بوابة الوفد:
2025-01-16@15:57:29 GMT

الأقصى والطوفان.. وإعادة البنيان

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

منذ زمن فات.. لم يتعدَ ثلاث سنوات.. كتبت مقال (فلسطين وإسرائيل.. نزاع تحكمه القوة) عن أن نصرة الفلسطينيين وعودة الوطن تأتى من داخل البيت وأصحابه، ثم يأتى دور المثل الأشهر«أنا وابن عمى على الغريب».. واليوم بعد ترتيب البيت جاء «طوفان الأقصى» ليبهر العالم فنحييهم عليه وعلى موقفهم الرافض لمغادرة أرضهم ولو على جثثهم، وليبرهن لهذا الرأى وهو ترتيب البيت وإليكم نص المقال:

لم تكن القضية الفلسطينية قضية الباحث عن حق ملكية عادية، تأخذ المسارات المعتبرة فى مثل هذه القضايا، فيحكمها الاعتبار الأممى أو الكيانى أو الاتحادى، ولا اعتبار المصالح فهذا مقابل تلك، أو الاعتبار الزمنى فيتبدل الحال بمرور الزمن، فيصبح من كانوا أعداء مع مرور الزمن كمن قال «تعالى» فى حقهم (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة.

.)، ولكن القضية الفلسطينية تأخذ منحى آخر مغايرًا لما تلتف حوله أطراف النزاع على موائد مفاوضات، لن تبلغ فى أقصاها إلا هدنة هنا، أو وقف إطلاق هناك، مصيره الذوبان على طاولة المفاوضات، وبعد زرع إسرائيل فى أراضينا بـ(القوة) من إحدى القوى العظمى، ثم ترسيخ مبدأ حق الأرض الوهمى، وإشباع وتغذية الفكرة عقائديًا بأنها أرض الأجداد والميعاد والشعب المختار، عمل لها حفدة القردة سنوات، فملكوا قرارات دولة- أمريكا- تتسيد العالم بقوة اقتصادهم، وتغلغلهم فى المجتمع الأمريكى، فملكوا الاقتصاد والإعلام فى وقت وجيز، لا يتعدى مائة، أو قل مائتى سنة- لا فرق- على الأكثر من نشأة الفكرة حتى بلورتها، وربما سطرت مئات بل آلاف الصفحات بهذا، وقتلها الباحثون شرقًا وغربًا بحثًا، وأيًّا ما كان عدد سنوات الفكرة وتنفيذها، فلا حق لهم، فأين كانت إسرائيل منذ مئات السنين قبل هذا؟.. أكانت فى شرنقتها؟.. أم لم يحدث لها الانقسام بعد؟.. ولهذا كله، وبهذا المبدأ فى الصعود، ولأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، والعالم اليوم يسير بنظرية البقاء للأقوى، عليكم أيها الفلسطينيون بإعادة بناء البيت والإعداد له.. فيا أيها الفلسطينيون.. ألم تقولوا أمنّا؟ فلمَ لا تعملون بقوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)؟، ألم يكن هذا دستورنا؟ إلا أنهم عملوا به، فأعدوا العدة، وملكوا القوة.. فاغتصبوا الأرض وتحكموا فى القرار.. أيها الفلسطينيون.. أعيدوا البنيان، فقوة البناء وسيلة لتحقيق غاية الأرض.. أيها الفلسطينيون.. تذكروا جراح فقدكم، ضمدوها باجتماعية يوسف- عليه السلام-، واقتصادية «أبوالاقتصاد الحديث» آدم سميث، وإيمان أحمد أبوسويلم فى «الأرض»، وثقافة الخوارزمى وعسكرية خالد بن الوليد.. أيها الفلسطينيون استجمعوا مصادر القوة التى يمكن تطويعها والتحكم فيها وهى: القوة الاجتماعية، والاقتصادية، والمعنوية (الإيمانية أو الثقافية) ثم العسكرية.. ونحن بصدد مصادر ثلاثة تتمخض عنها القوة العسكرية: أولًا: الاجتماعية، وهى مربط الفرس، حيث تقاس قوة الدولة باستقرارها الاجتماعى.. فلا تتأتى القوة مع تفكك فى الروابط، وترهل فى البيت، وانقسام فى النفوس، أيها الفلسطينيون.. أزيلوا شتاتكم، واجمعوا أمركم، ووحدوا صفوفكم، وأصلحوا نفوسكم، ألم يكن إصلاح النفس فى العمق أساسًا لبناء قاعدة أسرية صلبة متماسكة؟ أيها الفلسطينيون.. (اعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا).. و(لا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا).. و(لا تنازعوا فتفشلوا) فى إعادة أرضكم.

