أعلن معرض فرانكفورت الدولى للكتاب تأجيل تكريم الأديبة الفلسطينية عدنية شبلى إلى وقت آخر يكون مناسبًا، ولم يحدد المعرض ما هو الوقت المناسب فى نظر القائمين عليه؟
وقد عشنا نعرف أن معرض فرانكفورت مناسبة ثقافية مهمة تنعقد فى هذا الموعد من كل سنة، وكان إلى دورة السنة الماضية منصة للكتاب لا تكاد تنافسها منصة أخرى، ولكن جاءت دورة هذه السنة التى بدأت أعمالها أمس، لتخدش صورته فى نظر الناس حول العالم، وأخشى أن أقول إن ما جرى يهدم صورته ولا يخدشها وفقط.
وكانت إدارته قد قررت تكريم شبلى فى هذه الدورة، وكانت قد أعلنت عن ذلك على متابعى أخبار المعرض، فلما اشتعلت الحرب الجارية فى غزة ألغت التكريم وقالت أنه مؤجل إلى موعد آخر يكون مناسبًا.
ولم تشأ الإدارة أن تتوقف عند هذا الحد، ولكن يورجن بوز، مدير المعرض، قال كلامًا يؤيد فيه اسرائيل على طول الخط وعرضه، ولا يرى شيئًا فى عقابها الجماعى الذى تفرضه على ما يقرب من مليونين ونصف المليون من الفلسطينيين ممن يسكنون قطاع غزة.
ولو شاء مدير المعرض لكان قد توازن فى كلامه، ولكان قد فعل مثلما فعل الرئيس محمود عباس الذى قال إنه يرفض قتل المدنيين على الجانبين ويدين ذلك بأشد عبارات الإدانة.. ولكن مدير المعرض راح يتطلع إلى القضية بعين واحدة، ولم يستوقفه فيها إلا الإسرائيليون الذين لقوا مصرعهم، أما الفلسطينيون الذين واجهوا المصير نفسه فلم يشأ أن يتوقف عندهم ولا أن يراهم.
وكان من نتيجة ذلك أن الناشر الأستاذ محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، أعلن انسحاب الإتحاد من المعرض، وقال فى بيان واضح أن انحياز إدارة المعرض إلى الإسرائيليين انحياز سافر، وأن الاتحاد لا يمكن أن يقر ذلك ولا أن يقبله.
وبادرت دار سعاد الصباح الكويتية إلى اتخاذ القرار نفسه، وللمبررات نفسها، وفى الغالب فإن دورًا أخرى للنشر اتخذت القرار ذاته، وسوف تكون هذه الانسحابات مما يكشف إدارة المعرض أمام الرأى العام فى العالم ويعريها.
كان الأمل أن يكون معرضًا بأهمية معرض فرانكفورت على درجة من الموضوعية تمنعه من هذا الإنحياز إلى طرف ضد طرف، لا لشيء إلا لأنه معرض للكتاب لا لشيء آخر، ولأن جمهور معارض الكتاب عمومًا يميل مع الضمير الحر حيث يميل .. فهو جمهور يتعامل مع الكلمة الحرة ويتعاطاها.. ولكن أمل الأحرار خاب فى معرض فرانكفورت للكتاب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض فرانكفورت الرئيس محمود عباس الفلسطينيون رئيس اتحاد الناشرين العرب معرض فرانکفورت
إقرأ أيضاً:
افتتاح معرض منتجات نزلاء السجون بمول عُمان
افتتح اليوم في المركز التجاري «مول عُمان» المعرض الخاص بمنتجات نزلاء ونزيلات الإدارة العامة للسجون، وذلك برعاية سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد الخروصي وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث بحضور اللواء خليفة بن علي السيابي مساعد المفتش العام للشرطة والجمارك للشؤون الإدارية والمالية.
يأتي هذا المعرض في إطار فعاليات «أسبوع النزيل الخليجي الموحد 2024م»، الذي يُنظّم سنويًا بهدف تسليط الضوء على دور السجون في تأهيل وإصلاح النزلاء.
