بوابة الوفد:
2024-11-16@01:42:14 GMT

الأقصى والطوفان.. وإعادة البنيان

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

منذ زمن فات.. لم يتعدَ ثلاث سنوات.. كتبت مقال (فلسطين وإسرائيل.. نزاع تحكمه القوة) عن أن نصرة الفلسطينيين وعودة الوطن تأتى من داخل البيت وأصحابه، ثم يأتى دور المثل الأشهر«أنا وابن عمى على الغريب».. واليوم بعد ترتيب البيت جاء «طوفان الأقصى» ليبهر العالم فنحييهم عليه وعلى موقفهم الرافض لمغادرة أرضهم ولو على جثثهم، وليبرهن لهذا الرأى وهو ترتيب البيت وإليكم نص المقال:

لم تكن القضية الفلسطينية قضية الباحث عن حق ملكية عادية، تأخذ المسارات المعتبرة فى مثل هذه القضايا، فيحكمها الاعتبار الأممى أو الكيانى أو الاتحادى، ولا اعتبار المصالح فهذا مقابل تلك، أو الاعتبار الزمنى فيتبدل الحال بمرور الزمن، فيصبح من كانوا أعداء مع مرور الزمن كمن قال «تعالى» فى حقهم (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة.

.)، ولكن القضية الفلسطينية تأخذ منحى آخر مغايرًا لما تلتف حوله أطراف النزاع على موائد مفاوضات، لن تبلغ فى أقصاها إلا هدنة هنا، أو وقف إطلاق هناك، مصيره الذوبان على طاولة المفاوضات، وبعد زرع إسرائيل فى أراضينا بـ(القوة) من إحدى القوى العظمى، ثم ترسيخ مبدأ حق الأرض الوهمى، وإشباع وتغذية الفكرة عقائديًا بأنها أرض الأجداد والميعاد والشعب المختار، عمل لها حفدة القردة سنوات، فملكوا قرارات دولة- أمريكا- تتسيد العالم بقوة اقتصادهم، وتغلغلهم فى المجتمع الأمريكى، فملكوا الاقتصاد والإعلام فى وقت وجيز، لا يتعدى مائة، أو قل مائتى سنة- لا فرق- على الأكثر من نشأة الفكرة حتى بلورتها، وربما سطرت مئات بل آلاف الصفحات بهذا، وقتلها الباحثون شرقًا وغربًا بحثًا، وأيًّا ما كان عدد سنوات الفكرة وتنفيذها، فلا حق لهم، فأين كانت إسرائيل منذ مئات السنين قبل هذا؟.. أكانت فى شرنقتها؟.. أم لم يحدث لها الانقسام بعد؟.. ولهذا كله، وبهذا المبدأ فى الصعود، ولأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، والعالم اليوم يسير بنظرية البقاء للأقوى، عليكم أيها الفلسطينيون بإعادة بناء البيت والإعداد له.. فيا أيها الفلسطينيون.. ألم تقولوا أمنّا؟ فلمَ لا تعملون بقوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)؟، ألم يكن هذا دستورنا؟ إلا أنهم عملوا به، فأعدوا العدة، وملكوا القوة.. فاغتصبوا الأرض وتحكموا فى القرار.. أيها الفلسطينيون.. أعيدوا البنيان، فقوة البناء وسيلة لتحقيق غاية الأرض.. أيها الفلسطينيون.. تذكروا جراح فقدكم، ضمدوها باجتماعية يوسف- عليه السلام-، واقتصادية «أبوالاقتصاد الحديث» آدم سميث، وإيمان أحمد أبوسويلم فى «الأرض»، وثقافة الخوارزمى وعسكرية خالد بن الوليد.. أيها الفلسطينيون استجمعوا مصادر القوة التى يمكن تطويعها والتحكم فيها وهى: القوة الاجتماعية، والاقتصادية، والمعنوية (الإيمانية أو الثقافية) ثم العسكرية.. ونحن بصدد مصادر ثلاثة تتمخض عنها القوة العسكرية: أولًا: الاجتماعية، وهى مربط الفرس، حيث تقاس قوة الدولة باستقرارها الاجتماعى.. فلا تتأتى القوة مع تفكك فى الروابط، وترهل فى البيت، وانقسام فى النفوس، أيها الفلسطينيون.. أزيلوا شتاتكم، واجمعوا أمركم، ووحدوا صفوفكم، وأصلحوا نفوسكم، ألم يكن إصلاح النفس فى العمق أساسًا لبناء قاعدة أسرية صلبة متماسكة؟ أيها الفلسطينيون.. (اعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا).. و(لا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا).. و(لا تنازعوا فتفشلوا) فى إعادة أرضكم.

