بوابة الوفد:
2025-02-07@12:28:24 GMT

حصون السلام تُبنى فى عقول البشر

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

السلم والسلام قيمة عظيمة تنقذ المجتمعات البشرية من الفوضى والخراب والدمار، ويعنى الصلح والمهادنة، وهو مضاد الحرب والدمار والفوضى والفساد، والسلم يختلف من مجتمع إلى مجتمع من حيث المعنى، فقد يكون عدم الحرب، وقد يكون العيش فى أمان داخلى، لكن تبقى بالرغم من ذلك القيمة والضرورة التى يحتاجها البشر يوميا، فلا يوجد مجتمع من المجتمعات يصل إلى الازدهار والقوة إلا من خلال الوصول للسلم والسلام.

أما عن الأهمية القصوى للسلم والسلام فنجدها فى الجوانب المتعددة التى يجب أن نأخذها فى الاعتبار، وهذه الجوانب يمكن حصرها فى عدة نقاط منها: حقوق الإنسان لأن حق السلم والسلام من حقوق الإنسان الأصيلة، التى وضعتها الدساتير الوطنية والدولية، والتعليم وهو يعتبر من الحقوق الرئيسية لجميع  البشر فى كل دول العالم، والفقر وسوء التغذية وهى من الأمور التى تجعلنا نقدر السلم والسلام للمجتمعات للقضاء على الفقر وسوء التغذية والأمراض والأوبئة التى تزداد فى المجتمعات التى تعانى من الصراعات الداخلية، فالحروب تجعل البيئة التحتية مدمرة، وبالتالى لا يوجد اهتمام بالمستوى التعليمى أو الصحى مما يؤثر فى حياة الناس ومعيشتهم اليومية، لذلك فإن غياب السلام والأمن فى المجتمع سيؤدى بالضرورة إلى زيادة معدلات الفقر.

كذلك التنمية المجتمعية فهى ترتبط بشكل مباشر بوجود السلام والأمان فى المجتمع، فبغير الأمن لا توجد تنمية فى جميع المجالات، فالأمن يؤثر على الناحية الاقتصادية من بناء المشاريع وتهيئة الأجواء من أجل الاستثمار الآمن وبناء اقتصاد قوى قائم على ركائز ودعائم متينة.

كما أن تنفيذ القانون يكون فعالا فى إطار من مناخ الحرية والعدالة وعدم التعدى على حقوق الغير، ويؤدى وجود سلامة وسلم فى الدولة إلى تنفيذ القانون، كما تتحقق الديمقراطية والحكم الرشيد فى ظل السلام والأمن، فلا توجد ديمقراطية وتعددية فى ظل الحروب والنزاعات المسلحة، فلا تتفق مبادئ الديمقراطية ووجود مؤسسات الدولة إلا من خلال مؤسسات تحمى السلام والأمان فى ربوع الدولة الواحدة، كما لا يتم الإبداع إلا من خلال مناخ السلام والأمان فى المجتمع، فلا أحد يصل إلى الابتكار والازدهار فى جميع جوانب الحياة إلا فى وجود الأمن.

إن الجانب المستقبلى لكل الحضارات قد يكون مجهولا فى ظل الفوضى والنزاعات، وهذا فى المقابل يجب على المجتمعات أن تصل للأمن والسلام من أجل الوصول لمستقبل سليم وصحى لجميع فئات المجتمع خاصة فئة الأطفال والشباب وهم الفئة العمرية الأكثر تضررا من الحروب والأمراض والأوبئة، لذلك على جميع الدول أن تحقق السلام والأمان لكى تؤمن مستقبل هؤلاء فى حياة أفضل وأقوى.

السلام والأمن، لا يعنى زوال الصراع والخصام فقط، إنما يؤسس حزمة من القيم والأفكار والمواقف والعادات التى ترتكز على الاحترام الكامل لمبادئ السيادة والحريات الأساسية وحقوق الإنسان، والحوار والتعاون بين الشعوب والثقافات المتعددة، ونبذ ثقافة القوة وإكراه الشعوب لخوض خيارات ضد إرادتهم.

لقد أجهدت الحروب والصراعات على مر الزمان شعوب الأرض كلها، لذلك فإن الجميع يطمح اليوم إلى السلام الذى يستجيب لآمالهم وأمنياتهم ويؤمن لهم حياة آمنة ومستقرة بدون أى شكل من أشكال الخوف والرعب.

