من إدارة ثروات المليارديرات إلى اتهام بغسل الأموال.. جدل كريدي سويس لا ينتهي
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
القاهرة- عمر حسن: من بنك يدير ثروات المليارديرات حول العالم إلى مُتهم بالتساهل مع عملاء أثرياء متورطين في غسل الأموال، يبقى "كريدي سويس" أحد أكثر البنوك إثارة للجدل خلال عام 2023.
ما القصة؟ وكيف هوى نجم البنك الشهير المعروف بكونه خزينة المليارديرات حول العالم؟، وما هي تلك الاتهامات؟
كريدي سويس
بدأت قصة بنك "كريدي سويس" في يوليو من عام 1856 عندما أسس السياسي البارز ورائد الأعمال ألفريد إيشر (عضو المجلس الوطني السويسري آنذاك) شركة SKA بهدف تمويل توسيع شبكة السكك الحديدية، وزيادة معدلات التصنيع في سويسرا.
تحولت الشركة لاحقًا إلى "كريدي سويس"، لتمر برحلة طويلة ناهزت القرن ونصف من الزمن (167 عاماً تحديداً)، تمكن خلالها البنك من أن يصبح واحداً من أهم البنوك على مستوى العالم.
ما إن بدأ كبنك استثماري سويسري تحول "كريدي سويس" إلى قصة نجاح امتدت على مدى أكثر من قرن ونصف، وذلك مع تطوره تدريجياً إلى مزود عالمي رائد للخدمات المالية.
محطات عديدة مر بها البنك، ومن أبرزها تلك التي حدثت خلال أثناء الأزمة المالية العالمية (2007-2008) حيث تمكن "كريدي سويس" من النجاة، دون أن يكون بحاجة لخطة إنقاذ حكومية بخلاف منافسه UBS الذي شاءت الأقدار أن يستحوذ عليه لاحقاً في 2023 بعد أن واجه "كريدي سويس" أزمة شكلت تهديداً كبيراً للقطاع المصرفي حول العالم.
واحدة من المحطات المثيرة للجدل في تاريخ المجموعة كانت في العام 2022، والمرتبطة بفضيحة تجسس مصرفي نتج عنها رحيل رئيسها التنفيذي السابق ثيام عن المجموعة.
وفي مارس 2022 تكبدت المجموعة خسائر بقيمة 5.5 مليار دولار على وقع انهيار صندوق الاستثمار الأميركي Archegos.
مرّ كريدي سويس بعامين شهدا العديد من الفضائح التي كشفت باعتراف الإدارة عن "نقاط ضعف جوهرية" في "ضوابطه الداخلية". فقد اتهمته هيئة الرقابة على الأسواق بـ"الإخلال الجسيم بالتزاماته التحوطية" بخصوص إفلاس شركة غرينسيل المالية الذي مثّل بداية انتكاساته.
وبعد اضطرابات طُويت صفحة البنك عقب استحواذ بنك يو بي إس العملاق على منافسه الأصغر كريدي سويس في محاولة لتجنب المزيد من الاضطرابات التي هزت سوق الخدمات المصرفية العالمية.
بلغت قيمة الصفقة ثلاثة مليارات فرنك سويسري (3.25 مليار دولار)، وجاءت الصفقة بسعر أقل من نصف قيمة الأخير البالغة 7.4 مليار فرنك عند إغلاق تداولات الجمعة.
غسل الأموال
في فضيحة هزت سنغافورة، تخض وحد بنك "كريدي سويس" للتدقيق من جانب الجهات المعنية هناك، وذلك بعد توجيه الاتهام إلى واحد من عملائه على الأقل بغسل الأموال.
ستكون وحدة "كريدي سويس" المحلية من بين البنوك التي تعتزم السلطة النقدية في سنغافورة إخضاعها للتدقيق لتحديد ما إذا كانت قد تعاملت مع رصد معاملات العملاء الأثرياء بشكل صحيح أم لا، وسيستجوب مسؤولون من الجهة التنظيمية الموظفين، وسيراجعون المستندات خلال أسابيع.
وبحسب أشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لسرية المعلومات نقلا عن "اقتصاد الشرق"، ستكون زيارة السلطة النقدية المقبلة بعيداً عن ترتيباتها الدورية مع البنوك.
وهي تشير إلى مخاطر محتملة في تعرّض البنوك الكبيرة للمشتبه فيهم والتعامل العام مع التحقق من العملاء، بحسب المطلعين على الأمر.
و"كريدي سويس" من بين البنوك التي لديها علاقات، سواء مع المتهمين أو شركاتهم، حيث احتفظ فانغ شويمينغ، أحد المشتبه فيهم، بمبلغ 92 مليون دولار سنغافوري في المصرف السويسري، وهو أكبر حساب مُكتشف في القضية حتى الآن.
بالنسبة إلى "كريدي سويس"، فإن المراجعة ليست إلا إحدى المشكلات التي يتحتم على مالكه الجديد "يو بي إس" التعامل معها، وسط تركيزه على دمج آلاف الموظفين من منافسه السابق في أنحاء العالم.
أجرت السلطة النقدية تفتيشاً مشابهاً على "كريدي سويس" أيضا في 2017 بسبب تورطه في فضيحة صندوق "ون ماليزيا ديفلومومبنت" (1MDB)، أكبر قضية فساد في ماليزيا، وغُرِّم البنك بعدها 700 ألف دولار سنغافوري، وهي أقل غرامة فرضتها الجهة التنظيمية على بنك في سنغافورة حينها.
للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا
المصدر: معلومات مباشر
إقرأ أيضاً:
علي بلحاج: ثروات الجزائر في سوق النخاسة الأمريكية.. صمت مريب من السلطة
شنّ القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية، الشيخ علي بلحاج، هجومًا حادًا على تصريحات السفير الجزائري صبري بوقادوم في واشنطن، والتي تحدث فيها عن استعداد الجزائر للتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن الاستثمار في قطاع المعادن.
واعتبر بلحاج، في حديث خاص مع "عربي21" أن ما يحدث هو "بيع لثروات الجزائر في سوق النخاسة"، متسائلًا: "كيف يجرؤ سفير على عرض ثروات الأمة وكأنها ملك شخصي؟ وكيف يصمت الجميع: الرئاسة، وزارة الخارجية، الطبقة السياسية، والبرلمان؟!"
وأضاف: "هذا الصمت مريب، ويجب أن نندد به! بدل أن تقاطع الجزائر أمريكا بسبب جرائمها في غزة، نجدها تمد يدها لها وتعرض عليها ثرواتنا النفيسة! أليس هذا تناقضًا صارخًا مع الشعارات التي يرفعها النظام؟"
وذكّر الشيخ علي بلحاج بأن الجزائر كانت حتى وقت قريب "ترتمي في حضن بوتين"، وأعطته كل شيء، والآن "لم يبقَ لهم إلا المعادن التي تكتنزها الجزائر".
وأضاف بغضب: "هذه ثروات الأمة والأجيال المقبلة، وهؤلاء لا يفكرون إلا في أنفسهم!"
كما هاجم بلحاج بوقادوم، معتبرًا أنه جزء من "العصابة الغالبة"، حيث قال: "بوقادوم كان وزيرًا للخارجية في عهد بوتفليقة، ثم أعطوه سفيرًا في أهم سفارة! كيف يُترك شخص كهذا ليقرر في مصير المعادن الاستراتيجية للبلاد؟"
وحذّر بلحاج من خطورة "حرب المواد الخام النادرة"، معتبرًا أن ما يجري قد يكون جزءًا من "صفقات سرية" تمت بين الجزائر وقيادة الأفريكوم، مستشهدًا بالاتفاق العسكري الذي وقعه رئيس الأركان سعيد شنقريحة مع الجانب الأمريكي.
واستنكر حالة القمع السياسي في الجزائر، متسائلًا: "يُمنع الشعب من التظاهر والمسيرات، وتُكمم الأفواه، وبينما الناس منشغلين في هذا الشهر الفضيل بالعبادة والصيام يتم بيع ثروات الجزائر في الخفاء دون أي محاسبة!"
وأنهى تصريحه بالمطالبة بـ "سحب السفير فورًا"، وفتح تحقيق شفاف في هذه القضية، مؤكدًا أن: "هذا النظام مستعد لبيع خيرات الجزائر فقط ليبقى في الحكم، بينما الشعب الجزائري يعاني، وأهلنا في غزة يموتون جوعًا!"، وفق تعبيره.
وكان السفير الجزائري في واشنطن، صبري بوقادوم، قد كشف النقاب في تصريحات صحفية مؤخرا عن أن الجزائر والولايات المتحدة بصدد تعزيز شراكتهما الأمنية، مع إمكانية عقد صفقات تسليح، وذلك في إطار مذكرة التفاهم العسكرية الموقعة في يناير الماضي. وأوضح أن التعاون سيشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية البحرية، البحث والإنقاذ، ومكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، بالإضافة إلى تشكيل ثلاث مجموعات عمل لتنفيذ الاتفاقية.
كما أشار بوقادوم إلى أن الجزائر مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة في مجال الموارد الطبيعية والمعادن الأساسية، لافتًا إلى أن الجزائر توفر بيئة استثمارية مناسبة لهذا القطاع.
على الصعيد الجيوسياسي، أكد السفير أن الجزائر تدرك تزايد نفوذ الصين وروسيا في إفريقيا، مشيرًا إلى أن العامل البشري الجزائري يشكل ميزة إضافية في التعاون مع واشنطن.
وفيما يتعلق بالعلاقات السياسية، شدد بوقادوم على أن الجزائر تحافظ على علاقتها مع جميع الإدارات الأمريكية، وأعرب عن ثقته في استمرار التعاون خلال الولاية الثانية المحتملة لدونالد ترامب، رغم التوترات التي شهدتها العلاقات خلال فترة حكمه، خصوصًا بسبب موقف الجزائر الرافض للتطبيع مع إسرائيل ودعمها لقضية الصحراء الغربية.
يذكر أن الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الجزائري، كان استقبل في كانون ثاني / يناير الماضي، قائد القيادة الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم)، الفريق أول مايكل لانغلي، بمقر أركان الجيش الوطني الشعبي.
ناقش الطرفان التعاون العسكري بين الجزائر والولايات المتحدة، وتبادلا وجهات النظر حول القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما في مجالي الدفاع والأمن.
تميزت الزيارة بالتوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة الدفاع الجزائرية ووزارة الدفاع الأمريكية لتعزيز الشراكة العسكرية الثنائية.
وتأتي هذه التصريحات الخاصة بالعلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، بينما تعيش العلاقات الجزائرية ـ الفرنسية توترا متصاعدا، منذ دعم فرنسا لمطالب المغرب في قضية الصحراء الغربية ورفض الجزائر التعاون في ملف ترحيل مواطنيها. كما أسهمت قضايا أخرى، مثل اعتقال الكاتب بوعلام صنصال، في تأجيج الخلافات.