كارثة في مستشفى المعمداني .. الشعوب العربية تنتفض لنصرة طوفان الأقصى في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
انفجرت احتجاجات ليلية في جميع أنحاء الوطن العربي عقب انفجار مميت في مستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة يوم الثلاثاء، والذي أودى بحياة ما لا يقل عن 500 فلسطيني.
ويُعد مستشفى المعمداني أحد أقدم المستشفيات في مدينة غزة، حيث لا يستضيف فقط المرضى والجرحى ولكنه يؤوي مئات الأشخاص المشردين في مجمعه. حسبما ذكرت وكالة “رويترز” للأنباء.
مصر
أكدت مصر على موقفها الثابت من "القضية الفلسطينية" بشكل عام ودعمها سكان قطاع غزة ضد ما يتعرضون له من حرب ممنهجة وعملية تهجير قسري من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي هذه الأيام بشكل خاص، ورفضت تماما فكرة نزوح أكثر من 2.4 مليون نسمة وترك منازلهم والتوجه نحو الأراضي المصرية.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي في المؤتمر الصحفي المشترك مع المستشار الألماني أولف شولتس الذي عقد صباح اليوم الأربعاء: "لو استدعى الأمر أن أطلب من المصريين الخروج للتعبير عن رفض تهجير الفلسطينيين لسيناء سترون خروج الملايين من المصريين الذين يؤيدون موقف الدولة".
وأكد الرئيس أنه "لا يمكن السماح بالتهجير القسري للفلسطينيين"، مضيفا أنه بحث مع المستشار الألماني جهود مصر لتهدئة الأوضاع في غزة، مشيرا إلى أنه "أقترح نقل المدنيين من غزة إلى صحراء النقب الإسرائيلية لحين انتهاء العمليات العسكرية".
وتابع السيسي قائلا: "تهجير" الفلسطينيين من غزة إلى مصر قد يؤدي إلى "تهجير" من الضفة الغربية إلى الأردن، مؤكدا أن مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشيرا إلى أن مصر لم تغلق معبر رفح منذ بداية الأزمة لكن القصف الإسرائيلي حال دون تشغيله.
الأردن
في عاصمة الأردن عمّان، حاول المتظاهرون اقتحام السفارة الإسرائيلية. واستخدمت قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق عدة آلاف من المحتجين الذين رددوا شعارات مؤيدة لحماس وطالبوا بإغلاق السفارة وإلغاء اتفاقية سلام مع إسرائيل.
الضفة الغربية
شارك آلاف الفلسطينيين في مظاهرات تضامنية مع أهالي غزة في رام الله والخليل وبيت لحم وغيرها من المدن. وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ثلاثة أيام من الحداد على أرواح ضحايا انفجار المستشفى. وقال عباس إن هذا الانفجار هو “جريمة حرب” تستدعي تدخلا دوليا عاجلا لوقف “الإبادة” التي تمارسها إسرائيل ضد شعب فلسطين.
لبنان
دعت حزب الله اللبناني إلى “يوم من الغضب غير المسبوق” ليتزامن مع وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة. وبناء على دعوة حزب الله، تجمع المئات من المتظاهرين أمام السفارة الأمريكية في ضاحية عوكر، خارج بيروت، حيث رشقوا الحجارة وأضرموا النار في مبنى قريب، مرددين هتافات “الموت لأمريكا” و"الموت لإسرائيل"، قبل أن تفرقهم قوات الأمن بالغاز المسيل للدموع. كما تجمع المتظاهرون أمام السفارة الفرنسية في بيروت، رافعين أعلام حزب الله ورشقوا الحجارة التي تكدست على مدخل السفارة.
الإمارات
وجهت دولة الإمارات العربية المتحدة علي لسان المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة السفير لانا زكي دعوة إلى وقف كامل لإطلاق النار في قطاع غزة لأسباب إنسانية.
جاء ذلك خلال كلمة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن حول الأوضاع في غزة اليوم الأربعاء.
وقالت "ندعم وقف إطلاق نار كامل لأسباب إنسانية ولا نطلب القيام بذلك على حساب أمن إسرائيل ولكن ليتمكن الناس من الاعتناء بالجرحى ودفن الموتى بكرامة وإعادة عيش حياتهم" بحسب ماذكرت العين الإماراتية .
