تظاهر مئات المغاربة مساء الأربعاء قرب القنصلية الأميركية في الدار البيضاء وعدة مدن أخرى، للتنديد بدعم واشنطن للاحتلال الإسرائيلي الذي يشنّ عدوانا على غزة، بعد قصف مستشفى في القطاع أودى بحياة حوالي 500 شخصا.

وفي الدار البيضاء رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات تدين "أميركا الإرهابية" ووصفوها ب"أصل الإرهاب" و"عدوة الشعوب"، في ساحة قريبة من مقر القنصلية الأميركية.

وجاؤوا تلبية لنداء الجبهة المغربية لدعم فلسطين المكونة من أحزاب إسلامية ويسارية، "استنكارا للمجزرة الوحشية الصهيونية الأميركية التي نفذها الاحتلال ضد مستشفى المعمداني".

ونظمت تظاهرات مماثلة "في 58 مدينة هذا المساء، تحول بعضها إلى مسيرات، وجرت كلها في هدوء"، بحسب الناشط في الجبهة حسن بناجح لوكالة فرانس برس. ورفعت شعارات مؤيدة للفلسطينيين ومطالبة بقطع العلاقات مع إسرائيل، بحسب فيديوهات نشرها المنظمون.

وأثار قصف المستشفى في غزة الثلاثاء موجة غضب في أوساط العرب والمسلمين.

وأكدت الجبهة المغربية لدعم فلسطين في كلمة تليت خلال تظاهرة الدار البيضاء أن "الشعب المغربي لا يمكنه أن يقبل هذا الاصطفاف الأميركي مع جرائم الكيان الصهيوني".

ورفع المتظاهرون لافتات بالعربية والانجليزية تدين الإبادة" و"الأبارتايد" و"الاحتلال"، هاتفين "الشعب يريد تحرير فلسطين".

وقال الطالب إلياس بلفقيه (19 عاما) "جئت لأعبر عن إدانة المجزرة الوحشية في غزة وإيصال رسالة لأميركا بأن تكف عن دعم إسرائيل بالأسلحة والتضليل الإعلامي".

فيما رفعت الشابة حفصة جليل (23 عاما) لافتة بالانجليزية كتب عليها "كفوا عن تسميته صراعا إنها حرب إبادة"، وأوضحت "نريد إيصال صوتنا للأميركيين عليهم وقف هذا الدعم المادي والمعنوي لإسرائيل".

وكانت تظاهرات غاضبة خرجت ليل الثلاثاء في عدة مدن مغربية تنديدا بقصف المستشفى، الذي خلف مئات القتلى، وأثار صدمة واستياء واسعا في العالم العربي. فيما دانته الخارجية المغربية "بشدة" محملة إسرائيل مسؤوليته.

وبموازاة الشعارات المؤيدة للفلسطينيين جدد المتظاهرون في الدار البيضاء المطالبة "بإسقاط التطبيع"، الذي يقيمه المغرب و الكيان الإسرائيلي منذ نهاية العام 2020 برعاية أميركية، مرددين "فلسطين أمانة والتطبيع خيانة".

وتتظاهر هيئات رافضة لهذا الاتفاق بشكل منتظم خلال الأعوام الأخيرة مستقطبة أعدادا قليلة من النشطاء.

لكن تأييد القضية الفلسطينية ورفض التطبيع أصبح يلاقي إقبالا كبيرا في المملكة، منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس على الاحتلال الإسرائيلي في 7 أكتوبر.

والأحد تظاهر عشرات الآلاف في الرباط للتضامن مع الفلسطينيين والمطالبة بالتراجع عن التطبيع مع إسرائيل، في مسيرة هي الأضخم منذ استئناف المغرب علاقاته الدبلوماسية مع الدولة العبرية.

