمبر، 2023 “الحوثي” يستفرد بالسلطة كليا في صنعاء ويعلن عن تغييرات لا تشمل شركائه من المؤتمر 15 ديسمبر، 2021 الأمم المتحدة: نشعر بخيبة أمل إزاء استمرا الحوثي في اعتقال اثنين من موظفينا 2 سبتمبر، 2023 عزوف الطلاب عن الدراسة الجامعية في تعز.. ما الأسباب والتداعيات؟ 20 ديسمبر، 2020 الحوثيون يرفضون عرضاً لنقل “توأم سيامي” إلى خارج اليمن أخر التعليقات رانيا محمد

ان عملية الاحتقان الشعبي و القبلي الذين ينتمون اغلبيتهم الى...

الضباعي اليافعي

مشاء الله تبارك الله دائمآ مبدع الكاتب والمؤلف يوسف الضباعي...

ماجد عبد الله

الله لا فتح على الحرب ومن كان السبب ...... وا نشكر الكتب وا...

diva

مقال ممتاز موقع ديفا اكسبرت الطبي...

عبدالله منير التميمي

مش مقتنع بالخبر احسه دعاية على المسلمين هناك خصوصا ان الخبر...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: مجلس القیادة الرئاسی وزیر الدفاع السعودی لإنجاز اتفاق الأمیر خالد مسار السلام فی الیمن

إقرأ أيضاً:

يضع وشم “كافر” ولا يغسل يديه.. تعرف على وزير الدفاع الأميركي

#سواليف

في يناير/كانون الثاني الماضي 2025 وفي جلسة استماع له في مجلس الشيوخ الأميركي، قال #بيت_هيغسيث مدافعا عن اختيار دونالد #ترامب له: “صحيح أنني لا أملك سيرة ذاتية مشابهة لسير وزراء الدفاع خلال العقود الثلاثة الماضية، لقد وضعنا مرارا وتكرارا أشخاصا على رأس #البنتاغون بالمؤهلات الصحيحة المفترضة.. إلى أين أوصلنا هذا؟”.

ورغم هذه الروح الساخرة التي أبداها للسائلين له، بل والسخرية من المسار التقليدي لتعيين وزراء الدفاع في تاريخ الولايات المتحدة، واعتراض أعضاء مجلس الشيوخ، فقد ثُبّت تعيين وزير الدفاع بيت هيغسيث أخيرا وسط جدل كبير حول مؤهلاته وتاريخه المثير.

وتحوّل الرجل من جندي في الجيش الأميركي في حروب العراق وأفغانستان إلى معلق سياسي بارز في قناة “فوكس نيوز” ومن ثم المذيع المفضل لترامب كما كان يوصف، ثم أخيرا إلى منصب وزير الدفاع الأميركي.

مقالات ذات صلة فلسطيني يقرر مقاضاة مايكروسوفت لتورطها في الإبادة الجماعية بغزة 2025/04/10

واللافت أن هيغسيث لم يكن مجرد صوت عابر في الساحة السياسية الأميركية أو مذيع موتور، إذ اتَّسمت تصريحاته بالجرأة والتطرف، الأمر الذي جعله رمزا لتيارٍ محافظ متشدِّد يرى العالم من خلال عدسة صراع حضاري لا هوادة فيه.

فمَن بيت هيغسيث؟ وما أبرز مواقفه وتصريحاته الغريبة تجاه الإسلام والقضية الفلسطينية؟

سيرة موجزة

وُلد بيت هيغسيث في عام 1980 في ولاية مينيسوتا الأميركية، ووفقا لتقرير نشرته الجزيرة نت فإنه تلقى تعليمه الثانوي في مدرسة “فورست ليك” في الولاية ذاتها، قبل أن يلتحق بجامعة برينستون حيث حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية عام 2003، ثم واصل بعدها دراسته العليا في كلية “جون إف. كينيدي” التابعة لجامعة هارفارد، ونال منها درجة الماجستير في السياسات العامة عام 2013.
إعلان

بدأت أفكاره السياسية بالبزوغ خلال فترة رئاسة جورج دبليو بوش، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001. في تلك الفترة، كان طالبًا جامعيًا، وقد عبّر عن تأييده للتدخل العسكري عبر مقال نشره في صحيفة الجامعة، دافع فيه عن خيار استخدام القوة.

