أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف «COP28»، أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، تركز رئاسة مؤتمر الأطراف على تعزيز التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين وكافة الأطراف، لضمان النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام بالتزامن مع إنجاز عمل مناخي ملموس لحماية البشرية وكوكب الأرض.

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها أمام المنتدى رفيع المستوى بشأن التنمية الخضراء في العاصمة الصينية بكين، حيث أشاد بالدور الريادي لجمهورية الصين الشعبية الصديقة، وجهودها في دعم النمو الاقتصادي الأخضر في دول الحزام والطريق، وجميع أنحاء العالم، مشيراً إلى حاجة العالم إلى بذل مزيد من الجهود للحفاظ على إمكانية تحقيق أهداف اتفاق باريس.

كما أكد الجابر على متانة وعمق العلاقات بين دولة الإمارات والصين، التي تقوم على الاحترام المتبادل والصداقة والحرص على تعزيز المصالح المشتركة، وتشهد حالياً تطوراً كبيراً في مختلف المجالات.

وأقيم الحدث رفيع المستوى ضمن فعاليات منتدى الحزام والطريق الثالث للتعاون الدولي، الذي تعهد خلاله الرئيس الصيني بدعم «النمو النظيف» وإنشاء صناديق إضافية للتنمية الخضراء، وأكد أن بلاده ستستمر في تعزيز التعاون بين دول الجنوب العالمي، وستقوم بتدريب وتأهيل 100 ألف شخص من الدول النامية في جميع أنحاء العالم.

وخلال زيارته إلى الصين، أجرى الدكتور سلطان الجابر، لقاءات ثنائية مع كلٍ من هوانغ رونكيو، وزير البيئة الصيني، وجين تشوانغ لونغ، وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، وشيه تشن هوا، المبعوث الصيني الخاص المعني بتغير المناخ، وتشاو تشن شين، نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح (NDRC)، والدكتورة إيمي خور، وزيرة الدولة في وزارة الاستدامة والبيئة في سنغافورة، والبروفيسور زاو جي، الرئيس التنفيذي ورئيس مؤسسة طاقة الصين.

وأشار إلى نتائج الحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس التي أكدت أن العالم بعيد عن المسار الصحيح لتحقيق الطموحات المناخية، في ضوء الحاجة إلى خفض 22 غيغا طن من انبعاثات غازات الدفيئة خلال السنوات السبع القادمة للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية. وقال إن السبيل الوحيد لنجاح العالم في الوصول إلى أهدافه المناخية هو تعاون كافة الدول والشركات والمعنيين، لافتاً إلى أن مبادرة الحزام والطريق أظهرت خلال السنوات العشر الماضية، إمكانية تحقيق إنجازات كبرى من خلال الشراكة والتعاون.

وأوضح أن فريق «COP28» عمل في هذا الإطار على الاستماع والتواصل مع الكثيرين من كافة الدول والقطاعات وشرائح المجتمعات لوضع خطة عمل المؤتمر التي تستند إلى أربع ركائز، هي تسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، وحماية البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش، واحتواء الجميع بشكل تام.

وبخصوص الركيزة الأولى المتعلقة بتسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة يشمل الجميع بلا استثناء، لفت إلى أن الصين تستطيع المساهمة بشكل فعال في تحقيق هذا الهدف، موضحاً أن أكثر من ثلاثة أرباع ما ينتجه العالم من الألواح الشمسية، و60% من توربينات الرياح، ومعظم بطاريات أيون-ليثيوم تأتي من الصين.

وفي ما يتعلق بالركيزة الثانية الخاصة بتطوير آليات التمويل المناخي، جدد الجابر التأكيد على ضرورة وفاء الدول المانحة بتعهدها بتقديم 100 مليار دولار من التمويل المناخي، مشدداً على ضرورة الانتقال من مرحلة الأقوال والتعهدات إلى اتخاذ إجراءات فعالة لتوفير هذا التمويل لدول الجنوب العالمي، وقيام القطاع الخاص بدور رئيسي ومؤثر.

وبالنسبة إلى الركيزة الثالثة لخطة العمل التي تتمحور حول حماية البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش، دعا كافة الأطراف إلى تفعيل صندوق معالجة الخسائر والأضرار، وترتيبات تمويله، ومضاعفة تمويل التكيف، وتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر.

وأشار إلى أن «COP28» سيكون أول مؤتمر أطراف يقوم بتضمين موضوع الصحة في العمل المناخي، من خلال استضافة أول اجتماع وزاري للمناخ والصحة في مؤتمر للأطراف، ودعا كافة الدول للتوقيع على إعلانَي COP28 بشأن الغذاء والصحة.