(أ ف ب)

المصدر: موزاييك أف.أم

كلمات دلالية: الدار البیضاء

إقرأ أيضاً:

قمة فلسطين الطارئة.. موقف عربي موحد ضد الاحتلال

يجتمع القادة العرب في قمة استثنائية بالقاهرة لمناقشة القضية الفلسطينية، في وقت تمر فيه المنطقة بظروف غير مسبوقة، حيث يواجه العالم العربي والإسلامي ضغوطًا سياسية واقتصادية، بينما تستمر الولايات المتحدة والدول الأوروبية في دعم الكيان الصهيوني بلا تردد، متجاهلة القوانين والمواثيق الدولية، بل وتهدد الأسس التي قامت عليها المنظمات الأممية، والتي باتت عاجزة عن فرض أي قرارات عادلة لصالح القضية الفلسطينية.

الموقف العربي من القضية الفلسطينية

لطالما كانت القضية الفلسطينية محورًا رئيسيًا في وجدان الأمة العربية، فهي ليست مجرد قضية سياسية، بل هي مسألة إنسانية ودينية واقتصادية. وعلى الرغم من أنها تخص الفلسطينيين بشكل مباشر، إلا أنها تؤثر على استقرار المنطقة والعالم بأسره.

لقد نشأت هذه القضية منذ وعد بلفور عام 1917، حينما قررت القوى الاستعمارية التخلص من اليهود في أوطانهم الأصلية، وزرعهم في فلسطين لخدمة أهداف استعمارية بريطانية، ثم تبعتها مرحلة الاحتلال العسكري الإسرائيلي بعد نكبة 1948، وما تلاها من حروب وصراعات امتدت حتى يومنا هذا.

منذ ذلك الحين، شهدت القضية الفلسطينية العديد من المحطات المفصلية، مثل:

نكبة 1948 التي أدت إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا. نكسة 1967 التي رسخت الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وغزة والجولان. الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 لإخراج المقاومة الفلسطينية من بيروت. انتفاضات الفلسطينيين التي بدأت عام 1987 وتكررت بأشكال مختلفة، تأكيدًا على رفض الاحتلال.

ورغم كل هذه التطورات، لم يتمكن العرب من تحقيق موقف موحد تجاه القضية الفلسطينية، بسبب التدخلات الدولية والانقسامات الإقليمية التي أضعفت العمل العربي المشترك.

الخلافات العربية وتأثيرها على القضية الفلسطينية

شهد العالم العربي منذ حرب أكتوبر 1973 خلافات داخلية أدت إلى تباين المواقف حول القضية الفلسطينية، إذ لجأت بعض الدول إلى مسار التسوية والاتفاقيات مع إسرائيل، بينما فضّلت دول أخرى دعم خيار المقاومة. وزاد الانقسام بعد اتفاق أوسلو عام 1993، الذي أدى إلى تراجع الدعم العربي الرسمي للفلسطينيين.

ورغم إنشاء جامعة الدول العربية عام 1945 بهدف توحيد المواقف العربية، إلا أنها لم تستطع فرض إرادتها على الدول الأعضاء، بل ظلت رهينة للخلافات السياسية بين الأنظمة العربية، مما انعكس سلبًا على القضية الفلسطينية وأدى إلى غياب استراتيجية عربية موحدة لمواجهتها.

المستفيد من الخلافات العربية

لطالما كان الاحتلال الإسرائيلي المستفيد الأول من انقسام العرب، فقد استغل هذه التناقضات لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، بينما انشغل العالم العربي بصراعاته الداخلية.

كما أن بعض الأنظمة العربية وجدت نفسها مضطرة للحفاظ على علاقاتها مع الولايات المتحدة والغرب، مما أثر على موقفها من القضية الفلسطينية، وأضعف الدعم الرسمي للفلسطينيين في المحافل الدولية.

في هذا السياق، جاءت الأزمات العربية المتتالية، مثل:

غزو العراق 2003 الذي أنهك إحدى أهم الدول العربية وأفقدها دورها الإقليمي. الربيع العربي 2011 الذي أدى إلى فوضى سياسية وانقسامات داخلية أضعفت عدة دول عربية. الأزمة الليبية والسورية التي زادت من تراجع الدور العربي في القضايا المصيرية.