وأشارت إلى أنه لأكثر من 140 عاما قدم المستشفى الأهلي المعمداني خدمات طبية واللجوء لأجيال من الغزاويين وأمس قتل أكثر من 500 فلسطيني في ضربة على هذا المستشفى.
وتابعت "كل ساعة من هذه الحرب تسخر من القانون الإنساني الدولي وغزة متروكة ولا أحد يشعر فيها بالأمان، ندعو إلى ضمان تحقيق كامل ومستقل في هذه الحادثة ومساءلة المرتكبين".
وأضافت "هناك أمر واضح لا تشكيك فيه.. مات فلسطينيون في هذا العنف أكثر من أي عنف آخر جرى في تاريخ هذا النزاع، ففي أقل من أسبوعين سقط فيه أكثر من 3500 قتيل و14 ألف مصاب".
السعودية
أكد الأمير فيصل بن فرحان، وزير خارجية السعودية، على ضرورة تطبيق القانون الدولي الإنساني في قطاع غزة.
وذكر بن فرحان في تصريحات لـ "العربية/الحدث" أن التركيز الحالي يتجه نحو وقف إطلاق النار في غزة.
وبين أن المملكة مستمرة في جهودها لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة.
وفي سياق آخر، أكد أن "حل الدولتين هو الحل الجذري للقضية الفلسطينية"، مشيرًا إلى أنه يتوجب على جميع الأطراف التزام حل للقضية الفلسطينية وفقًا للشرعية الدولية.
الكويت
أكد وزير خارجية الكويت الشيخ سالم العبد الله الصباح تضامن دولة الكويت ومساندتها لأعمال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ، خاصة في ظل المعاناة وتفاقمها جراء التطورات المأساوية الراهنة.
جاء ذلك في مكالمة هاتفية تلقاها وزير خارجية الكويت من المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني.
كما شدد الوزير الكويتي علي ضرورة تكافل المجتمع الدولي تجاه المسؤولية الأخلاقية والإنسانية؛ لدعم ضمان استمرار تمويل أنشطة الوكالة وبرامجها وأعمالها مما يسهم في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق، وعلى حتمية تضافر الجهود الدولية للوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
منظمة التعاون الإسلامي
جددت دول التعاون الإسلامي التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية للأمة الإسلامية جمعاء، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير وعودة اللاجئين الفلسطينيين، وحقه في الاستقلال، وتجسيد دولة فلسطين.
وطالبت دول التعاون الإسلامي في بيان الاجتماع الاستثنائي المجتمع الدولي بالمسارعة في تقديم المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية العاجلة، وتوفير المياه والكهرباء، وفتح ممرات إنسانية آمنه بشكل فوري لإيصال المساعدات العاجلة إلى قطاع غزة.
كما دعا البيان إلى الوقف الفوري للعدوان الهمجي لقوات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والرفع الفوري للحصار المفروض عليه.
وأدان البيان وبشدة الاستهداف السافر من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي الغاشمة للمستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة الذي أدى إلى قتل وجرح مئات المرضى والمصابين والنازحين من المدنيين الأبرياء.
وحمل إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، المسؤولية الكاملة عن مصير المدنيين في قطاع غزة وما يتعرضون له من مأساة حقيقية تحت القصف والحصار والتجويع، بلا كهرباء أو غذاء أو مياه نظيفة، مع إجبارهم على هجر منازلهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل الاحتلال الاسرائيلي التهجير القسري للفلسطينيين الرئيس عبد الفتاح السيسي القضية الفلسطينية تهجير الفلسطينيين حل عادل وشامل حزب الله قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الأهلي العربي الشعوب العربية طوفان الأقصى مستشفى المعمداني فلسطين الأمم المتحدة فی قطاع غزة النار فی أکثر من فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
إيران وحـماس: من مرج الزهور إلى طوفان الأقصى.. فَـخْـرُ مسار.. كتاب جديد
صدر في منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2024 عن مركز الجزيرة للدراسات كتاب بعنوان "إيران وحماس: من مرج الزهور إلى طوفان الأقصى"، من تأليف الدكتورة فاطمة الصمادي، الباحثة الأولى في المركز والمتخصصة في الشؤون الإيرانية. يستعرض الكتاب تطور العلاقة بين إيران وحركة حماس منذ نشأتها، مسلطًا الضوء على المحطات الرئيسية والأزمات التي مرت بها، بالإضافة إلى العوامل الإقليمية والدولية المؤثرة فيها، وصولًا إلى الأحداث الراهنة.