وبشأن الركيزة الرابعة التي تستهدف ضمان احتواء الجميع بشكل تام في منظومة عمل COP28، أكد الجابر ترحيب رئاسة المؤتمر بمشاركة الجميع، في ضوء حاجة العالم إلى تعاون كافة الدول والشركات والمعنيين لتحقيق النجاح المنشود، وأشاد بالنموذج الصيني ومبادرة الحزام والطريق التي جسَّدت خلال السنوات العشر الأخيرة، القدرة على تحقيق إنجازات كبرى من خلال العمل المشترك.

وتأتي إقامة المنتدى رفيع المستوى بشأن التنمية الخضراء في بكين، قبيل الاجتماعات الوزارية التمهيدية لمؤتمر الأطراف «COP28» المقرر عقدها يومي 30 و31 أكتوبر الجاري في أبوظبي، حيث يجتمع الوزراء المعنيون بالمناخ وممثلو الأطراف من أنحاء العالم للسعي إلى التوصل لتوافق في الآراء وإحراز تقدم ملموس في الموضوعات التفاوضية.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات سلطان الجابر كوب 28 الحزام والطریق کافة الدول

إقرأ أيضاً:

ترامب منفتح على إبرام اتفاقية جمركية وتجارية مع الصين

أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أن الرئيس دونالد ترامب منفتح على إبرام اتفاقية جمركية وتجارية مع الصين، قائلة إن "الكرة الآن في ملعب الصين، ويتعين عليها أن تعقد صفقة معنا، ولسنا مضطرين لنعقد صفقة معهم".

واعتبرت ليفيت في مؤتمر صحفي الثلاثاء في واشنطن إلى أن الصين "لا تختلف عن الدول الأخرى إلا في كونها أكبر حجمًا، وهي تريد ما لدينا، أي المستهلك الأمريكي؛ بمعنى آخر، إنها بحاجة إلى أموالنا".

وأضافت ان "الرئيس ترامب صرّح بأنه منفتح على التوصل إلى اتفاق مع الصين، لكن على الصين عقد اتفاق مع الولايات المتحدة"، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".


وأشارت إلى أن المفاوضات بشأن الاتفاقيات الجمركية والتجارية جارية مع العديد من الدول التي لم تتخذ إجراءات مضادة ضد الولايات المتحدة، مضيفة :"سنعلن قريبا عن اتفاقياتنا بشأن التعريفات الجمركية مع بعض الدول".

ويذكر أنه في مطلع نيسان/ أبريل الحالي، أعلن ترامب فرض رسوم جمركية قال إنها "متبادلة" على جميع دول العالم بحد أدنى يبلغ 10 بالمئة.

وفي التاسع من الشهر ذاته، علّق ترامب تطبيق الرسوم الإضافية على الشركاء التجاريين – باستثناء الصين – لمدة 90 يومًا، بينما رفع نسبة الرسوم "المتبادلة" المفروضة على الصين، التي ردت بإجراءات مماثلة، إلى 125 بالمئة.

وفي 2 نيسان/ أبريل الجاري، فرض ترامب رسوما جمركية على الواردات الصينية بنسبة 34 بالمئة، إضافة لـ20 بالمئة سابقة فرضها في الشهرين السابقين، ما دفع بكين للرد بالمثل وفرض النسبة نفسها (34 بالمئة) على الصادرات الأمريكية.


وردت واشنطن بفرض 50 بالمئة أخرى لترتفع النسبة إلى 104 بالمئة، الثلاثاء، لتقابلها بكين برفع نسبة الرسوم على البضائع الأمريكية من 34 إلى 84 بالمئة، وعاود ترامب مساء الأربعاء، رفع الرسوم على الصين إلى 125 بالمئة.

وأعلن البيت الأبيض أن نسبة التعريفة الجمركية المفروضة على الصين مؤخرا تشمل فقط الرسوم المتبادلة، وأن إجمالي معدل التعريفة بلغ 145 بالمئة عند تضمين الرسوم المفروضة بسبب أزمة "مخدر الفنتانيل".

مقالات مشابهة

  • برلماني ينتقد صمت تركيا تجاه التطورات التي تخص شمال قبرص
  • عضو البرلمان الأوروبي: الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة أساسية نحو تحقيق السلام في المنطقة
  • إنجاز هندسي.. الصين تستعد لافتتاح الجسر الأكثر ارتفاعًا في العالم
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي
  • سلطان عُمان يرجو من ترامب تحقيق “نتائج إيجابية” في المفاوضات مع إيران
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي 
  • ترامب منفتح على إبرام اتفاقية جمركية وتجارية مع الصين
  • شما بنت سلطان: تحقيق أهداف الإمارات في تحويل قطاع النفايات إلى «منخفض الكربون»
  • في إنجاز سعودي جديد| فرح اليوسف تشارك في الجولة الثانية من أكاديمية الفورمولا1 2025
  • الأمين العام يدعو العالم إلى عدم نسيان شعب السودان وينادي بوقف “الصراع العبثي”