ثانيًا: الاقتصادية، يقول المثل: «من لا يملك قوت يومه، لا يملك حرية قراره»، لذلك الدول ذات الاقتصاديات المتقدمة هى وحدها التى تستطيع استخدام أدواتها الاقتصادية فى تأمين غاياتها ومصالحها الوطنية المرجوة فى العلاقات الدولية عامة وأراضيها خاصة، حيث يؤثر الكيان الاقتصادى فى المعادلات الدولية، ويمكِّنها من فرض خياراتها على الآخرين وفقًا للوجهة التى تخدم مصالحها، ويجعلها صاحبة قرار، سيادتها من قوتها. ثالثًا: القوة المعنوية أو الثقافية أو الإيمانية، وهى أن يظل التطرق إلى تفعيل دور الروح المعنوية المؤثرة فى البناء، مع شحذ القلوب الربانية، وإعمال نظرية استبصار العقل الثقافى فى المجتمع الفلسطينى، والتذكير بهذا كله عبر وسائل الإعلام المختلفة، كل ذلك محور ارتكاز التصحيح، فالمعنويات روح البناء، لأن الضرر المعنوى الذى يصيب الإنسان نتيجة الاعتداء على حق ثابت له هو معول الهدم لهذا البناء، أيها الفلسطينيون.. خذوها بالقوة، فإن ما بينكم وبينهم هو «ولَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُود».

حفظ الله مصر وفلسطين.. ورفع قدرهما

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نصرة الفلسطينيين عودة الوطن القضية الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: القرآن الكريم أثبت نورانية النبي

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن نورانية النبي العدنان صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فكان سيدنا محمد بن عبد الله هو ذلك النور الذي ظهر فجأة في جزيرة العرب بمكة ذلك الموضع الذي ضم أول بيت وضع للناس في الأرض، فكان سيدنا محمد هو النور المبين الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم، وجاء ليحقق المدينة الفاضلة، فدعا أولاً لتوحيد مصدر تلقي التعليمات.

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه أقام النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم الدلائل والبراهين على صدق دعوته، تلك الدعوة التي لا يختلف عليها عقلاء الأرض وهي أن الصانع واحد، وينبغي أن يفرد بالعبادة وحده، كما انفرد بالخلق والإيجاد، بنى الاعتقاد السليم في الله والكون والإنسان، كون النظام الاجتماعي الفريد، كون الدولة الإسلامية تنشر الإسلام في شتى بقاع الأرض، أقام حضارة ما زالت قائمة إلى يومنا هذا تباهي حضارات العالم بكمالها ونزاهتها.

وقد أثبت القرآن نورانية النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى : {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ } ، وقال تعالى: {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}. 

فهو صلى الله عليه وسلم نور ومنير، ولا شيء في أن يعتقد المؤمن بأنه صلى الله عليه وسلم نورًا طالما أن الله عز وجل قد وصفه بذلك وسماه نورًا، ولقد ثبت في السنة أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقولون : إنه وجهه صلى الله عليه وسلم كالقمر [رواه النسائي في الكبرى]، وقدر أخبر صلى الله عليه وسلم أنه عندما حملت فيه أمه: «رأت نورًا أضاء لها قصور بصرى من أرض الشام » [ذكره الطبري في تاريخ، وابن هشام، وصاحب حلية الأولياء].

وأكد أصحابه رضوان الله عليهم أن : «النبي صلى الله عليه وسلم عندما دخل المدينة أضاء منها كل شيء، وعندما مات أظلم منها كل شيء» [أحمد والترمذي وابن ماجه] إلى غير ذلك من آثار وأحاديث تبين أنه صلى الله عليه وسلم كان نورًا، ولا ينبغي أن ننفي أن ذلك النور كان حسياً، فليس هناك ما يتعارض مع أنه ﷺ كان نورا ومنيرًا، وأنه ﷺ له نور حسي مع أصل العقيدة، كما أنه لا يعارض طبيعته البشرية التي أخبر بها القرآن.

مقالات مشابهة

  • هآرتس الإسرائيلية:الفلسطينيون أفضل الشعوب في الدفاع عن وطنهم..ما حقيقة المقال؟
  • قواتٌ صاروخيّة تعانقُ النّصر
  • الوقت
  • القوات المسلحة تستهدف حاملة الطائرات الأمريكية ” هاري ترومان” للمرة السادسة
  • علي جمعة: القرآن الكريم أثبت نورانية النبي
  • الحد الأقصى لرسوم جدية التصالح على مخالفات البناء حسب نوعها
  • حزب الله بين تراجع النفوذ الإقليمي وإعادة التموضع اللبناني
  • ‏(سلسلة الأرض المقدسة.. معركة اليمن المفصلية) -3-
  • خاشقجي عن بناء بيت: عملية البناء الذاتي ما هي عملية سهلة .. فيديو
  • شروط حجز أراضي مشروع بيت الوطن للمصريين بالخارج