يثير عدم تغير قواعد الاشتباك في الجبهة السورية مع الاحتلال، رغم المجازر وجرائم الحرب ضد الفلسطينيين، تساؤلات عن أسباب "الهدوء" الذي لم تعكره بعض المناوشات التي تمثلت بإطلاق بضع قذائف هاون على هضبة الجولان.

ورغم مضي 12 يوماً على بدء حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة، تبدو ردود فعل النظام السوري "باهتة"، مقتصرة على الإدانات للجرائم في غزة، ما يؤشر بحسب بعض المراقبين إلى عدم وجود أي رغبة من جانب النظام السوري بتوسيع مواجهات "طوفان الأقصى".



وتخالف الأوضاع السائدة في جبهة الجولان التحليلات التي رجحت انخراط النظام في مواجهة الاحتلال، باعتباره من ركائز "محور المقاومة".

هل يتعارض التصعيد مع مصلحة النظام؟
ويرى الباحث في مركز "الحوار السوري"، الدكتور أحمد قربي، أن مواقف النظام السوري أساسها قاعدة "الحفاظ على الحكم"، معتبراً أن أحد أهم العوامل التي ساهمت في بقاء النظام حاكماً لسوريا رغم اندلاع الثورة ضده، هو هدوء جبهة الجولان، ومعادلة أمن إسرائيل.

ويؤكد الباحث لـ"عربي21" أن النظام يدرك أن الإخلال بمعادلة "أمن إسرائيل" من خلال فتح جبهة الجولان، يعني زيادة احتمال إزاحته من حكم سوريا، معتبراً أن "من المستبعد أن ينخرط النظام في أي مواجهة مع الاحتلال حالياً".

وقال قربي، إنه رغم وجود ميليشيات إيران و"الحشد الشعبي" العراقي و"حزب الله" اللبناني في سوريا، لم تشهد جبهة الجولان تحركاً عسكرياً واضحاً، على عكس لبنان. أما عن الاحتلال، فيرى الباحث أن "مصلحة الاحتلال حالياً ليست مع توسيع نطاق الحرب، لأن ذلك يعني تشتيت جيش الاحتلال".

النظام لم يرد على ضربات الاحتلال
من جانبه، أشار الكاتب والمحلل السياسي، سامر خليوي، إلى عدم رد النظام على عشرات بل مئات الغارات التي شنها الاحتلال ولا يزال ضد أهداف في سوريا، بالقول: "لو كان هذا النظام صادقا في دعوى دعم المقاومة لكان استغل هذه الفرصة ودعم بعض العمليات في الجولان، من باب الرد على الانتهاكات الإسرائيلية في سوريا".


وفي حديثه لـ"عربي21"، يعتقد خليوي، أن "دور النظام الوظيفي لا يسمح له بأي تحرك في جبهة الجولان"، متابعا: "الأهم من ذلك أنه ليس صاحب قرار فتح جبهة الجولان، بل بيد إيران التي تحرك أدواتها بالمنطقة".

واعتبر خليوي أن "من المستغرب أن لا تسمح إيران بعمليات عسكرية في الجولان، رغم أن من شأنها أن تخفض الضغط على غزة وتشتت العدو قليلاً"، مشيرا إلى أن "عدم الرد يُعري النظام ويسهم في طرح التساؤلات من مؤيديه حول موقفه من العدوان الإسرائيلي على غزة".

المواجهة مع الاحتلال لا تخدم توجهات النظام
أما المحلل السياسي، أسامة بشير، فيشير إلى عدم رغبة النظام بتغيير قواعد الاشتباك مع الاحتلال، وخاصة أن التصعيد لا يخدم توجه النظام نحو تشجيع الانفتاح السياسي الخارجي عليه.

ويلفت بشير، إلى الدعم الغربي "غير المحدود" للاحتلال، معتبراً أن "دخول النظام في المواجهة سيؤدي إلى زيادة عداء النظام مع الغرب"، مستدركاً: "هذا ما يتعارض مع مصلحته".


وقال لـ"عربي21": إن "الوضع المتأزم الذي يعيشه النظام على الصعيد الاقتصادي، والداخلي (احتجاجات السويداء)، تجعل للنظام مصلحة في فتح جبهة الجولان، لتصدير أزماته واستعادة مكانته كنظام "مقاوم" على الصعيدين الداخلي السوري والإقليمي العربي، لكنه مع ذلك لم يتجرأ حتى الآن في دخول هذه المواجهة، حتى بعمليات محدودة".

