لجريدة عمان:
2025-11-04@15:30:52 GMT

كيف نجعل الغرب يفهمنا؟!

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

كيف نجعل الغرب يفهمنا؟!

لا يمكن أن نحمّل الفرد الغربي، وحده، مسؤولية الصورة الذهنية النمطية التي بناها عن العالمين العربي والإسلامي والتي كانت في الكثير من الأحيان مختزلة ومشوهة وغير مكتملة أبدا، وقد ساهمت بشكل كبير في تحديد مسارات ومواقف الغرب من قضايا العالم العربي وبشكل خاص القضية الفلسطينية التي لو وجدت دعما من الرأي العام العالمي لكان مسارها مختلفا عن المسار الحالي.

الناس في الغرب مأخوذون ومختطفون من قبل الآلة الإعلامية والتسويقية الضخمة هناك؛ فهي التي توجههم وتحدد مساراتهم وخياراتهم وتفضيلاتهم الثقافية والاستهلاكية اليومية. وتعمل الصهيونية العالمية من أجل أهدافها الاستعمارية على بناء صورة العرب والمسلمين في أذهان الغرب.. وإذا كان هذا الأمر مفهوما من اللوبي الصهيوني المسيطر على الغرب فمن غير المفهوم ألا يستطيع العرب حتى الآن بناء لوبيهم الخاص في قلب الغرب، وبناء مؤسسات إعلامية وسياسية هناك يستطيعون عبرها التأثير في الوعي الغربي وبناء الصورة الحقيقية عن أنفسهم لتقدمهم وفق نسيجهم الخاص المنبثق من ثقافتهم وفكرهم وتاريخهم ومساهماتهم في بناء الحضارة الإنسانية عبر التاريخ.

لقد أسس العرب بعض الصحف والمجلات في أمريكا وفي دول أوروبية ولكنها كانت مؤسسات إعلامية ناطقة باللغة العربية ولها هدف سياسي موجه للعالم العربي وليس من بين أهدافها التأثير في الغرب أو بناء صورة مختلفة للعرب، ولو كان لها هدف مثل هذا لخرجت باللغة الإنجليزية أو الفرنسية ولكان لها مشروع واضح المعالم.

وحتى عندما تطورت التكنولوجيا وسهلت عمل الإعلام لم يستطع العرب أفرادا وحكومات تأسيس صحيفة إلكترونية حقيقة توازي المؤسسات الإعلامية الغربية رغم توفر الإمكانيات المادية.. ولم تتأسس قناة تلفزيونية تستطيع أن تكون إلى جوار القنوات الغربية التي ما زالت تختطف الوعي الغربي، وبعض الوعي العربي، اللهم يمكن الحديث هنا عن قناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية، ولكنها لا تكفي وحدها خاصة وأنها مرتبطة في الذهن الغربي بالجزيرة العربية.

وغير الإعلام لم يستطع العرب خلال سنوات الوفرة الماضية بناء مؤسسات علمية مرموقة تساهم في دعم تطور البشرية وتقدم لها مكتشفات علمية تحدث فارقا في حياة الناس رغم وجود العقول العربية التي تثري المؤسسات العلمية والبحثية في مختلف قارات العالم.

إذا عجزنا في العالم العربي أن نكون أقوياء في الجوانب العسكرية فلماذا لا نكون أقوياء في بناء المؤسسات العلمية والبحثية وتمويلها، وفي صناعة مفكرين وفلاسفة وعلماء في مختلف المجالات.. هذه قوة ناعمة لا يمكن أن يستهان بها في العالم اليوم وتستطيع أن تحدث تغييرا في بناء الصورة النمطية عن العرب والمسلمين، بل وتستطيع في النهاية بناء اقتصاد عربي قوي وموقف سياسي أكثر قوة.

لا نستطيع أن ننفي قدرة المؤسسات الإعلامية والبحثية في العالم الغربي في بناء الوعي العالمي والتأثير عليه حتى لو كان ذلك باستخدام التضليل والخداع ولكن النتيجة النهائية أنها تستطيع أن تحدث التأثير المطلوب منها وتحصل على الأثر.. وحتى نتمكن في العالم العربي من التصدي لكل هذا يتعين علينا أن نبني مؤسسات إعلامية قوية موجهة للغرب تكون لها مصداقية، ويكون لها صدى قوي على الجمهور العالمي وقادرة على مخاطبتهم بأدواتهم التي تستطيع الوصول إليهم.. لكن هذا الأمر يحتاج، أيضا، إلى إرادة سياسية عربية مشتركة والمبادرة في تقديم خطاب عربي قوي قادر على إثراء الغرب وفتح حوار معه، والتأثير عليه بأدوات التأثير التي تأسره الآن وتختطف وعيه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی العالم فی بناء

إقرأ أيضاً:

محمد عمر: الأردن عقبة أمام مصر في كأس العرب.. ويجب استمرار حسام حسن حتى كأس العالم

أكد محمد عمر، عضو اللجنة الفنية باتحاد الكرة، أن منتخب مصر المشارك في بطولة كأس العرب يمتلك المقومات التي تؤهله لتقديم أداء قوي وتحقيق نتائج إيجابية في البطولة.

