صدى البلد:
2025-04-23@13:48:58 GMT

أول مقبرة إسلامية في ألمانيا يشرف عليها المسلمون

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

اعتمد طلب الحصول على رخصة تجهيز مقبرة إسلامية يتولى إدارتها المسلمون في مدينة فوبرطال الواقعة غربي ألمانيا بولاية شمال الراين فيستفاليا، فبعد انتظار طويل أعلن رئيس مجلس إدارة جمعية مقابر المسلمين في فوبرتال، سمير بوعيسى، عن قرب انطلاق تجهيز المقبرة الإسلامية  في المدينة التي يقطنها أكثر من ثلاثين ألف مسلم.

فحسب بوعيسى الذي يرأس أيضا الفرع الولائي للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، فإن مشروع تجهيز المقبرة التي سوف تستوعب ألفي جثة وتوفر المكان للغسل، وأداء صلاة الجنازة قد اقترب من دخوله حيز التنفيذ، حيث يتوقع بوعيسى أن يكون جاهزا العام المقبل، معربا عن ارتياحه من موقف المسؤولين الداعم للمشروع.

أول مقبرة إسلامية في ألمانيا يشرف عليها المسلمون

وكان بوعيسى ذو الأصول المغربية ورئيس قسم شؤون الموظفين في بلدية المدينة أسس مع مجموعة من نخبة المدينة الجمعية الآنفة الذكر من أجل تحقيق هذا الهدف الذي يعتبر إحدى اللبنات الأساسية لبناء مواطنة حقيقية، لا ينشغل فيها جزء من المواطنين بشكل مستمر بالبحث عن مكان يدفنون فيه بعد مماتهم بطريقة تتوافق مع تعليمات دينهم. 

 وكان مقررا أن ينطلق التجهيز سنة 2018 م، ولكنه تعثر حسب المختصين لسببين رئيسيين، أولها التمويل، والثاني يرتبط بقابلية المكان المختار. وتأتي هذه الخطوة من المسؤولين في إطار التوجه العام لحكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا، التي يعيش فيها نحو مليون مسلم، ويتم السعي فيها إلى تسهيل شأن الدفن الإسلامي، ففي هذا الإطار تم تغيير القانون المتعلق بالدفن في التابوت سنة 2014، حيث تم التنازل عن إلزاميته، على أن يتم ذلك تحت إشراف جمعية إسلامية، مما قوى موقف جمعية مقابر المسلمين في فوبرتال وعزمها على المضي قدما  للحصول على ترخيص لإقامة مقبرة للمسلمين بالمدينة يتولون إدارتها بأنفسهم. 

دعاء لأهل فلسطين .. اللهم سخر لهم ملائكة السماء وجنود الأرض دعاء للميت في النصف الثاني من شهر المولد النبوي.. 10 كلمات تنقله من موطن الدود للجنة


وتتجلى أهمية تجهيز هذه المقبرة في كونها تحقق مجموعة من مطالب المسلمين التي يأتي على رأسها الحق في حيازة القبر للأبد، والدفن بدون تابوت، خصوصا وأن رغبة الأجيال الحاضرة من المسلمين في الدفن في ألمانيا بجانب أقاربهم تتصاعد، وأن الأعداد الكبيرة من اللاجئين في السنوات العشر الأخيرة تستبعد أن تتوفر لها فرصة للدفن في بلادها الأصلية. 

كما أن وجود مقابر إسلامية يتولاها المسلمون سوف يخفف العبء عن البلديات التي كان عليها أن توفر هذه الحاجة للمسلمين في ظل العجز الذي تعرفه أماكن الدفن التي تقع في حدود مسؤوليتها عن استيعاب جثامين المسلمين. 

ويبقى التحدي الأكبر بعد تجهيز المقبرة، والحصول على حقي الدفن بدون تابوت، وحيازة القبر بشكل دائم هو تمويل صيانتها، حيث يرجح المتابعون أن يتم الاعتماد على اللجوء إلى جمع التبرعات، خصوصا وأن المدينة أعلنت أن ذلك من مهام المشرفين عليها، كما لدى الديانات الأخرى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مقبرة إسلامية الأعلى للمسلمين في ألمانيا فی ألمانیا

إقرأ أيضاً:

الخطر الوجودي الذي يهدد مسلمي الهند

في ظل التصاعد المخيف لموجة القومية الهندوسية في الهند، تلوح في الأفق نذر كارثة وجودية تهدد أكبر أقلية مسلمة في العالم، يزيد تعدادها عن 200 مليون نسمة. فالمشهد الهندي لم يعد مجرد نزاع سياسي أو ديني، بل بات مشروعا منظما يستهدف استئصال الهوية الإسلامية من الهند، وإعادة تشكيل البلاد على أساس هندوسي صرف.

