التعاون العالي الجودة لـ"الحزام والطريق"
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
تشو شيوان **
يُصادف هذا العام الذكرى العاشرة لإطلاق مبادرة "الحزام والطريق"، وتُعقد هذه الأيام في بكين الدورة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي بحضور ممثلين من أكثر من 100 دولة، وتحمل هذه الدورة عنوان "التعاون العالي الجودة للحزام والطريق: معا من أجل التنمية والازدهار المشتركين".
وبهذه المناسبة، ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة مُهمة في مراسم الافتتاح، أعلن خلالها أن الصين ستتخذ ثماني خطوات رئيسية لدعم بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية، أولا، بناء شبكة "الحزام والطريق" الشاملة الأبعاد للتواصل والترابط.
ومن أجل تنفيذ تعاون عملي لمبادرة الحزام والطريق، قال شي إن الصين تتعهد بتقديم المزيد من الدعم المالي لمشروعات مبادرة الحزام والطريق على أساس السوق والعمليات التجارية. كما أعلن الرئيس الصيني أن بنك التنمية الصيني وبنك التصدير والاستيراد الصيني سينشئان نافذة تمويل بقيمة 350 مليار يوان (48.75 مليار دولار أمريكي)، وسيتم ضخ 80 مليار يوان إضافية في صندوق طريق الحرير، وكشف أيضًا أن مؤتمر الرؤساء التنفيذيين خلال المنتدى الذي عقد يوم الثلاثاء شهد إبرام اتفاقيات بقيمة 97.2 مليار دولار.
مبادرة الحزام والطريق ليست مبادرة نظرية أو حبرًا على ورق، وإنما مبادرة عملية أنجزت الكثير خلال السنوات العشر الماضية. وبحلول يونيو 2023، وقّعت الصين أكثر من 200 اتفاقية تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق مع أكثر من 150 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية، وحظيت المبادرة بإشادة قادة العالم.
من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن مبادرة الحزام والطريق ترتبط بشكل جيد للغاية بتطوير مشاريع التكامل في مناطق في جميع أنحاء العالم، في حين أعرب الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو عن أمله في استمرار التآزر التنموي في إطار مبادرة الحزام والطريق وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: إن أهمية مبادرة الحزام والطريق لا يمكن إنكارها في خضم التحديات التي تواجه العالم اليوم.
ويُعد منتدى الحزام والطريق الثالث للتعاون الدولي أعلى مستوى وأكبر حجم لحدث دبلوماسي متعدد الأطراف أطلقته واستضافته الصين؛ وأجد أن منتدى الحزام والطريق الثالث للتعاون الدولي يحظى بأهمية كبيرة، فهو ليس فقط الحدث الأكثر جدية لإحياء الذكرى العاشرة لمبادرة "الحزام والطريق"، ولكنه أيضًا منصة تعاون مهمة لجميع الأطراف للمناقشة والبناء المشترك عالي الجودة لـ"الحزام والطريق"، فمنذ إطلاق مبادرة الحزام والطريق تحولت الأفكار لحقائق ملموسة ومن رؤية إلى واقع، ومن إطار عام إلى مشاريع ملموسة.
لقد أصبحت مبادرة الحزام والطريق حافزا للتنمية السلمية. وفي مواجهة التحديات الهائلة في المجتمع الدولي، تعمل الصين على تسهيل السلام والتنمية العالميين في إطار مبادرة الحزام والطريق، دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى أو ممارسة الألعاب الجيوسياسية، وقد أصبحت وسيلة عادلة لدعم التنمية السلمية وفقا لمبادئ الأمم المتحدة، ففي العراق الذي مزقته الحرب، تعد إعادة بناء المنازل وتعزيز الاقتصاد من أهم الأولويات.
