عاشت مُجمل المدن المغربية، على مدار الأيام القليلة الماضية، على إيقاع كل من المسيرات التضامنية مع الأهالي في غزة، والاحتجاجات المُطالبة بإسقاط "التطبيع" بين الدولة المغربية والاحتلال الإسرائيلي؛ وتزايدت حدّة الاحتجاجات عقب الجرائم الوحشية لجيش الاحتلال في غزة، بعد قصف مستشفى "المعمداني"، مساء أمس الثلاثاء؛ مخلفا المئات من الشهداء، من المدنيين.



ورفعت حناجر المحتجين في كافة ربوع المملكة، تحت شعار: "الشعب المغربي مع طوفان الأقصى وضد التطبيع"، عدد من الشعارات المنددة بعدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على غزة، من قبيل: "الشعب يريد تحرير فلسطين"، و"كلنا فداء لغزة"، و"فلسطين تقاوم والأنظمة تساوم" "يا للعار يا للعار.. باعوا فلسطين بالدولار" و"قولوا لتجار السلام.. فلسطين عربية.. لا تفاوض لا استسلام" و"الشعب يريد إسقاط التطبيع".

وبالتزامن مع المظاهرات التي خرج لها مئات الآلاف من المغاربة، الداعمين للمقاومة الفلسطينية والمنددين بجرائم الحرب التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي؛ رجّت مواقع التواصل الاجتماعي، بعدد متزايد من المنشورات، الفاضحة لجرائم الاحتلال في حق الفلسطينيين، والمطالبة الحكومة المغربية، بضرورة إسقاط كافة العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، وليس فقط إجلاء العاملين في مكتب الاتصال.


وفي السياق نفسه، كشفت وسائل إعلامية عبرية، الأربعاء، أن خارجية دولة الاحتلال الإسرائيلي أجلت موظفي مكتب اتصال بلادها من المغرب، عقب تزايد حدّة المظاهرات الحاشدة التي نظمها المغاربة، نصرة للشعب الفلسطيني.

وبالرغم من انتشار خبر إجلاء العاملين في مكتب اتصال دولة الاحتلال الإسرائيلي من المغرب، كالنار في الهشيم على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، إلا أن مُجمل المغاربة، لا يزالون يطالبون الحكومة المغربية، بما يصفوه بـ"قطع صريح للعلاقات المغربية مع الاحتلال الغاشم"، ومستمرين في وضع علم الاحتلال على الأرض ليتم دوسه من قبل المارة، ثم حرقه كرمز للرفض والاستنكار.

كذلك، رجّت مختلف المجموعات النسائية المغلقة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، التي تُعنى عادة بنقاشات خاصة تخص النساء فيما بينهم؛ بعدد من المنشورات الرافضة للعدوان الغاشم للاحتلال الإسرائيلي على غزة، مطالبات بضرورة الإسقاط السريع لـ"التطبيع".





إلى ذلك، لا تزال مُختلف المدن المغربية، تشهد تظاهرات ومسيرات حاشدة، استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل يوم أمس الثلاثاء، وانطلقت من جديد اليوم الأربعاء، تعبيرا عن تضامن الشعب المغربي مع الشعب الفلسطيني؛ ورفضا لعدوان الاحتلال الإسرائيلي، وإدانة للإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال، ودعوة لقطع العلاقات معها.


وأعربت المملكة المغربية، في بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عن إدانتها الشديدة للقصف دولة الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى المعمداني في قطاع غزة وما خلفه من ضحايا بالمئات. بالقول: "تجدد المملكة المغربية دعوتها لحماية المدنيين من قبل جميع الأطراف وأكدت على أهمية التحالف الدولي لوقف الأعمال العدائية بأسرع وقت ممكن والامتثال للقانون الدولي الإنساني". 

ويتابع البيان: "تؤكد المملكة المغربية، التي يرأسها الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس الشريف، على أهمية توحيد جهود المجتمع الدولي لمنع تصاعد التوترات والاحتقان في المنطقة".


وفي سياق متصل، وجهت الجهات الداعية للوقفات التنديدية، تحت شعار "نصرة للقضية الفلسطينية، وتنديدا بالأعمال الوحشية للكيان الصهيوني"، ساكنة المدن المغربية، بالحضور بكثافة إلى هذه الوقفات التضامنية التي ستنظم بعدد من ساعات المدن، وفق برنامج تم تداوله ليلة الأربعاء، على مواقع التواصل الاجتماعي.
View this post on Instagram A post shared by Eekad - إيكاد (@eekadfacts)
بدورهم، رفع طلبة المغرب، وهم متلحفين بالكوفية، وحاملين العلم الفلسطيني، عدد من الأشكال الاحتجاجية المتنوعة، الأربعاء، أحرقوا في جلها علم الاحتلال الإسرائيلي، مشيرين إلى دعمهم للمقاومة الفلسطينية؛ من مسيرات ووقفات وحلقات في أزيد من 31 كلية ومعهدا، في كافة ربوع المغرب، معلنين بذلك مقاطعة شاملة للدراسة، حزنا واستنكارا  لجرائم الاحتلال وإدانة للتواطؤ الدولي والخذلان العربي الرسمي، مطالبين بقطع العلاقات المغربية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المغربية غزة فلسطين المغرب فلسطين غزة طوفان الاقصي طوفان القدس سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال الإسرائیلی التواصل الاجتماعی

إقرأ أيضاً:

تقرير إسرائيلي يرصد تراجع مواقف السعودية من التطبيع ويحذر من تخصيب اليورانيوم

كشفت القناة "12" العبرية في تقرير لها عن تصاعد المخاوف داخل الأوساط السياسية والأمنية في الاحتلال الإسرائيلي، إزاء تقارب محتمل بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في موازين القوى الإقليمية، دون الأخذ بمصالح تل أبيب.