أولا: من ثورة 1857 إلى صعود مودي.. رحلة الإقصاء الطويلة

لم يكن التحدي الذي واجهه المسلمون في الهند حديث عهد، بل بدأ مع سحق ثورة 1857 التي قادها المسلمون ضد الاحتلال البريطاني، حيث اعتُبر المسلمون العدو الأول، وتعرضوا بعدها لعقوبات جماعية، ففُكِّكت مؤسساتهم، وصودرت أوقافهم، وتم تهميشهم سياسيا وتعليميا واقتصاديا.

لكن الأخطر لم يبدأ إلا مع صعود حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي إلى السلطة، بزعامة ناريندرا مودي، الذي تمكن من توظيف المشاعر الدينية، والدعاية القومية، والمظلومية الهندوسية، ليطلق مشروع "الهند الهندوسية" على حساب التنوع التاريخي للبلاد.

الأخطر لم يبدأ إلا مع صعود حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي إلى السلطة، بزعامة ناريندرا مودي، الذي تمكن من توظيف المشاعر الدينية، والدعاية القومية، والمظلومية الهندوسية، ليطلق مشروع "الهند الهندوسية"
ثانيا: ملامح الخطر الوجودي الحالي

الخطر اليوم ليس مجرد اضطهاد ديني، بل مشروع تهويد حضاري شامل، ومن أبرز ملامحه:

1- التمييز القانوني المُقنن: بإصدار قانون الجنسية الجديد الذي يمنح الجنسية للاجئين غير المسلمين، ويستثني المسلمين صراحة، مما يهدد بسحب جنسية ملايين المسلمين واعتبارهم "متسللين غير شرعيين".

2- تغيير هوية التعليم والمناهج: بإعادة صياغة التاريخ ليقصي المسلمين من مساهماتهم، ويقدمهم كغزاة أجانب، بما يعيد إنتاج الأجيال على كراهية الإسلام.

3- استهداف المساجد والرموز الإسلامية: كما حدث في مسجد بابري الذي هدمه المتطرفون عام 1992، ويجري اليوم التمهيد لاستهداف مساجد أخرى مثل مسجد غيانفابي في فاراناسي.

4- حملات المقاطعة الاقتصادية للمسلمين: عبر هاشتاغات علنية تدعو لمقاطعة التجار المسلمين، ومنعهم من العمل في الأسواق والمناسبات الشعبية.

5- شيطنة المسلمين في الإعلام: بتصويرهم كإرهابيين، أو عملاء لباكستان، أو ناقلي الأوبئة، مما يشرعن الاعتداء عليهم في الشوارع.

6- تشجيع العنف الجماعي والإفلات من العقاب: كما حدث في مذابح غوجارات عام 2002 حين كان مودي رئيس وزراء الولاية، أو الاعتداءات المتكررة على المسلمين بتهمة ذبح الأبقار.

ثالثا: هل تتحول الهند إلى "أندلس ثانية"؟

هذا هو السؤال المرعب الذي طرحه الدكتور ظفر الإسلام خان في حواره الأخير، وهو صحفي ومترجم معروف للقرآن الكريم إلى الإنجليزية، حيث شبّه ما يحدث اليوم بالتحولات التي سبقت سقوط الأندلس، عندما تم نزع الهوية الإسلامية بالتدريج، وتجريم اللغة العربية، وتصفية العلماء، وانتهى الأمر بالمذابح والتهجير القسري.

وقد لا تكون المقارنة مبالغا فيها؛ فالهند تشهد اليوم محاولة هندسة حضارية تستهدف محو الإسلام كهوية وثقافة وتاريخ من الأرض التي سكنها المسلمون أكثر من 1300 عام.

رابعا: دروس الأندلس.. لمن أراد الاتعاظ

إن قراءة التاريخ الأندلسي تعلمنا أن السقوط الحضاري لا يحدث فجأة، بل عبر مراحل:

• تشرذم سياسي أفقد المسلمين وحدتهم، فصاروا دويلات متناحرة، كما يحدث اليوم في تفرق الجماعات الإسلامية بين منهجيات متصارعة.
هند تشهد اليوم محاولة هندسة حضارية تستهدف محو الإسلام كهوية وثقافة وتاريخ من الأرض التي سكنها المسلمون أكثر من 1300 عام
• فقدان الوعي الجمعي بالخطر الوجودي، حيث غفل الناس عن خطورة الاستهداف الثقافي والديني حتى صار واقعا مفروضا.

