خيبة أمل إسرائيلية من نجاح حماس في المعركة الإعلامية وتسويق روايتها
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
في الوقت الذي تواصل فيه المقاومة التصدي لعدوان الاحتلال الدموي على غزة، فإن الأخير يبدي مخاوف جدية من نجاح حماس في إدارة المعركة الإعلامية للحرب، وقدرتها على توجيه الرأي العام العالمي لصالح الشعب الفلسطيني، رغم ما يبذله الاحتلال من جهود كبيرة لتسويق دعايته.
وكشفت ليراز مرغليت الخبيرة الإعلامية بصحيفة معاريف النقاب، "عن قيام دولة الاحتلال حاليا بتشكيل خلية عمل جديدة لإدارة معركة الوعي أمام حماس، التي لا تتوقف عن القيام بمزيد من الخطوات في حربها النفسية ضد إسرائيل، بما يخدمها بشكل جيد في النضال من أجل الوعي، وآخرها شريط الفيديو للأسيرة اليهودية الفرنسية في غزة، حيث تم التخطيط بعناية لكل ثانية من هذا الشريط، وكذلك توقيت إصداره، ولم يكن من قبيل الصدفة أنهم اختاروا هذه الأسيرة بالذات، فقد عرفت حماس أي من الأسرى سينقل الرسالة للعالم بأفضل طريقة".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21"، "أن الفرضية السائدة لدى إسرائيل أن الأسيرة الفرنسية من بين الأسرى في حالة صحية جيدة نسبيا، ولذلك تم اختيارها، لكن هذا الفيديو له غرضين: أولاهما التأكيد على الجانب الإنساني لحماس بعد الانتقادات الكبيرة التي تلقتها في العالم ونشر فيديوهات هجوم طوفان الأقصى على مستوطنات غلاف غزة، ومحاولة شريط الفيديو خلق الانطباع بأن حماس تتعامل مع الأسرى بطريقة إنسانية، ولتحقيق هذا الهدف، استخدمت عددا من التكتيكات المصممة لتشكيل الوعي حول المعاملة الجيدة الواضحة التي تتلقاها، حيث شوهدت تعالج في المستشفى، ويدها تضمد، لخلق انطباع بأنها تعالج من قبل الأطباء".
وأشارت إلى أن "الغرض الثاني من شريط الفيديو أن النص الذي تحدثت به الأسيرة اليهودية الفرنسية تم تسليمها إياه من قبل آسريها مسبقا، بهدف إيصال رسالة مفادها أنها تتلقى معاملة جيدة، وذكرت أنها أُصيبت، في عبارة مبنية للمجهول، وكأن مقاتلي حماس ليسوا هم الذين أصابوها، ثم تؤكد على حسن المعاملة التي تتلقاها، وتكررت هذه الرسالة ما لا يقل عن خمس مرات في الفيديو الذي تبلغ مدته دقيقة واحدة، ولذلك جاءت صورتها من داخل مستشفى وهي ترتدي ملابس العلاج الممتازة، وتكرر مفردات (يعتنون بي ويعالجونني ويعطونني الدواء وكل شيء على ما يرام).
من جهتها ذكرت إيلي فيراي الخبيرة في شؤون الإعلام، أن "الإسرائيليين يخوضون معركة دعائية على شبكة الانترنيت لمواجهة ما تقوم به حماس وأنصارها بمختلف اللغات، وفقا لما يقوله إلياف باتيتو، مؤسس مقر المعلومات المدنية الذي كشف عن وجود 20 ألف شخص في المجموعات المختلفة في ظل ضعف أداء وزارة الإعلام لإنتاج عشرات من مقاطع الفيديو المعلوماتية باللغة الإنجليزية بعد الكشف عن فشل خطير وعميق في أداء وزيرة الإعلام، مما حدا بالنشطاء الإسرائيليين لتوزيع المحتوى المؤيد لإسرائيل بجميع اللغات ضمن شبكة KHML الدولية".
وأضافت في تقرير نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "المحتوى الاسرائيلي يتم توزيعه من خلال مقاطع فيديو بأكثر من 20 لغة، لمواجهة ما تقوم به حماس من توزيع آلاف المنشورات كل يوم عبر شبكة الإنترنت لتعميم روايتها عن الحرب الدائرة".
بدوره أكد يوفال مان مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت، "أن الحرب مع حماس باتت أحد المواضيع الأكثر شيوعا التي تتم مناقشتها على الإنترنت، وتواجه شبكات التواصل الاجتماعي صعوبة في التعامل مع جيوش الروبوتات، وتدفق المعلومات والأخبار التي تتبنى رواية حماس، بما فيها نشر الصور والفيديوهات، وتم فحص 734 ألف منشور وتعليقات محيطة بالحرب نشرها قرابة 450 ألف حساب على فيسبوك وإكس وإنستغرام وتيك توك في الأيام الأخيرة".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21"، "أن ما نراه هي مشاركة نشطة لمستخدمين من أجل الترويج لروايات معينة، حيث قامت الشركة بمسح 162 ألف حساب شارك في المحادثة، والتحقق من صحّتها، وكانت النتائج مثيرة للقلق أن أكثر من 40 ألف حساب، حوالي 25 بالمئة منها وهمية، ومن المتوقع أن يصل توزيعها المحتمل لما يقرب من 531 مليون حساب، ولعل أهم ثلاث روايات تروج لها الحسابات هي: الادعاء بأن اختطاف الإسرائيليين غزة سيؤدي لتحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون إسرائيل، ومحاولة لتحسين السمعة الدولية لحماس، بنشر شريط فيديو يُظهر امرأة إسرائيلية مأسورة في غزة مع طفليها، وتبرير عملية طوفان الأقصى".
