رغم الألم والحصار.. قصص صمود فى غزة تواجه جرائم الاحتلال
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
وسط الدمار والدماء، يجلس الفلسطينى "حسن كلوب "، بمخيم جباليا شمالى قطاع غزة أمام "فرن النار" ليصنع الخبز بيده، وذلك بما تبقى لديهم من الموارد والتى أوشكت على الانتهاء بل إنها نفدت لدى الآخرين كليا، وحتى يتثنى له إطعام الأطفال الذين يتضورون جوعا بسبب نفاد الموارد الغذائية، وذلك حسبما ذكر الصحفى الفلسطينى مثنى النجار فى حديثه لـ "البوابة نيوز".
تلك النار التى يجلس أمامها لفترات طويلة لا تقارن باللهيب الذى يتأجج بداخله، فقلبه ينفطر حزنا وقهرا على غزة، متمنيا أن تعود الديار لأهلها.
ويوضح “مثنى ” أن "كلوب" يقوم بتوزيع الخبز على أصدقائه وجيرانه أيضا، بسبب صعوبة التنقل والحركة ومحدودية وجود مخابز فى ظل عدوان الاحتلال الإسرائيلى.
وكانت قد ذكرت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمى عبير عطيفة، الخميس الماضى، أن "مخزون قطاع غزة من المواد الغذائية بدأ يقل وقارب على النفاد فى كثير من المحال التجارية، ولن يكفى لأكثر من أسبوع".
وجبات غذائية على نار الحطب بسبب عدم وجود غاز
وفى مشهد آخر ترى الشعب الفلسطينى يحتضن بعضه البعض رغم الوجع والألم والمصاب الجلل والكارثة، فيقوم أهالى غزة بعمل مبادرات فردية وجماعية لتحضير وجبات غذاء لكل من تقطعت بهم السبل للحصول على الماء والطعام، أو من نفدت لديهم الموارد الغذائية إثر عدوان الغارات الجوية العنيفة التى نفذها الاحتلال الإسرائيلى، وأدت إلى تدمير أحياء بأكملها فى قطاع غزة.
تحت القصف الإسرائيلى يقف شباب غزة لطهى الطعام على “نار الحطب” وذلك لعدم توافر الغاز ويقوم بمساعدتهم الأطفال بشجاعة غير عابئين بالقصف الذى يلتهم كل شىء أمامه من الأخضر واليابس، فتختلط فى نفوسهم مشاعر ما بين الأمل والألم فحزنهم على الشهداء وحبهم لأرضهم هو ما يجعلهم يقفون فى ثبات أمام العدوان الغاشم.
هتافات رغم الحصار
يأبى أهالى غزة أن يصيبهم حالة يأس، فقاموا بالهتافات فى بعض الأماكن فى غزة رافعين الأعلام الفلسطينية، غير عابئين بالاحتلال الإسرائيلى، معربين عن صمودهم أمام الاحتلال، حتى لا تذهب دماء شهدائهم وأطفالهم هباء منثورا.
فذكر "مثنى" أنه بموازة المشاهد المؤلمة والدمار هناك مشاهد أخرى من الإصرار تخرج من أهالى غزة، فمن وسط الموت والنار والدمار يهتفون بالثبات والصمود، معلنين عن تمسكهم بأرضهم وعدم الخروج منها مهما كلفهم الأمر.
ونددت الهتافات بالأفعال الإجرامية التى يقوم بها الاحتلال الإسرائيلى والتى وصلت إلى الإبادة الكلية بالقصف إلى جانب الحصار.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني مخيم جباليا قطاع غزة مثنى النجار الاحتلال الإسرائیلى
إقرأ أيضاً:
سامراء أولا
بقلم : هادي جلو مرعي ..
