في الوقت الذي تواصل فيه المقاومة التصدي لعدوان الاحتلال الدموي على غزة، فإن الأخير يبدي مخاوف جدية من نجاح حماس في إدارة المعركة الإعلامية للحرب، وقدرتها على توجيه الرأي العام العالمي لصالح الشعب الفلسطيني، رغم ما يبذله الاحتلال من جهود كبيرة لتسويق دعايته.

وكشفت ليراز مرغليت الخبيرة الإعلامية بصحيفة معاريف النقاب، "عن قيام دولة الاحتلال حاليا بتشكيل خلية عمل جديدة لإدارة معركة الوعي أمام حماس، التي لا تتوقف عن القيام بمزيد من الخطوات في حربها النفسية ضد إسرائيل، بما يخدمها بشكل جيد في النضال من أجل الوعي، وآخرها شريط الفيديو للأسيرة اليهودية الفرنسية في غزة، حيث تم التخطيط بعناية لكل ثانية من هذا الشريط، وكذلك توقيت إصداره، ولم يكن من قبيل الصدفة أنهم اختاروا هذه الأسيرة بالذات، فقد عرفت حماس أي من الأسرى سينقل الرسالة للعالم بأفضل طريقة".




وأضافت في مقال ترجمته "عربي21"، "أن الفرضية السائدة لدى إسرائيل أن الأسيرة الفرنسية من بين الأسرى في حالة صحية جيدة نسبيا، ولذلك تم اختيارها، لكن هذا الفيديو له غرضين: أولاهما التأكيد على الجانب الإنساني لحماس بعد الانتقادات الكبيرة التي تلقتها في العالم ونشر فيديوهات هجوم طوفان الأقصى على مستوطنات غلاف غزة، ومحاولة شريط الفيديو خلق الانطباع بأن حماس تتعامل مع الأسرى بطريقة إنسانية، ولتحقيق هذا الهدف، استخدمت عددا من التكتيكات المصممة لتشكيل الوعي حول المعاملة الجيدة الواضحة التي تتلقاها، حيث شوهدت تعالج في المستشفى، ويدها تضمد، لخلق انطباع بأنها تعالج من قبل الأطباء".

وأشارت إلى أن "الغرض الثاني من شريط الفيديو أن النص الذي تحدثت به الأسيرة اليهودية الفرنسية تم تسليمها إياه من قبل آسريها مسبقا، بهدف إيصال رسالة مفادها أنها تتلقى معاملة جيدة، وذكرت أنها أُصيبت، في عبارة مبنية للمجهول، وكأن مقاتلي حماس ليسوا هم الذين أصابوها، ثم تؤكد على حسن المعاملة التي تتلقاها، وتكررت هذه الرسالة ما لا يقل عن خمس مرات في الفيديو الذي تبلغ مدته دقيقة واحدة، ولذلك جاءت صورتها من داخل مستشفى وهي ترتدي ملابس العلاج الممتازة، وتكرر مفردات (يعتنون بي ويعالجونني ويعطونني الدواء وكل شيء على ما يرام).



من جهتها ذكرت إيلي فيراي الخبيرة في شؤون الإعلام، أن "الإسرائيليين يخوضون معركة دعائية على شبكة الانترنيت لمواجهة ما تقوم به حماس وأنصارها بمختلف اللغات، وفقا لما يقوله إلياف باتيتو، مؤسس مقر المعلومات المدنية الذي كشف عن وجود 20 ألف شخص في المجموعات المختلفة في ظل ضعف أداء وزارة الإعلام لإنتاج عشرات من مقاطع الفيديو المعلوماتية باللغة الإنجليزية بعد الكشف عن فشل خطير وعميق في أداء وزيرة الإعلام، مما حدا بالنشطاء الإسرائيليين لتوزيع المحتوى المؤيد لإسرائيل بجميع اللغات ضمن شبكة KHML الدولية".

وأضافت في تقرير نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "المحتوى الاسرائيلي يتم توزيعه من خلال مقاطع فيديو بأكثر من 20 لغة، لمواجهة ما تقوم به حماس من توزيع آلاف المنشورات كل يوم عبر شبكة الإنترنت لتعميم روايتها عن الحرب الدائرة".



