خطاب بايدن "المتهور" بعد هجوم حماس يثير قلق عرب ومسلمي أمريكا
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
قوبل خطاب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن "المتهور والإشكالي"، عقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، بانتقادات شديدة من قادة عرب ومسلمين في أمريكا، خلال مكالمة خاصة جمعتهم بمسؤولين في الخارجية الأمريكية.
وذكرت مجلة "بوليتيكو" في تقرير لها، الأربعاء، أن المكالمة، التي جرت الإثنين الماضي، ناقشت بشكل صريح المخاوف والعواقب المتوقعة، بعد سلوك الرئيس بايدن وفريقه إزاء الهجوم، خاصة وأنها جاءت في توقيت حساس واستثنائي، وعقب حادث الطعن المميت الذي تعرض له طفل أمريكي من أصل فلسطيني، يبلغ من العمر 6 سنوات، في شيكاغو.
وتحدثت المحامية الحقوقية زها حسن للمجلة، عن اللغة الإشكالية لإدارة بايدن، معلقة على تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، الذي رفض في إفادة إعلامية الأسبوع الماضي القول، إن "على إسرائيل عدم قطع الدواء والماء والمساعدات الإنسانية عن غزة، مع أنه عبر عن توقعه بأن إسرائيل سوف تلتزم بالقانون الدولي".
وقالت زها، "لقد أعطى المتحدث انطباعاً واضحاً بأنه لا بأس في فعل ذلك بحق الفلسطينيين لأنهم فلسطينيون". وأضافت، "هذا أمر غير إنساني، ويفتح الباب أمام الناس للاعتقاد بأن بعض الأشياء يجوز فعلها تجاه مجموعة معينة لأنهم سيئون، وربما كانوا إرهابيين".
رئيس "عرب أمريكا" وارين ديفيد، قال بدوره، في مكالمة مع نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية، إن "هناك غضباً شديداً بين أعضاء المجموعة بسبب خطاب الإدارة تجاه العرب". وحذر ديفيد من "شيطنة الفلسطينيين" في غزة والعرب بشكل عام، والتي أدت بالفعل إلى تصعيد الكراهية ضدهم في العالم.
"أسوأ من 11 سبتمبر"وقال ديفيد، "نشعر أن صورة العرب في الولايات المتحدة تضررت إلى حد كبير بسبب خطاب إدارة بايدن، وفي بعض النواحي، هذا أسوأ مما حدث في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001".
وشدد ميللر على أن "إدارة بايدن لم تكن تنوي إثارة المشاعر المعادية للعرب"، مرحباً بإجراء مزيد من المناقشات "للتأكد من أن المسؤولين الأمريكيين لا يساهمون عن غير قصد في حدوث مشكلة أكبر تجاه العرب". وقال أيضاً، إن "الشعب الفلسطيني ليس مسؤولاً عن تصرفات حماس، وأن الإدارة تأخذ سلامة الأقليات على محمل الجد".
كما سلطت المكالمة الضوء بشكل واضح على مدى خوف العرب والمسلمين في جميع أنحاء الولايات المتحدة من أن يصبحوا ضحايا لرد فعل عنيف، على غرار ما حدث في أعقاب 11 سبتمبر. كما سلطت الضوء على الإحباط المتزايد الذي شعر به العرب تجاه موقف الإدارة، ولهجة رئيسها.
وأعلن بايدن الأسبوع الماضي، "لا يمكننا أن نغفل حقيقة أن الغالبية العظمى من الفلسطينيين لا علاقة لها بهجمات حماس، وأنهم يعانون نتيجة لذلك أيضاً".
وأدلى بتصريحات مماثلة خلال عشاء لحملة حقوق الإنسان في نهاية هذا الأسبوع، مندداً بـ"الأزمة الإنسانية في غزة". وبعد مقتل الطفل الأمريكي من أصل فلسطيني وديع الفيومي في شيكاغو، قال بايدن إنه "شعر بالصدمة والاشمئزاز".
لكن بعض القادة العرب والمسلمين في أمريكا، رفضوا تصريحات بايدن الأخيرة، ووصفوها بأنها متأخرة جداً. وقالوا في مقابلات سابقة، إنهم شعروا بالرعب من التصريحات الأخيرة لصقور السياسة الخارجية، مثل السيناتور ليندسي غراهام (جمهوري من ولاية كارولينا الجنوبية)، الذي وصف الحرب بين إسرائيل وحماس بأنها "حرب دينية".
وتضاعفت خيبة أمل القادة العرب والمسلمين، في أعقاب التعليقات التي أدلت بها السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، الأسبوع الماضي، والتي وصفت دعوة المشرعين التقدميين لوقف إطلاق النار، بأنها "مشينة" و"خاطئة" و"بغيضة".