مصادر النظام تلمح إلى اشتعال الجبهة
وفي حين لم يعلق المتحدث باسم "المصالحة السورية" التابعة للنظام على تساؤلات "عربي21"، عن أسباب الهدوء في جبهة الجولان، لم تستبعد وسائل إعلام مقربة من النظام السوري دخول جبهة الجولان على خط مواجهات "طوفان الأقصى".


ويرى المحلل السياسي، فواز المفلح، أن قدرات النظام العسكرية المحدودة، وعدم جاهزية جيشه، تدفعه إلى عدم "المخاطرة" بفتح جبهة الجولان، مشيراً في حديثه لـ"عربي21" إلى "التفوق العسكري لجيش الاحتلال المدعوم غربياً".

يُذكر أن موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، قد كشف قبل أيام أن الإمارات حذرت النظام السوري من التدخل في الحرب بين المقاومة والاحتلال، أو السماح بشن هجمات على الاحتلال انطلاقاً من الأراضي السورية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطينيين غزة سوريا سوريا فلسطين غزة طوفان الاقصي طوفان القدس سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری مع الاحتلال إلى عدم

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة يرقى لجريمة حرب

قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة يُعتبر عقابًا جماعيًا، مؤكدًا أن استخدام التجويع كسلاح حرب يرقى إلى مستوى جريمة حرب.
 
وقال المكتب في بيان له، إن الاحتلال قتل 58 فلسطينيًا، بينهم 10 أطفال و3 نساء في قطاع غزة منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدا أن أن استهداف المدنيين الفلسطينيين يُعد جريمة حرب.

وفي تصريحات سابقة٬ أكد مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فلسطين، أجيث سونغاي، أن غزة تحولت إلى كومة من الركام، مشددًا على أن "الجيش الإسرائيلي" أخفق في الالتزام بمعايير القانون الدولي الإنساني.

وأضاف سونغاي في تصريحات صحفية أن "الجيش الإسرائيلي" يستهدف بشكل متعمد الموارد الاقتصادية للفلسطينيين في القطاع، إلى جانب شن هجمات متكررة على المستشفيات والمرضى والمدنيين في شمال غزة.

وبحسب الأرقام بلغ إجمالي السلع التي وصلت إلى غزة منذ وقف إطلاق النار في 19 كانون الثاني/يناير الماضي وحتى إغلاق المعابر 161 ألف و820 طنًا، وفقًا لرئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف.


وأوضح معروف أن نصيب الفرد من هذه السلع لا يتجاوز 60 كيلوغرامًا، في حين أن استهلاك الفرد الشهري في الضفة الغربية يصل إلى 34 كيلوغرامًا، مما يؤكد أن الكميات المتوفرة لا تكفي سوى لأيام قليلة وليس لشهور كما يدعي الاحتلال الإسرائيلي.

من جهته، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الأربعاء الماضي٬ أن إمدادات الغذاء في غزة تكفي لإبقاء المطابخ العامة والمخابز مفتوحة لأقل من أسبوعين، بعد أن أوقف الاحتلال دخول الغذاء والوقود والأدوية والإمدادات الأخرى.

وأدى ذلك إلى ارتفاع حاد في الأسعار، رغم الجهود الحكومية لضبط الأسواق ومنع الاحتكار، حيث نفذت فرق حماية المستهلك 103 جولة تفتيشية خلال الأيام الثلاثة الماضية، أسفرت عن ضبط 49 مخالفة وتحفظ 370 طنًا من المواد الغذائية.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يعتزم السماح لعمال دروز من سوريا بالعمل في الجولان المحتل
  • المسؤول الأمني في الساحل السوري: العمليات التي نفذها فلول النظام المخلوع جاءت بدعم إيراني
  • أمريكا تندد بالمجازر التي حدثت في الساحل السوري
  • الاحتلال يقطع الكهرباء عن غزة كوسيلة ضغط إضافية بعد منع دخول المساعدات
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: سنسمح بدخول العمال الدروز من سوريا إلى الجولان
  • إسرائيل تعلن عن استقدام عمال دروز للعمل في مستوطنات الجولان قريبًا
  • بضوء أخضر أمريكي.. نتنياهو والابتزاز الرخيص لخنق غزة
  • اليوم العالمي للمرأة.. عربي21 تبرز صرخات الألم والصمود للمرأة في غزة
  • الأمم المتحدة: منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة جريمة حرب
  • الأمم المتحدة: منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة يرقى لجريمة حرب