تشو شيوان **

يُصادف هذا العام الذكرى العاشرة لإطلاق مبادرة "الحزام والطريق"، وتُعقد هذه الأيام في بكين الدورة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي بحضور ممثلين من أكثر من 100 دولة، وتحمل هذه الدورة عنوان "التعاون العالي الجودة للحزام والطريق: معا من أجل التنمية والازدهار المشتركين".

وبهذه المناسبة، ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة مُهمة في مراسم الافتتاح، أعلن خلالها أن الصين ستتخذ ثماني خطوات رئيسية لدعم بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية، أولا، بناء شبكة "الحزام والطريق" الشاملة الأبعاد للتواصل والترابط.

ثانيا، دعم بناء الاقتصاد العالمي المنفتح. ثالثا، إجراء التعاون العملي. رابعا، تدعيم التنمية الخضراء. خامسا، الدفع بالابتكار التكنولوجي. سادسا، دعم التواصل الشعبي. سابعا، بناء طريق النزاهة. ثامنا، استكمال آليات التعاون الدولي بشأن "الحزام والطريق".

ومن أجل تنفيذ تعاون عملي لمبادرة الحزام والطريق، قال شي إن الصين تتعهد بتقديم المزيد من الدعم المالي لمشروعات مبادرة الحزام والطريق على أساس السوق والعمليات التجارية. كما أعلن الرئيس الصيني أن بنك التنمية الصيني وبنك التصدير والاستيراد الصيني سينشئان نافذة تمويل بقيمة 350 مليار يوان (48.75 مليار دولار أمريكي)، وسيتم ضخ 80 مليار يوان إضافية في صندوق طريق الحرير، وكشف أيضًا أن مؤتمر الرؤساء التنفيذيين خلال المنتدى الذي عقد يوم الثلاثاء شهد إبرام اتفاقيات بقيمة 97.2 مليار دولار.

مبادرة الحزام والطريق ليست مبادرة نظرية أو حبرًا على ورق، وإنما مبادرة عملية أنجزت الكثير خلال السنوات العشر الماضية. وبحلول يونيو 2023، وقّعت الصين أكثر من 200 اتفاقية تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق مع أكثر من 150 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية، وحظيت المبادرة بإشادة قادة العالم.

من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن مبادرة الحزام والطريق ترتبط بشكل جيد للغاية بتطوير مشاريع التكامل في مناطق في جميع أنحاء العالم، في حين أعرب الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو عن أمله في استمرار التآزر التنموي في إطار مبادرة الحزام والطريق وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: إن أهمية مبادرة الحزام والطريق لا يمكن إنكارها في خضم التحديات التي تواجه العالم اليوم.

ويُعد منتدى الحزام والطريق الثالث للتعاون الدولي أعلى مستوى وأكبر حجم لحدث دبلوماسي متعدد الأطراف أطلقته واستضافته الصين؛ وأجد أن منتدى الحزام والطريق الثالث للتعاون الدولي يحظى بأهمية كبيرة، فهو ليس فقط الحدث الأكثر جدية لإحياء الذكرى العاشرة لمبادرة "الحزام والطريق"، ولكنه أيضًا منصة تعاون مهمة لجميع الأطراف للمناقشة والبناء المشترك عالي الجودة لـ"الحزام والطريق"، فمنذ إطلاق مبادرة الحزام والطريق تحولت الأفكار لحقائق ملموسة ومن رؤية إلى واقع، ومن إطار عام إلى مشاريع ملموسة.

لقد أصبحت مبادرة الحزام والطريق حافزا للتنمية السلمية. وفي مواجهة التحديات الهائلة في المجتمع الدولي، تعمل الصين على تسهيل السلام والتنمية العالميين في إطار مبادرة الحزام والطريق، دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى أو ممارسة الألعاب الجيوسياسية، وقد أصبحت وسيلة عادلة لدعم التنمية السلمية وفقا لمبادئ الأمم المتحدة، ففي العراق الذي مزقته الحرب، تعد إعادة بناء المنازل وتعزيز الاقتصاد من أهم الأولويات.

وفي عام 2015، وقعت الصين والعراق وثيقة تعاون بشأن التعزيز المشترك للتعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق. وفي السنوات الأخيرة، تم تنفيذ عدد كبير من المشاريع بنجاح، بينها محطة كهرباء ضخمة في محافظة واسط ومحطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في محافظة بابل، من خلال الشركات الصينية، وقد عززت هذه المشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية، وأدى تحسين حياة الناس إلى القضاء بشكل أساسي على الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار، ما أفضى إلى تعزيز الوضع الأمني الذي تحسن في السنوات الأخيرة،  بالإضافة لمشاريع كبرى في منطقة الخليج مثل مشروع مدينة الدقم الصناعية في سلطنة عُمان ومشاريع الطاقة المستدامة في الإمارات، هذا بخلاف مشاريع بنية تحتية كبرى على طول الحزام والطريق، ولهذا يمكننا القول بأن مبادرة الحزام والطريق أتاحت فرصا للسلام والاستقرار العالمي.