بدوره أكد يوفال مان مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت، "أن الحرب مع حماس باتت أحد المواضيع الأكثر شيوعا التي تتم مناقشتها على الإنترنت، وتواجه شبكات التواصل الاجتماعي صعوبة في التعامل مع جيوش الروبوتات، وتدفق المعلومات والأخبار التي تتبنى رواية حماس، بما فيها نشر الصور والفيديوهات، وتم فحص 734 ألف منشور وتعليقات محيطة بالحرب نشرها قرابة 450 ألف حساب على فيسبوك وإكس وإنستغرام وتيك توك في الأيام الأخيرة".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21"، "أن ما نراه هي مشاركة نشطة لمستخدمين من أجل الترويج لروايات معينة، حيث قامت الشركة بمسح 162 ألف حساب شارك في المحادثة، والتحقق من صحّتها، وكانت النتائج مثيرة للقلق أن أكثر من 40 ألف حساب، حوالي 25 بالمئة منها وهمية، ومن المتوقع أن يصل توزيعها المحتمل لما يقرب من 531 مليون حساب، ولعل أهم ثلاث روايات تروج لها الحسابات هي: الادعاء بأن اختطاف الإسرائيليين غزة سيؤدي لتحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون إسرائيل، ومحاولة لتحسين السمعة الدولية لحماس، بنشر شريط فيديو يُظهر امرأة إسرائيلية مأسورة في غزة مع طفليها، وتبرير عملية طوفان الأقصى".

وذكر غاي تيتونوفيتش الرئيس التنفيذي لشركة CHEQ الإسرائيلية التي تحارب الروبوتات عبر الإنترنت، أنه "يتابع عن كثب ما يحدث على شبكات التواصل، حيث توزع حماس مقاطع فيديو للتأثير على الوعي، وتقويض الردع الإسرائيلي، وهذه المنشورات تحظى بمئات آلاف الإعجابات، وهناك ما مجموعه مئات آلاف من الروبوتات تردد رسائل معادية لإسرائيل على الشبكة العنكبوتية".

وكشفت أوريت بيرلوف الباحثة بمعهد دراسات الأمن القومي، وخبيرة شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، في تقرير نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21"، "أن نشطاء حماس وأنصارها يشنون الهجوم الأكثر كثافة عبر الفضاء الأزرق، ويتم بثها مباشرة على فيسبوك لمدة 24 ساعة في اليوم الواحد، وهي المرة الأولى التي يدخلون فيها بكاميرات مفتوحة على فيسبوك وتيك توك وإنستغرام".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال حماس حماس الاحتلال مواقع التواصل الحرب الاعلامية طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

صحف إسرائيلية: استقالة هاليفي تعزز الدعوات لرحيل نتنياهو

تنوعت ردود الفعل في الصحافة الإسرائيلية على استقالة هرتسي هاليفي رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، ففي حين دعا كُتّاب، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تقديم استقالة حكومته لأنها شريكة في الفشل، اعتبر آخرون الاستقالة جزءا أساسيا من حالة الاعتراف الإسرائيلي بالفشل في توقع هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وسلط البعض الآخر الضوء على أن حكومة نتنياهو ستستغل هذه الخطوة وما يليها من استقالات لضباط كبار آخرين للقيام بتعيينات جديدة تكرس المنهج اليميني المتطرف للحكومة في القضايا السياسية والعسكرية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: كابوس الضفة يغذيه حقد المستوطنين وإفلاتهم من العقابlist 2 of 2توماس فريدمان لترامب: لديك فرصة لإعادة تشكيل الشرق الأوسطend of list

هزيمة كاملة

وانطلق وزير العدل الإسرائيلي الأسبق حاييم رامون في مقالِه بصحيفة معاريف من خطاب استقالة هاليفي، والذي قال فيه إن "أهداف الحرب لم تتحقق بالكامل، وإن الجيش الإسرائيلي سيواصل القتال من أجل القضاء على حركة حماس"، ليقول "بعد 15 شهرا لم تتحقق الأهداف، لأن رئيس الأركان قدم خطة عسكرية لم يكن لها فرصة لتحقيق أهدافها، وعارض بشدة تولي إسرائيل المساعدات الإنسانية وتوليها مسؤولية توزيع الخبز والماء.

وكانت النتيجة أن حركة حماس لا تزال تسيطر على المدنيين في قطاع غزة، ونتيجة لذلك حافظت على جزء كبير من سيطرتها العسكرية.

