قرّر مجلس إدارة البنك المركزي التونسي لدى إجتماعه، الأربعاء، الإبقاء على نسبة الفائدة الرئيسية للمركزي التونسي دون تغيير في مستوى 8 بالمائة.

واعتبر المجلس، في ختام اجتماعه، أن التوجّه الحالي للسياسة النقدية من شأنه أن يدعم إستمرار إنفراج التضخم خلال الفترة المقبلة، وتبعا لذلك تمّ الإبقاء على نسبة الفائدة دون تغيير.



وأشار المجلس إلى أنّه على الرغم من التماسك، الذي اتّسم به الاقتصاد التونسي خلال السنوات الأخيرة، فإنّه من الضروري تسريع عملية إرساء الإصلاحات الهيكلية، بصفتها السبيل الوحيد لاستعادة نمو سليم ومستدام وشامل بما يمكّن من الحفاظ على التوازنات الجملية للاقتصاد.

أما على الصعيد الوطني، فقد أشارت مؤسسة الإصدار إلى تسجيل تحسن نسبي على مستوى آخر المؤشرات الظرفية المتوفرة. ورجّح أن يكون هذا ناجما عن استعادة الديناميكية على مستوى القطاع السياحي والأنشطة ذات الصلة، فضلا عن الأداء الجيّد للصناعات التصديرية. ومع ذلك، لا يزال تفاقم الإجهاد المائي المتواصل يعرقل مسار النمو الاقتصادي بشكل ملحوظ.

وعلى مستوى القطاع الخارجي، سجل المجلس انخفاضا ملحوظا للعجز الجاري، الذي بلغ مستوى 3،461 مليون دينار (أو 2,2 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي) في موفى شهر سبتمبر 2023 مقابل عجز قدره 10،387 مليون دينار (أو 7،2 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي) قبل سنة. ويعزى هذا التقلص إلى تواصل تراجع العجز التجاري (فوب-فوب) الذي بلغ 11,6 مليار دينار في نهاية شهر سبتمبر 2023 مقابل 17 مليار دينار في موفى الشهر ذاته من العام 2022.

كما تدعم ميزان العمليات الجارية بالأداء الجيّد للعائدات السياحيّة ومداخيل الشغل. وقد أدت هذه الديناميكية بالفعل إلى تعزيز رصيد احتياطات الصرف، التّي بلغت 26,6 مليار دينار (أي ما يعادل 119 يوم توريد) بتاريخ 16 أكتوبر 2023 مقابل 22,9 مليار دينار في موفى سنة 2022.

وفيما يتعلق بالأسعار عند الاستهلاك وبعد تسجيله انتعاشة في شهر أوت 2023، استمر التضخم في منحاه التنازلي، الذّي بدأ منذ شهر مارس 2023 ليبلغ 9 بالمائة (بحساب الانزلاق السنوي). ويعكس هذا التطوّر تواصل الانفراج التدريجي لنسق نمو التضخم الأساسي، "دون اعتبار المواد الغذائية الطازجة والمواد ذات الأسعار المؤطرة" (8،8% مقابل 8،9% في شهر أوت).

وفي هذا الصدد، تشير التوقعات الأخيرة للبنك المركزي إلى تواصل التباطؤ التدريجي للتضخم في سنة 2023 أو حتى لفترة أطول. بيد أن العديد من عوامل المخاطر التضخمية تظل نشيطة، بما من شأنه عرقلة مسار تراجع التضخم. ويمكن لهذه العوامل أن تنجم بالخصوص عن الارتفاع المفرط للأسعار الدولية أو تفاقم الإجهاد المائي.

وعلى الصعيد الدولي، أشار مجلس إدارة البنك المركزي غلى تواصل الانفراج التدريجي للأسعار عند الاستهلاك في أهم الاقتصاديات. وقد أدى تباطؤ الطلب إلى تخفيف الضغوط المسلطة على تكوين الأسعار ويسّر تباطؤ التضخم.

