العدوان على غزة: صلاة الغائب ومسيرة لأئمة ومشايخ ولاية تطاوين
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
نظم مشايخ و أئمة ولاية تطاوين مساء اليوم الأربعاء مسيرة نصرة للقضية الفلسطينية انطلقت إثر صلاة العشاء من أمام مسجد المدينة نحو ساحة الشعب رفعوا فيها شعارات تندد بجرائم جيش الاحتلال وقتل مئات الاطفال و النساء و تؤكد على التضامن الدائم مع الشعب الفلسطيني.
وقد انتهت المسيرة بأداء صلاة الغائب على أرواح شهداء فلسطين وسط حضور كبير من الاهالي ثم الدعاء للمقاومة الفلسطينية بالنصر.
الحبيب الشعباني
المصدر: موزاييك أف.أم
إقرأ أيضاً:
د. حسن براري العجارمة يكتب .. السؤال الغائب!!
#سواليف
#السؤال_الغائب!!
كتب .. د. #حسن_براري_العجارمة
على امتداد #الوطن_العربي، من محيطه إلى خليجه، ما تزال الأسئلة الكبرى تختبأ في الزوايا المظلمة، كأنها خُطوط عميقة في الذاكرة يحاول الجميع أن يتجاهلها. لماذا لا يسأل العرب أنفسهم عن سبب خيباتهم التي لا حد لها؟ لماذا لا يتأملون في مرآة الحقيقة التي قد لا تعجبهم؟ أليس من المستغرب أن يديروا وجوههم عن أوجاعهم الداخلية، بينما تفتح أمامهم أبواب الزمان لتطرح أسئلة تأبى أن تُسكَت؟ ألا يكفي أن الجروح ما زالت تنزف، والدماء تسيل على أراضٍ أُهملت على مذبح التفريط، ويبقى السؤال: ألسنا نحن من جلبنا الهزيمة المرة والنكوص والخيبات؟
مجرد طرح السؤال قد يخرجك من الملة! فالإجابة التي تتوارى خلف ضباب الأوهام، هي أن العامل الداخلي – مع الإقرار بمسؤولية العامل الخارجي أيضا – يبقى بعيدا عن العقول التي ألفت أن تُلقي اللوم على الآخر، بعيدًا عن أنفسها.
فكأن الوعي العربي لا يجرؤ على مواجهة ذاته أو أن يرفع الستار عن حقيقة مؤلمة، تكمن في داخلنا نحن. نحن الذين لم نكن سوى أبطال الحكايات العتيقة، تحكمنا #الحماقات من دون أن نعي، تستهوي أنفسنا الصراعات على الهوامش، ونحن نغفل عن لبّ #المشكلة تماما كما كانت معاناة جوزيف بطل رواية المحاكمة لكافكا عندما أمضى سنوات عمره يشعر بأنه ضحية الآخر متجاهلا الخلل المتجسد في شخصيته.
نعم، مثل “محاكمة” كافكا، أقنعنا أنفسنا بالمظلومية الأبدية، وكرسنا ذلك في أنظمة التعليم الرسمية والشعبية عندما كانت وما تزال الضحية الحقيقية هي تلك التي تعجز عن الوقوف، والتي لا تتجاسر على توجيه أصابع الاتهام إلى جدرانها المهدمّة، إلى سُلطاتها المتناحرة، إلى سياسات الفتنة التي زرعناها بأيدينا، إلى تدمير الذات الذي طالما رضعناه في مدارسنا وتعلمناه في بيوتنا. يا الهي، كما أنفقنا على تشييد صروحًا من الخوف، وحصنّا أنفسنا من الأسئلة التي قد تزعج راحتنا المتهالكة؟
أليس من الغريب أن نغفل عن أن #النكبات التي نعيشها هي ثمار أعمالنا نحن؟ أسئلة تُداس تحت الأقدام، وإجابات تُصادر من داخلنا خوفًا من أن نكتشف أننا قد نصبح المسئولين إذا فتشنا في أعماقنا.
في حاضرنا، هناك دوما دومًا أيدٍ خفية تعبث في الداخل، وهناك من يبيع الأحلام ويشتري الخيبات. فكلما حاولنا أن نرى بعين الحقيقة، أصمنا أنفسنا عن أن نسمع صوت الواقع المزعج. إننا – مع الأسف – نركض خلف السراب، ولا نريد أن نواجه ذلك الفقر الداخلي الذي جعلنا نتسابق نحو الحروب الجانبية بدلًا من بناء أساسات قوية لوطن يضُمّنا.
لقد منحنا أنفسنا الأعذار الكثيرة، ورضينا بالخضوع إلى لِحَى الأكاذيب التي تُقال عنّا، وصمّمنا على أن نكون ضحايا.
مع ذلك، إن من لا يسأل نفسه عن سبب نكبته، يبقى محكومًا أن يتكرر في دائرة مفرغة، حيث لا يجرؤ على الإقرار بأن السبب الحقيقي يكمن في داخلنا، في أفكارنا، في مواقفنا التي قد تكون مجرد بقايا ماضٍ تعيش فينا كما تعيش النار في رماد قديم. في الوقت الذي يبحث فيه الآخرون عن قوتهم، نجد أنفسنا مستغرقين في التشظي والتفرقة.