إعلام يدعو إلى الحرب
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
بقلم: خالد الغنامي
جريمة شنيعة هزّت بقايا الضمير الإنساني، عندما قام رجل أمريكي تجاوز السبعين من عمره، بالهجوم على طفل لم يتجاوز ست سنوات وطعنه 26 طعنة متفرّقة على جسده حتى قتله، لمجرد أنه فلسطيني، ثم طعن أمه طعنات كادت تلحقها بالصبي.
ماذا يعني أن يتجاوز الإنسان سن السبعين؟ إنه سنٌّ يميل فيه البشر للمسالمة والبعد عن العنف، خصوصاً بعد ضعف القوة والاقتراب من نهاية الحياة.
لا شك أن الدافع كان قوياً للغاية لكي يتجاوز عناصر الضعف وأسباب الاستكانة، مع أننا لا نتوقع من رجل مثل “جوزيف تشوبا” أن يعرف الكثير عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إنها بلا شك التعبئة الإعلامية التي أشعرت أمثال القاتل جوزيف تشوبا أننا على أبواب معركة “هرمغيدون”، أو ما أشبه ذلك من خرافات.
هذا الطفل واسمه “وديع الفيومي”، تقابله أعداد لا نملك إحصاءات دقيقة عنهم من الأطفال الذين يُقتلون في غزة بمن فيهم الذين قتلوا قبل ساعات في مجزرة المستشفى المعمداني، فـ 80% ممن يقع عليهم القصف الإسرائيلي هم من النساء والأطفال.
من يتابع الإعلام الغربي في هذه الأيام فلا شك أنه سوف يرى الرابط بين جريمة القتل البشعة تلك وما تنشره الصحف والمواقع الإلكترونية في هذه الأيام.
حملة شعواء، ليست على “حماس” التي أدناّها وجرمناها، بل على كل الشعب الفلسطيني، وعلى سبيل المثال، انظر فيما تكتبه وتنشره الصحافة البريطانية، وستجد أنها قد فقدت رزانتها المعهودة فطالعتنا بدعوات بسجن وعقوبة من يرفع شعارات فلسطينية، فصحيفة “التليغراف” نزلت بلغتها لدرجة السباب والشتائم الصريحة على مدار الأسبوع، و”الغارديان” طردت رسام كاريكاتير يعمل فيها منذ أربعين سنة لمجرد أنه انتقد “نتنياهو” الذي يطالب الإسرائيليون اليوم بعزله من منصبه ويحملونه سبب الفشل الحادث.
الصحف البريطانية العريقة تنقل في هذه الأيام عن “مواقع” إسرائيلية، مثل موقع “والا” ومع ذلك تبدو لهجة الإسرائيليين أخف بكثير. ونقلت “التليغراف” عن الجيش الإسرائيلي إنه لا يزال يطور خططاً لعمليته البرية في قطاع غزة، والتي سيتم تقديمها للقيادة السياسية في البلاد، ونقلت الصحيفة عن الموقع الإسرائيلي أن التأخير تسبب في إحباط بعض القادة العسكريين، الذين يعتقدون أنه سيمنح “حماس” المزيد من الوقت للاستعداد.
الصحيفة البريطانية تستعجل الجيش الإسرائيلي للقيام بعمليته البرية المتوقعة، وقد ضايقها تأجيل العملية حتى انتهاء زيارة الرئيس “بايدن” لإسرائيل، ومنذ أيام كتب كاتب آخر في الصحيفة نفسها، معرباً عن اعتزازه ببلاده التي سترسل القوات الجوية البريطانية لمساندة حاملة الطائرات “جيرالد فورد” وحاملة الطائرات “آيزنهاور” والسفن المرافقة لهما لتحط قرب إسرائيل.
ما هذه المبالغة في إظهار القوة؟ يقال أن الإنسان لايبالغ في إظهار القوة فذلك دليل على هشاشتة.
الإعلام الغربي في هذه الأيام، لمن يتابعه جيداً، يمارس حقاً دور الداعية إلى الحرب لا إلى السلام، وهو بلا شك يتحمل جزءاً من مسؤولية ما يحدث على الصعيد الأخلاقي والجنائي، لكن لا نزال على ثقتنا بالعقل، وأن الانجراف العاطفي لن يقود البشر إلا لتدمير أنفسهم، فصوت العقل اليوم تمثله حكومة المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية اللتان تبذلان جهوداً جيدة لاحتواء هذه الأزمة الخطيرة، سواء على صعيد إيقاف الغزو البري على غزة، أو على صعيد منع تهجير أهلها إلى مصر.
*كاتب سعودي
نقلاً عن: majalla.com
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: أبرز المواد18 أکتوبر 2023 وزیر الخارجیة فی هذه الأیام مساء أمیر
إقرأ أيضاً:
وسائل إعلام العدو تكشف عن حصيلة الخسائر البشرية منذ 7 أكتوبر
كشفت وسائل إعلام عبرية، اليوم الثلاثاء ، عن حصيلة الخسائر البشرية في جيش العدو خلال الحرب على قطاع غزة.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت: 850 جنديا قتلوا خلال حرب غزة .. و82 من أفراد قوات الأمن .. و934 “مدنيا” وأجنبيا.. و59 لا زالوا مختطفين”. وفق قولها.
وأضافت الصحيفة العبرية: من الـ 82 من أفراد الأمن: 67 من “الشرطة وحرس الحدود” وستة من جهاز “الشاباك”، وأربعة أشخاص إضافيين سقطوا في 7 أكتوبر وخدموا في “الشاباك” وتم تجنيدهم في الاحتياط ويعرفون بأنهم من قتلى الجيش، وهناك خمسة من رجال الإطفاء والإنقاذ وثلاثة من نجمة داود الحمراء وواحد من الشاباك”. بحسب قولها.
وتابعت يديعوت: 191 من القتلى هم ضباط، و6 برتبة عميد، و10 برتبة مقدم، و77 برتبة رائد، 98 برتبة نقيب، و16 برتبة ملازم”.
وأردفت: “هناك 257 قتيلا ضباط برتب مختلفة غالبيتهم العظمى من الاحتياط، ومن رتبة رقيب أول إلى عريف، ونحو 241 منهم رقيب أول، و129 رقيبا، و16 عريفا”. على حد قولها.
وقالت يديعوت: 66 مجندة صهيونية سقطوا من قوات الأمن بما في ذلك المجندات وضابطات الشرطة، فيما سقط 13 جنديا من الطائفة الدرزية و10 جنود من الطائفة البدوية”.
وأوضحت الصحيفة: 68 “إسرائيلياً” ممن قتلوا هم من سكان القدس، و25 من “تل أبيب” و24 في السبع و22 من حيفا بالداخل المحتل”.
وكشفت يديعوت: 816 قتلوا على جبهة غزة منهم 410 منذ بداية المناورات البرية، بينما 87 قتلوا على الجبهة الشمالية منهم 60 منذ بدء المناورات البرية، كما قتل 29 في هجمات بالضفة والقدس وإسرائيل”.
وأضافت الصحيفة: لواء جولاني أكثر قوة عسكرية خسرت جنوداً وضباطا ووصل عددهم 109″. على حد تعبيرها، ومنهم 70 خلال هجوم 7 أكتوبر والباقون خلال المعارك البرية”.
وتابعت: يلي جولاني لواء ناحال 63 قتيلاً، والمظليين 46 قتيلاً، والكوماندوز 43، فيما اللواء 401 قتل 39، أما وحدة يهلوم “الهندسية” 37 قتيل، واللواء السابع 29، فيما خسر كفير 24 جندياً”.