ومن ثم كان هيغسيث من أبرز المؤيدين لغزو العراق عام 2003، ليس فقط من منطلق نظري، بل من خلال مشاركته الفعلية كجندي في صفوف الجيش الأميركي خلال تلك الحرب، إلا أن موقفه من هذا الملف تغيّر جذريًا بمرور الوقت، ليصرّح لاحقا بعد قرابة عقدين بأن الولايات المتحدة “ما كان ينبغي لها أبدًا أن تغزو العراق”.

وفي أثناء خدمته في حروب العراق وأفغانستان حصل على ميداليتين برونزيتين لشجاعته، وعقب تركه الخدمة العسكرية اتجه إلى العمل السياسي والإعلامي، ليصبح وجها مألوفا في قناة “فوكس نيوز” منذ عام 2014.

كما ألف كتابًا بعنوان “في الميدان” (In the Arena) في 2016، وفيه عبّر عن آرائه حول القيادة الأميركية والصراعات العالمية.

وبحسب ما ورد في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، فإن ترشيحه لمنصب وزير الدفاع جاء كجزء من رؤية ترامب لتعيين شخصيات متشددة في إدارته الجديدة، مما يعكس ثقة الرئيس الأميركي في مواقف هيغسيث الجريئة، بل وصفت الصحيفة هذا التعيين بمثابة استعراض للقوة.

ومن بين هذه المواقف الجريئة التي أعلنها هيغسيث صراحة انتقاده لمفهوم “التنوع هو قوتنا” في الجيش الأميركي، ففي فبراير/شباط 2025، وصف هيغسيث عبارة “التنوع هو قوتنا” بأنها “أغبى عبارة في تاريخ الجيش”، معبرا عن رفضه لسياسات التنوع والشمولية والمساواة في القوات المسلحة.

وقد تساءل ذات مرة عن سبب اختيار الجنرال تشارلز كوينتون براون جونيور المعروف بـ”سي كيو براون”، كأول أميركي من أصل أفريقي يقود هيئة الأركان المشتركة في الفترة ما بين 2023 و2025، وقد أُقيل براون من منصبه مع مجيء هيغسيث، الأمر الذي أثار جدلا واسعا حول مواقفه من التنوع في الجيش.

تصريحاته حول الإسلام.. رؤية صليبية أم خطاب كراهية؟

لكن ما يلفت النظر في هيغسيث ليس فقط خلفيته العسكرية اليمينية أو دوره الإعلامي، بل لغته الحادة التي لا تعرف المهادنة، وخاصة ما يتعلق بتصريحاته حول الإسلام والمسلمين في قضايا مختلفة.

لم يُخفِ بيت هيغسيث يوما رؤيته المتشددة تجاه الإسلام، وهي رؤية يراها البعض امتدادًا لفكر “الحروب الصليبية” الحديثة، فيقول في كتابه “في الميدان”: “الإسلام، وخاصة الإسلاموية، قائم على تقاليد دينية مُغلقة ومُتصلبة”.

تبدو هذه النظرة المتشددة تجاه الإسلام بصورة جلية حين نفتش في كتابه السابق عن المؤثرات الفكرية التي اعتنقها وزير الدفاع الأميركي في هذه الرؤية التي تصف الإسلام والإسلاموية على حد وصفه بالانغلاق والتصلب، فسنجد مع النظرة الصليبية التاريخية التقليدية، تأثرا واضحا بأفكار فرانسيس فوكوياما حول نهاية التاريخ، وضرورة صدام الحضارات وخاصة الإسلام الذي يعد مهددا لعصر ما بعد الحداثة.

تظهر أفكار هيغسيث جلية في أثناء انتقاده تقليل عدد القوات الأميركية في العراق بعد 2011، ففي كتابه السابق يرى -وهو الشاهد في الوقت عينه- أن زيادة القوات عام 2007 في العراق وتغيير الإستراتيجية الأميركية كان التطبيق الفعال للقوة الأميركية اللازمة لتحقيق نتيجة جيدة.

