أكد النائب خالد قنديل عضو مجلس الشيوخ، أنه بات واضحا بما لا يترك أي مجال للاطمئنان، ليس فقط الصلف والعنجهية وجرائم الإبادة للبشر والحجر من قبل الكيان الصهيوني المحتل والمختل أيضا، ولكن حدوث كل ذلك مدعوما بغطاء دولي غربي وأمريكي، لا يرى جرما سوى في المقاومة، أما قتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، واستهداف المدارس والمستشفيات والمنازل الآمنة، وصولاً إلى واحدة من مذابح التاريخ التي لن تمحى من ذاكرة الأمة والعالم بقصف المستشفى المعمداني تحت سمع وبصر ما يسمونه المجتمع الدولي، الذي كشف بوضوع عن نواياه الدفينة الخبيثة في إقامة دولة لكيان مختل غاصب على حساب أبناء الأرض من الفلسطينيين العزل.

وأضاف قنديل في كلمته في الجلسه الطارئة بأن الشعب الفلسطيني الذي لم يتبق لهم من وطنهم سوى النذر اليسر من الضفة الغربية وغزة، غزة تلك المدينة المكلومة في الأجداد والأبناء والأحفاد، المحاصرة حصار الشر والخسة والنذالة وقذارة الحرب، وبعد ما كان من استمرار للقصف المتصاعد للمدينة التي تشهد مذابح يومية تذكرنا بتاريخ طويل من المذابح لمجرمي الحرب المفسدين في الأرض، لتنضم إلى صابرة وشاتيلا ودير ياسين وجنين، والمسجد الإبراهيمي، وابو زعبل وبحر البقر وصولا لمستشفى المعمداني، التي شاهد العالم كله كيف تناثرت أشلاء الجميع إلى جوار ركامها، في مشهد سيظل عالقا كندبة ووصمة عار في جبين الإنسانية.

وأوضح قنديل، أن الأمم والشعوب لا تنسى ثأرها، والمخطط الإسرائيلي الخبيث لإبعاد أهل فلسطين عن بلادهم وتهجيرهم تهجيرا قسريا بمحاولات إرعابهم وخوفهم، سيبقى حلما من اليقظة لدى هؤلاء الذين لا يعرفون لغة ضبط النفس ولا يعرفون معنى صبر الشعوب العربية ولا يعرفون إرادة وغيرة وغضب نحو 500 مليون عربي، تلك الإرادة التي لن يقف أمامها حائل ولن يثنيها مانع عن افتداء جزء غال من جسد وطنهم بالدماء والأرواح، ما لم تكن هناك وقفة صارمة لإيقاف هذا التصعيد الوحشي من قبل مجرمي الحرب، وما لم يكن هناك عقوبات على كل تلك الجرائم، وإلا فلا سبيل إلى الحق سوى بانتزاعه، طالما عميت عيون الغرب والمؤسسات الدولية عما يحدث.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

نابلس مثالًا.. هكذا يعمل الاحتلال لجعل الضفة غير قابلة للحياة

نابلس - خــاص صفا

لم يعد خافيا على أي مراقب للأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، أن إجراءات الاحتلال بأذرعه المختلفة تعمل بشكل متكامل في اتجاه واحد، وهو تضييق سبل الحياة اليومية في وجه الفلسطينيين وجعل حياتهم مستحيلة، وبالتالي فتح الباب للهجرة الطوعية وتسهيل ضم الضفة.

وفي الوقت الذي تشن فيه "إسرائيل" حربا تدميرية وإبادة جماعية في قطاع غزة منذ 9 أشهر لجعل القطاع منطقة غير قابلة للحياة، فإنها تتبع في الضفة إجراءات متنوعة تصب في مجملها لتحقيق هذا الهدف، وإن كانت تتم بصورة أقل بشاعة.

وتتقاطع هذه الإجراءات مع رؤية بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية ووزير الاستيطان في وزارة جيش الاحتلال الذي يستغل موقعه في حكومة الاحتلال للمضي قدما في تنفيذ خطته لحسم العلاقة مع الفلسطينيين ومستقبل الضفة الغربية، والتي سبق أن أعلن عنها في العام 2017.

وتقوم خطة سموتريتش على ضع الفلسطينيين في الضفة أمام خيارات ثلاث؛ فإما القبول بالعيش في حكم بلدي تحت سيادة دولة الاحتلال، أو الهجرة إلى الخارج بتشجيع وتسهيلات من دولة الاحتلال، ومن يرفض هذا وذاك يتولى جيش الاحتلال تصفية الحساب معه.

وتعاني محافظة نابلس شمال الضفة الغربية، بشدة من إجراءات الاحتلال واعتداءات مستوطنيه التي لا تتوقف ساعة من نهار أو ليل، لتحيل حياة الفلسطينيين إلى جحيم لا يطاق.

ووفق تقرير لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن قوات الاحتلال والمستوطنين نفذوا 7681 اعتداءً في الضفة خلال النصف الأول من العام 2024 كان نصيب محافظة نابلس منها 1093 اعتداء.

