لجريدة عمان:
2025-04-10@16:31:13 GMT

مأزق إسرائيل الخطير في غزة

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

على وقع التسارع الذي يحكم تطورات الأوضاع في غزة منذ يوم السابع من أكتوبر الجاري بحدوث عملية «طوفان الأقصى» يبدو المجتمع الدولي اليوم، وبخاصة من خلال مواقف الولايات المتحدة من الحدث كما لو أنه مجتمع لم يعد يعير (لفرط تعاطفه الغريب مع إسرائيل) انتباها للقواعد التي تحكم القانون الدولي والإنساني حيال ما تفعله إسرائيل بالمدنيين الفلسطينيين في غزة.

فما تفعله إسرائيل في غزة على خلفية عملية «طوفان الأقصى» يتجاوز أي معنى لرد فعل عقلاني حيال ما قامت به حماس، بل لا يندرج أصلا في أي نوع من أنواع ردود الفعل ذاك.

ومع ذلك، نرى مواقف غير متوازنة من المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، إن لم نقل أنها مواقف متواطئة مع إسرائيل.

فبالرغم من أنه بإمكان أي مراقب محايد للوضع في غزة حيال ما تفعله إسرائيل بمدنيي غزة، أن يصف أفعال إسرائيل تلك بأنها جرائم حرب وإبادة جماعية، نجد أن موقف المجتمع الدولي وبخاصة الولايات المتحدة، لم يبلغ حتى مجرد الإدانة ناهيك عن الوصف الذي تستحقه تلك الأفعال التي تفعلها إسرائيل بمدنيي غزة بوصفها جرائم حرب، الأمر الذي نرى معه بوضوح سياسة الكيل بمكيالين من طرف المجتمع الدولي.

من حق ذلك المجتمع الدولي أن يتفهم ما جرى في إسرائيل يوم السابع من أكتوبر، لكن من واجبه كذلك أن يدين ما تفعله إسرائيل من جرائم حرب بحق مدنيي غزة، لاسيما في ظل الإدانة التي طالت إسرائيل من طرف منظمات حقوق إنسان عالمية، كمنظمة العفو الدولية، ومنظمات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومنظمة الصليب الأحمر الدولي.

ومن خلال ما تفعله إسرائيل بمدنيي غزة على هذا النحو الفظيع من جرائم الحرب المدانة يمكن لكل مراقب أن يستشف بوضوح أن ثمة إرادة خطيرة لإسرائيل تتجاوز بكثير ردود الفعل على عملية «طوفان الأقصى، وهذا ما فهمه كثيرون بطبيعة الحال، لاسيما مصر والأردن، من أن تلك الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة إنما هدفها الحقيقي هو تهجير فلسطينيي غزة نحو سيناء، وهو الموقف الذي رفضته كل الدول العربية.

تدرك إسرائيل تمامًا أن مهمة دخولها إلى قطاع غزة بعد أكثر من 9 أعوام من آخر محاولة اجتياح تمثّل خطورة كبيرة ومجازفة غير محسوبة بالنظر إلى التطور النوعي الذي أبدته مقاومة حماس للاحتلال الإسرائيلي وفق نموذج عملية «طوفان الأقصى» وبالتالي فإن إمكانية أن تتفاجأ إسرائيل بمفاجآت غير سارة بل وكارثية على جيشها نتيجة لتورطه في حرب برية أو اجتياح لقطاع غزة؛ إمكانية واردة بقوة.

في الوقت نفسه، نرى تسارعًا محمومًا في زيارات قادة كبار من العالم إلى المنطقة، كزيارة المستشار الألماني أولاف شولتز أول أمس إلى المنطقة، وزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل أمس الأربعاء (بعد إلغاء القمة التي كانت ستعقد بينه وكل من ملك الأردن والرئيس المصري والفلسطيني في الأردن على خلفية مذبحة المستشفى الأهلي بغزة التي راح ضحيتها مئات المدنيين الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي) والزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأمر الذي ربما يعكس مدى خطورة الأوضاع التي يمكن أن تنجر عن تداعيات عملية «طوفان الأقصى».