يقول: “تُثبت دروس هذا الجهد -بالإضافة إلى فائدة الإدراك المتأخر- أن أميركا المنخرطة والعدائية والقوية أكثر فعالية من أميركا الخجولة والمعتذرة التي تقود من الخلف”.

ويبدي هيغسيث موقفا متعصبا من الحركات الإسلامية كافة، ويحذر من خطرها وضرورة الوقوف أمامها، ففي كتابه “في الميدان” نراه يقول: “الإسلاموية الزاحفة -وهي حركة مكرّسة لفرض هيمنة الإسلام ونشره بوسائل سلمية وعنيفة على حد سواء- تتقدم، في حين تتراجع المساواة الأميركية. متى وأين ستتوقف؟ لن تتوقف إلا إذا نهض المواطنون الصالحون وواجهوها”.

وهو يدرك أن كثيرا من أطروحاته وتصريحاته تتسم بالعدائية الشديدة والتطرف ويعترف بهذا حين يصفُ النقاد موقفه هذا بالتعصب، ولكن من وصفهم بالمواطنين الصالحين ممن يخوضون غمار الواقع يدركون أن الأمر لا علاقة له بالتعصب، “بل بكل ما يتعلق بالحفاظ على مبادئ جمهوريتنا الهشة وشريان حياتها. المسألة تتعلق بأميركا فقط”.
تصميم خاص كتاب “الحملة الصليبية الأميركية”

ومع هذه المواقف وفي عام 2020 أصدر بيت هيغسيث كتابه الآخر، والأكثر إثارة للجدل بعنوان “الحملة الصليبية الأميركية” (American Crusade)، وفيه نرى بوضوح لا ريبة فيه أن هيغسيث يصارع بلا هوادة كل من يخالف أفكاره السياسية والدينية التي تنحو منحى التطرف اليميني الجلي، ويرى أن معظم هذه التيارات الفكرية يسارية كانت أم إسلامية أشد خطرا على واقع ومستقبل الولايات المتحدة.

ولهذا السبب يرى أن امتلاك الولايات المتحدة لأقوى اقتصاد وأقوى جيش في العالم لا يُعفي مؤسساتها الثقافية والتعليمية التي يصفها بـ “روح أميركا” من خضوعها “للفساد اليساري”، وأنه لا تكفي القوة العسكرية والثروة العالمية وحدهما للحفاظ على مبادئ أميركا التأسيسية، ومن ثم فإن الحل من وجهة نظره يكمن في “الهزيمة الحاسمة لليسار، لا يمكن، ولن تتمكن أميركا من البقاء على قيد الحياة بطريقة أخرى”.

بل يذهب هيغسيث إلى أبعد من ذلك في كتابه هذا، ويعلن أن الحل الشامل للفترة الحالية من التاريخ الأميركي “تستدعي حملة أميركية صليبية. نعم، حرب مقدسة من أجل قضية الحرية الإنسانية العادلة”.

وفي الكتاب ذاته يكشف وزير الدفاع الأميركي هيغسيث عن موقفه تجاه الإسلام صراحة، ونراه لا يختلف كثيرا عن كتابه السابق “في الميدان” فهو يرى أن “الإسلاموية المستمدة مباشرة من الإسلام والقرآن، هي النظرة العالمية الأكثر تماسكا وانتشارا، بل والأكثر عدوانية على كوكب الأرض اليوم”.

ومن هذا المنطق فهو يرى أن ما وصفهم بالمسلمين المعتدلين “لا يحاربون الإسلاميين فحسب، بل يحاربون أيضًا الجزء الأعظم من العقيدة والتاريخ والتقاليد الإسلامية، وإن جوهر الإسلام الحقيقي أقرب إلى الإسلاميين منه إلى المعتدلين”.

وكما دعا إلى إعمال الروح الصليبية الكامنة في المجتمع الأميركي للتخلص من لوثة اليسار المستولي على روح أميركا في مؤسساتها الثقافية والتعليمية والسياسية، فإن الأمر عينه يجب أن يحصل مع من وصفهم بالإسلاميين.

يقول في موضع آخر: “كما تصدى الصليبيون المسيحيون الأوائل جحافل المسلمين في القرن الثاني عشر، سيحتاج الصليبيون الأميركيون اليوم إلى استجماع الشجاعة نفسها ضد الإسلاميين… فإلى جانب الشيوعيين الصينيين وطموحاتهم العالمية، تُعدّ الإسلاموية الخطر الذي يتهدد الحرية في العالم”.