إعلان

وكان هاليفي الذي ستدخل استقالته حيز التنفيذ في 6 مارس/آذار المقبل، قال في خطابه إن الجيش الإسرائيلي فشل في مهمة الدفاع عن إسرائيل، والدولة دفعت ثمنا باهظا". وأعلن رئيس الأركان بوضوح "أتحمل المسؤولية عن فشل الجيش في 7 أكتوبر 2023.. مسؤوليتي عن الفشل الفظيع ترافقني يوما بيوم وساعة بساعة".

ويعتبر رامون أن هناك 3 أشخاص مسؤولين عن هذا الفشل وهم بالإضافة إلى هاليفي، وزير الدفاع يوآف غالانت الذي قدم استقالته في وقت سابق، ورئيس الوزراء نتنياهو.

ويقول "نتيجة لذلك، اضطررنا إلى إبرام صفقة تبادل كانت هزيمة كاملة" ولكنه يستدرك على ذلك قائلا "حتى لا يكون هناك سوء فهم، أعتقد أنه في ظل الظروف الحالية لم يكن هناك خيار سوى السعي للتوصل إلى اتفاق، وعلى الأقل سنحقق هدف إعادة المحتجزين حتى بثمن إنهاء الحرب وأن تظل السيادة في غزة بيد حماس".

ويختم مقاله بدعوة نتنياهو إلى الاستقالة، لأنه "المسؤول الوحيد عن المجزرة والفشل في إدارة الحرب، ولا يمكنه الاستمرار في العمل كرئيس للوزراء وكأن شيئا لم يحدث، وإذا كان لا يريد الاستقالة، فعليه أن يذهب ويطلب استعادة ثقة الشعب بالانتخابات، إذا كان يعتقد أنه يستحق ذلك".

من جانبه، يذهب بن كسبيت الكاتب البارز في الصحيفة ذاتها إلى نفس ما ذهب إليه رامون من الدعوة لاستقالة نتنياهو، ولكنه يضيف إليها أيضا الدعوة لاستقالة الحكومة بأسرها، ويقول "لا جدوى من التوضيح والإثبات هنا مرة أخرى أن المسؤولية العليا الشاملة عن الفشل الذريع في 7 أكتوبر، تقع على عاتق الحكومة الإسرائيلية.

ويضيف "حقيقة أن دولة إسرائيل لا تزال تدار من قبل هذه الحكومة الدموية، وأنه بعد عام وثلاثة أشهر من الكارثة الكبرى التي حدثت لنا على الإطلاق، لا يزال هؤلاء الناس في مناصبهم، ولا يخجلون من الاستيقاظ كل صباح والقدوم إلى مكاتبهم، هي شهادة فقر بالنسبة إلى الإسرائيليين، وستظل وصمة عار ثقيلة علينا إلى الأبد. علينا جميعا".

إعلان

العودة للحرب

وعلى نفس الخط يمضي نداف أيال، المحلل السياسي والصحفي الاستقصائي في صحيفة يديعوت أحرونوت في الدعوة لاستقالة نتنياهو، ولكنه يحذر أيضا من استغلال الحكومة للاستقالات العسكرية للقيام بتعيينات تؤدي إلى تكريس الفشل الإسرائيلي في 7 أكتوبر.

وفي هذا السياق يحذر المحلل السياسي من أن نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس يخططان في ضوء استقالة قائد القيادة الجنوبية، لإطلاق جولة من التعيينات في هيئة الأركان العامة تساعدهما على العودة إلى الحرب والتخلي عن حياة المحتجزين الآخرين في غزة، بعد أن يتعرض نتنياهو لضغوط من اليمين المتطرف لخرق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس.

ويتساءل أيال "هل سيختار نتنياهو ضباطا من أفضل الناس من أجل دولة إسرائيل وأمنها؟، أم أولئك الأكثر ولاء لجميع رغباته؟ وإذا عين أشخاصا مناسبين لهذه المهمة، ألن يحاول شل قدراتهم؟".

أما المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت ناحوم برنياع، فيرى أن رئيس الأركان المستقيل قرر استباق خطوة إقالته من وزير الدفاع، في إطار سعي حكومة نتنياهو لتجنب تحمل المسؤولية عن فشل الحملة العسكرية على غزة، وخطأ الاتجاه الذي تسير فيه إسرائيل في التعامل مع المقاومة الفلسطينية.

