حسنا فعل الرئيس السيسى فى لقائه مع وزير الخارجية «اليهودى الأمريكى» أنتونى بلينكن، مطلع هذا الأسبوع، عندما لقنه بهدوء درسا فى مبادئ السياسة والتاريخ موضحا لهذا اليهودى « الأخرق « أن بقلب القاهرة حارة لليهود عاشوا داخلها فى سلام مع باقى أطياف المصريين، وأن اليهود لم يذوقوا المر إلا على يد الأوروبيين الذين حشروهم تاريخيا فى زرائب قذرة، فى الوقت الذى كان ينعم فيه يهود الشرق بحياة كريمة مع غيرهم من شركاء الأوطان.
قد تكون أمريكا إمبراطورية كبيرة قياسا بما تكتنز من ثروات وتملك من أسلحة للدمار، ولكنها بلا شك إمبراطورية مفلسة قيميا وأخلاقيا، وأن هذا النوع من الامبراطوريات لا يدوم طويلا فى التاريخ. أما إسرائيل التى تلعب دور «اللعوب» سياسيا خدمة لأغراض ومصالح قوى استعمارية مختلفة، فإن على قادتها أن يتذكروا أن الصليبيين استعمروا فلسطين مائتى عام، ثم طردوا ورحلوا.. أيضا ستفنى إسرائيل يوما ما وليس بالضرورة على يد حماس..
المستقبل سيظهر أكثر من «حماس»، وستأخذ المقاومة أشكالا مختلفة، ولن يظل الإقليم كما هو.. المطبعون على سبيل « الشهوة السياسية « سيفيقون يوما ما عندما تلسعهم الشمس وهم بالكاد يفركون أعينهم بعد ليل ظنوه طويلا، وما أقصره.. تدمير المدن لا يدفن القضايا العادلة تحت أنقاضها، وربما يكون العكس هو الصحيح، لأن الدمار فى بُعده المادى له وجه مأساوى ،أما الوجه الآخر فإنه ذلك المارد الذى سيفاجئ مجرمى الحكم فى إسرائيل ولو بعد حين.. ربما يكون طوفان المستقبل يتكون من الآن داخل طفل خرج من تحت الأنقاض فى غزة.
للدولة شبكة أعصاب مثلها مثل أى كائن حى.. عندما تنكشف شبكة أعصاب الدولة تصبح كأسلاك الكهرباء العارية التى تصعق من يقترب منها.. مصر كدولة بدأ التاريخ الانسانى من عندها قبل سبعة آلاف سنة، وكدولة اليوم تجاوز تعداد سكانها المائة مليون نسمة مفترض أنها ليست قابلة للانكشاف.. من الممكن أن تعصف بها أزمات وتحاصرها النيران، ولكنها بقوانين التاريخ غير قابلة للسقوط..
الامبراطوريات التاريخية تسقط كمشروع امبراطورى ولكن الدولة التى حملت عبء هذا المشروع لا تسقط أو تزول.. الامبراطورية الرومانية سقطت ولكن بقيت دولة روما، والامبراطورية الفارسية سقطت ولكن بقيت دولة ايران، الامبراطورية السوفيتية سقطت وبقيت دولة روسيا، وستسقط وتتفكك يوما ما الامبراطورية الأمريكية ولكن لن تزول دولة أمريكا.. الكيان السياسى الأوحد فى العالم اليوم القابل للزوال يوما ما هى اسرائيل لأنها جنين سياسى لقيط، نشأ خارج رحم ورحمة القانون الدولى، وتبنى هذا اللقيط السياسى دول مارقة واستعمارية أبا عن جد، ويجمع بينها الخسة والجبروت.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئيس السيسي إسرائيل الدولة یوما ما
إقرأ أيضاً: