أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة

قبل مواجهة منتخب ليبيريا، أثير نقاش ساخن بين المهتمين بشؤون الفريق الوطني، حول الفراغ المهول الذي خلفه غياب المقاتل "سفيان أمرابط" عن كتيبة "الركراكي" بسبب الإصابة، ما ترتب عن هذا الغياب من مشاكل تقنية وتكتيكية، كان لها انعكاس سلبي على الأداء العام للمنتخب المغربي.

ورغم إقدام الركراكي على الزج بـ"مزراوي" مكان "أمرابط"، بهدف تعويض هذا الفراغ الحاصل، إلا أن العملية لم تؤت أكلها على الوجه الذي ينتظره كل المتتبعون، الأمر الذي أثار مخاوف الجميع، ونحن على أهبة المشاركة في "كان" الكوت ديفوار الذي لم تعد تفصلنا عنه سوى أسابيع قليلة، بالنظر إلى غياب قطع غيار بديلة قادرة على لعب نفس الدور الذي كان يلعبه "سفيان".

لكن اليوم، وبعد أن منح "الركراكي" فرصة للاعب الشاب "أسامة العزوزي"، خلال مقابلة أمس ضد منتخب ليبيريا، بعث هذا الأخير برسالة مطمئنة إلى الجماهير المغربية، كانت بمثابة "جرعة أمل جديد"، أكد من خلالها أنه قادر على تعويض "أمرابط" في حالة غيابه لأي سبب من الأسباب لا قدر الله.

وبشهادة الجميع، فقد قدم "العزوزي" مقابلة كبيرة، حيث كان حاسما في كل تدخلاته، سواء على مستوى افتكاك الكرات واسترجاعها، وأيضا على مستوى التمريرات التي كانت جلها موفقة، وفي النزالات الفردية، كما بصم على مردود البدني جيد جدا، وكأن اللاعب قضى سنوات طويلة رفقة الفريق الأول.

وعموما، فقد أجمع جل المتابعين أن "العزوزي" سيكون قيمة مضافة بالنسبة للفريق الوطني، يمكن لـ"الركراكي" أن يعول عليه خلال قادم الاستحقاقات، بما فيها بطولة أمم إفريقيا المرتقبة في الكوت ديفوار مطلعة سنة 2024.

 

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

"كيف صنع العالم الغرب؟"

 

علي الرئيسي

 

توضِّح جوزفين كوين في كتابها الجديد المعنون "كيف صنع العالم الغرب؟"- من  إصدار "راندوم هاوس"- أن الحضارة الغربية كانت دائمًا فكرة سيئة، أو على أية حال فكرة خاطئة؛ إذ إن تقسيم التاريخ إلى مجموعة من الحضارات المتميزة والمكتفية بذاتها هو مسعى مضلل أدى إلى تشويه فهمنا للعالم بشكل خطير، وتؤكد كوين أنه "ليست الشعوب هي التي تصنع التاريخ؛ بل الناس والعلاقات التي تنشآ مع الجوار معًا من ينشا الحضارة".

 

السيدة كوين، المؤرخة وعالمة الآثار التي تدرس في جامعة أكسفورد، في أكثر من 500 صفحة تحاول تخليص العالم من ما تعلمته أجيال من أطفال المدارس أن يفخروا  باعتباره إنجازات أوروبية. وبدلًا من ذلك، فهي تهدم المفهوم الأساسي لما تسميه "التفكير الحضاري". حجتها بسيطة ومقنعة وتستحق الاهتمام.

وتشير السيدة كوين إلى أن فكرة الحضارة حديثة نسبيًا. تم استخدام الكلمة لأول مرة فقط في منتصف القرن الثامن عشر ولم تسيطر على الخيال الغربي حتى أواخر القرن التاسع عشر. وفي ذلك العصر الإمبريالي، وجد المؤرخون أن الحضارات اليونانية والرومانية والمسيحية تشكل لبنات بناء جميلة يمكن من تراكمها انشاء بناء كبير المظهر، أطلقوا عليه اسم الحضارة "الغربية" أو "الأوروبية". وأرجعوا إليها  مجموعة من الفضائل "الكلاسيكية" الموروثة: القوة والعقلانية والعدالة والديمقراطية والشجاعة للتجربة والاستكشاف. وعلى النقيض من ذلك، اعتبرت الحضارات الأخرى أقل شأنًا.

ولا يتطلب الأمر الكثير من التحليل من جانب السيدة كوين لكشف حماقة هذا النهج. انظر، على سبيل المثال، إلى جون ستيوارت ميل، الفيلسوف في القرن التاسع عشر، الذي يدعي أن معركة ماراثون، أول غزو لبلاد فارس لليونان في عام 490 قبل الميلاد، كانت أكثر أهمية للتاريخ الإنجليزي من انتصار ويليام الفاتح في هاستينغز عام 1066. ويقول المنطق إن لولا النصر الأثيني، فإن البذرة السحرية للحضارة اليونانية ربما لم تتطور إلى حضارة غربية على الإطلاق.