يتناول الكتاب المراحل المختلفة للسياسة الإيرانية تجاه فلسطين، بدءًا من أواخر العهد القاجاري، مرورًا بالمرحلة البهلوية، وصولًا إلى ما بعد الثورة الإسلامية عام 1979. كما يخصص فصلًا لعملية "طوفان الأقصى" والقراءات الإيرانية لها، ومواقف أطراف محور المقاومة، بما في ذلك دور جماعة أنصار الله (الحوثيين)، مع التركيز على مبادئ الاستراتيجية الدفاعية الإيرانية.
تعتمد المؤلفة في سردها على مراجع مكتوبة وشهادات ومقابلات أجرتها على مدى سنوات، مما يضفي عمقًا على التحليل المقدم. يستعرض الكتاب أيضًا مواقف شخصيات إيرانية بارزة، مثل آية الله كاشاني وآية الله الخميني، من القضية الفلسطينية قبل الثورة الإسلامية، وكيف أثرت هذه المواقف في تحويل القضية الفلسطينية إلى محور في السياسة الخارجية الإيرانية.
بالإضافة إلى ذلك، يناقش الكتاب الأزمات التي واجهت العلاقة بين حماس وإيران، خاصة بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، ودور شخصيات مثل قاسم سليماني في إعادة بناء هذه العلاقة. كما يسلط الضوء على موقف بعض الدول العربية من هذه العلاقة، وكيف أدى ذلك إلى توجه حماس نحو إيران لتعزيز موقفها الإقليمي.
يقدم الكتاب تحليلًا معمقًا للخلفيات السياسية والدينية التي شكلت العلاقة بين إيران وحماس، مستعرضًا التحديات والمصالح المشتركة التي أسهمت في تطورها.
أوّل ما شاهدتُ كتاب "إيران وحماس؛ من مرج الزّهور إلى طوفان الأقصى" معروضا على رفّ المكتبة تساءلت: لماذا جعلت الكاتبة مبتدأ بحثها من "مرج الزّهور"، لا بدّ أنّ وراء ذلك سرّا؟ ولأنّ هذا الحدث عزيزٌ إلى قلبي، ولي معه ذكريات حميمية يوم كنتُ تلميذا في الإعدادي لا أزال، ويأبى دفؤها أنّ يخمد إلى حدود السّاعة، بالإضافة إلى أنّني أريد أن أفهم "هذه العلاقة" ـ وأنا في مرحلة النّضج ـ بين حركة مقاومة ودولة يجمعهما الكثير ـ حسب تقديراتي ـ ويفرّق بينهما الأكثر! ومما زاد من تشجيعي معرفتي بالكاتبة فاطمة الصّمادي؛ فقد سبق أن تابعتُ حواراتها وتحليلاتها على شاشة قناة الجزيرة، وعلمي أنّها من الباحثين العرب القليلين المُتخصّصين في الشّأن الإيراني.
قرأته سريعا، فهو "جذّاب وممتع"، الأهم أنّه مفيد جدا سواء للقارئ المتخصّص أو للمتابع العادي، وهو يندرج ضمن ما يُسمّى بـ"التاريخ الرّاهن"، والتأليف في هذا النّوع من الكتابة التاريخية مثير للمشاكل، وهناك مِن المؤرّخين والنّقاد مَن يرفض الاعتراف به ضمن دائرة التّاريخ. ولوعي الباحثة بهذا الإشكال ـ وجوهره هو مسألة الوثيقة ـ فإنّها عملت على سدّ كل المداخل التي يمكن أن يتسلّل المعارضون إلى متنها وتفجيره من الداخل؛ فقد حسمت أمرها منذ البداية، ومن ثمّ فهي لم تتكلم سوى بالوثائق.
