الأقصى والطوفان.. وإعادة البنيان
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
منذ زمن فات.. لم يتعدَ ثلاث سنوات.. كتبت مقال (فلسطين وإسرائيل.. نزاع تحكمه القوة) عن أن نصرة الفلسطينيين وعودة الوطن تأتى من داخل البيت وأصحابه، ثم يأتى دور المثل الأشهر«أنا وابن عمى على الغريب».. واليوم بعد ترتيب البيت جاء «طوفان الأقصى» ليبهر العالم فنحييهم عليه وعلى موقفهم الرافض لمغادرة أرضهم ولو على جثثهم، وليبرهن لهذا الرأى وهو ترتيب البيت وإليكم نص المقال:
لم تكن القضية الفلسطينية قضية الباحث عن حق ملكية عادية، تأخذ المسارات المعتبرة فى مثل هذه القضايا، فيحكمها الاعتبار الأممى أو الكيانى أو الاتحادى، ولا اعتبار المصالح فهذا مقابل تلك، أو الاعتبار الزمنى فيتبدل الحال بمرور الزمن، فيصبح من كانوا أعداء مع مرور الزمن كمن قال «تعالى» فى حقهم (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة.
ثانيًا: الاقتصادية، يقول المثل: «من لا يملك قوت يومه، لا يملك حرية قراره»، لذلك الدول ذات الاقتصاديات المتقدمة هى وحدها التى تستطيع استخدام أدواتها الاقتصادية فى تأمين غاياتها ومصالحها الوطنية المرجوة فى العلاقات الدولية عامة وأراضيها خاصة، حيث يؤثر الكيان الاقتصادى فى المعادلات الدولية، ويمكِّنها من فرض خياراتها على الآخرين وفقًا للوجهة التى تخدم مصالحها، ويجعلها صاحبة قرار، سيادتها من قوتها. ثالثًا: القوة المعنوية أو الثقافية أو الإيمانية، وهى أن يظل التطرق إلى تفعيل دور الروح المعنوية المؤثرة فى البناء، مع شحذ القلوب الربانية، وإعمال نظرية استبصار العقل الثقافى فى المجتمع الفلسطينى، والتذكير بهذا كله عبر وسائل الإعلام المختلفة، كل ذلك محور ارتكاز التصحيح، فالمعنويات روح البناء، لأن الضرر المعنوى الذى يصيب الإنسان نتيجة الاعتداء على حق ثابت له هو معول الهدم لهذا البناء، أيها الفلسطينيون.. خذوها بالقوة، فإن ما بينكم وبينهم هو «ولَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُود».
حفظ الله مصر وفلسطين.. ورفع قدرهما
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نصرة الفلسطينيين عودة الوطن القضية الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف: العلم والمعرفة مفتاح البناء والعمران في فهم النصوص الشرعية
ألقى الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، ندوة بعنوان: «تصحيح المفاهيم المغلوطة في ضوء وسطية الإسلام ودور الإعلام في تنمية القيم» بالقاعة الكبرى بجامعة الفيوم.
جاء ذلك بحضور الدكتور ياسر مجدي حتاتة، رئيس جامعة الفيوم؛ والدكتور عاصم العيسوي، نائب رئيس جامعة الفيوم لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة؛ والدكتور أيمن أبو عمر، رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة بوزارة الأوقاف؛ والدكتور أسامة رسلان، المتحدث الرسمي لوزارة الأوقاف، والكاتب الصحفي محمود الجلاد، معاون وزير الأوقاف لشئون الإعلام؛ والشيخ محمود الشيمي، مدير مديرية أوقاف الفيوم، ولفيف من القيادات الشعبية والدعوية وأعضاء هيئة التدريس.
وفي كلمته، أشار الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، إلى قوله -صلى الله عليه وسلم: «إنَّ ممَّا أتخوَّفُ عليكم رجلٌ قرأ القرآنَ، حتَّى إذا رُؤِيَتْ بهجتُه عليه وكان ردءَ الإسلامِ اعترَّه إلى ما شاء اللهُ، انسلخ منه، ونبذه وراءَ ظهرِه، وسعَى على جارِه بالسَّيفِ، ورماه بالشِّركِ. قال: قلتُ: يا نبيَّ اللهِ، أيُّهما أوْلَى بالشِّركِ : المرمِيُّ أو الرَّامي؟ قال: بل الرَّامي».
وأوضح أن الحديث الشريف يحوى ثلاث مراحل لهذا الشخص الذي غير وبدَّل وانحرف، المرحلة الأولى: مرحلة الأمان ولها ثلاث سمات؛ أنه أوتي القرآن، ورؤيت عليه بهجة القرآن، وأنه ردء للإسلام، أما المرحلة الثانية: مرحلة التغيُّر والانحراف وتتلخص في كلمة «غيره إلى ما شاء الله»، أما المرحلة الثالثة: وهي مرحلة الخطر، وهو التحول إلى شخص قاتل وإرهابي، وهذا تلخيص نبوي أمين ودقيق لكل تيارات التطرف عبر الزمن.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن ملخص فكر داعش هو الانحراف عن الجادة، وحمل السلاح على الآمنين؛ لذا ينبغي أن يكون لدينا علم ووعي ومواجهة وتحسب وتحصين ضد هذا الفكر بكل مشكلاته، ومؤلفاته، ونظرياته، مشيرًا إلى أن هذا الفكر ينشط أحيانًا ويخبت أحيانًا أخرى، فهو عبارة عن أمواج تتلو بعضها بعضًا.
ونوه وزير الأوقاف بأهمية العلم والمعرفة لنحسن فهم النصوص الشرعية، فتكون سببًا للبناء والعمران، وليست سببًا للدمار والخراب، وضرب مثلًا بنموذج عصري ملأ الدنيا نورًا وهداية، هو الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي (رحمه الله)، وضرب نماذج لأشخاص احتملوا على القرآن بغير علم فضلُّوا وأضلُّوا، بحماسهم الأهوج، فيخرجون بمفاهيم تكفيرية ظاهرها العلم والدين، وباطنها الهلاك والدمار.
وأوضح أن هناك طريقًا بديلة ممتلئة بالنور والعلم والعمران والأمان والبر والتقوى، وهذه الطريق هي التي تطبق ما جاء في القرآن الكريم، وضرب المثل بالملكة زبيدة بنت جعفر المنصور، زوجة هارون الرشيد، إذ جهزت قوافل المياه لتتوجه إلى بيت الله الحرام أثناء موسم الحج، ثم جمعت المهندسين والمتخصصين لحل المشكلة بصورة جذرية، مؤكدًا أنه ينبغي أن نكون على هذا المثال، مضيفا هذا هو النموذج الذي ينبغي أن نتدارسه ونلتزمه، ونطبقه، فهذا نموذج قرأ القرآن فصنع العمران وشيد البنيان، وقدم الحضارة للعالمين.
وفي ختام الندوة أهدى الدكتور ياسر مجدي حتاتة، رئيس جامعة الفيوم، درع جامعة الفيوم إلى وزير الأوقاف تقديرًا لجهوده العلمية والدعوية وعنايته بالقرآن الكريم وحفظته.