وقال عمر، في تصريحاته عبر برنامج "نمبر وان" الذي يقدمه الإعلامي محمد شبانة على قناة "CBC"، إن اختيار حلمي طولان لقيادة المنتخب جاء بعد مناقشات موسعة داخل اللجنة الفنية، مؤكدًا أنه مدرب قدير وصاحب خبرة طويلة في إدارة المباريات، وكان هو من رشح طلعت يوسف لتولي المهمة في البداية، لكن ضيق فترة التعاقد التي لا تتجاوز شهرين جعل الأمر صعبًا من الناحية العملية.

وأضاف أن الكابتن علاء نبيل اقترح أثناء الاجتماع أن يتولى حلمي طولان المهمة بنفسه، قائلًا: "طالما المدة قصيرة وفي مدربين كبار موجودين، فخلي حلمي طولان هو اللي يستلم المنتخب"، وهو ما وجد ترحيبًا من المهندس هاني أبوريدة، ليتم الاستقرار رسميًا على طولان مدربًا للمنتخب.

وأوضح عمر أن حلمي طولان وافق على قيادة المنتخب بعد بعض الضغوط، ثم قام بتشكيل جهازه المعاون بنفسه، مشيرًا إلى أنه يمتلك ميزة كبيرة في التعامل مع اللاعبين وإدارة المباريات تحت الضغط.

وأكد أن طولان حقق نتائج مميزة في الفترة الماضية، لكنه سيواجه تحديات كبيرة في كأس العرب، خاصة أمام منتخب الأردن الذي سيشارك بالفريق الأول، مشيرًا إلى أنه منتخب قوي وقد تكون له أفضلية من حيث الانسجام، إلا أن طولان يتمتع بخبرة وذكاء تكتيكي يمكنه من تجاوز هذه العقبات، وأن منتخب مصر قادر على المنافسة والتتويج باللقب.

وتحدث عمر أيضًا عن المنتخب الأول بقيادة حسام حسن، مؤكدًا أنه حقق الأهداف المطلوبة حتى الآن من خلال التأهل إلى كأس الأمم الإفريقية وكذلك تصفيات كأس العالم، مشيرًا إلى أن المعسكرات الطويلة هي التي تصنع الفارق وتُسهم في تطوير أداء المنتخب، كما حدث في تجارب سابقة ناجحة.

وأضاف أن المنتخبات الإفريقية عندما تواجه منتخب مصر تكون منهزمة نفسيًا بنسبة 50% قبل المباراة، لأن المنتخب المصري يُعد عقدة قوية للمنتخبات المنافسة.

وختم محمد عمر حديثه بالتأكيد على أن حسام حسن تطور بشكل واضح سواء من الناحية الفنية أو في التعامل النفسي مع اللاعبين، مشيرًا إلى أنه يتعامل مع كل مباراة بطريقة تناسب المنافس، وأنه يجب أن يستمر في قيادة المنتخب حتى كأس العالم بغض النظر عن نتيجة بطولة الأمم الإفريقية المقبلة.

طباعة شارك محمد عمر اتحاد الكرة برنامج نمبر وان الإعلامي محمد شبانة طلعت يوسف حسام حسن

مقالات مشابهة

  • مرآة من دم وروح.. غزة في مواجهة سقوط العالم وفناء العرب
  • محمد عمر: الأردن عقبة أمام مصر في كأس العرب.. ويجب استمرار حسام حسن حتى كأس العالم
  • استشاري: الغضب يحمل التأثير الأخطر على القلب
  • لماذا فشل الإسلاميون العرب في بناء دولة
  • الرئيس الإيراني يتعهد بإعادة بناء المنشآت النووية التي دمرتها الحرب
  • الآثاريين العرب: مصر تعيد بناء التاريخ وتوجه رسالة حضارية للعالم
  • بدور القاسمي: غايتنا أن نجعل القصص أكثر وصولاً وتنوّعاً وإنسانية
  • 30 يومًا على انطلاق "كأس العرب" في قطر
  • العد التنازلي لكأس العرب FIFA قطر 2025™: 30 يوماً على انطلاق البطولة الكبرى في العالم العربي
  • الجينوم العربي ورهانات السيادة المعرفية