قوبل خطاب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن "المتهور والإشكالي"، عقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، بانتقادات شديدة من قادة عرب ومسلمين في أمريكا، خلال مكالمة خاصة جمعتهم بمسؤولين في الخارجية الأمريكية.

وذكرت مجلة "بوليتيكو" في تقرير لها، الأربعاء، أن المكالمة، التي جرت الإثنين الماضي، ناقشت بشكل صريح المخاوف والعواقب المتوقعة، بعد سلوك الرئيس بايدن وفريقه إزاء الهجوم، خاصة وأنها جاءت في توقيت حساس واستثنائي، وعقب حادث الطعن المميت الذي تعرض له طفل أمريكي من أصل فلسطيني، يبلغ من العمر 6 سنوات، في شيكاغو.

 

"لغة إشكالية"

وتحدثت المحامية الحقوقية زها حسن للمجلة، عن اللغة الإشكالية لإدارة بايدن، معلقة على تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، الذي رفض في إفادة إعلامية الأسبوع الماضي القول، إن "على إسرائيل عدم قطع الدواء والماء والمساعدات الإنسانية عن غزة، مع أنه عبر عن توقعه بأن إسرائيل سوف تلتزم بالقانون الدولي".

وقالت زها، "لقد أعطى المتحدث انطباعاً واضحاً بأنه لا بأس في فعل ذلك بحق الفلسطينيين لأنهم فلسطينيون". وأضافت، "هذا أمر غير إنساني، ويفتح الباب أمام الناس للاعتقاد بأن بعض الأشياء يجوز فعلها تجاه مجموعة معينة لأنهم سيئون، وربما كانوا إرهابيين".

رئيس "عرب أمريكا" وارين ديفيد، قال بدوره، في مكالمة مع نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية، إن "هناك غضباً شديداً بين أعضاء المجموعة بسبب خطاب الإدارة تجاه العرب". وحذر ديفيد من "شيطنة الفلسطينيين" في غزة والعرب بشكل عام، والتي أدت بالفعل إلى تصعيد الكراهية ضدهم في العالم. 

"أسوأ من 11 سبتمبر"

وقال ديفيد، "نشعر أن صورة العرب في الولايات المتحدة تضررت إلى حد كبير بسبب خطاب إدارة بايدن، وفي بعض النواحي، هذا أسوأ مما حدث في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001".
وشدد ميللر على أن "إدارة بايدن لم تكن تنوي إثارة المشاعر المعادية للعرب"، مرحباً بإجراء مزيد من المناقشات "للتأكد من أن المسؤولين الأمريكيين لا يساهمون عن غير قصد في حدوث مشكلة أكبر تجاه العرب". وقال أيضاً، إن "الشعب الفلسطيني ليس مسؤولاً عن تصرفات حماس، وأن الإدارة تأخذ سلامة الأقليات على محمل الجد".
كما سلطت المكالمة الضوء بشكل واضح على مدى خوف العرب والمسلمين في جميع أنحاء الولايات المتحدة من أن يصبحوا ضحايا لرد فعل عنيف، على غرار ما حدث في أعقاب 11 سبتمبر. كما سلطت الضوء على الإحباط المتزايد الذي شعر به العرب تجاه موقف الإدارة، ولهجة رئيسها.

وأعلن بايدن الأسبوع الماضي، "لا يمكننا أن نغفل حقيقة أن الغالبية العظمى من الفلسطينيين لا علاقة لها بهجمات حماس، وأنهم يعانون نتيجة لذلك أيضاً".
وأدلى بتصريحات مماثلة خلال عشاء لحملة حقوق الإنسان في نهاية هذا الأسبوع، مندداً بـ"الأزمة الإنسانية في غزة". وبعد مقتل الطفل الأمريكي من أصل فلسطيني وديع الفيومي في شيكاغو، قال بايدن إنه "شعر بالصدمة والاشمئزاز".

"قليلة ومتأخرة"

لكن بعض القادة العرب والمسلمين في أمريكا، رفضوا تصريحات بايدن الأخيرة، ووصفوها بأنها متأخرة جداً. وقالوا في مقابلات سابقة، إنهم شعروا بالرعب من التصريحات الأخيرة لصقور السياسة الخارجية، مثل السيناتور ليندسي غراهام (جمهوري من ولاية كارولينا الجنوبية)، الذي وصف الحرب بين إسرائيل وحماس بأنها "حرب دينية". 

وتضاعفت خيبة أمل القادة العرب والمسلمين، في أعقاب التعليقات التي أدلت بها السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، الأسبوع الماضي، والتي وصفت دعوة المشرعين التقدميين لوقف إطلاق النار، بأنها "مشينة" و"خاطئة" و"بغيضة". 

