بوابة الوفد:
2024-07-05@09:13:16 GMT

مقبرة مفتوحة

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

منذ نعومة أظافرنا منذ سنوات طوال ونحن قد حفظنا عن ظهر قلب جملة شهيرة موحدة لقننا إياها خطباء المساجد يوم الجمعة، يتردد صداها عبر مكبرات الصوت لتملأ سماء الدنيا «اللهم أهلك اليهود ومن ساندهم.. اللهم شتت جمعهم وفرق شملهم».

وكنا صغارًا نُؤمِّن خلف إمام المسجد ولا نعى للجملة المكررة معنى، وكبرنا وكبرت عقولنا فأدركنا معنى الخزى العربى والعار واحتلال الأرض، وتحول تأمين الأطفال بلا وعى من الدعاء إلى حسرة وألم فى الكبر لعقول باتت تعى ولكنها لا تملك غير الدعاء سلاحًا.

المغزى من الحكاية أنه منذ وعد بلفور المشئوم وظهور السرطان الإسرائيلى فى الجسد العربى وحتى يومنا هذا وربما لسنوات كثيرة مقبلة، وهذا الدعاء عادة لا تنقطع على لسان المسلمين حول العالم، والذين فاق عددهم الآن المليار مسلم، تتلاحق دعواتهم إلى عنان السماء يوم الجمعة من كل أسبوع نظرًا لفروق التوقيت ولم تُستجب دعوة منها.

هذا هو السؤال المحير: لماذا حجب الله سيل الدعوات دون الاستجابة طوال هذه السنوات الدموية؟ وبعد بحث وتمحيص تيقنت أن الدعاء وحده لا يكفى وأن التواكل دون العمل هو سلاح الضعفاء والمقهورين، والله رب العزة والكرامة والمستضعفين شريطة أن يعملوا ويردوا الظلم ولا يقفوا مكتوفى الأيدى مسلوبى الإرادة.

المسلمون حول العالم هانوا فهانت عليهم أنفسهم، أقيمت لهم المحارق والمذابح وحفر لهم الأخدود والمشانق.. نسوا الله فأنساهم أنفسهم، تفرقوا فتكالبت عليهم الأمم، تآمروا على بعضهم البعض، وملّكوا زمام أمرهم لغيرهم، فزادهم الله بعدًا، وها هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين يتحكم به وبأهلها اليهود ومن ساندهم من أعداء الداخل والخارج، يدنسون المقدسات وتروى ترابها بحور الدماء الطاهرة.

الشعب الفلسطينى يذبح ويشوى فى محارق اليهود، والمسلمون والعرب يكتفون بمصمصة الشفاه، وبيانات الشجب العربية التى فاقت فى مرارتها حكايات «أمنا الغولة- وأبو رجل مسلوخة»، حتى تحولت غزة إلى أكبر مقبرة مفتوحة فى التاريخ.

أصبح الفلسطينيون الآن لا يحتاجون إلى الماء ولا الدواء ولا الكهرباء، وإنما يحتاجون إلى أكفان تستر عورات الخزى العربى والإسلامى، وتشتكى إلى الله أبناء أضاعوا أمتهم لأنهم تفرقوا فتكالبت عليهم الذئاب من كل صوب.

تبدل الزمان وتغيرت الأيام فما عاد بيننا رسول، ولا عمر بن الخطاب أميرًا للمؤمنين، ولا «معتصماه» يحشد الملايين ليحرر امرأة استنجدت به على بعد آلاف الأميال.

الحقيقة المرة.. الآن هناك شعب يُذبح وأرض يبتلعها الطغاة، وأمة فرقتها الصراعات ووحدتها مصمصة الشفاه.. أفيقوا يرحمكم الله، فلستم بمأمن من أنياب الشيطان.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المساجد يوم الجمعة الحكاية

إقرأ أيضاً:

اعتقد بوجود مقبرة أثرية أسفل عقار.. المشدد 7 سنوات لمتهم بالتنقيب في الزيتون

عاقبت جنايات القاهرة، اليوم الأربعاء، عاطل بالسجن المشدد 7 سنوات بتهمة  التنقيب عن الآثار في منطقة الزيتون.

بدأت أحداث القضية عندما أفادت تحقيقات النيابة أن أحد الأشخاص يعمل في مجال السحر والشعوذة، أخبر المتهم بوجود مقبرة أثرية أسفل العقار الذي يملكه في منطقة الزيتون، فقررا القيام بالحفر والبحث عن المقبرة لاستخراجها وبيعها لأحد عملائهما سيئ النية بقصد تحقيق أرباحا غير مشروعة.

وتبين من التحقيقات  أن المتهم أحضر لذلك الغرض أدوات عبارة عن "أحبال وأجوله وكشافات إضاءة ومعدات حفر وكتب سحر وشعوذة" لتمكنه من عملية الحفر، اعتقادًا منه أنها تستخدم في تسخير الجن لمساعدته في فتح المقبرة الأثرية، بالإضافة إلى قيامه بعمل حفرة عميقة وبعرض أسفل العقار اعتقادا منه أن المقبرة في هذا المكان.

مقالات مشابهة

  • دعاء الجمعة الأخيرة من العام الهجري.. «اللهم اغفر لنا ذنوبنا»
  • جعجع: الوضع مجنون.. لم لبنان بمفرده في عين العاصفة؟
  • غــــــزة تتحــــول إلى «مقبرة مفـــــتوحة»
  • مشهد مقبرة شهداء الكرامة في معسكر جبل سركاب مكرر في القيادة العامة
  • محافظ البحيرة: خطة عمل بأليه مُحدثة لرصف الطرق وقنوات التواصل مفتوحة أمام المواطنين
  • «الإفتاء» تكشف عن حكم الدعاء جهرا في جماعة.. ماذا قالت؟
  • اعتقد بوجود مقبرة أثرية أسفل عقار.. المشدد 7 سنوات لمتهم بالتنقيب في الزيتون
  • داعية مصري: لا يجوز الاعتراض على قطع الكهرباء ويجب الدعاء للسيسي (شاهد)
  • غضب وطوق أمني في محلة سوق السمك.. هذا ما حصل
  • افتتح مشروع مياه في باب المندب.. طارق صالح: اليمن مقبرة المشروع الإيراني