تتحرز الولايات المتحدة حيال توسع نطاق حرب إسرائيل على غزة، وما يمكن أن تجره تداعياتها من دخول ـ أطراف إقليمية كإيران، لذلك أعلنت أمريكا عن تحريك حاملتي طائرات إلى منطقة شرق المتوسط.

تبدو عملية حماس «طوفان الأقصى» سواءً لنوعيتها وما كشفت عنه من استثناء خطير في تطوير أدوات مقاومة إسرائيل، وما لقيته العملية من أصداء واسعة أكدت على أنها كانت بالفعل ضربةً قاسيةً وغير متوقعة على الإطلاق لإسرائيل، تبدو تلك العملية الاستثنائية هي ما يؤرق إسرائيل على نحو مزعج، ليس فقط لأنها عملية ناجحة وقاسية، بل كذلك لإدراك إسرائيل أن هذه الطريقة الاستثنائية التي جرت بها عملية « طوفان الأقصى» إنما هي بداية خطيرة جدًا من تطور أساليب لحرب حماس ستنهك إسرائيل طويلًا إذا ما سمحت بإعادتها، مرة أخرى، ولهذا ربما ترى إسرائيل في عدوانها غير المسبوق على غزة وتحضيرها للاجتياح البري طريقةً لإنهاء وجود حماس في غزة، لكن تبدو كل المؤشرات على أن هذه الجولة من حرب حماس وإسرائيل ستكون جولة غير عادية وربما تكون لديها تداعيات إقليمية يتوسع معها نطاق الحرب بصورة غير متوقعة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة ما تفعله إسرائیل المجتمع الدولی طوفان الأقصى فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل: ترقب قرار المحكمة العليا التي تنظر بالتماسات ضد إقالة رئيس الشاباك

يترقبون في إسرائيل صدور قرار المحكمة العليا التي تنظر اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025، في 8 التماسات ضد قرار الحكومة إقالة رئيس الشاباك، رونين بار. وصرخ مواطنون باتجاه القضاة لدى دخولهم إلى قاعة المحكمة أنه "لا صلاحية لديكم للنظر في هذا الموضوع".

وقال رئيس المحكمة العليا، القاضي يتسحاق عَميت، لدى افتتاحه جلسة المحكمة، أنه "نطلب إجراء الجلسة كما ينبغي، وعلى المحامين ألا يقاطعوا النقاش. ونريد إجراء المداولات بحضور جمهور ونأمل أن يتاح لنا ذلك، ونطلب عدم مقاطعة أقوال آخرين، وبالطبع أن للمحكمة صلاحية إبعاد من يعرقل المداولات".

وأوقف القضاة الجلسة إثر صراخ مؤيدي الحكومة في القاعة، وبينهم عضو الكنيست طالي غوطليف، بينما حاول مواطنون الدخول إلى قاعة المحكمة وهم يصرخون. ويتوقع استئناف جلسة المحكمة بدون تواجد الجمهور وأن تنقل ببث مباشر.

وإثر ذلك، غادر رؤساء الأجهزة الأمنية السابقين قاعة المحكمة تحت حراسة مشددة بسبب تهديدات عناصر اليمين ضدهم.

وبعد استئناف جلسة المحكمة، أوقف القاضي عَميت جلسة المحكمة مرة أخرى بسبب صراخ عضو الكنيست غوطليف داخل القاعة ومقاطعة أقواله، وطلب إخراجها من القاعة.

ويحضر جلسة المحكمة مسؤولون أمنيون سابقون، بينهم رئيس الشاباك الأسبق، يورام كوهين، ورئيس الموساد الأسبق، تَمير باردو، والمفتش العام الأسبق للشرطة، روني ألشيخ، وجميعهم عبروا عن معارضتهم لإقالة بار.

وفي ظل توقعات بأن تقرر المحكمة إلغاء قرار الحكومة بإقالة رئيس الشاباك، قال وزير القضاء، ياريف ليفين، خلال مقابلة في القناة 14، السبت، إنه إذا قررت المحكمة إلغاء قرار الإقالة فإن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، ليس ملزما بالانصياع للمحكمة. ووصف رئيس نقابة العمال العامة (الهستدروت)، أرنون بار دافيد، عدم انصياع الحكومة لقرار المحكمة بأنه "خط أحمر" وألمح إلى أنه في هذه الحالة قد تعلن الهستدروت إضرابا عاما.