مسؤولو البيت الأبيض قالوا بدورهم، إن "بايدن وقف بحزم ضد الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية طوال فترة رئاسته، وصرح مراراً وتكراراً بأن حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني، وأمر كبار مسؤولي الأمن القومي لديه بالاجتماع مع القادة المسلمين الأسبوع الماضي، ودعا مسؤولي إنفاد القانون إلى تحديد أي تهديدات محلية محتملة قد تنشأ فيما يتعلق بالحرب على غزة".

ويؤكد رئيس المعهد العربي الأمريكي وعضو اللجنة الوطنية الديمقراطية جيمس زغبي للمجلة، أنه "يشعر بقلق عميق" إزاء الخطاب الأخير لبايدن ومساعديه، لأن لهجتهم  غير متعاطفة مع الفلسطينيين، ولم يدعوا في البداية لوقف إطلاق النار أو ضبط النفس".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل جو بايدن أمريكا الأسبوع الماضی

إقرأ أيضاً:

بالدليل.. أمريكا اكتشفها العرب

حمد الناصري

 

اعتقد الكثيرون ولفترة طويلة أن الايطالي كريستوفر كولومبوس هو مكتشف امريكا وبسبب سياسات طمس الحقائق والتزييف التي اتبَعها المؤرخون الامريكيون المُتعصبون وبأدلة وبحوث حديثة تم الكشف أن المسلمين وصلوا القارتين منذ 500 سنة، قبل كولومبس على الاقل.

وبحسب كتاب "المُخابرات في الدولة الإسلامية" للكاتب حمد هشام الشربيني، فإن المسلمين سبقوا كولومبس في الوصول إلى امريكا الشمالية، وأكد بالباحث البروفيسور ليون فيرنيل من جامعة هارفارد في كتابه أن كولومبس اعتمد إضافة إلى الخرائط الاسلامية على بحار عُثماني اسمه أحمد بيري وعندما وطأت أقدامهم أمريكا لأول مرة قال لأول شخص رآهُ "السلام عليكم"، فكانت المُفاجأة برد ذلك الشخص وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته!

كولمبس عندما وصل إلى كوبا، كان أول ما شاهده منارة مسجد مكتوب عليها باللغة العربية... ولاحظ الباحثون أن تشابهًا في طرق المعيشة يُمارسها السكان الأصليون، المعروفين بـ"الهنود الحُمر"، مع طُرق المعيشة واللباس الإسلاميين، قبل وصول كريستوفر كولمبوس إليها، وأكثر المُستكشفين الأوروبيين يؤكدون وجود الإسلام عبر أفراد من القبائل من سكان القارتين الأمريكيتين الأصليين. وقد أشار د. محمد الجويلي في دراسة أكاديمية إلى أن جدلًا واسعًا انتشر في أواخر القرن العشرين، بأن كريستوفر كولومبس هو الذي اكتشف القارة الامريكية وهذا خطأ، بينما الفارق بين وصول كولمبوس على أمريكا وبين وجود المسلمين بها أكثر من 500 سنة؛ بل إن كولمبوس لم يكن باستطاعته أن يكتشف أمريكا لولا خرائط الملاحين العُمانيين الذين تركوها بخزانة قرطبة، وعُثر عليها هناك بعد سقوط الأندلس سنة 1492م.

ويقول المؤرخ التركي فؤاد سيزغين الباحث المُتخصص في الخرائط "إن الاعتقاد السائد أن الخرائط التي بين أيدينا، قد وُضعت من قبل الأوروبيين، لكن ذلك كان خطًا، فخطوط الطول والعرض والمدة التي يستهلكها رسم الخرائط لا تتوافق مع التاريخ الأوروبي، وأن المستكشف البرتغالي الشهير فاسكو دا جاما وصل الهند في عصر الاستكشاف الأوروبي، مُستندًا على خرائط وضعها المسلمون أيضًا، وأنه بعد عودته وَضَعَ خرائط للقارة الأفريقية وبحر الهند قائلًا "المغالطة تكمن هنا، فلا يمكن لأحد في شهرين أو ثلاثة أشهر وضع مثل هذه الخرائط، ومن يدعي ذلك لا يفقه بعلم الخرائط إطلاقًا، فهذه الخرائط لا يمكن رسمها حتى في 500 عام، ومع الأسف ثمة معلومات خاطئة يُسلِّم بها الكثيرون". وقال ايضًا: "ما يهمني أن المسلمين هم كانوا أول من استوطنوا أمريكا، وكانت حاجتهم لبناء مسجد دليل على وجودهم، وأن المسلمين اجتهدوا في رسم خرائط للقارة الأمريكية، وذلك يتطلب وجودهم قبل عدة قرون من وصول كولومبس".