ويستمر المعرض حتى 26 ديسمبر الجاري، وهو يعكس اهتمام شرطة عُمان السلطانية بتأهيل وإصلاح النزلاء والعمل على تسهيل اندماجهم في المجتمع بعد قضاء فترة عقوبتهم، وقد أشار سعادة المهندس إبراهيم الخروصي في كلمته إلى أن المعرض هو تجسيد للجهود المبذولة في هذا المجال، موضحًا أن المعروضات هي ثمرة عمل وجهد النزلاء، الذين استطاعوا تحويل محنتهم إلى فرص للإبداع والتطوير الذاتي.
كما لفت إلى أن المعرض يعدّ مثالًا حيًا على ما يمكن أن يقدمه النزلاء عندما يُمنحون الفرصة لإظهار مواهبهم والابتكار في مجالات متعددة، مما يعزز من فرصهم في الاندماج الاجتماعي بعد الإفراج عنهم.
وأكد سعادته أن مثل هذه الفعاليات لا تقتصر على تعزيز مهارات النزلاء، بل تُسهم أيضًا في تغيير النظرة المجتمعية تجاههم.
يتضمن المعرض العديد من الأعمال الإبداعية التي قام النزلاء بصناعتها، حيث يشمل مجموعة من المنتجات الحرفية، واللوحات الفنية، والمشغولات اليدوية، والأعمال الفخارية، ومن بين المعروضات، تم تسليط الضوء على الأواني الفخارية التي صُنعت بأشكال وزخارف جميلة، وكذلك مشغولات يدوية تمثلت في الكُمة العُمانية التقليدية، إضافة إلى مجسمات لمعالم وطنية بارزة مثل المساجد والجوامع، بالإضافة إلى بعض القلاع التاريخية.
وعبر الزوار عن إعجابهم بالجودة العالية والإتقان في المنتجات المعروضة، مشيرين إلى أن ما شاهده الجميع يعكس مستوى التطور الذي وصلت إليه الحرف اليدوية والإبداعية للنزلاء.
وقال أحمد بن سليمان المالكي، أحد الزوار: إنه فوجئ بما رآه من منتجات ذات جودة استثنائية، خاصة في صناعة الفخاريات والمجسمات الخشبية التي تحاكي معالم عُمانية، موضحًا أن هذه المنتجات تُظهر بوضوح الجهود المبذولة من قبل شرطة عُمان السلطانية في مجال تأهيل النزلاء وتنمية مواهبهم.
وأشار سامي بن حميد السيابي، أحد المتابعين لهذه المبادرة سنويًا، إلى أن المعرض يمثل فرصة فريدة لاكتشاف الإبداع الكامن لدى النزلاء.
وأضاف: أحرص دائمًا على زيارة هذا المعرض، فأنا أجد فيه منتجات ذات جودة عالية واتقان ملحوظ في كل قطعة يتم عرضها، مما يعكس الأثر الإيجابي الذي يتركه المعرض في نفوس النزلاء أنفسهم.
وأكد السيابي أن المعرض يمثل أكثر من مجرد عرض للمنتجات، بل هو مساحة للتفاعل بين النزلاء والمجتمع، حيث يسهم في تغيير الصورة النمطية عنهم.
وأضاف: على الرغم من الأسباب التي أدت إلى وجودهم في السجون إلا أن هؤلاء النزلاء يظلون جزءًا لا يتجزأ من المجتمع، ولهم مكانتهم في هذا المجتمع بعد خروجهم، حيث يمكنهم الإسهام في تطوير مجتمعاتهم بشكل إيجابي.
من جهة أخرى، أبرزت المعروضات كيف أن النزلاء، بالرغم من الظروف الصعبة التي يمرون بها، قادرون على التفوق في مجالات مختلفة من خلال التعليم المهني والحرفي، بل وتحقيق نجاحات ملموسة في إبداعاتهم التي قد تُساهم في صناعة مستقبل أفضل لهم بعد قضائهم فترة العقوبة.
يعتبر المعرض فرصة مهمة ليس فقط لإبراز مهارات النزلاء، بل أيضًا لتسليط الضوء على أهمية تأهيلهم وإصلاحهم بشكل يتماشى مع متطلبات المجتمع العُماني، فإلى جانب المعروضات الحرفية والفنية، يُعد المعرض فرصة للحديث عن آليات دمج النزلاء في المجتمع من خلال توفير الفرص المناسبة لهم في سوق العمل والمجالات الاجتماعية المختلفة بعد انتهاء محكومياتهم.