بيد أن المخاوف بشأن عودة التوترات على مستوى الأسعار الدولية والناجمة عن تفاقم الأزمات الجيوسياسية قد تعيق مسار تراجع التضخم على الصعيد العالمي. ومن المتوقع أن يستمر تشديد الأوضاع المالية على مدى فترة مطوّلة من أجل دعم رجوع التضخم إلى مستوياته المستهدفة من قبل البنوك المركزية.

(وات)

المصدر: موزاييك أف.أم

كلمات دلالية: ملیار دینار على مستوى

إقرأ أيضاً:

7.5 مليار ريال فائض الميزان التجاري لسلطنة عمان خلال 2024

صادرات النفط المصفى تتجاوز 3.9 مليار و7.5 مليار ريال فائض الميزان التجاري لسلطنة عمان خلال 2024

إجمالي الصادرات السلعية 24.2 مليار.. والواردات 16.7 مليار

سجل فائض الميزان التجاري لسلطنة عمان 7.5 مليار ريال عماني في نهاية عام 2024، وجاء الفائض في ظل ارتفاع حجم الصادرات السلعية مقارنة مع حجم الواردات، وقفزة كبيرة في حجم الصادرات من النفط المصفى ومشتقاته من البلاستيك والمطاط، إضافة إلى نمو أنشطة إعادة التصدير.

وتشير الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن إجمالي حجم الصادرات السلعية وأنشطة إعادة التصدير ارتفع إلى 24.2 مليار ريال عماني خلال عام 2024 بنسبة نمو 6.8 بالمائة مقارنة مع عام 2023 بينما بلغ حجم الواردات 16.7 مليار ريال عماني بنسبة نمو 12,1 بالمائة مقارنة مع عام 2023، ويجد ارتفاع الصادرات السلعية دعما من زيادة صادرات النفط والغاز بنسبة كبيرة بلغت 18.4 بالمائة لترتفع قيمة هذه الصادرات من 13.8 مليار ريال عماني خلال عام 2023 إلى 16.3 مليار ريال عماني في نهاية عام 2024.

وضمن الصادرات النفطية حققت صادرات النفط المصفى قفزة كبيرة بنسبة 185.5 بالمائة ليرتفع حجمها من 1.4 مليار ريال عماني في عام 2023 إلى 3.9 مليار ريال عماني في نهاية عام 2024، بينما شهدت صادرات النفط الخام ارتفاعا محدودا بنسبة 0.8 بالمائة وبلغ حجمها نحو 10 مليارات ريال عماني، وانخفضت صادرات الغاز الطبيعي المسال بنسبة 1.9 بالمائة وسجل حجمها 2.5 مليار ريال عماني، كما يعزز ارتفاع الصادرات السلعية ما حققته أنشطة إعادة التصدير من نمو جيد بنسبة 14.9 بالمائة، وزاد حجمها من 1.5 مليار ريال عماني في عام 2023 إلى 1.7 مليار ريال عماني في نهاية عام 2024، وتشمل أنشطة إعادة التصدير معدات النقل والآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية ومنتجات صناعات الأغذية والمشروبات والمنتجات المعدنية والإنتاج الحيواني.