ثانيًا: الاقتصادية، يقول المثل: «من لا يملك قوت يومه، لا يملك حرية قراره»، لذلك الدول ذات الاقتصاديات المتقدمة هى وحدها التى تستطيع استخدام أدواتها الاقتصادية فى تأمين غاياتها ومصالحها الوطنية المرجوة فى العلاقات الدولية عامة وأراضيها خاصة، حيث يؤثر الكيان الاقتصادى فى المعادلات الدولية، ويمكِّنها من فرض خياراتها على الآخرين وفقًا للوجهة التى تخدم مصالحها، ويجعلها صاحبة قرار، سيادتها من قوتها. ثالثًا: القوة المعنوية أو الثقافية أو الإيمانية، وهى أن يظل التطرق إلى تفعيل دور الروح المعنوية المؤثرة فى البناء، مع شحذ القلوب الربانية، وإعمال نظرية استبصار العقل الثقافى فى المجتمع الفلسطينى، والتذكير بهذا كله عبر وسائل الإعلام المختلفة، كل ذلك محور ارتكاز التصحيح، فالمعنويات روح البناء، لأن الضرر المعنوى الذى يصيب الإنسان نتيجة الاعتداء على حق ثابت له هو معول الهدم لهذا البناء، أيها الفلسطينيون.. خذوها بالقوة، فإن ما بينكم وبينهم هو «ولَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُود».

حفظ الله مصر وفلسطين.. ورفع قدرهما

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نصرة الفلسطينيين عودة الوطن القضية الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

بتعليمات من المهندس “بلقاسم حفتر” .. افتتاح مدرسة عمر بن الخطاب

الوطن|متابعات

افتتحت (مدرسة عمر بن الخطاب) بهدف توفير بيئة تعليمية متكاملة وآمنة للطلاب، وضمان استمرار العملية التعليمية في أفضل الظروف وذلك بناءً على تعليمات مدير عام صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، والمدير التنفيذي لصندوق إعادة إعمار درنة والمدن والمناطق المتضررة، المهندس بلقاسم خليفة حفتر.

ويذكر أن هذه المدرسة تعرضت لأضرار جسيمة جراء إعصار دانيال الذي اجتاح المدينة في سبتمبر من العام الماضي، وبعد ذلك تمت إزالتها وإعادة إنشائها بالكامل، لتشمل 24 فصلًا دراسيًا بدلاً من 14 فصلا، و4 معامل متخصصة، ومسرحًا للطلاب يسع 120 مقعدًا، وملعبًا لكرة القدم.

يأتي هذا الإنجاز كجزء من الجهود المتواصلة لإعادة إعمار درنة والمدن والمناطق المتضررة، مما يسهم في تحسين جودة الحياة، وتعزيز الاستقرار والتنمية المستدامة في مدينة درنة والمدن المتضررة الأخرى.

الوسومالمدير التنفيذي لصندوق إعمار درنة والمدن و المناطق المتضررة المهندس بالفاسم حفتر درنة مدرسة عمر بن الخطاب

مقالات مشابهة

  • «أونروا»: الفلسطينيون لا يجدون فتات الخبز والماء في قطاع غزة
  • بتعليمات من المهندس “بلقاسم حفتر” .. افتتاح مدرسة عمر بن الخطاب
  • مآسي من لا علاقة لهم بعمليات حماس وحزب الله
  • ضمن معركة "طوفان الأقصى".. 18 عملا مقاوما بالضفة خلال 24 ساعة
  • الشهداء.. أوسمةُ الخلود ومشاعلُ النصر على درب القدس
  • المطران عطا الله: الفلسطينيون يتعرضون لنكبة جديدة ويعيشون في ظروف قاسية
  • خرجوا من نفق مخفي تحت الأرض.. هكذا قتل عناصر الحزب 6 جنود من لواء غولاني في جنوب لبنان
  • استعادة التنوع الأحيائي
  • حزب الله يستهدف وزارة حرب الاحتلال بمسيّرات نوعية.. ومقتل جنود بكمين جنوب لبنان
  • يحيى السِّنوار (أبو إبراهيم) .. نور الوعد واليقين