دعت الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان، المجتمع الدولي، وكافة المؤسسات العدلية والمنظمات العالمية المدافعة عن حقوق الإنسان، إلى التدخل فوراً وتشكيل لجنة تحقيق دولية لتقصي الحقائق، للنظر في كافة الجرائم الإنسانية التي ظلت ترتكبها آلة الحرب الصهيونية، ضاربة بكل المواثيق الحقوقية والإنسانية عرض الحائط، وذلك باستهدافها المباشر للمنشآت المدنية، التي من المفترض ان تكون محمية في فترات النزاع المسلح.


وقالت في بيان لها: نحن نقف اليوم بثبات لإدانة هذه الجرائم البشعة للمطالبة بوقفها بشكل عاجل، ومحاسبة كل الجناة والمتورطين، ونطالب بضرورة تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وذلك من خلال حلاً عادلًا ودائمًا يقوم على احترام حقوق الإنسان وقرارات الشعب الفلسطيني.. نحن نؤكد أننا نقف دون أي مساومة مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والعدالة، ونعبر عن دعمنا الكامل لهم في هذه اللحظات الصعبة.
وقالت إنه تحت مرأى ومسمع العالم، والمؤسسات الحقوقية والعدلية الدولية، أضافت دولة الاحتلال الصهيوني، جريمة جديدة إلى قائمة جرائمها الوحشية الطويلة في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، وذلك بارتكابه واحدة من أبشع المجازر في قطاع غزة، حيث استهدفت طائراته المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في مساء 17 أكتوبر 2023، مما أدى لاستشهاد أكثر من 800 فلسطيني غالبيتهم نساء وأطفال اتخذوا من المستشفى ملجأ آمن لهم من الغارات الإسرائيلية، المتواصلة خلال عشرة أيام من الآن، بصورة لم تراعي أبسط مقومات حقوق الإنسان.
وأضافت أنه تأتي هذه الجرائم الإسرائيلية، بعد فشل مشروع قرار صاغته روسيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة، في الحصول على الحد الأدنى من تسعة أصوات مطلوبة في المجلس المؤلف من 15 عضوا، ويضاف هذا الإخفاق إلى سلسلة من المحاولات الفاشلة للأمم المتحدة في اتخاذ قرار ملزم تتمخض عنه خطوات عملية تساهم في حل القضايا الشائكة في الشرق الأوسط منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وزادت بأن قصف مستشفى المعمداني، يعتبر جريمة كاملة الأركان، يتحمل مسئوليتها إلى جانب الكيان الصهيوني المحتل، كل حلفائه ومؤسسات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، التي تغض الطرف عن هذه الحرب الوحشية التي راح ضحيتها خلال عشرة أيام فقط عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، والمحاولات الحثيثة لتهجير الأسر والأهالي من منازلهم قسرياً.

المصدر: الراي

إقرأ أيضاً:

«فومبي».. مرآة التاريخ التي تعكس وحشية الإنسان

صدرت رواية “فومبي” للكاتبة والشاعرة بدرية البدري عن دار الساقي في العام 2022، تعود بك “فومبي” إلى نهايات القرن التاسع عشر مع ظهور حركات الحقوق المدنية في عصر إعادة الإعمار.

تقدم لنا بدرية البدري عملاً أدبياً خارج حدود المألوف في إنتاج الرواية العمانية. “فومبي” كما تقول الكاتبة في مقدمة الرواية: "هي أشبه بقاعة محكمة، فيها ضحايا ومجرمون، يقدم كل منهم أدلته ويدافع عن نفسه، والقارئ هو القاضي الوحيد". وهذا ما انتهجته الكاتبة في الأسلوب السردي السلس الذي يجمع بين الفلسفة والسرد الأدبي التاريخي العميق.

تصور “فومبي” بشاعة الإنسانية الفجّة أمام نزعة السلطة والنفوذ "كمخلوق قبيح جُمّل كثيرا ليحتمل العالم رؤيته". حيث تعرّضنا لقضايا العدالة الانسانية وظلم الإنسان للإنسان. إستنادا إلى تجارب تاريخية مؤلمة. في عهد الملك ليوبولد الثاني، وهو ثاني ملوك بلجيكا، الذي دوّن عنه أنه فرض سيطرته الشخصية على منطقة واسعة في وسط أفريقيا عُرفت باسم "دولة الكونغو الحرة" خلال الفترة من 1885 إلى 1908. مستغلا ببشاعة مواردها الطبيعية الغنية كالمطاط والعاج، لتزخر خزينته المستعرَة بما لا يطفئها من أرباح طائلة من خلال نظام استعماري قاس.

تُكثّف “فومبي” الضوء على قضايا الظلم واستغلال النفوذ لتدسّ لنا بين سطورها ما يتناوله الواقع المعاصر عندما ذكرت بديرة البدري في مستهل الرواية: "... لكنك لو رفعت بصرك قليلا عن الورق ونظرت حولك لوجدت أبطالها يحيطون بك، ولا أظنك ستنصدم إن رأيت نفسك بينهم، تلبس أجسادهم، وتمارس أدوارهم، وربما -أقول ربما- ترفع يدك عاليا ليهبط الشيكوت على جسد أحدهم".

“فومبي”، سرد تاريخي يصوّر تشويه السلطة المطلقة للهوية الإنسانية. فقد تناولت الانتهاكات الجسيمة لملك بلجيكا ليوبولد الثاني ضد المستعمرة التي أقامها في الكونغو. وهنا تكمن أهمية الرواية التي توثّق حدثا تاريخيا مهما في الذاكرة الجمعية في شكل سردي يستنهض ما غفى في قلوبنا من جراء إعتياد المشاهد والأحداث الوحشية.