مسؤولو البيت الأبيض قالوا بدورهم، إن "بايدن وقف بحزم ضد الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية طوال فترة رئاسته، وصرح مراراً وتكراراً بأن حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني، وأمر كبار مسؤولي الأمن القومي لديه بالاجتماع مع القادة المسلمين الأسبوع الماضي، ودعا مسؤولي إنفاد القانون إلى تحديد أي تهديدات محلية محتملة قد تنشأ فيما يتعلق بالحرب على غزة".
ويؤكد رئيس المعهد العربي الأمريكي وعضو اللجنة الوطنية الديمقراطية جيمس زغبي للمجلة، أنه "يشعر بقلق عميق" إزاء الخطاب الأخير لبايدن ومساعديه، لأن لهجتهم غير متعاطفة مع الفلسطينيين، ولم يدعوا في البداية لوقف إطلاق النار أو ضبط النفس".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل جو بايدن أمريكا الأسبوع الماضی
إقرأ أيضاً:
سيرجيو ليون: الرائد الإيطالي الذي أحدث ثورة في سينما الغرب الأمريكي
وليد السبيعيسيرجيو ليون، المخرج والمنتج وكاتب السيناريو الإيطالي، وُلد عام 1929، وأصبح أحد أبرز الأسماء في عالم السينما بفضل إبداعه في أفلام “الويسترن سباغيتي”. هذا النوع من الأفلام، الذي ظهر في ستينيات القرن العشرين، تميز بلمسة إيطالية خالصة من حيث الإخراج والانتاج وتعاون مع شركاء إسبان في بعض الأحيان، مما أعاد تعريف أفلام الكاوبوي الأمريكية التقليدية.
كانت أعمال سيرجيو ليون ذات تأثير كبير، وأبرزها ثلاثية “الدولار” التي تتضمن أفلام “A Fistful of Dollars”، “For a Few Dollars More”، وأشهرها “The Good, the Bad and the Ugly”، الذي قام ببطولته كلينت إيستوود. هذا الفيلم تحديداً لم يكن مجرد فيلم ناجح بل كان حجر الزاوية في ثورة سينما الغرب الأمريكي. وقد وصف كلينت إيستوود ليون بأنه “الرجل الذي صنع مني نجماً وتعلمت منه كل شيء”، مؤكداً على تأثير ليون العميق على مسيرته الفنية.
سيرجيو ليون في موقع تصوير فيلم ‘Once upon a time in the West’ عام 1968ورغم نجاحاته الكبيرة، رفض سيرجيو ليون إخراج فيلم “The Godfather” لأنه كان منشغلاً بالتحضير لفيلم آخر مقتبس من رواية “The Hoods”، وهو “Once Upon a Time in America”. استغرق ليون عشر سنوات لإعداد هذا الفيلم، الذي عُرض لأول مرة في مهرجان “كان” السينمائي حيث لاقى إعجاباً كبيراً، ووصفه النقاد بأنه “عراب الثمانينيات وأحد أفضل الأفلام في التاريخ”.
ليون وهو يوجه الممثل روبيرت دي نيرو في أحد مشاهد تصوير فيلم Once Upon a Time in America عام 1984لكن، عندما عُرض الفيلم في دور السينما، قامت شركة Warner Brothers بحذف جميع مشاهد الفلاش باك الخاصة بشخصية روبرت دي نيرو دون موافقة ليون، مما أدى إلى فشل الفيلم في شباك التذاكر بسبب ارتباك الجمهور وعدم قدرتهم على فهم التسلسل الزمني للأحداث. هذا الفشل أثر بشدة على ليون، وأصيب باكتئاب حاد، وتوفي بجلطة قلبية في سن الستين عام 1989. وذكرت زوجته أنه بعد فشل الفيلم، كان ليون يردد حوارات الفيلم حتى وفاته، مشيراً إلى شعوره الدائم بخيبة الأمل.
في موقع تصوير أحد مشاهد فيلم Once Upon a Time in America عام 1984بعد وفاة ليون، استغلت شركة Warner Brothers الفرصة وأصدرت نسخة DVD كاملة من الفيلم بدون حذف أي مشهد. حققت النسخة نجاحاً كبيراً وغطت تكاليف الإنتاج الأساسية للفيلم، وما زالت النسخ تُباع حتى اليوم، محققة أرباحاً ضخمة للشركة.
يظل سيرجيو ليون، بفضل رؤيته السينمائية الفريدة وأعماله الخالدة، أحد الأسماء اللامعة في تاريخ السينما العالمية، ورمزاً للابتكار والشجاعة الفنية.
الوسومسينما