فى كثير من الأوقات يقع المسئولون فى حيرة اتخاذ القرارات المناسبة فى الأوقات المناسبة.. والسبب الرئيسى لهذه الحيرة هو التعامل مع المواقف والأحداث بالعاطفة وليس بالعقل والمنطق.. فلماذا كان قرار مسئولى مهرجان الجونة السينمائى صحيحاً بينما كان قرار مسئولى مهرجان الموسيقى العربية غير صحيح وخطأ كبير فوت فرصة أكبر!
فقد قرر مهرجان الجونة السينمائى تأجيل دورته السادسة، والتى كان مقرر انطلاقها يوم 21 أكتوبر، وذلك بسبب الأحداث المؤسفة التى تشهدها المنطقة، ويقصدون الحرب بين الشعب الفلسطينى وإسرائيل.
ولكن لم أفهم مغزى قرار وزيرة الثقافة، بتأجيل الدورة 32 من مهرجان الموسيقى العربية، وأوافق الناقد الفنى الكبير طارق الشناوى فى اعتراضه عبر «فيس بوك» على تأجيل إقامة مهرجان الموسيقى العربية، «بحجة الأحداث الدموية التى تجرى فى غزة، العكس هو الصحيح ضرورة إقامة المهرجان فى موعده لفضح دموية إسرائيل وتعنتها، سيصبح المهرجان منصة قوية لإيصال رسالتنا للعالم بكل الأصوات والنغمات واللهجات العربية»
ويبدو أن القائمين على المهرجان لم تسعفهم ذاكرتهم بأن الأغنية عقب نكسة 67 كانت هى السلاح الأقوى فى تجييش الأمة العربية ضد العدوان الإسرائيلى، وكانت هى الروح التى سرت مرة أخرى فى الجسد العربى لاستعادة عافيته والاستعداد لمعركة التحرير.. وكانت أغنيات أم كلثوم مثل «قوم بإيمان وبروح وضمير، أنا فدائيون، أجل أن ذا يوم لمن يفتدى مصر، أصبح عندى الآن بندقية»، وأغنيات عبدالحليم حافظ وخصوصا أغنية « بحلف بسماها وترابها وعدى النهار» التى كان يقدمها فى بداية حفلاته حتى نصر أكتوبر73 وكانت بمثابة النشيد الوطنى للتأكيد والإصرار على تحرير الأرض العربية..!
وكان يمكن إعادة تقديم هذه الأغنيات وغيرها مرة أخرى فى المهرجان، فقد أبدع الكثير من الشعراء والملحنين والمطربين والمطربات العشرات من الأغانى التى كانت سلاحاً معنوياً وعاطفياً نمتلك منه الكثير ربما أكثر من الأسلحة الحقيقية.. وكان يمكن أن يتحول مهرجان الموسيقى العربية بتقديمه للأغانى الوطنية فقط، حتى ولو أغنية لكل مطرب عربى، لرسالة قوية يفضح فيها العدوان الإسرائيلى أمام العالم!
وللأسف.. تأجلت كذلك الكثير من الحفلات الغنائية فى الجامعات المصرية وفى الدول العربية مثل الكويت والأردن.. وكان يمكن أن تقتصر فيها على الأغانى الوطنية وأن يتم التبرع بإيراداتها لصالح الشعب الفلسطيني!
ولكن.. يبدو أننا لا نحسن اختيار قراراتنا المصيرية لأنها دائما عاطفية وبعيدة عن العقل والمنطق!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مهرجان الموسيقى العربية المهرجان مهرجان الموسیقى العربیة
إقرأ أيضاً:
انطلاق الدورة 12 من مهرجان الشارقة للمسرح الكشفي
محمد عبدالسميع (الشارقة) برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تنطلق يومي (28،27 ) ديسمبر الجاري، فعاليات الدورة الثانية عشرة لمهرجان الشارقة للمسرح الكشفي. وتشارك في المهرجان، الذي يقام في مقر مفوضية كشافة الشارقة 10 عروض مسرحية قصيرة، أسهم في إنجازها أكثر من 40 كشفياً، كما تقام عروض المهرجان لهذه الدورة في فناء مقر مفوضية كشافة الشارقة. وخلال مؤتمر صحفي، أكد اللواء عبدالله سعيد السويدي نائب رئيس المفوضية المشرف العام، أهمية المهرجان الذي يقام بالتعاون ما بين إدارة المسرح بالشارقة ومفوضيّة كشافة الشارقة، ويحمل هموم المسرح وتقدمه وانتشاره بين الفئات الشبابية الكشفية، وما حققه خلال دوراته الماضية، مثمّناً دور الإعلام، وإدارة المسرح بدائرة الثقافة بالشارقة، وأعضاء اللجان، في إبرازه بهذه الصورة. وقالت مريم المعيني، رئيسة اللجنة الإعلامية للمهرجان، في مؤتمر صحفي، إنّ مهرجان الشارقة للمسرح الكشفي، ومنذ انطلاقته، حقق العديد من المنجزات والنجاحات، كما أظهر على منصاته المئات من منتسبي الكشافة خلال أكثر من عقد من الزمان، لافتةً إلى ما تمّت كتابته وتجسيده من القصص التمثيلية التي تناولت الكثير من موضوعات ومبادئ وقيم الحركة الكشفية، إضافةً إلى استقطاب المهرجان للعديد من الكفاءات والخبرات المسرحية العربية البارزة.
وقالت المعيني إنّ المهرجان كان له دوره الملموس في تأهيل وإبراز مواهب كشفية في مهرجانات المسرح التي تقيمها الشارقة، مثل: أيام الشارقة المسرحية، ومهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، ومهرجان المسرحيات القصيرة. وأشارت إلى جماليات الفن المسرحي وتقاليد الحركة الكشفية في المهرجان الذي خصصت له جوائز أفضل فرقة، وأفضل أداء جماعي، وجائزة لجنة التحكيم، بالإضافة إلى جوائز: أفضل فكرة، وأفضل معالجة إخراجية، وكذلك أفضل مسامر، وأفضل تمثيل. وتضمّ لجنة تحكيم المهرجان كلًّا من الدكتور محمد يوسف (الإمارات)، يحيى البدري (العراق)، ومجدي محفوظ (مصر).