وفي جانب الصادرات غير النفطية، فقد انخفضت بنسبة 16.3 بالمائة خلال عام 2024 مقارنة مع عام 2023 الذي كان قد شهد ارتفاع حجم هذه الصادرات إلى أعلى مستوياتها حيث بلغ 7.4 مليار ريال عماني، وتراجع حجم الصادرات غير النفطية خلال عام 2024 إلى 6.2 مليار ريال عماني، وضمن الصادرات غير النفطية حققت صادرات منتجات المشتقات النفطية ارتفاعا كبيرا، حيث زاد حجم صادرات البلاستيك ومنتجاته والمطاط ومنتجاته بنسبة 13.3 بالمائة ليرتفع من 879 مليون ريال عماني في نهاية عام 2023 إلى 996 مليون ريال عماني في نهاية عام 2024، بينما انخفضت صادرات المنتجات المعدنية بنسبة ملموسة بلغت 36.8 بالمائة وتراجع حجمها من 2.8 مليار ريال عماني في نهاية عام 2023 إلى 1.8 مليار ريال عماني في نهاية عام 2024، كما تراجعت صادرات منتجات الصناعات الكيماوية بنسبة 19.6 بالمائة وانخفض حجمها من نحو مليار ريال عماني في نهاية عام 2023 إلى 804 ملايين ريال عماني في نهاية عام 2024، وتراجع أيضا حجم صادرات الإنتاج الحيواني بنسبة 11 بالمائة مسجلة 350 مليون ريال عماني مقارنة مع 394 مليون ريال عماني في عام 2023، وشهدت الصادرات غير النفطية الأخرى تراجعا بنسبة 5 بالمائة لينخفض حجمها من نحو مليار ريال عماني في نهاية عام 2023 إلى 981 مليون ريال عمان في نهاية عام 2024.

ومن بين الأسواق الرئيسية التي تتوجه إليها الصادرات العمانية غير النفطية، أسواق دولة الإمارات حيث زادت بنسبة 11 بالمائة في عام 2024، وتجاوز حجمها مليار ريال عماني، كما ارتفع حجم الصادرات إلى كوريا الجنوبية بشكل ملموس وبنسبة 430 بالمائة وزادت من 125 مليون ريال عماني في عام 2023 إلى 656 مليون ريال عماني في نهاية عام 2024، وفي المقابل شهدت الصادرات إلى المملكة العربية السعودية انخفاضا بنسبة 19 بالمائة وتراجع حجمها من أكثر من مليار ريال عماني في عام 2023 إلى 849 مليون ريال عماني في عام 2024، وانخفض حجم الصادرات للهند بنسبة 17.2 بالمائة متراجعا من 796 مليون ريال عماني إلى 659 مليون ريال عماني، كما تراجع حجم الصادرات للولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 6 بالمائة مسجلا 407 ملايين ريال عماني مقارنة مع 433 مليون ريال عماني في عام 2023، وانخفض حجم الصادرات العمانية غير النفطية للدول الأخرى بنسبة 36.2 بالمائة ليبلغ 2.6 مليون ريال عماني مقارنة مع 4.1 مليون ريال عماني في نهاية عام 2023. وفي جانب الواردات، يبلغ حجمها من دولة الإمارات العربية المتحدة ما يقرب من 4 مليارات ريال عماني، و1.8 مليار ريال عماني من الصين، و1.7 مليار ريال عماني من الكويت، و1.5 مليار ريال عماني من الهند، و1.3 مليار ريال عماني من السعودية.

مقالات مشابهة

  • الرئيس التونسي: آن أوان تغيير قانون البنك المركزي
  • 7.5 مليار ريال فائض الميزان التجاري لسلطنة عمان خلال 2024
  • خبير: البنك المركزي أبقى على سعر الفائدة لهذه الأسباب
  • لماذا لجأ البنك المركزي لـ تثبيت سعر الفائدة؟ برلماني يجيب
  • لماذا أبقى البنك المركزي على أسعار الفائدة دون تغيير اليوم؟
  • البنك المركزي يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير في أول اجتماعاته لعام 2025
  • اجتماع البنك المركزي المصري.. أسعار الفائدة على بعد خطوات من التثبيت أو الخفض
  • كيف تتأثر مؤشرات البورصة إذا خفض «البنك المركزي المصري» سعر الفائدة اليوم؟ خبير يُجيب
  • خلال ساعات.. البنك المركزي يحسم سعر الفائدة.. وهذه توقعات المحللين
  • اليوم.. البنك المركزي يحسم مصير أسعار الفائدة في أول اجتماعاته لعام 2025