وذكر غاي تيتونوفيتش الرئيس التنفيذي لشركة CHEQ الإسرائيلية التي تحارب الروبوتات عبر الإنترنت، أنه "يتابع عن كثب ما يحدث على شبكات التواصل، حيث توزع حماس مقاطع فيديو للتأثير على الوعي، وتقويض الردع الإسرائيلي، وهذه المنشورات تحظى بمئات آلاف الإعجابات، وهناك ما مجموعه مئات آلاف من الروبوتات تردد رسائل معادية لإسرائيل على الشبكة العنكبوتية".
وكشفت أوريت بيرلوف الباحثة بمعهد دراسات الأمن القومي، وخبيرة شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، في تقرير نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21"، "أن نشطاء حماس وأنصارها يشنون الهجوم الأكثر كثافة عبر الفضاء الأزرق، ويتم بثها مباشرة على فيسبوك لمدة 24 ساعة في اليوم الواحد، وهي المرة الأولى التي يدخلون فيها بكاميرات مفتوحة على فيسبوك وتيك توك وإنستغرام".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال حماس حماس الاحتلال مواقع التواصل الحرب الاعلامية طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
أتفهم خيبة الأمل.. هاريس تقر بالهزيمة وتؤكد: لن نكف عن المحاولة
أقرت المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية كامالا بالهزيمة أمام منافسها الجمهوري دونالد ترامب، قائلة، "أعترف بالهزيمة، وأفهم مشاعر خيبة الأمل، ولن نكف عن المحاولة".
وقالت هاريس، في خطاب الإقرار بالهزيمة، إن "نتائج هذه الانتخابات ليست ما كنا ننشده أو قاتلنا من أجله"، مبينة أن الأمل في الوعد الأمريكي سيبقى طالما لم نستسلم.
وأضافت، أنها فخورة بالسباق الانتخابي والطريقة التي خضنا فيها المنافسة للرئاسة، كما قبلت النتائج وهنأت ترامب على فوزه.
وسبق أن أجرت المرشحة هاريس اتصالا هاتفيا بالمرشح الجمهوري دونالد ترامب، هنأته فيه على الفوز في الانتخابات، معترفة بخسارتها.
وأكدت مديرة حملة المرشحة الديمقراطية أن هاريس تواصلت مع ترامب هاتفيا الأربعاء، وهنأته على فوزه بالانتخابات.
وأضافت أن هاريس تعهدت خلال الاتصال بأن تعمل مع الرئيس جو بايدن لضمان نقل سلمي للسلطة إلى ترامب.
كما أشارت مديرة الحملة إلى أن هاريس أعربت للرئيس المنتخب عن أملها في أن يكون "رئيسا لجميع الأمريكيين"، على حد تعبيرها.
من جانبه قال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن اتصل الأربعاء هاتفيا بدونالد ترامب لتهنئته على فوزه في الانتخابات الرئاسية ولدعوته للقاء في البيت الأبيض، وإن من المقرر أن يلقي كلمة موجهة للشعب الأمريكي الخميس.
وأضاف البيت الأبيض، في بيان بعد فوز ترامب على نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس، أن بايدن تعهد أيضا "بضمان انتقال سلس وأكد على أهمية العمل على توحيد البلاد".
وأظهرت النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة الأمريكية، الأربعاء، فوزا تاريخيا للرئيس الأمريكي السابق، ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب على منافسته نائبة الرئيس الحالي جو بايدن، ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس.
وبحسب النتائج الأولية، فإن ترامب يعد ثاني رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية يفوز بالرئاسة دورة رئاسية ثانية غير متتالية، وهو ما يعتبره المراقبون فوزا تاريخيا.
وحصل ترامب على 295 صوتا في المجمع الانتخابي مقابل 226 لهاريس، من أصل 270 صوتا يحتاجها المرشح للوصول إلى البيت الأبيض.
وأعلن ترامب فوزه مبكرا، وقال: "حصلنا على الأغلبية بمجلس الشيوخ، وفزنا في الولايات المتأرجحة، وأصبحت الرئيس الـ47 للولايات المتحدة".
وتعهد ترامب بالقول: "سأجعل أمريكا عظيمة مجددا، وسنصحح وضع حدودنا".
ووصف فوزه بولاية رئاسية جديدة بأنه "انتصار تاريخي وسياسي لم تر الولايات المتحدة مثيلا له من قبل".