ولنتأمل كتاب "صراع الحضارات" (1996) الذي كتبه صامويل هتنيغتون، المؤرخ الأميركي، الذي أعلن أنه من المستحيل فهم التاريخ دون تصنيفه إلى حضارات معادية بشكل متبادل؛ حيث كان الاتصال بينها "خلال معظم فترات الوجود الإنساني" .. "متقطعا أو معدوما". وحيث يتنبأ بحروب ليس بين الدول بل بين حضارات متناقضة، كحرب بين الغرب والإسلام او افريقيا او الصين.

وما هو غير موجود  او مُغيَّب في هذا التحليل هو صحة هذه الفكرة. تُظهر الرحلة العلمية السريعة التي قامت بها السيدة كوين عبر التاريخ الأوروبي تشير أن الاتصال عبر الثقافات وفيما بينها، بعيدًا عن كونه نادرًا، والذي غالبًا ما يكون عبر مسافات طويلة كان مدهشا، كان المحرك الرئيسي للتقدم البشري في كل عصر. وبدلا من أن تكون هذه المجتمعات شائكة ومنغلقة على نفسها، أثبتت معظم المجتمعات تقبلها للأفكار والانماط والتكنولوجيات من جيرانها.

لم تكن اليونان القديمة- على سبيل المثال- مصدرًا رئيسيًا للأفكار بقدر ما كانت مكانًا لانتقال الافكار من الثقافات المصرية والسومرية والآشورية والفينيقية، والتي كانت هي نفسها قد اختلطت وتبادلت الأفكار. وبدلًا من أن تكون أثينا مصدرًا للديمقراطية، كانت أثينا "قادمة متأخرة إلى حد ما" إلى شكل من أشكال الحكم الذي يبدو أن تمت تجربته لأول مرة في ليبيا وعلى جزيرتي ساموس وخيوس. وتشير كوين إلى أن الفُرس، الذين تم تصويرهم إلى الأبد على أنهم أضداد اليونانيين، فرضوا الديمقراطية في الواقع على المدن اليونانية التي حكموها، مما يشير إلى "إيمان فارسي كبير بالدعم الشعبي لهيمنتهم".

"الحضارة الغربية" لن تكون موجودة دون تأثيراتها الإسلامية والأفريقية والهندية والصينية. ولفهم السبب، تأخذ كوين رحلة عبر الزمن بدءا من ميناء بيبلوس النابض بالحياة في لبنان حوالي عام 2000 ق.م، وكان ذلك في منتصف العصر البرونزي، الذي "افتتح حقبة جديدة من التبادل على مسافات طويلة بانتظام". وتوفر تقنيات التجديد الكربوني المطبقة على الاكتشافات الأثرية الحديثة دليلًا مُقنعًا على مدى "العولمة" التي كان  يعيشها البحر الأبيض المتوسط بالفعل. وقبل 4000 عام، ذهب النحاس الويلزي إلى أسكندنافيا، والقصدير الأسكندنافي باتجاه ألمانيا، لتصنيع أسلحة البرونز. وكان الخرز من العنبر البلطيقي، الذي عثر عليه في مقابر النبلاء الميسينيين مصنعًا في بريطانيا. ألف سنة لاحقًا، كانت التجارة عبر سواحل الأطلسي تعني أن "المراجل الإيرلندية أصبحت شهيرة بشكل خاص في شمال البرتغال".

لقد أعادت كوين سرد قصة الغرب، وتألقت بتركيزها على ما هو غير متوقع وعلى الفجوات بين العوالم والعصور، بدلًا من التركيز على الأحداث التاريخية العظمى والصلبة من التاريخ. وهذا الكتاب يمثل بحثًا قيمًا ورائعًا. وتكشف حواشي السيدة كوين التي يزيد عددها عن 100 صفحة أنها اعتمدت ليس فقط على مجموعة واسعة من المصادر الأولية، ولكن أيضًا على الدراسات العلمية حول تغير المناخ والأبحاث الحديثة جدا المتعلقة بعلم الآثار.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • بايزيد :”شباب بلوزداد فريق عريق والتتويج على حسابه سيكون صعبا”
  • مقدمات النشرات المسائيّة
  • حتى لا ننسى غزة
  • أمي.. ظل لا يغيب
  • "كيف صنع العالم الغرب؟"
  • نجوم المنتخب المغربي يختارون قضاء عطلتهم في عاصمة النخيل(صور)
  • شقيق شيرين عبد الوهاب يكشف تفاصيل جديدة عن الأزمة بينهما
  • وجوه مستعارة
  • سفيان أمرابط يجري تمارين رياضية بشوارع مراكش
  • اكتشافات جديدة حول كائن فضائي.. صاحب الأصابع الثلاثة