فاطمة هبيس الكثيري
شاب فلسطيني بدموع ترقرقت في عينيه قالها صراحة "حسبي الله ونعم الوكيل والله لن نسامحكم".. عبارة تهز وجدان كل حر إن كان هناك حر أو كان يوجد معنى للحرية أمام كل ما نرى من مناظر يشيب لها الولدان.
سر صمود غزة يتجلى في قوله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم".
إرادة ممتزجة باليقين التام بالله تذيب قوة المدافع وقوة الصواريخ، والإيمان الذي لا يتزعزع وصلابة الصمود حتى لو انهارت على رأسك أسقف وجدران مبانٍ عجزت أن تكون مثلك.
وعندما تختلط الدموع بالزغاريد ويرقص القلب بين أضلعك فرحاً بالاستشهاد ويعتصر أحيانا أخرى لفقدان عزيز، وعندما تعانق الموت وتعشق أنفاسك رائحة آتية من عالم آخر، ترى فيه خلاصك من آلامك لسنوات عجاف، وحين تدرك أن الحياة مجرد ركام من الأحجار يتخللها بعض التراب، وعندما تصبح أبخرة الحرائق تعلو على أكسجين الحياة، وعندما تستنشق رائحة الدماء من كل مكان يحيط بك، عندها يستحيل أن يهزمك الخوف أو تؤلمك القنابل أو رصاصة خارجة من عدو غاشم، ولن يؤثر فيك نظرة تشًفي من حاقد أو طامع، أو أكاذيب حيكت بعناية لتشوية إنجازاتك أو عتاد جلب من حليف منافق. إرادة الحر المؤمن بقضيته ودينه لن يهزمها تحالف الخلق جميعاً.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشي لم ينفعوك إلا بشي قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشي لن يضروك الا بشي قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف".
من يؤمن بهذا الحديث لن يخشى أحدا ولن يهاب أحدا ولن ينتظر شيئاً من أحد لأنه يعلم أن اجتماع الخلق ضده لن يضره ولن تكون إلا إرادة الله فقط، والمؤمن يعلم أنه بكل الأحوال منتصر؛ فموته شهادة والفوز بالجنة وبقاءه ضمن إرادة الله لإكمال رسالته التي لم تنتهي بعد على الأرض.
والغزاويون يدركون هذا جيدا، لذلك هم صامدون دون عتاد ولا أسلحة سوى سلاح واحد وهو الإيمان واليقين بالله مهما تكالبت عليهم الأمم.
العاقل لا يخشى على الفلسطينيين من الهزيمة أو الاستسلام أو الفناء، لكن الخوف هو ماذا سيسطر التاريخ عن الأمة الإسلامية والعربية خاصة للأجيال القادمة؟ وما العبارات المناسبة لتوضع على ورق الحياة من تاريخ أمتنا العظيمة كما ندعي؟ وبأي مجد سيفخر أبناء هذا الجيل وما يتبعه من أجيال عندما يقرأون عن إنجازات أمة محمد في القرن الحادي والعشرين؟
في عصر التطور والتقدم والوفرة المعرفية عصر التكنولوجيا عصر العلوم والتقنية والرخاء الاقتصادي، العصر الذي أصبح كل شيء ممكنا ومتاحا تعلم وتغيير كل شيء في لمح البصر ليشمل حياتك معتقداتك وأخلاقك.
إن الخطى تتقدم بسرعة مهولة وكأنها تستعجل النهاية أليس كذلك؟
إن الموت أصبح هو الآخر في عجلة من أمره لإراحة الأرواح المقهورة منذ سنوات طويلة وكل ذلك ضمن إرادة الله ورحمته بعباده. لكن السؤال الذي أصبح يفرض نفسه من نحن بين الأمم؟
هل أضعنا هويتنا؟ فقد كنا نفتخر سابقاً بالفتوحات الإسلامية وببطولات العرب والمسلمين ونصرتهم للمظلوم، فبماذا ستفتخر الأجيال القادمة؟ وبأي مداد سيدون تاريخنا يا أمة التوحيد؟ هل بمداد من ذهب أم بماء العين سيبل الورق؟ أم بدماء الأبرياء سيخط على الطرقات والحجر؟ أم كيف ستروى تلك الحكايات من أفواه المسنين للصغار؟
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
20 سريراً لليافعين.. ”إرادة الدمام“ تفتتح قسماً نفسياً جديداً
دشن مجمع إرادة والصحة النفسية بالدمام، أحد مكونات تجمع الشرقية الصحي، قسم التنويم الجديد المخصص لعلاج الأمراض النفسية لدى اليافعين.
ويأتي افتتاح هذا القسم، الذي تبلغ سعته الاستيعابية 20 سريراً، استجابةً للطلب المتزايد على الخدمات التخصصية المتقدمة التي يوفرها المجمع للمستفيدين في المنطقة.
أخبار متعلقة صور| استمرار الإنذار البرتقالي بالشرقية من الأتربة المثارة حتى 2 ظهراًتطوير وسط القطيف.. نزع ملكيات لتوسعة شارع رئيسي وتأهيل القلعة التراثيةأكد رئيس تشغيل مجمع إرادة والصحة النفسية بالدمام، الدكتور مرجع اليامي، أن حفل التدشين شهد حضوراً رفيع المستوى، تمثل في رئيس المجلس التأسيسي للقطاع الشرقي الصحي، عصام المهيدب، والرئيس التنفيذي لتجمع الشرقية الصحي، الدكتور عبدالعزيز الغامدي.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ”إرادة الدمام“ تفتتح قسماً نفسياً جديداًخدمات علاجية متخصص
أشار الدكتور اليامي إلى أن هذا الحضور يعكس الأهمية الكبيرة التي يوليها التجمع لتقديم خدمات علاجية متخصصة ومتقدمة لهذه الفئة العمرية الحساسة، التي تتراوح أعمارها بين 14 و21 عاماً، وذلك وفقاً لأحدث البروتوكولات العلاجية المعمول بها عالمياً.
وأوضح الدكتور اليامي أن القسم الجديد يهدف في المقام الأول إلى توفير بيئة علاجية آمنة ومتخصصة وداعمة لليافعين الذين يواجهون تحديات نفسية، وكذلك لأسرهم.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ”إرادة الدمام“ تفتتح قسماً نفسياً جديداًدعم ومساندة
يسعى القسم لمساعدة هؤلاء اليافعين على مواجهة صعوبات الحياة في ظروف نفسية ملائمة، من خلال تقديم دعم حقيقي ومساندة لكل من يحتاج إليها.
ويضم القسم غرفاً مجهزة للعلاج الجماعي والفردي، بالإضافة إلى توفير مساحات إبداعية تهدف إلى تمكين اليافعين من استعادة قدرتهم على ممارسة الأنشطة الطبيعية والاندماج في المجتمع بعد فترة العلاج ومغادرة المجمع.