في “فومبي”، التي تعني الروح الهاربة أو الشبح في بعض لغات الكونغو. والتي استخدمتها الكاتبة بفطنة مستحضرة بذلك أسطورة أفريقية تشير إلى أن الرجل الأبيض هو “فومبي” بعد أن نجح في خطف لون الروح. توظيف بدرية البدري لهذا المفموم في روايتها يثير الدهشة والفضول معا. حيث تكتشف في طياتها أنها تتناول مفهوم الأوراح الهاربة من قبضة الشيطان لتبيان قسوة الظلم حول العالم. والجشع الذي يأكل بعضه بعضا. مستعينة بأحداث قضية الاستعمار البلجيكي الفظ للكونغو.

الأصوات في “فومبي” غزيرة ومتداخلة. حيث تستخدم بدرية البدري تقنية السرد المتعدد، فتتداخل الأصوات والشخصيات بطريقة تحمِل القارئ إلى عوالم متباينة ودرجات متكاثفة من الفضول، أمام استكشاف تعدد التجارب القاسية والتشويه الكبير للهوية الإنسانية التي عاشها سكان الكونغو تحت حكم ليوبولد الثاني.

مؤكد أن الكاتبة استعانت بهذه التقنية لتعزز من عمق الرواية، حيث تقدم كل شخصية منظورها بصوتها الخاص، وقد نجحت الكاتبة تماما من خلال هذا الأسلوب السردي في إظهار الأبعاد المختلفة للموضوعات المطروحة. لا سيما في توظيف لغة تتخللها الفصاحة الشعرية، مما يجعل النص يتسم بالعمق والقدرة على تداول مشاعر متلوّنه في في ظل الظروف الاجتماعية والسياسية للرواية. مما يمنح القارئ إحساسًا بالزمن والمكان. مناوبة في سردها بين الحكايات الشخصية والأحداث التاريخية.

رواية “فومبي” للكاتبة بدرية البدري، هي تأريخ سردي للظلم ودوافعه، ونبش عميق في النفس البشرية، ودعوة من قلب عربي عماني إلى التفكّر في تقلّب مراتب الإنسان وتلوّن غرائزه تبعا لمقاماته. هذه الرواية ما وجدتها إلا دعوة مستترة بأحداث واقعية لكيفية مواجهة وتعزيز قيم الإنسانية في عالم سلطوي يعاني الاستغلال. ودعوة لاستحضار الأسئلة الوجودية حول الغريزة الوحشية للذات البشرية. لاسيما عندما تعرّضك لمشاهد العنف التي اتُبعت في الكونغو تحت حكم ليوبولد الثاني. كبتر الأطراف التي كانت تمثّل العقوبة الشائعة والتي تُفرض على السكان المحليين في الكونغو لعدم تحقيقهم الحصص المطلوبة في جمع المطاط. والإصطياد العشوائي في شِباك الاختطاف لسكان البشرة السوداء لتغريبهم. في حقبة مخيفة تكاثفت فيها سلطة الرجل الأبيض على الرجل الأسود أثناء ازدهار تجارة العبيد. هذا الاختطاف ما كان إلا رفاهية وأمنية تجنب الضحية أساليب التعذيب فوق أرضه وموطنه.

تعكس تسلسل الأحداث في الرواية الأحداث التاريخية في الواقع، فقد إنتهت الإنتهاكات الشرسة في الكونغو إلى غضب دولي واسع بعد أن كشف المبشّرون والصحفيون، مثل إدموند دين موريل، عن الانتهاكات الجارية في الكونغو. ثم في نهاية مطاف الأحداث التاريخية التي تناولتها الرواية، وتحت الضغط الدولي الكبير، اضطرت بلجيكا إلى ضم الكونغو كمستعمرة رسمية تحت إدارتها في العام 1908، منهيةً بذلك الحكم الشخصي الشرس لليوبولد الثاني على المنطقة.

تحرّضك رواية فومبي لإعادة تعريفك لنفسك وللمفاهيم الأساسية في العدالة البشرية. وتفتح أمامك آفاقاً جديدة للتفكّر حول ماهية الإنسان، أبيضا كان أو أسود. وما يعنيه الانتماء للوطن، وكيف تؤثر سلطة المال والنفوذ على الفرد والجماعة. هذه الرواية تجربة فريدة للقارئ.

مقالات مشابهة

  • «فومبي».. مرآة التاريخ التي تعكس وحشية الإنسان
  • دروع بشرية.. صحيفة بريطانية تكشف عن تعذيب الاحتلال للأطباء الفلسطينيين
  • رمز السلام والتسامح.. السفيرة مشيرة خطاب تنعى الأنبا باخوميوس
  • الاحتلال يواصل عدوانه ضد الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية
  • “حماس”: الرهان على كسر إرادة الشعب الفلسطيني تحت “الضغط” مصيره الفشل
  • المجلس الوطني الفلسطيني يدين جرائم الاحتلال في رفح
  • حركةُ حماس تُحمِّلُ أمريكا والاحتلال الإسرائيلي مسؤولية إبادة الشعب الفلسطيني
  • مسؤول بالدفاع المدني بغزة للجزيرة نت: الاحتلال يرتكب جرائم إعدام ميداني
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: ارتفاع عدد الجثامين المنتشلة من رفح إلى 14 بينها 8 مسعفين
  • «الاتحاد لحقوق الإنسان» تشيد بدور الإمارات للقضاء على الهدر