• التخاذل أمام الهجمة الحضارية، وركون بعض النخب إلى المداهنة، أو الهجرة الفكرية إلى القيم الغالبة طلبا للنجاة الفردية.

• الاعتماد على الخارج، حيث ظنّ الأندلسيون أن الاستنجاد بالفرنجة قد ينقذهم، فكان ذلك بابا لهلاكهم، وهو ما تكرره بعض الأصوات اليوم باستجداء الغرب لحماية المسلمين.

خامسا: ما السبل المتاحة للمواجهة؟

في مواجهة هذا الخطر الوجودي، لا بد من مشروع استراتيجي للمقاومة، يعتمد على الداخل المسلم في الهند، ويستفيد من الدعم الخارجي دون الارتهان له. ويمكن تحديد أهم السبل في النقاط الآتية:

1- بناء الوعي الجماعي: لا بد من نشر الوعي بحجم المخاطر، وخلق حالة من الإدراك العميق بضرورة الوحدة والتكاتف، بعيدا عن الخلافات الفقهية أو الحزبية.

2- تعزيز العمل المدني والقانوني: عبر دعم المنظمات الحقوقية المحلية والدولية لرصد الانتهاكات، والدفاع عن حقوق المسلمين أمام القضاء، والتصدي لمحاولات التهجير وسحب الجنسية.

3- تفعيل الإعلام الإسلامي في الهند: لمواجهة خطاب الكراهية، وتقديم الرواية الإسلامية بهوية وطنية هندية، تُظهر إسهام المسلمين في بناء الهند الحديثة.

4- التمسك بالهوية الإسلامية: عبر دعم التعليم الإسلامي، وحماية اللغة العربية والأردية، وتعزيز المؤسسات الدينية المستقلة عن السلطة.

5- بناء التحالفات مع الأقليات الأخرى: كالمسيحيين والداليت، الذين يشاركون المسلمين القلق من المشروع القومي الهندوسي، مما يفتح بابا لتحالف اجتماعي عريض من أجل حماية التعددية.

6- الضغط الدولي: من خلال الجاليات الإسلامية والهندية في الخارج، والمؤسسات الدولية، لإبقاء الملف حاضرا على طاولة النقاش العالمي، وربطه بملف حقوق الإنسان.

7- الإعداد المستقبلي للمواجهة الحضارية: بتخريج قيادات جديدة من الشباب المسلم، تجمع بين الفهم العميق للدين والوعي السياسي، لتكون قادرة على قيادة الأمة في ظل هذه التحديات.

خاتمة: بين الأمل والخطر

ليست المعركة محسومة، ولا القدر حتميا، فكما صمد المسلمون في البوسنة، وفلسطين، وتركيا، وغيرها، يمكن لمسلمي الهند أن يُفشلوا هذا المشروع الشيطاني، شرط أن يتجاوزوا الانقسام، ويدركوا أن المعركة اليوم هي معركة وجود لا معركة تفاصيل.

إن الأندلس لم تسقط في يومٍ واحد، بل عبر مراحل من التراخي والانهزام. وإذا أراد مسلمو الهند ألا يكونوا الأندلس الثانية، فعليهم أن يكتبوا تاريخا مختلفا، يبدأ من الآن.

مقالات مشابهة

  • إسطنبول: المدينة التي حملت أكثر من 135 اسمًا عبر التاريخ
  • هجرة طوعية يشرف عليها الكيان الصهيوني
  • تجهيز مقر لمركز السكر للكبار بمستشفى زايد بدمياط
  • الجمعة.. تامر عبدالمنعم يشرف على الاستعدادات النهائية لحفل عيد الربيع
  • البابا فرنسيس.. شخصية استثنائية وجنازة مختلفة
  • بوتين: الأسلحة التي تحصل عليها أوكرانيا تظهر في السوق السوداء
  • فترة الحداد ومكان الدفن.. تقاليد الكنيسة الكاثوليكية عند وفاة البابا
  • سعد آل مغني يتكفّل بسداد قرض مواطن ويساعده في تجهيز منزله .. فيديو
  • الخطر الوجودي الذي يهدد مسلمي الهند
  • ما يجب أن ينتبه له المسلمون في كندا