ولهذا السبب يرى هيغسيث أن المعركة صفرية “لا يمكن التفاوض معها (أي الإسلاموية) أو التعايش معها أو فهمها، بل يجب تهميشها وسحقها”.

أما الأمر الذي أثار الجدل في أواخر مارس/آذار الماضي وسط هذه الغابة من التصريحات والأفكار، حين ظهر وزير الدفاع الأميركي في أثناء زيارته إلى قاعدة بيرل هاربر-هيكام الجوية والبحرية، وفيها شارك مع الجنود في تدريبات اللياقة البدنية، وقد أظهرت إحدى الصور وَشما على ذراع هيغسيث يحمل كلمة “كافر” مكتوبة باللغة العربية خلال مشاركته في التدريبات مع الجنود.

كما ظهرت أسفل كلمة “كافر” عبارة “Deus Vult” باللاتينية التي تعني “إرادة الإله”، وهي الكلمة التي كانت شعارا لعامة الناس من الأوروبيين المتحمسين حين أعلن البابا أوربان الثاني عام 1095 انطلاقة الحملات الصليبية على العالم الإسلامي في مجمع كليرمونت بوسط فرنسا، وهو الأمر الذي يؤكد أن هيغسيث متشبع بعصر الحروب الصليبية على الشرق الإسلامي بحمولاته الثقافية والعقدية إلى حد الثُّمالة.
وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيت ينشر على صفحته صورة يظهر فيها وعلى ذراعه وشم «كافر» باللغة العربية خلال مشاركته في تدريبات عسكرية للجيش الأميركي

دعم مطلق لإسرائيل وتصريحات نارية

وإذا كانت مواقف هيغسيث من الإسلام والإسلاميين والتاريخ الإسلامي متشددة إلى هذه الدرجة، فإن نظرته إلى الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي لا تقل حدة، إذ يعتبر هيغسيث إسرائيل “حليفا إستراتيجيا لا غنى عنه” للولايات المتحدة، ويدعم بقوة سياساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقد زار إسرائيل عدة مرات حيث رصدت الصحافة الإسرائيلية أهم تصريحاته، ففي الزيارة الأولى التي قام بها في يونيو/حزيران 2016 والتقى أثناءها بعدد من كبار الشخصيات الإسرائيلية في فندق الملك داود في القدس ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن معلق قناة فوكس نيوز الأميركي وقتئذ هيغسيث انتقد حينها السياسة الأميركية في الشرق الأوسط بزعامة باراك أوباما، ودعا إلى ضرورة الاقتداء بإسرائيل قائلا: “أميركا قادرة على التعلم من إسرائيل” وهو العنوان الذي وضعته الصحيفة في صدارة تقريرها.

وقصد هيغسيث من وراء تصريحه ذلك بحسب جيروزاليم بوست إلى أن تدرك الولايات المتحدة الأميركية القيم التي تتمتع بها إسرائيل، مثل إدراك الحاجة إلى “الدفاع الجماعي”، أو ثقافة امتلاك الجميع للسلاح، وامتلاك ثقافة واقتصاد قويين، “هي شيء يمكن للولايات المتحدة أن تتعلم منه” بحسب وصفه.

هذا الإلهام الإسرائيلي الذي اقتنع به هيغسيث جعله في زيارته الثانية لها في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 وأثناء الفترة الرئاسية الأولى لزعيمه المفضل دونالد ترامب لأميركا يعلن صراحة أنه “لا يوجد سبب يمنع إعادة بناء الهيكل”، وأن لشعب إسرائيل الحق الكامل في “أرض إسرائيل والحرم القدسي”.

أبدى هيغسيث في هذه الزيارة تبنيًا للرواية الصهيونية بحذافيرها، فقد وصف الأراضي الفلسطينية المحتلة بيهودا والسامرة، ورأى أن المعجزات التي تحققت في تاريخ إسرائيل الحديث في إبان النشأة والظهور والانتصارات العسكرية التي حققتها واردة التكرار.