وفي عام 2015، وقعت الصين والعراق وثيقة تعاون بشأن التعزيز المشترك للتعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق. وفي السنوات الأخيرة، تم تنفيذ عدد كبير من المشاريع بنجاح، بينها محطة كهرباء ضخمة في محافظة واسط ومحطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في محافظة بابل، من خلال الشركات الصينية، وقد عززت هذه المشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية، وأدى تحسين حياة الناس إلى القضاء بشكل أساسي على الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار، ما أفضى إلى تعزيز الوضع الأمني الذي تحسن في السنوات الأخيرة، بالإضافة لمشاريع كبرى في منطقة الخليج مثل مشروع مدينة الدقم الصناعية في سلطنة عُمان ومشاريع الطاقة المستدامة في الإمارات، هذا بخلاف مشاريع بنية تحتية كبرى على طول الحزام والطريق، ولهذا يمكننا القول بأن مبادرة الحزام والطريق أتاحت فرصا للسلام والاستقرار العالمي.
تشير تقديرات البنك الدولي إلى أنه بحلول عام 2030 يمكن للاستثمارات المرتبطة بمبادرة الحزام والطريق أن تنتشل 7.6 مليون شخص من الفقر المدقع و32 مليون شخص من الفقر المعتدل.
لذا.. يُمكن للعالم اعتبار مبادرة الحزام والطريق ركيزة أساسية لبناء مجتمع عالمي ذي مستقبل مشترك، حققت مبادرة الحزام والطريق فوائد ملموسة وألهمت الأمل في جميع أنحاء العالم، وستواصل تمهيد الطريق للتنمية السلمية والرخاء المشترك للعالم.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، ومتخصص في الشؤون الصينية وقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: فی إطار مبادرة الحزام والطریق
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة القاهرة يستقبل رئيس مجلس التعليم العالي التركي
استقبل الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، الدكتور إيرول أوزفار رئيس مجلس التعليم العالي التركي، والوفد المرافق له، بحضور د. مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات، لبحث سبل تعزيز التعاون بين جامعة القاهرة والجامعات التركية في المجالات التعليمية والبحثية وتبادل زيارات أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
تطرق اللقاء، إلى مجالات التعاون المشتركة التي يمكن تعزيزها خلال الفترة المقبلة، ومن أهمها اتفاقيات التعاون في البرامج الدراسية ومنح الدرجات علمية المشتركة والمزدوجة.
وخلال اللقاء، تطرق الدكتور محمد سامي عبد الصادق، إلى الاطار العام للمنظومة التعليمية بجامعة القاهرة والتي تقدم من خلال كلياتها ومعاهدها، فضلا عن أنماط التعاون الاكاديمي بين الجامعة والجامعات الأجنبية المرموقة، مشيرًا إلي التقدم الكبير الذي حققته جامعة القاهرة في التصنيفات الدولية.
ومن جانبه أبدى الدكتور أوزفار سعادته والوفد المرافق بزيارة جامعة القاهرة العريقة، معربا عن رغبته في تعميق أوجه التعاون مع جامعة القاهرة في المجال الأكاديمي والبحثي لتخريج كوادر متميزة من البلدين الشقيقين، وقدم شرحًا مفصلًا لأوضاع التعليم العالي في تركيا والجامعات التركية وجهود بلاده في تدويل التعليم العالي، ورفع كفاءة المؤسسات التعليمية التركية، والعمل على استقطاب الطلاب الوافدين للدراسة في تركيا.
وعلى هامش الزيارة، ألقى الدكتور إيرول أوزفار محاضرة بقاعة أحمد لطفي السيد حول تاريخ الاقتصاد والاقتصاد الاسلامي وما طرأ عليه من تطورات، أعقبها نقاش مفتوح مع لفيف من أساتذة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، في حضور رئيس جامعة القاهرة وأمين المجلس الأعلى للجامعات، ا.د. حنان علي عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وا.د. هبه نصار نائب رئيس جامعة القاهرة الاسبق لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وا.د. علياء المهدي عميد الكلية الاسبق، وا.د. هالة أبو علم رئيس قسم الاقتصاد بالكلية، وا.د. عادلة رجب مدير مركز البحوث والدراسات الاقتصادية والمالية.
وفي ختام الزيارة، تفقد الوفد التركي المبنى الرئيسي للجامعة وقاعة الاحتفالات الكبرى، كما أهدى رئيس جامعة القاهرة درع الجامعة إلى رئيس مجلس التعليم العالي التركي.