كل هذه الأحداث جعلت القضية الفلسطينية أقل حضورًا في الأولويات العربية، مما منح الاحتلال فرصة لتوسيع استيطانه وتكريس سياساته القمعية ضد الفلسطينيين.

أهمية قمة فلسطين الطارئة

تعقد هذه القمة في وقت يشهد فيه العالم جرائم إسرائيلية غير مسبوقة، حيث نفذ الاحتلال عمليات قتل وتهجير ممنهج للفلسطينيين، وسط دعم أمريكي وغربي غير محدود، مما أدى إلى غضب شعبي عالمي، تجلى في تظاهرات حاشدة في أوروبا وأمريكا، رافضة للجرائم الصهيونية.

ويأتي انعقاد هذه القمة رفضًا للمخططات الأمريكية، وخاصة “صفقة القرن” التي سعت إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وإعادة رسم خريطة المنطقة لصالح إسرائيل. وقد تصدّت عدة دول عربية، أبرزها مصر والأردن، لهذه المخططات، كما أبدت العديد من الدول الإسلامية والأوروبية مواقف حازمة تجاه المشروع الأمريكي.

التطلعات لموقف عربي موحد

يُنظر إلى هذه القمة على أنها فرصة حقيقية لإعادة توحيد الصف العربي، خاصة في ظل التحديات الراهنة، إذ يمكن أن تشكل قراراتها نقطة انطلاق نحو استراتيجية عربية جديدة لدعم القضية الفلسطينية على المستوى الدولي.

إن إصدار موقف عربي رسمي موحد سيرسل رسالة قوية إلى الولايات المتحدة وحلفائها، مفادها أن القضية الفلسطينية لا تزال في صدارة الأولويات العربية، وأن أي محاولات لتجاوزها ستواجه بمواقف حازمة. كما يمكن استثمار الانقسامات بين الولايات المتحدة وأوروبا، خاصة في ظل الخلافات حول سياسات واشنطن الخارجية، لتعزيز الدعم الدولي للقضية الفلسطينية.

خاتمة

إن هذه القمة ليست مجرد اجتماع عربي عادي، بل هي محطة مفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث يمكن أن تؤسس لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك، تعيد للقضية زخمها، وتحولها إلى أولوية دولية لا يمكن تجاوزها. فهل سيكون القادة العرب على مستوى التحدي، أم ستظل القضية الفلسطينية رهينة للخلافات والمصالح الضيقة؟

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • سلطات الدار البيضاء ترفض تفويت ملعب محمد الخامس لأي جهة
  • تأجيل محاكمة "ولد الفشوش" قاتل شاب دهسا في الدار البيضاء
  • الجبهة الشعبية تدين بشدة حملة القمع الأمريكية ضد الناشطين المتضامنين مع شعب فلسطين
  • قمة فلسطين الطارئة.. موقف عربي موحد ضد الاحتلال
  • كيف يُحاول الاحتلال شيطنة رمضان وينفذ خلاله أبرز الجرائم والمجازر؟
  • الجنرال الذهبي الشهيد الفريق عبد المنعم رياض.. قاد العمليات العسكرية على الجبهة المصرية ضد إسرائيل وأشرف على تنفيذ خطة تدمير خط بارليف
  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تشيد بقرار السيد القائد إمهال العدو الصهيوني 4 أيام
  • كريم كلايبي لـ"اليوم24": جماعة الدار البيضاء لا توجد لديها أية نية لبيع مركب محمد الخامس
  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تشيد بقرار السيد القائد إمهال الاحتلال أربعة أيام لإدخال المساعدات لغزة
  • صحيفة أميركية: إسرائيل رسمت مسارا إلى حد غزو آخر لقطاع غزة