تشير تقديرات البنك الدولي إلى أنه بحلول عام 2030 يمكن للاستثمارات المرتبطة بمبادرة الحزام والطريق أن تنتشل 7.6 مليون شخص من الفقر المدقع و32 مليون شخص من الفقر المعتدل.

لذا.. يُمكن للعالم اعتبار مبادرة الحزام والطريق ركيزة أساسية لبناء مجتمع عالمي ذي مستقبل مشترك، حققت مبادرة الحزام والطريق فوائد ملموسة وألهمت الأمل في جميع أنحاء العالم، وستواصل تمهيد الطريق للتنمية السلمية والرخاء المشترك للعالم.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، ومتخصص في الشؤون الصينية وقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: فی إطار مبادرة الحزام والطریق

إقرأ أيضاً:

رئيس الرقابة الصحية يبحث مع رئيسة معهد الجودة التركي سبل التعاون في مجال السياحة العلاجية

شارك الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية "GAHAR"، بفعاليات المؤتمر الدولي للجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحية "ISQua" في دورته الأربعين، والذي عقد في العاصمة التركية اسطنبول تحت شعار "الصحة من أجل الناس والكوكب: بناء الجسور نحو مستقبل مستدام".

قام بتنظيم المؤتمر، الذي أقيم من 24 إلى 27 سبتمبر، وزارة الصحة التركية بالتعاون مع معهد جودة واعتماد الرعاية الصحية في تركيا "TUSKA" وذلك بمقر مركز إسطنبول لطفي قيردار الدولي للمؤتمرات والمعارض وبمشاركة نخبة من الخبراء  في مجال جودة الرعاية الصحية على مستوى العالم.

وعلى هامش مشاركته بأعمال المؤتمر، التقى الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية بالدكتور كارستن إنجل، الرئيس التنفيذي للجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحية "ISQua" ، حيث ناقشا سبل تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الهيئة والجمعية خلال الفترة المقبلة.

وخلال اللقاء، أكد رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية على أهمية التعاون بين الدول و تبادل الخبرات بين الجهات الحكومية والمنظمات الصحية الدولية في تعزيز صحة المجتمعات وتطوير جودة نظم الرعاية الصحية، مشيراً إلى أن مشاركة "جهار" في أعمال المؤتمر الدولي للإسكوا في دورته الاربعين  بتركيا، تأتي ضمن رؤية مصر ٢٠٣٠ والتي تؤكد على أهمية تحقيق الشراكات للوصول إلى أفضل المعايير العالمية بمنظومة الرعاية الصحية، والوصول إلى التغطية الصحية الشاملة، وتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.

وقال د.أحمد طه، أن الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية هي الجهة المسئولة عن ضمان جودة  الخدمات الصحية المختلفة والتي يحصل عليها المنتفعين بمنظومة التأمين الصحي الشامل، وذلك وفقا  لقانون التأمين الصحي الشامل بمصر، وتماشيا مع سياسة الدولة الخاصة برفع كفاءة وتطوير مختلف الخدمات الصحية المقدمة للمواطن المصري، وحرص القيادة السياسية على توكيد جودة مخرجات النظام الصحي في مصر على المستويين المحلي والدولي.

ومن جانبه، أعرب د. كارستن إنجل، عن امتنانه وسعادته بالتعاون مع مصر، مشيدا بما حققته الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية من انجازات ونجاحات في الحصول على الاعتماد الدولي من الاسكوا لعدد ٧ كتب من المعايير إلى جانب الاعتماد الدولي لبرنامج تدريب المراجعين، بما  يؤكد ثقة المجتمع الدولي في جميع أدلة المعايير الصادرة عن الهيئة، وعمليات وسياسات العمل بها، إلى جانب طريقة تقييم المنشآت الصحية في مصر.

كما التقى د.أحمد طه مع  د.فيجن سيزميجي سينيل، رئيسة معهد الجودة والاعتماد الصحي التركي، حيث بحثا آليات تحقيق تعاون مشترك بين الهيئة والمعهد التركي، وتركزت المناقشات على تنفيذ برامج تدريبية مشتركة تهدف إلى تحسين جودة الرعاية الصحية والسياحة العلاجية، بما يساهم في رفع كفاءة النظام الصحي في كلا البلدين.