وذكر التقرير أن السعودية، وخلال أسبوع واحد فقط، وجّهت خمس إدانات شديدة اللهجة ضد الاحتلال الإسرائيلي، على خلفية الحرب في قطاع غزة، مظهرة تحوّلًا لافتًا في خطابها السياسي، الذي تخلى عن اللغة الدبلوماسية التقليدية لصالح موقف أكثر صرامة، كما حدث عقب قصف مستشفى المعمداني في غزة، والذي وصفته وزارة الخارجية السعودية بـ"الجريمة النكراء وانتهاك صارخ للقوانين الدولية".

القناة الإسرائيلية سلطت الضوء على ما وصفته بـ"الفجوة العميقة" بين المواقف الحالية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان من جهة، وتصريحاته السابقة التي تحدث فيها عن إمكانية إبرام اتفاق تطبيع "تاريخي" مع الاحتلال الإسرائيلي. 

وأكدت أن هذا التباين يعكس تغيراً استراتيجياً في السياسة السعودية، خاصة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأشارت القناة إلى أن إسرائيل تحاول التهوين من دلالات هذا التحول، مفسرةً ذلك بأنه يأتي استجابةً لمزاج عام عربي متأثر بما يجري في القطاع، لكن المؤشرات تتجاوز ذلك، وفقاً للتقرير.


النووي السعودي 
وأثار التقرير أيضاً مخاوف الاحتلال الإسرائيلي المتزايدة بشأن المفاوضات الجارية بين السعودية وإدارة ترامب حول اتفاق نووي مدني، قد يسمح للرياض بتخصيب اليورانيوم داخل أراضيها. 

حيث صرّح وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت بأن المحادثات مع السعوديين "تسير في اتجاه يسمح بإمكانية التخصيب"، مؤكداً أن "الفرصة لتحقيق اتفاق متاحة بالفعل".

هذا التطور، بحسب القناة، أحدث صدمة في بعض دول الخليج، نظراً لما قد يشكله من سابقة إقليمية، لا سيما وأن إيران قد تستند إلى هذا الاتفاق لتبرير استمرارها في تطوير برنامجها النووي.

تبدّد شروط التطبيع
ووفقاً للمصادر الإسرائيلية، فإن إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن كانت قد ربطت بشكل واضح بين أي اتفاق نووي سعودي وأي تحالف دفاعي مع واشنطن، وبين إبرام اتفاق تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي. 

غير أن التطورات الأخيرة تشير إلى إمكانية تجاوز هذا الشرط، الأمر الذي تعتبره إسرائيل "تهديداً استراتيجياً".
وفي هذا السياق، حذّر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد من السماح للرياض بتخصيب اليورانيوم، ودعا حكومة نتنياهو إلى التحرك السريع لمنع إتمام مثل هذا الاتفاق.


وأعربت جهات أمنية إسرائيلية عن قلقها العميق من احتمال فقدان تل أبيب حجتها التقليدية ضد برنامج إيران النووي، إذا ما حصلت دولة عربية كالسعودية على حق التخصيب، معتبرة أن أي سابقة في هذا الإطار ستقوّض الموقف الإسرائيلي إقليمياً ودولياً.

واختتم التقرير بالإشارة إلى تجاهل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لما وصفته القناة بـ"تطور دراماتيكي"، في وقت تتزايد فيه المؤشرات على أن واشنطن والرياض تمضيان قدماً في مسار تفاوضي لا يتطلب موافقة أو شراكة إسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • الإجرام الإسرائيلي يتواصل.. الاحتلال يستهدف مدارس الإيواء والمستشفيات في غزة
  • عمدة مونبوليي الفرنسية يعلن عن مشاريع في الصحراء المغربية
  • الفلاحة المغربية تحقق 9 مليارات أورو في المبادلات مع أوروبا
  • الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مدرسة يافا التي تؤوي نازحين بحي التفاح
  • كيف تمزّق فيديوهات حماس للأسرى المجتمع الإسرائيلي وتزيد الضغط على دولة الاحتلال؟
  • وزير خارجية لبنان: نعول على مصر في دعم جهودنا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي
  • 3 سنوات من الإنجازات والألقاب والنهضة للمنتخبات المغربية الكروية
  • بنكيران يطالب ملك المغرب بمنع رسو أي سفينة تدعم الاحتلال الإسرائيلي
  • تقرير إسرائيلي يرصد تراجع مواقف السعودية من التطبيع ويحذر من تخصيب اليورانيوم
  • عاجل | رئيس الشاباك للمحكمة العليا: لا أعرف ما هي الأسباب التي دفعت إلى إقالتي من منصبي على يد الحكومة