يمانيون:
2025-02-09@02:57:18 GMT

مجزرة المعمداني .. محرقة أمام ضمير العالم الغائب

تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT

مجزرة المعمداني .. محرقة أمام ضمير العالم الغائب

يمانيون – متابعات
ضحايا بلا رؤوس وأشلاء ممزقة وأحشاء خارج الأجساد.. أطفال ونساء ورجال بلا ملامح.. هذا ليس مشهداً من فيلم سينمائي، بل مستشفى المعمداني في غزة الذي حوله الاحتلال الصهيوني إلى كتلة من النار وبركة دم.. اعتقد الفلسطينيون أنه مكان آمن من قصف طيران العدو.. فلجأ إليه مئات النازحين قسرياً من منازلهم، وتشاركوا الوجع والألم مع الآلاف من جرحى العدوان والمرضى، على أمل النجاة من جحيم صواريخ العدو، لكن الاحتلال لم يترك لهم مكانا آمناً في غزة، بما فيها المستشفيات التي وضعها في بنك أهدافه.

500 شهيد على الأقل وأكثر من 600، جريح ضحايا المجزرة التي ارتكبها الاحتلال مساء أمس، والحصيلة في ارتفاع لحظي مع مواصلة الطواقم الطبية انتشال الأشلاء من موقع الجريمة، حيث تعمد الاحتلال استهداف المستشفى بشكل مباشر، منتهكاً كل القوانين الدولية في جريمة حرب ما كان ليرتكبها لولا الضوء الأخضر الأمريكي والغربي له لمواصلة جرائم الإبادة الجماعية وجرائم التطهير العرقي بحق الفلسطينيين، بينما يكتفي المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن بالصمت وفي أفضل الأحوال يندد ويشجب ويستنكر، دون أن يقوم بأي تحرك فعلي لوقف مجازر الاحتلال، ووضع حد للدول التي منحته رخصة مفتوحة لقتل الفلسطينيين.

مجزرة جديدة يضيفها الاحتلال إلى سجله الحافل بمئات المجازر لكنها من أكثرها وحشية، ولا يفوقها في عدد الضحايا سوى مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا التي ارتكبها الاحتلال في أيلول 1982 واستشهد فيها أكثر من 3000 فلسطيني، فضلاً عن إصابة المئات.

مجزرة مستشفى المعمداني جاءت عشية زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي صرح فور وصوله اليوم إلى كيان الاحتلال الغاصب بأنه يشعر بـ “الغضب والحزن العميق” إزاء ما وصفه بـ “الانفجار” في مستشفى المعمداني، نافياً مسؤولية الاحتلال عن المجزرة بالقول: يبدو أن الجانب الآخر وراء ذلك وليس أنتم، أردت الحضور إلى “إسرائيل” حتى يعرف من فيها والعالم بأسره أننا نقف مع “إسرائيل”، ومستمرون بتقديم الدعم لها.

بايدن كان سارع بعد ساعات على وقوع المجزرة للاتصال بشريكه الذي ارتكبها، رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولم يتواصل مع الفلسطينيين الذين لم يصفهم يوماً بضحايا الاحتلال، ما يؤكد الشراكة الفعلية للولايات المتحدة في كل مجازر الاحتلال، وأحدثها مجزرة مستشفى المعمداني التي تعيد للأذهان المجزرة التي ارتكبتها واشنطن بقصفها ملجأ العامرية للنازحين في بغداد في شباط 1991 وراح ضحيتها 408 شهداء بينهم 313 طفلاً وامرأة، في تشابه يصل حد التطابق بين الإجرامين الأمريكي والإسرائيلي.

المقاومة الفلسطينية أكدت أن الاحتلال الصهيوني الفاشي الذي هدد مستشفى المعمداني بالقصف مع 22 مستشفى ومركزاً طبياً آخر، بمن فيهم من أطقم طبية ومرضى وجرحى، وقتل أكثر من 25 طبيباً مع عائلاتهم من بين 3 آلاف فلسطيني خلال عدوانه الحالي، هو المسؤول المباشر عن هذه المجزرة المروعة التي نفذها مستخدماً قوة نارية أمريكية لا تتوفر إلا لديه، وكل رواياته حول المجزرة منذ الساعة الأولى لوقوعها مجرد أكاذيب وافتراءات.

مجزرة مستشفى المعمداني التي لا يمكن توصيفها إلا بالمحرقة، امتداد لجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين منذ النكبة عام 1948 وما قبلها، والتي لن تتوقف طالما بقي المجتمع الدولي ومجلس الأمن ساكناً فيما يفترض به الاضطلاع بمسؤولياته لحماية الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال الذي سيبقى عطشاً للدم الفلسطيني، ما دام في مأمن أمريكي غربي من أي عقاب أو محاسبة.

وكالة الأنباء السورية

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: مستشفى المعمدانی

إقرأ أيضاً:

أمة لها ضمير

 أفضل استثمار حصل من فوائض عوائد البترول الكبيرة كان فى مجال الاعلام والذى شهد فى العقود الأخيرة طفرة نوعية هائلة هدفها الأساسى اعادة هندسة تشكيل الوعى العام العربى بتعمد طمس الحقائق وتزييف التاريخ وللأسف نجح نجاحًا باهرًا برفع أقدار اقوام وخفض أقدار أقوام اخرى ويا لسخرية القدر فهناك دول لم تبلغ بعد سن الرشد السياسى اصبحت بفضل اذرعها الاعلامية القوية هى قلب العروبة النابض وحامية حمى القضية الفلسطينية!! ومصر الصابرة على تطاول الأقزام والتى قدمت الغالى والنفيس هى الخائنة التى باعت دورها التاريخى بثمن بخس بعدما عقدت اتفاقية كامب ديفيد واستردت كامل ترابها الوطنى مقابل السلام، لقد اختلط الأمر على الاجيال الجديدة التى يتم استغلال عاطفتها القومية بطريقة خبيثة تحدث فوضى كبيرة فى الشارع العربى المحتقن بفعل الجرائم الاسرائيلية.