وأبلغت المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، التي قررت الحكومة إقالتها أيضا، المحكمة بأنها تعارض قرار الحكومة إقالة رئيس الشاباك، ووصفت قرار الإقالة بأنه "موبوء بتناقض مصالح شخصي" من جانب نتنياهو.

وأضافت بهاراف ميارا أن "لهذا القرار تبعات تتجاوز كثيرا موضوع رئيس الشاباك الحالي"، وأن إبقاء قرار الإقالة على حاله، في الظروف التي تثير تخوفا من عمل يتضمن تناقض مصالح، "سيستهدف قدرة رؤساء الشاباك في الحاضر والمستقبل بالحفاظ على أداء الشاباك بشكل سليم ورسمي وغير سياسي".

وتنظر في الالتماسات ضد إقالة رئيس الشاباك هيئة مؤلفة من القضاة الثلاثة الأقدم في المحكمة، وهم عَميت ونوعام سولبرغ ودافنا باراك – إيرز. ويأتي ذلك في ظل تحقيقات يجريها الشاباك والشرطة ضد ثلاثة مستشارين لنتنياهو، وهم إيلي فيلدشتاين ويونتان أوريخ وشروليك آينهورن.

وبإمكان المحكمة أن ترفض الالتماسات والسماح للحكومة بإقالة رئيس الشاباك، أو قبول الالتماسات ومنع إقالته، أو محاولة الدفع نحو تسوية يتم من خلالها الاتفاق على موعد إنهاء ولاية رئيس الشاباك. وثمة احتمال أن تطلب المحكمة من نتنياهو التوجه إلى لجنة التعيينات في المناصب الرفيعة وأخذ موقف بهاراف ميارا بالحسبان.

وتسود تقديرات في الجهاز القضائي أن القضاة سيطلبون أن يبقى بار في منصبه إلى حين انتهاء التحقيقات المتعلقة بمستشاري نتنياهو، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية ترامب : غزة قطعة عقارية مذهلة – نتنياهو : هناك دول مستعدة لاستقبال الغزيين إسرائيل تتلقى مقترحا مصريا يشمل هذه البنود الجيش الإسرائيلي يستكمل التحقيق الأولى بإعدام طواقم الاسعاف والانقاذ في رفح الأكثر قراءة بالصور: شهداء ومصابون بقصف إسرائيلي استهدف ضاحية بيروت الجنوبية الإعلام الحكومي بغزة: القطاع يموت تدريجيا بالتجويع والإبادة الجماعية صحة غزة تعلن الانتهاء من إعادة تأهيل وتشغيل مستشفى الدرة للأطفال بالفيديو: استشهاد صحفي إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزله في خانيونس عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تقرر إعادة فتح "الطريق الخطير" على حدود مصر
  • عملية خطيرة نسبة نجاحها 50% .. تفاصيل الحالة الصحية لـ أمح الدولي
  • جولان: نتنياهو يرفض تحمل المسؤولية حتى بعد الكارثة التي شهدتها إسرائيل
  • تصعيد مضاعف في الجنوب الأمامي فما الذي تريده إسرائيل مجدداً؟
  • لكل مسعف قصة.. قافلة رفح التي قتلتها إسرائيل بدم بارد
  • تحقيق إسرائيلي يكشف تفاصيل الفشل في سديروت يوم 7 أكتوبر
  • إسرائيل: ترقب قرار المحكمة العليا التي تنظر بالتماسات ضد إقالة رئيس الشاباك
  • تكريم فريق الزوراء بشرارة بطل طوفان الأقصى بعمران
  • عاجل | سي إن بي سي: مايكروسوفت تفصل المهندسة ابتهال أبو السعد التي احتجت على تزويد الشركة إسرائيل بأنظمة ذكاء اصطناعي
  • حزب في مأزق