 وحرص رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية على عقد سلسلة لقاءات مع عدد من رؤساء المؤسسات والمنظمات الدولية المناظرة وذلك لبحث إمكانية توقيع بروتكولات تعاون لتبادل الخبرات بما يسهم في رفع كفاءة المنظومة الصحية في مصر، ومنهم: د.جوناثان بيرلين، الرئيس والمدير التنفيذي للجنة الاعتماد الدولية المشتركة( JCI)، د.سلمى الجاعوني، الرئيس التنفيذي لمجلس اعتماد المؤسسات  الصحية الأردنية (HCAC)، حيث أكد طه  على التقارب بين رؤى الدولتين بشأن تطوير الأنظمة الصحية وتقديم حلول مبتكرة لتعزيز جودة الرعاية الصحية، وتناول  اللقاء مناقشة سبل التعاون المشترك بين البلدين، بما يسهم في تحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة.

كما التقي رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية د.فابيو غاستال، رئيس منظمة الاعتماد الوطنية بالبرازيل(ONA)، ود.كلوديا ميكا، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنظمة  تيموس (TEMOS) الدولية، د.جيفري برايثوايت، مدير المعهد الأسترالي للابتكار الصحي بجامعة ماكواري وتباحث الجانبان أوجه التعاون وتبادل الخبرات خلال الفترة القادمة.

وفي ذات السياق، وخلال فعاليات اليوم الأول من المؤتمر، أدار الدكتور أحمد طه، رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، جلسة نقاشية حول "سلامة المرضى وتحسين جودة الرعاية الصحية "، بمشاركة خبراء من خمس دول مختلفة، تناولت الجلسة عدد من المحاور الهامة لتحسين جودة الرعاية الصحية، حيث ناقش المشاركون تجارب دولهم في تعزيز نظم الصحة وضمان الجودة في الرعاية الصحية.

شارك بالجلسة كلا من:  د.جانغ تشين، أستاذ ورئيس وحدة أبحاث خدمات صحة السرطان في جامعة ملبورن- والأستاذ المساعد بمركز الاقتصاد الصحي بجامعة موناش، د.نورشايم تيلينباييفا، مسؤولة فنية بالنظم الصحية بمكتب منظمة الصحة العالمية في أثينا- وأخصائية جودة الرعاية وسلامة المرضى، د.أنجومان بيجوم، أخصائية الصحة العامة وإدارة العلوم الصحية ببنجلاديش، د.ميثوديوس أوكوزي، د.كارول هورويتز

وخلال الجلسة، تناولت د. أنجومان بيجوم محور تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية بمرحلتي ما قبل وبعد الولادة من خلال تعزيز الإشراف الداعم لمقدمي الخدمات في المنشآت الصحية الخاصة بالمناطق الفقيرة والحضرية في بنغلاديش، كما استعرض د.ميثوديوس أوكوزي، آليات تعزيز نظام ضمان الجودة لمجهر الملاريا لتحسين جودة التشخيص الطفيلي في نيجيريا.

ومن جانبه، تناول د.جانغ تشين عرض النقاط الأكثر أهمية في تحسين جودة الرعاية الصحية في الأقسام الداخلية بالمستشفيات ، بينما قام د. كارول هورويتز، بشرح أليات تعزيز التوثيق الواقعي والمعلوماتي في السجلات الصحية الإلكترونية للحد من التحيز وتحسين رعاية المرضى، كما استعرض د.نورشايم تيلينباييفا، عوائق ثقافة جودة الرعاية الصحية لتحسين صحة الأمهات والأطفال في جمهورية قيرغيزستان.
 

مقالات مشابهة

  • يختصر الاشتراطات.. مساعد التنمية المحلية يكشف مميزات قانون بناء 2008
  • أوربان يحشد دعم الصين والبرازيل في مبادرة جديدة لصنع السلام في أوكرانيا
  • «اقتصادية النواب»: مبادرة «بداية جديدة» تعكس حرص الدولة على بناء الوعي
  • وزير الشباب: العنصر البشري ركيزة أساسية في التنمية.. والحكومة تركز على بناء الإنسان المصري
  • انطلاق مؤتمر التنمية العمرانية المستدامة في إطار "رؤية مصر 2030".. أول أكتوبر
  • جامعة حلوان تشارك في مبادرة «بداية جديدة».. أنشطة مختلفة وندوات توعوية
  • 12 مديرية تُشارك في أنشطة مبادرة" بناء الإنسان" بمركز قفط جنوب قنا
  • في إطار مبادرة «بداية».. وزارة التضامن تفتتح «دار الهدية للمسنين» بالإسكندرية
  • رئيس الرقابة الصحية يبحث مع رئيسة معهد الجودة التركي سبل التعاون في مجال السياحة العلاجية
  • وزير الخارجية يؤكد على زيادة حجم التبادل التجاري بين مصر واوروجواي