الجميل في الكتاب أنّ عموم القُرّاء، ممن هم في سنّ الخمسين فما فوق، سيفرحون به لأنّ الكاتبة استطاعت أن تجمع لهم كلّ ما عاشوه وتابعوه وتهمّموا به، وربّما جمعوا وثائقه ورتّبوها، ووضعته لهم في خطّه الزمني وسياقه السياسي وكشفت لهم عن خلفياته والمؤثرين فيه والكثير مما كان متواريا زمن حدوثه.يوثّق الكتاب بشكل دقيق للعلاقة بين حركة حمـاس وإيران، وكذا لمواقف كل الدول العربية غير الرّاضية عن هذه العلاقة، ويفسّر البدايات والمنعرجات. ويقف مطوّلا عند العُقد والأزمات.
الجميل في الكتاب أنّ عموم القُرّاء، ممن هم في سنّ الخمسين فما فوق، سيفرحون به لأنّ الكاتبة استطاعت أن تجمع لهم كلّ ما عاشوه وتابعوه وتهمّموا به، وربّما جمعوا وثائقه ورتّبوها، ووضعته لهم في خطّه الزمني وسياقه السياسي وكشفت لهم عن خلفياته والمؤثرين فيه والكثير مما كان متواريا زمن حدوثه.
مصادر الكتاب متنوّعة جدا؛ كتب، رسائل، تسجيلات، سجلّات، وثائق شخصية، مقالات، تصريحات،... ولكنّ أحسنها على الإطلاق هي تلك الحوارات الكثيرة التي أجرتها الباحثة مع الفاعلين الأساسيين من الجانبين، خاصة الصّف الأوّل من مسؤولي حركة حماس، والكثير منهم اليوم شهداء عند ربّهم.
الكتاب يثبتُ بالدّلائل، الوقائعية قبل النظرية، أن القرار السياسي عند حماس يتمتّع بمساحة واسعة جدا من الاستقلالية، بل بكلّ الاستقلالية، وسيظهر هذا جليّا في الكثير من العُقد التي انفجرت في وجهها أثناء مسارها سواء مع إيران أو مع سوريا أو مع الكثير من دول الخليج، وحينها كانت دائما تفضّل التواري، أو الصّمت، أو المغادرة، على أن تفقد هذا العنصر المهم الذي يمنحها القوة والمصداقية لدى الجميع، سواء كانوا أصدقاء أو خصوم حتى أعداء.
وقد أهدت الباحثة مجهودها إلى "غزّة العزّة... إلى شهدائها، أطفالها، ونسائها، ورجالها، وشجرها، وحجرها"، مما يؤكّد أنها لا تصدر في بحثها عن انشغال عقلي أكاديمي "موضوعي" فقط، بل تضع نفسها في حَمّارَة ما يجري، عقلا وعاطفة.
يقع الكتاب في 380 صفحة، وهو مقسّم، بالإضافة إلى مقدّمة وخاتمة وملاحق ولائحة بالمصادر والمراجع، إلى ثلاثة أقسام، ينضوي تحتها تسعة فصول:
1 ـ إيران وفلسطين في نهاية العهد القاجاري
2 ـ غيران وفلسطين في العهد البهلوي
3 ـ الجمهورية الإسلامية والقضية الفلسطينية.
4 ـ الجمهورية الإسلامية والمقاومة الفلسطينية؟
5 ـ إيران وحماس: الدولة والحركة.
6 ـ نشأة الحركة وتطوّرها.
7 ـ أزمات تهدد العلاقة.
8 ـ العودة إلى سوريا.
9 ـ طوفان القصى: هل خذل محور المقاومة حركة حماس؟
أما سؤالي الأوّل فقد وجدتُ إجابته هناك وبشكل مقنع، فلم يكن "مرج الزّهور" حدثا عاديا، بل كانت ـ بحق ـ واقعة مفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية.
بعد انتهائي من قراءة الكتاب خرجتُ ممتلئا حبورا؛ فقد حقّق لي إشباعا كاملا، ولم يعد لي شكّ أبدا بأنّ هذه الأمّة خصبة ولّادة؛ فرجال المقاومة؛ عسكريين وسياسيين، يمتلكون وعيا وقلبا ورؤية وأفقا وقوّة ما يجعلهم نماذج كاملة للتّربية والتكوين والممارسة حاضرا ومستقبلا.
*كاتب من المغرب