صغائر الأمور تفسد الحياة.. فتجنبها
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
بين انشغالات العمل الخاص والعمل العام أتطلع للحظات فراغ التقط فيها أنفاسي، وأنغمس فى القراءة والاطلاع تعلما وفهما للجديد فى هذه الحياة التى وجب علينا أن نعانى قسوتها.
وكان من الكتب الرائعة التى اختطفتنى مؤخرا كتاب أهدتنى له زوجتى، للكاتب الأمريكى الراحل ريتشارد كارلسون (1961ـ 2006) الذى حمل عنوان «لا تهتم بصغائر الأمور.
ولفت نظرى أن الفكرة الأولى التى تدعونا إلى عدم الاهتمام بصغائر الأمور تستحق التوقف، فكثير منا قد يغضب لسبب بسيط هو أن يقطع سائق ما بسيارته الطريق علينا. ولو فكرنا بهدوء، فسنجد أننا يمكن أن نتجاوز هذا العارض التافه لو نظرنا بعين العطف للسائق المُخطئ وتذكرنا مدى الألم الذى قد يصيب الإنسان بسبب العجلة.
يقول لنا الكاتب «إن عدم القلق بشأن صغائر الأمور سيكون له فوائد عظيمة، فالكثيرون يستنفدون طاقاتهم فى القلق بشأن صغائر الأمور حتى أنهم يبتعدون عن سحر وجمال الحياة».
كذلك ينصحنا «كارلسون» بأن نتعلم أن نتسامح مع عيوبنا، فالحاجة للوصول إلى الكمال المطلق تتصادم مع الرغبة فى تحقيق السكينة الداخلية. ونحن نخوض معارك كل يوم للحصول على شىء ما فى صورة معينة أفضل مما هو عليه حاليا، وهنا فإننا نخوض معارك خاسرة.
من نصائحه أيضا: «لا تكن واقعيا ولا خياليا».. فأنت لو لاحظت مدى الانقباض الذى تشعر به عندما تنغمس فى التفكير ستجد أنك كلما انغمست فى تفاصيل أكثر ستشعر بالضيق، لأن كل فكرة تؤدى إلى فكرة أخرى ثم أخرى حتى تصل إلى درجة تصبح فيها قلقا من كل شىء.
ويذكرنا الرجل بأن من عاش لا تنتهى حاجاته. فبالفعل.يتصور كثيرون أن عليهم انجاز كل شىء، لذا يسهرون إلى أوقات متأخرة ويستيقظون مبكرا، ولديهم هوس بقائمة أعمال كثيرة، وبمجرد انجاز ما فى القائمة نصبح أكثر هدوءا وارتخاء لكن فى واقع الأمر نادرا ما يحدث ذلك لأننا كلما حذفنا بندا من القائمة أضفنا غيره.
ومن عباراته الأثيرة : «أينما تذهب فأنت هناك» وهو بالمناسبة عنوان لكتاب آخر رائع لجون كاباتزين، وأساسه أن يعلمك التوقف عن التمنى بأن تكون فى مكان آخر، ووظيفة أخرى، فنحن غالبا نميل إلى الاعتقاد بأننا إذا كنا فى مكان آخر، فإننا سنكون سعداء، والحق أن هذا ليس صحيحا على الاطلاق.
ومن الوصايا الغالية للكاتب قوله «ذكر نفسك بأن الحياة ليست حالة طوارئ» ويشير إلى أنه عرف العديد من المرضى الذين كان لديهم كل شىء إلا أنهم كانوا يهملون أسرهم وأحلامهم فى الحياة بسبب ميلهم للاعتقاد بأن الحياة هى حالة طوارئ متواصلة، وهم دائما يعللون سلوكهم العصبى باعتقادهم أنهم إن لم يعملوا ثمانين ساعة كل أسبوع، فإنهم لن يوفوا بكل ما عليهم. وهؤلاء علينا أن نذكرهم بأنهم عندما يفارقون الحياة، فإن جعبتهم لن تكون خالية. إننا نأخذ أمورنا بجدية زيادة عن اللزوم وننسى أن نمرح قليلا وأن نعطى أنفسنا بعض الراحة.
ويقدم المؤلف عشرات النصائح المهمة التى أتصور أن كل الأجيال يمكن أن تستفيد منها ومن بينها» سلم بالحقيقة القائلة بأن الحياة ليست مثالية»، «اعط من أجل العطاء وحده»، « لا تقاطع الآخرين ولا تكمل حديثهم»، «حاول أن تفهم الآخرين»، «تخيّر معاركك بحكمة»، «اخبر الآخرين بحبك»، «خذ نفسا قبل أن تتكلم»، «استرخ»، وغيرها من النصائح العظيمة.
وسلامٌ على الأمة المصرية
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القراءة عدم الاهتمام فوائد عظيمة
إقرأ أيضاً:
استطلاع: 29% من الألمان ادعوا المرض للتغيب عن العمل
اعترف أكثر من ربع مواطني ألمانيا في استطلاع للرأي أنهم ادعوا، مرة واحدة على الأقل، المرض للتغيب عن العمل.
وأظهر الاستطلاع، الذي أجراه معهد "يوجوف" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، أن 29 بالمئة من الألمان تغيبوا عن العمل بحجة المرض مرة واحدة على الأقل في حياتهم رغم أنهم لم يكونوا بالفعل مرضى.
وفي المقابل، نفى ذلك 68 بالمئة من الألمان. ولم تدل النسبة المتبقية ببيانات.
ومن بين الذين ادعوا المرض للتغيب عن العمل، فعل 62 بالمئة ذلك مرة واحدة على الأقل قبل أكثر من عام، وحوالي 20 بالمئة خلال الاثنى عشر شهرا الماضية. وذكر 11 بالمئة أنهم فعلوا ذلك خلال نفس الفترة الزمنية، مرتين إلى خمس مرات، واعترف 2 بالمئة أنهم فعلوا ذلك أكثر من خمس مرات.
ولم تكتشف جهة العمل عدم صحة مبرر التغيب لدى 90 بالمئة من المتغيبين، وتم كشف الأمر بالنسبة لـ10 بالمئة فقط.
وعندما سئل المشاركون عن العواقب، سُمح لهم باختيار عدة إجابات: تلقى 55 بالمئة منهم تحذيرا، وتلقى 30 بالمئة توبيخا دون عواقب رسمية، بينما تعرض ربع الذين انكشف أمرهم لعواقب بالغة وصلت إلى الفصل عن العمل.
وشمل الاستطلاع، الذي أجري خلال الفترة من 13 حتى 15 يناير الجاري، 2045 شخصا.