لا شك ان ارتباط مصر بالقضية الفلسطينية ايمان لا يتزعزع مهما تغيرت النظم السياسية فهو ارتباط وثيق ثابت ودائم لا يخضع لحسابات ضيقة آو انية ولم يكن أبداً ورقة لمساومات إقليمية أو دولية، تحدده اعتبارات عليا تحكمها روابط الجغرافيا والدم والقومية العربية وتاريخ قديم. فلسطين هى بوابة مصر الشرقية وخط الدفاع الأول الذى يؤثر على الأمن القومى.

ففى أعقاب الحرب العالمية الثانية هيأت بريطانيا الأوضاع فى فلسطين لليهود الفارين من الهولوكست وعددهم 100 الف لإقامة وطن قومى لهم من خلال لجنة التحقيق الأنجلو - أمريكية والتى قدمت مشروع موريسون عام 1946 والذى تبنى فكرة تقسيم فلسطين الى مناطـق: منطقـة يهوديـة، ومنطقـة عربيـة، تتمتعـان بسـلطة حكـم ذاتـى تحـت إشـراف المنـدوب السـامى البريطانـى وحكومـة مركزيـة، ومنطقتـى القـدس والنقـب، وتخضعـان للحكومة المركزيـة. ولذلك حرصت مصر على مجابهة هذه الفكرة الشيطانية بعقد مؤتمرات دولية عديدة وحتى أنشئت جامعة الدول العربية خصيصا لهذا الغرض وبعدها اعلن الملك فاروق عن مشاركة الجيش المصرى فى حرب 1948 حيث ادرك ان الرأى العام المصرى والعربى لديه رغبة فى الاسهام فى عملية انقاذ فلسطين وبعـد ان وضعت الحرب أوزارها لجـأ إلى مصر عـدد آخـر مـن اللاجئين قُدِر بنحـو سـتة آلاف لاجـئ فلسطينى، خصصـت لهم الدولة المصرية معسـكرًا فى العباسية، لم تقدم أى دولة عربية أو إسلامية تضحيات عظيمة مثلما قدمت مصر خيرة شبابها فهناك أكثر من 100 ألف شهيد و200 ألف جريح خلال حروبها مع إسرائيل من أجل القضية الفلسطينية. ولطالما سعت الدولة المصرية جاهدة لتقريب وجهات نظر الفصائل الفلسطينية وتحقيق المصالحة لإنهاء الانقسام ورأب الصدع، وتشكيل موقف وطنى موحد يلبى طموحات الشعب الفلسطينى المشروعة فى حياة آمنة ومستقرة.

مصر الكبيرة هى من لعبت على الدوام الدور الرئيسى والاهم فى دعم الشعب الفلسطينى ولا تزال بمفردها هى حائط الصد الصامد فى وجه الصلف والغرور الصهيونى بعدما تساقطت دول الطوق الواحدة تلو الأخرى وهى من تتصدر الجهود الإقليمية والدولية الدافعة نحو تنفيذ وقف فورى ودائم لإطلاق النار، وصد كافة المحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية.

مهارة الخطابة جزء أصيل من وظيفة الرؤساء والسياسيين عادة ما يتم استخدام هذه الأداة المهمة بشكل مبالغ فيه فتفقد سحرها وتاثيرها على الجمهور لكن هنالك لحظات تاريخية نادرة فى مسيرة اولئك المسئولين تصنع منهم زعماء عندما ينطقون بكلمات مليئة بالصدق مشحونة بالوطنية تعبر عن مشاعر وتطلعات الناس الحقيقية مثلما حدث مع عبدالناصر فى خطبة تأميم قناة السويس أو خطاب السادات بإعلان نصر اكتوبر وكلمة السيسى الاخيرة الرافضة تصفية القضية الفلسطينية والذى قال فيها بشجاعة ونبل إنسانى إن تهجير الشعب الفلسطينى ظلم كبير لن تشارك مصر فيه.

حسنًا نحن المصريين برغم الفقر وشظف العيش لا يزال لدينا افضلية اخلاقية نابعة من ميراثنا الحضارى فالضمير المصرى هو ذلك الوعى الجمعى الذى يرفض فكرة الظلم بشكل مطلق وبشكل خاص للفلسطينيين.

صدق المثل الروسى فى داخل كل منا محكمة عادلة تبقى أحكامها يقظة فى نفوسنا، هى الضمير.

مقالات مشابهة

  • العثور على الفتاة التي أبكت المصريين أمام الفستان الأبيض
  • تعرف على محور نتساريم الذي سينسحب منه الاحتلال
  • المرتضى يكشف عن جريمة جديدة ارتكبها مرتزقة العدوان في مأرب
  • أمام محكمة ضمير العالم : أكثر من 14 ألف من نساء وأطفال اليمن  قضوا بطائرات وصواريخ وحصار العدوان
  • باحث سياسي: جيش الاحتلال يعلم أن المقاومة لا يمكن انتزاعها من الفلسطينيين
  • نائب أمريكي لـCNN: يجب وضع بلدنا ضمن الأماكن التي سيتم إعادة توطين الفلسطينيين فيها
  • أمة لها ضمير
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم الحلقة 3
  • رابطةُ العالم الإسلامي تعزي في ضحايا حادثة إطلاق النار التي وقعت في مدينة أوربرو بمملكة السويد
  • الناس تموت دون رصاص.. صحة غزة تناشد العالم إدخال طواقم طبية مجهزة للقطاع