ويؤكد برنياع أن رفض نتنياهو تشكيل لجنة تحقيق حكومية في فشل 7 أكتوبر/تشرين الأول كان هدفه تجنب توجيه الإدانة له، ولذلك أصر على تشكيل لجنة تابعة للجيش الإسرائيلي بهدف حصر المسؤولية على الجانب العسكري دون السياسي.

ولكن المحلل يقرر تسليط الضوء على جانب خطير لم يتطرق له كثير من الكتاب الإسرائيليين، وهو عقلية الانتقام التي قادت الجيش الإسرائيلي طوال 15 شهرا من الحرب، والتي يرى أنها كانت أحد أسباب فشل الجيش الإسرائيلي في غزة.

ويختم المحلل العسكري بنقض الهدف الذي أعلنته حكومة نتنياهو بالقضاء على حماس، ويقول "تخيلوا أن الحرب في غزة ستنتهي باستبدالنا ليحيى السنوار بمحمد السنوار!".

إعلان

ويخلص إلى القول "يجب أن نقبل بوجود حماس، لأنه بدون حماس لا يوجد إطلاق سراح الرهائن".

أهداف نتنياهو

أما الكاتب يوسي فيرتر في صحيفة هآرتس فيرى أنه باستقالة هاليفي، فإن الحكومة لم تنجُ من الفشل فحسب، بل نجحت أيضا في تعزيز أهدافها، وعلى رأسها تطهير القيادة العليا في الجيش الإسرائيلي، وتعزيز الرواية التي بموجبها يتحمل الجيش وحده المسؤولية عن الإخفاقات.

ويقول "استقالة هاليفي وقائد المنطقة الجنوبية يارون فينكلمان بالأمس، ومن سيأتي بعدهما، ستساعد آلة السم البيبية (نسبة إلى نتنياهو) واليمينية على الاستمرار بل وتكثيف الرواية الكاذبة التي بموجبها يتحمل كبار الجيش فقط المسؤولية، وبالتالي هم وحدهم الذين يجب أن يدفعوا الثمن، أما القيادة السياسية، فلا يتم استبدالها إلا من خلال الشعب".

ويؤكد فيرتر أن المهمة الرئيسية التي تم تعيين وزير الدفاع كاتس من أجلها كانت دفع هاليفي للاستقالة بهدف إحكام السيطرة على الجيش الإسرائيلي، وتسهيل إقرار قانون تجنيد الحريديم، الذي كان يعارضه هاليفي ومن قبله وزير الدفاع المستقيل يوآف غالانت، وكذلك إلغاء القيود على المستوطنين الإرهابيين الذين يعتدون على الفلسطينيين في الضفة الغربية.

ويشير في هذا السياق إلى قرار كاتس بإلغاء مذكرات الاعتقال بحق هؤلاء، الأمر الذي تسبب في اعتداءات المستوطنين الأخيرة على قرية الفندق في الضفة الغربية.

ويحذر الكاتب من أن نتنياهو سيسعى لاتخاذ إجراءات وتعيينات في الجيش الإسرائيلي شبيهة بما تم في الشرطة من خلال تعيين ضباط موالين للوزير المستقبل إيتمار بن غفير.

ويختم بالتأكيد على أن "تحمل المسؤولية يجب أن يتم بداية من الأعلى في الهرم السياسي، وإلا فإن ميزة الاستقالة من الضباط ستظل محدودة في إحداث التغيير المطلوب".

مقالات مشابهة

  • دبابة إسرائيلية تقتل فلسطينيين في رفح
  • صحف إسرائيلية: استقالة هاليفي تعزز الدعوات لرحيل نتنياهو
  • حماس تؤكد نجاح جهود إعادة النازحين شمال غزة
  • عاصي الحلاني يواصل تألقه.. "كسر عظم" جديده الغنائي يلهب حماس الجمهور
  • ما الذي تحقق من أهداف نتنياهو بعد 15 شهرا من الحرب؟
  • تأكيدا لموقف أُعلن منذ بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟
  • تفعيل صفارات الإنذار في مدينة جنين بعد اكتشاف قوة إسرائيلية خاصة
  • تأكيدا لموقف أُعلن من بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟
  • حماس تؤكد أن غزة ستنهض من جديد رغم الدمار الذي خلفته الحرب الصهيونية
  • بدء المعركة القانونية بين الأمير هاري ومجموعة مردوخ الإعلامية