جاء فى نص الميثاق التأسيسى لمنظمة «اليونسكو» فى ديباجته عدة نقاط منها: «لما كانت الحروب تتولد فى عقول البشر، ففى عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام. لا يمكن أبدا إهمال الدور الذى يحتله كل من السلام والرحمة فى الحياة اليومية، فقد خلق الإنسان ليعيش فى سلام وأمان، واطمئنان، ولم يخلق ليقتل ويباد، وما يمكن تحقيقه فى أوقات السلام أضعاف ما يمكن تحقيقه فى ظل النزاعات الدموية والحروب والكوارث البشرية، فالحروب تقدم أسوأ ما فى الإنسان، وتقويه لصالح الشر ودمار البشرية، والسلام يقدم أفضل ما بداخله وينقل الإنسان إلى آفاق سماوية روحانية عالية».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن مضاد الحرب عدم الحرب فى المجتمع

إقرأ أيضاً:

القومي لحقوق الإنسان يدين تصريحات ترامب بشأن غزة ويدعو لتحرك دولي عاجل

أصدر المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر بيانًا شديد اللهجة يدين فيه التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تدعو إلى الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير سكانه قسريًا. 

ووصف المجلس هذه التصريحات بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف، محذرًا من خطورة تبني مثل هذه المواقف التي تكرس سياسات التطهير العرقي وتُعقّد فرص تحقيق السلام العادل.

وأكد المجلس أن ترحيل سكان غزة يُعد جريمة حرب وفقًا للنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، مطالبًا بتحرك عاجل من مجلس الأمن الدولي لإدانة هذه التصريحات والتعامل معها باعتبارها تهديدًا للسلم والأمن الدوليين. 

كما شدد على ضرورة تفعيل آليات المساءلة القانونية ضد أي جهة تروج أو تنفذ سياسات التهجير القسري.

ودعا المجلس المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته بوقف الدعم السياسي والمالي والعسكري لأي كيان ينتهك القانون الدولي، ودعم التحقيقات الدولية في جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. كما شدد على أهمية حماية صمود الشعب الفلسطيني من خلال تعزيز الدعم الإنساني والقانوني، وإعادة إحياء مفاوضات السلام على أساس حل الدولتين وفقًا لحدود 1967 وقرارات الشرعية الدولية.

وفي إطار جهوده لمكافحة الإفلات من العقاب، أعلن المجلس عن إطلاق حملة دولية بالتعاون مع منظمات حقوقية لإعداد تقرير مفصل يوثق الانتهاكات الناتجة عن هذه التصريحات، تمهيدًا لرفعه إلى الأمم المتحدة والهيئات القضائية الدولية.

وختم المجلس بيانه بتحذير المجتمع الدولي من أن استمرار السياسات الاستيطانية والتهجير القسري سيؤدي إلى تفاقم الأزمات الإقليمية وتهديد الاستقرار العالمي، مشددًا على أن الصمت الدولي إزاء هذه الانتهاكات يُعد تواطؤًا غير مقبول.

مقالات مشابهة

  • اوقاف السودان يخاطب المواطنين بضرورة تعزز الوحدة الوطنية
  • الأمم المتحدة: جوتيريش أكد أنه لن يكون هناك أي إجراء في غزة يتضمن تطهيرا عرقيا
  • الأمم المتحدة: لن يكون هناك أي إجراء في غزة يتضمن تطهيرا عرقيا
  • قوات الدفاع الشعبى والعسكرى تواصل تنفيذ الأنشطة والفعاليات لدعم المجتمع المدنى 
  • قوات الدفاع الشعبى والعسكرى تواصل تنفيذ الأنشطة والفعاليات لدعم المجتمع المدني
  • قوات الدفاع الشعبي والعسكري تواصل تنفيذ الأنشطة والفعاليات لدعم المجتمع المدني
  • في اتصال مع رئيس الإمارات.. ملك الأردن يؤكد أن أي حل لقضية فلسطين لن يكون على حساب أمننا
  • أمين الفتوى: تهجير الإنسان من وطنه اغتيال معنوي
  • القومي لحقوق الإنسان يدين تصريحات ترامب بشأن غزة ويدعو لتحرك دولي عاجل
  • دبي تستضيف أكبر قمة عالمية للعدالة والحب والسلام