وتراوحت الاعتداءات والإجراءات بين فرض وقائع على الأرض؛ كمصادرة الأراضي وتوسعة الاستيطان والتهجير القسري، والإعدامات الميدانية، وتخريب وتجريف الأراضي، واقتلاع الأشجار، والاستيلاء على ممتلكات، والإغلاقات، والحواجز التي تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية.

وكما في كافة أنحاء الضفة، تعاني الكثير من البلدات بنابلس من أزمة مياه سببها الأساس سياسات الاحتلال الذي قطع معظم نقاط المياه التي تغذي تلك البلدات، وسيطر على معظم الينابيع كنبع بلدة قريوت، وبات يتحكم بكميات المياه التي يزود بها معظم البلدات.

ومن بين سياسات التضييق على المواطنين بالضفة؛ هدم المباني والمنشآت الزراعية والصناعية بحجة عدم الترخيص، ونفذت سلطات الاحتلال في النصف الأول من العام الجاري 243 عملية هدم في الضفة بما فيها مدينة القدس المحتلة، هدمت خلالها 318 منشأة.

وفي نابلس، تشهد الكثير من البلدات وأهمها دوما، وفروش بيت دجن، وخربة طانا، وخربة الطوّيل، عمليات هدم بوتيرة متصاعدة، الأمر الذي يحد من التوسع العمراني والاستثمار الزراعي والصناعي فيها.

ولا تقتصر عمليات الهدم على الممتلكات الخاصة، بل تمتد إلى المرافق العامة من طرق وشبكات كهرباء وغيرها.

وتنتشر في محيط مدينة نابلس لوحدها 7 حواجز للاحتلال أحالت المدينة إلى سجن كبير، وجعلت الدخول إليها أو الخروج منها قطعة من العذاب، اذ تستنزف هذه الحواجز ساعات طويلة يوميا من المارين عبرها، فضلا عن عمليات التنكيل والاحتجاز لأعداد من المواطنين والاعتداء عليهم.

ومن يسلم من حواجز الاحتلال فإنه لا يضمن السلامة من اعتداءات المستوطنين المنتشرين في شوارع الضفة بحماية قوات الاحتلال، ويستهدفون المركبات الفلسطينية وركابها بالحجارة وبغاز الفلفل الحار، حتى أضحى التنقل في شوارع الضفة مغامرة غير مأمونة.

وتتواجد بشكل يومي بين بلدات عصيرة القبلية وعوريف ومادما عصابة مسلحة من المستوطنين يقودهم مستوطن يدعى "يعقوب"، وتقوم هذه العصابة بقطع الطريق ونهب أموال المواطنين الذين يسلكون طرقا فرعية لتجنب المرور عبر حواجز الاحتلال، ومن يحاول الإفلات من هذه العصابة يعرض نفسه لخطر الإصابة برصاصها أو الاعتداء بالضرب.

وباتت عصابات المستوطنين جيشا موازيا لجيش الاحتلال، وتلعب دورا لا يقل خطورة عما يرتكبه الجيش من جرائم يومية ضد الفلسطينيين.

وتعاني غالبية البلدات بمحافظة نابلس من هجمات يومية للمستوطنين هدفها بث الرعب في صفوف المواطنين وجعل تلك البلدات غير آمنة للسكن، فضلا عن تدمير الممتلكات وإلحاق خسائر كبيرة بالمنشآت الزراعية والصناعية لشل العجلة الاقتصادية.

ولا يقل الاستيطان الرعوي خطورة عما سبق، فقد أدى انتشار البؤر الاستيطانية الرعوية لإغلاق مساحات شاسعة من المراعي أمام مربي الثروة الحيوانية الفلسطينيين، ودفعهم للتخلص من أعداد كبيرة من رؤوس الماشية.

مقالات مشابهة

  •  مسيرة حاشدة بطنجة دعما لغزة
  • الاحتجاجات الإسرائيلية تتأجج بدعوات الإضراب الشامل والعصيان المدني
  • نابلس مثالًا.. هكذا يعمل الاحتلال لجعل الضفة غير قابلة للحياة
  • لا سلام وتعايش مع الإرهاب والأفضل لك أن تقاتل مائة عام بدل الإستسلام للمجرم
  • الأردن يدين استمرار إسرائيل في استهداف مراكز إيواء النازحين الفلسطينيين بقطاع غزة
  • أكبر ملعب لكرة القدم في غزة يتحول إلى مأوى لآلاف النازحين الفلسطينيين
  • عدد الصحفيين الفلسطينيين الشهداء يرتفع إلى 158 منذ بداية الإبادة
  • كيف مولت البنوك العالمية الجرائم الإسرائيلية بأكثر من 164 مليار دولار؟
  • استشهاد صحفيَّين فلسطينيَّين في قصف إسرائيلي على غزة
  • المركزي: فتح 6.5 مليون حساب و2.3 مليون محفظة إلكترونية منذ 2017 إلى 2023