أول مقبرة إسلامية في ألمانيا يشرف عليها المسلمون
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
اعتمد طلب الحصول على رخصة تجهيز مقبرة إسلامية يتولى إدارتها المسلمون في مدينة فوبرطال الواقعة غربي ألمانيا بولاية شمال الراين فيستفاليا، فبعد انتظار طويل أعلن رئيس مجلس إدارة جمعية مقابر المسلمين في فوبرتال، سمير بوعيسى، عن قرب انطلاق تجهيز المقبرة الإسلامية في المدينة التي يقطنها أكثر من ثلاثين ألف مسلم.
وكان بوعيسى ذو الأصول المغربية ورئيس قسم شؤون الموظفين في بلدية المدينة أسس مع مجموعة من نخبة المدينة الجمعية الآنفة الذكر من أجل تحقيق هذا الهدف الذي يعتبر إحدى اللبنات الأساسية لبناء مواطنة حقيقية، لا ينشغل فيها جزء من المواطنين بشكل مستمر بالبحث عن مكان يدفنون فيه بعد مماتهم بطريقة تتوافق مع تعليمات دينهم.
وكان مقررا أن ينطلق التجهيز سنة 2018 م، ولكنه تعثر حسب المختصين لسببين رئيسيين، أولها التمويل، والثاني يرتبط بقابلية المكان المختار. وتأتي هذه الخطوة من المسؤولين في إطار التوجه العام لحكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا، التي يعيش فيها نحو مليون مسلم، ويتم السعي فيها إلى تسهيل شأن الدفن الإسلامي، ففي هذا الإطار تم تغيير القانون المتعلق بالدفن في التابوت سنة 2014، حيث تم التنازل عن إلزاميته، على أن يتم ذلك تحت إشراف جمعية إسلامية، مما قوى موقف جمعية مقابر المسلمين في فوبرتال وعزمها على المضي قدما للحصول على ترخيص لإقامة مقبرة للمسلمين بالمدينة يتولون إدارتها بأنفسهم.
دعاء لأهل فلسطين .. اللهم سخر لهم ملائكة السماء وجنود الأرض دعاء للميت في النصف الثاني من شهر المولد النبوي.. 10 كلمات تنقله من موطن الدود للجنة
وتتجلى أهمية تجهيز هذه المقبرة في كونها تحقق مجموعة من مطالب المسلمين التي يأتي على رأسها الحق في حيازة القبر للأبد، والدفن بدون تابوت، خصوصا وأن رغبة الأجيال الحاضرة من المسلمين في الدفن في ألمانيا بجانب أقاربهم تتصاعد، وأن الأعداد الكبيرة من اللاجئين في السنوات العشر الأخيرة تستبعد أن تتوفر لها فرصة للدفن في بلادها الأصلية.
كما أن وجود مقابر إسلامية يتولاها المسلمون سوف يخفف العبء عن البلديات التي كان عليها أن توفر هذه الحاجة للمسلمين في ظل العجز الذي تعرفه أماكن الدفن التي تقع في حدود مسؤوليتها عن استيعاب جثامين المسلمين.
ويبقى التحدي الأكبر بعد تجهيز المقبرة، والحصول على حقي الدفن بدون تابوت، وحيازة القبر بشكل دائم هو تمويل صيانتها، حيث يرجح المتابعون أن يتم الاعتماد على اللجوء إلى جمع التبرعات، خصوصا وأن المدينة أعلنت أن ذلك من مهام المشرفين عليها، كما لدى الديانات الأخرى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مقبرة إسلامية الأعلى للمسلمين في ألمانيا فی ألمانیا
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: القدس رمزًا ا للهوية الإسلامية ولوجود المسلمين في العالم
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، في خطبة جمعة سابقة له بتاريخ 26 أغسطس 2005، أن المسجد الأقصى والقدس الشريف ليسا مجرد أماكن مقدسة للمسلمين، بل يمثلان رمزًا للهوية الإسلامية ولوجود المسلمين في العالم.
معجزة الإسراء والمعراججاءت هذه الخطبة متزامنة مع ذكرى حادثة الإسراء والمعراج التي وقعت في شهر رجب، حيث أسرى الله بنبيه محمد ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، في معجزة جسدت وحدة الأمة الإسلامية وارتباطها العميق بالمقدسات.
الإسراء والمعراج: معجزة الإيمان
تناول الدكتور علي جمعة حادثة الإسراء والمعراج التي وقعت في عام الحزن، حينما فقد النبي ﷺ السيدة خديجة رضي الله عنها وعمه أبو طالب، وعانى من رفض قريش له ولدعوته. وأوضح أن الإسراء كان انتقالًا حقيقيًا للنبي ﷺ بجسده وروحه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم إلى السماء، في رحلة لم يشهدها أحد، لتبقى معجزة إيمانية تدعو المسلمين إلى التفكر والتدبر.
شدد جمعة على أن القدس ليست مجرد مدينة جغرافية محدودة بمساحة صغيرة لا تتجاوز الميل المربع، بل هي رمز لحضارة المسلمين، وتاريخهم، ومستقبلهم. وأوضح أن أهمية القدس تتجاوز الصراعات السياسية، فهي تمثل نداءً إلهيًا للبشرية باتقاء الله والعمل على تحقيق العدل والسلام.
وفي معرض حديثه عن السلام، أكد الدكتور علي جمعة أن الإسلام يدعو إلى السلام العادل القائم على الحق والإنصاف، وليس سلامًا مبنيًا على العدوان أو التفريط في الحقوق. وأضاف أن القدس تمثل رمزًا للمسلمين في دعوتهم المستمرة إلى التعايش السلمي وتحقيق العدل بين الشعوب.
اختتم الدكتور علي جمعة خطبته بالتأكيد على أن القدس ستظل رمزًا للمسلمين عبر الأجيال، وأن الدفاع عنها واجب ديني وحضاري، لا يقتصر على تحريرها من الاحتلال، بل يشمل الحفاظ عليها كرمز للوحدة الإسلامية والقيم الإنسانية التي يدعو إليها الإسلام.
وأوضح أن المسجد الأقصى سيظل نداءً دائمًا للمسلمين لتجديد العهد مع الله والعمل على نصرة الحق والعدل في كل مكان.