يقول: “كان عام 1917 معجزة، وعام 1948 معجزة، وعام 1967 معجزة، وفي عام 2017، كان إعلان القدس عاصمة لإسرائيل معجزة، ولا يوجد سبب يمنع معجزة إعادة بناء الهيكل في الحرم القدسي الشريف. لا أعرف كيف سيحدث، وأنتم لا تعرفون كيف سيحدث، لكنني أعلم أنه ممكن، هذا كل ما أعرفه”.

وختم هيغسيث حديثه قائلا: “إحدى خطوات هذه العملية هي الاعتراف بأهمية الحقائق والأنشطة على الأرض. لهذا السبب، فإن زيارة يهودا والسامرة، مع إدراك أن السيادة على الأراضي الإسرائيلية ومدنها ومواقعها، هي خطوة حاسمة لكي نثبت للعالم أن هذه الأرض هي أرض اليهود، وأرض إسرائيل”.

وخلال جلسة استماع تأكيد ترشيحه لمنصب وزير الدفاع في 14 يناير/كانون الثاني 2025، أعرب هيغسيث عن دعمه القوي لإسرائيل في حربها ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، قائلا: “أدعم إسرائيل في تدمير وقتل كل عضو من حماس”​.

وعندما سُئل عما إذا كان يعتبر نفسه “صهيونيًا مسيحيا”، أجاب هيغسيث: “أنا مسيحي وأدعم بقوة دولة إسرائيل ودفاعها الوجودي، والطريقة التي تقف بها أميركا بجانبها كحليف عظيم”.

وفي مقابلة لاحقة مع قناة فوكس نيوز بتاريخ السادس من فبراير/شباط 2025، ناقش هيغسيث اقتراح الرئيس ترامب بإمكانية تدخل الولايات المتحدة في غزة لإعادة إعمارها، مشيرًا إلى أن “جميع الخيارات مطروحة على الطاولة”.

ورغم قصر عُمر هيغسيث في وزارة الدفاع الأميركية، ورؤيته اليمينية المتشددة في كتبه ومقابلاته كما مرّ بنا، فإن سلسلة من التصريحات والأفكار الصادمة واللافتة لا يكفيها حجم هذا التقرير، فهو يؤمن بأن “أميركا قوية من جديد” تعني أن مصالحها مقدمة على مصالح الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بل والمؤسسات الدولية كافة.

وهو يتشكك في قضايا المناخ واتفاقياته، ويرى أن المصالح الأميركية الاقتصادية مقدمة على هذا الأمر.

كما يؤمن بأمور أكثر غرابة من ذلك، ففي عام 2019 قال إنه لم يغسل يديه منذ 10 سنوات، بل ولا يعتقد بوجود الجراثيم، وهو ما أثار انتقادا واسعًا حينها، وجاء اعتراف هيغسيث خلال نقاش في برنامجه حول تناوله شريحة بيتزا بقيت خارج الثلاجة ليوم كامل، وهو أمر لم يرَ فيه أي مشكلة على الإطلاق.

مقالات مشابهة

  • المستشفى “السعودي الألماني” بعسير ينجح في إنقاذ حياة مريض عبر مسار المستشفى المعتمد للتعامل مع السكتات الدماغية
  • واشنطن تبحث دور مجلس القيادة الرئاسي في اليمن
  • يضع وشم “كافر” ولا يغسل يديه.. تعرف على وزير الدفاع الأميركي
  • بعد ثلاث سنوات من تشكيله.. هل حان الوقت لإصلاح أو استبدال مجلس القيادة الرئاسي في اليمن؟
  • المجلس الرئاسي اليمني يدعو إلى دعم دولي لخوض معركة الخلاص من الحوثيين
  • اتصال مفاجئ بين وزير الدفاع السعودي ونظيره الأمريكي بعد تسريبات حساسة عن الحوثيين
  • حمدان بن محمد يبحث في الهند تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في المجالات الدفاعية
  • لقاء الرئيس العليمي مع سفير واشنطن لدى اليمن يبحث ردع الحوثيين
  • وزير الدفاع الأمريكي: بدأنا حملة مكثفة ضد الحوثيين في اليمن
  • وزير الدفاع الأميركي يبحث مع نظيره السعودي التطورات الإقليمية