وقال سيزغين، "إن المُسلمين هم من اكتشفوا القارة الأمريكية قبل كريستوف كولومبوس، ووثقت هذا في كتبي، بعد البحوث التي أجريتها حول جغرافيا البلاد الإسلامية على مدى 26 عامًا".

وأوضح سيزغين وهو بروفسور بمعهد العلوم التاريخية في العالم العربي والإسلامي بجامعة غوته الألمانية، لوكالة أنباء الأناضول التركية، أنه ثمة من بدأ يقتنع بالأطروحات التي قدمتها حول اكتشاف القارة الأمريكية، مستندًا بذلك إلى تاريخ الخرائط الجغرافية.

وذكر سيزغين أنه في عام 1987 نشر كتابًا حول نتائج بحثه حول خرائط مهمة تم العثور عليها، وأنه أرسل نسخة من الكتاب إلى الرئيس الألماني ريتشارد فون فايتسكر، وكتبت في مقدمة الكتاب: "يدور محور الكتاب حول خرائط بحرية، وسأثبت أن من وضع هذه الخرائط هم المسلمون، وأن الخرائط المعاصرة استندت على ما رسمه المسلمون".

ورد عليه الرئيس الألماني قائلًا: "إني قرأت طرحك، وفي حال أثبت صحة ما تدعيه، فإن ذلك يعد بمثابة ثورة في تاريخ العلوم".

وتابع سيزغين: "وبعد 15 سنة من البحث والتقصي أرسلت المجلد العاشر، والحادي عشر من الكتاب إلى الرئيس فايتسكر، مرفقًا برسالة أذكره فيها بالنسخة الأولى من الكتاب الذي قدمته، ورد عليه بعد شهر أكد فيه قراءة ما أرسلته له، وأقر بأن المسلمين هم من وضع هذه الخرائط، وهذا يُعد انجازًا بالنسبة لي".

النظريات الغربية حاولت احتكار ذلك السبق، فمنحته مرة للمستكشف الإيطالي كولموبس ومرة للمستكشف للبرتغالي فاسكودا جاما، ومرة للمستكشف الصيني تشنغ خه الذي وُلد من عائلة مُسلمة بمقاطعة "يوان". والذي تعود جذوره إلى المغول جنوب الصين، وقد ساهمت علومهم وكشوفاتهم في التقدم الذي يتمتع به الغرب اليوم.

خلاصة القول.. سؤال أطرحه على المختصين: هل العُمانيين الذين قادوا فاسكو دا جاما إلى الهند، هم الذين اكتشفوا أمريكا، لا يمكن استبعاد ذلك؛ بل هو أقرب للواقع، طالما أن خزائن مكتبات قرطبة كانت مليئة بالخرائط والكتب العُمانية، والتي استفاد منها الأوروبيون في الوصول إلى أمريكا بعد استيلائهم على المدينة.

إنَّ الحقيقة مهما طال الزمن ستظهر وأن تاريخنا رغم كل التعتيم الذي فرضه عليه الغرب ستفضحه شمس الصباح وسيزول كل الظلام والله غالب على أمره.

مقالات مشابهة

  • موقف موحد.. العرب يرفضون أي محاولة لتهجير الفلسطينيين
  • في موقف موحد.. العرب يرفضون أي محاولة لتهجير الفلسطينيين
  • سموتريتش: إسرائيل ستستأنف الحرب على غزة ومحادثات أمريكا وحماس "خطأ مطلق"
  • زيلينسكي: روسيا شنت أكثر من 2100 هجوم جوي على أوكرانيا الأسبوع الماضي
  • بن صهيون.. والد نتنياهو الذي غرس فيه كره العرب
  • بالدليل.. أمريكا اكتشفها العرب
  • عاجل | واللا عن مصدر أميركي: إدارة بايدن أجرت محادثات غير مباشرة مع حماس عبر جهة أميركية غير رسمية لكن مقربة منها
  • جولد بيليون: الذهب يرتفع خلال الأسبوع الماضي 1.8%
  • 1.8 % ارتفاعًا في أسعار الذهب عالميًا خلال الأسبوع الماضي
  • زلزال هز إسرائيل .. أمريكا تفتح الأبواب السرية مع حماس وتُحرج نتنياهو وتساؤلات حول خطة ترامب الجديدة؟