يؤاخذ بعض المراقبين رئيس تحالف عزم مثنى السامرائي إنه يرفع شعار سامراء أولا . وماالضير في ذلك إذا كان دونالد ترامب يرفع شعار أمريكا أولا، وقرر أن ينعطف إنعطافة حادة بعيدا عن سياسة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن. لكن السامرائي ووفقا للتأني الشديد الذي تحليت به وأنا أتابع مقابلته الأخيرة من فضائية عراقية أظهر شجاعة، ورسم صورة واضحة للمشهد السياسي العام في الدولة، والتوافقات السياسية، والحراك داخل المنظومة السنية التي تقوم على أعمدة ثلاث هم الشيخ خميس الخنجر، ورئيس تقدم محمد الحلبوسي، والدكتور مثنى السامرائي الذي كان له حضور مميز في التأسيس رفقة الخنجر لتحالف سياسي سني جامع يبتعد عن الفردية ورغبة البعض للجنوح نحو دكتاتورية مقيتة في ظروف لاتحتمل الترف الفكري والطموحات الطائشة أمام ملفات عدة لاتتوفر الفرصة كاملة لتحقيق تقدم فيها، وعلى مدى سنوات كاملة، وعلى الأقل منذ نهاية الحرب ضد داعش عام 2017 التي أسست لوضع سياسي جديد تكرست فيها حالة سياسية غاب عنها جيل كامل من السياسيين التقليديين الذين عاصروا فترة معقدة كان للعنف والخلاف وعدم الثقة حضور فيها لامثيل له.
هذه المرحلة يمكن أن تكون مختلفة تماما، فالعراق بالرغم من تداعيات المراحل الصعبة إلا إنه يتحرر رويدا، ويتجه الى الإعمار، وتكريس حالة الاستقرار السياسي والأمني، وهذا يتطلب تواصلا محليا بين الأفرقاء للوصول الى توافق يعزز ثقة المجموعة الدولية بالعراق، ويتأكد الخارج من تماسك الجبهة الداخلية ليكون هناك قرار دولي مستمر بالتواصل مع بغداد في قضايا الأمن والسياسة والإقتصاد والتعاون الثقافي، وفي مجالات مختلفة تعزز عودة العراق الى وضعه الطبيعي كدولة مؤسسات ينبغي أن لاتتأثر بالقضايا الخلافية، والنزعات السلبية نحو التفرد والتغول على الآخرين على مستوى الأفراد، وعلى مستوى المجموعات السياسية والعرقية والطائفية، ولعل مشكلة إختيار رئيس للبرلمان كانت معضلة حقيقية كشفت فيها نوايا زعامات وكتل، وكانت محلا للإستثمار السلبي والتفرقة، وسبيلا الى الأزمة التي إنتهت بتوافق، لكنه توافق محفوف بالتنازلات والقلق، وكان للدكتور مثنى السامرائي مشاركة فاعلة في تخفيف الإحتقان، وتقريب وجهات النظر لصلته الجيدة بالقوى الفاعلة في المكونات العراقية، وهو يتذكر مواطنا من كركوك إنتقده في يوم لقربه من الإطار التنسيقي، ولكنه بعد وقت غير رأيه لأن ذلك التقارب والتفاهم والعلاقة الحسنة والموضوعية، والتي تحتكم الى الواقعية السياسية كانت سببا في الوصول الى تفاهمات وحققت لذلك المواطن ولغيره نتائج مهمة لأن الإنغلاق والعزلة، ورفض الآخر في بلد واحد، وعدم التواصل يقلل فرص النجاح والوصول الى الحل في المشاكل العالقة التي تستهدف الدولة، أو تلك التي على مساس بحياة المواطنين الذين يضعون أعينهم على قادتهم لتحقيق الغايات والمطامح والعيش بكرامة، وحين يكون لكل طيف من يمثله شريطة أن يكون تمثيلا حقيقيا واقعيا بعيدا عن الشعارات الرنانة التي يطلقها بعض أصحاب النزعة الفردية من أجل مجد شخصي منفصل عن مجد الأهل والوطن.