جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-17@12:40:37 GMT

غزة العزة

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

غزة العزة

فاطمة هبيس الكثيري

 

شاب فلسطيني بدموع ترقرقت في عينيه قالها صراحة "حسبي الله ونعم الوكيل والله لن نسامحكم".. عبارة تهز وجدان كل حر إن كان هناك حر أو كان يوجد معنى للحرية أمام كل ما نرى من مناظر يشيب لها الولدان.

سر صمود غزة يتجلى في قوله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم".

. لكن ماذا أعدت الأمة الإسلامية من قوة؟ والله يقول في محكم التنزيل "فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى". فهل تملك الأمة اليوم الإيمان بهذه الآية؟ وهل نجد ترجمة لذلك على أرض الواقع؛ بل خذلان نشهده من العالم الإسلامي تجاه إبادة إخواننا في غزة من قبل الصهاينة وإنه لأمر مؤسف للغاية، ودليل ضعف هذه الأمة. بينما أهل فلسطين تأهبوا بما استطاعوا من قوة.

إرادة ممتزجة باليقين التام بالله تذيب قوة المدافع وقوة الصواريخ، والإيمان الذي لا يتزعزع وصلابة الصمود حتى لو انهارت على رأسك أسقف وجدران مبانٍ عجزت أن تكون مثلك.

وعندما تختلط الدموع بالزغاريد ويرقص القلب بين أضلعك فرحاً بالاستشهاد ويعتصر أحيانا أخرى لفقدان عزيز، وعندما تعانق الموت وتعشق أنفاسك رائحة آتية من عالم آخر، ترى فيه خلاصك من آلامك لسنوات عجاف، وحين تدرك أن الحياة مجرد ركام من الأحجار يتخللها بعض التراب، وعندما تصبح أبخرة الحرائق تعلو على أكسجين الحياة، وعندما تستنشق رائحة الدماء من كل مكان يحيط بك، عندها يستحيل أن يهزمك الخوف أو تؤلمك القنابل أو رصاصة خارجة من عدو غاشم، ولن يؤثر فيك نظرة تشًفي من حاقد أو طامع، أو أكاذيب حيكت بعناية لتشوية إنجازاتك أو عتاد جلب من حليف منافق. إرادة الحر المؤمن بقضيته ودينه لن يهزمها تحالف الخلق جميعاً.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشي لم ينفعوك إلا بشي قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشي لن يضروك الا بشي قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف".

من يؤمن بهذا الحديث لن يخشى أحدا ولن يهاب أحدا ولن ينتظر شيئاً من أحد لأنه يعلم أن اجتماع الخلق ضده لن يضره ولن تكون إلا إرادة الله فقط، والمؤمن يعلم أنه بكل الأحوال منتصر؛ فموته شهادة والفوز بالجنة وبقاءه ضمن إرادة الله لإكمال رسالته التي لم تنتهي بعد على الأرض.

والغزاويون يدركون هذا جيدا، لذلك هم صامدون دون عتاد ولا أسلحة سوى سلاح واحد وهو الإيمان واليقين بالله مهما تكالبت عليهم الأمم.

العاقل لا يخشى على الفلسطينيين من الهزيمة أو الاستسلام أو الفناء، لكن الخوف هو ماذا سيسطر التاريخ عن الأمة الإسلامية والعربية خاصة للأجيال القادمة؟ وما العبارات المناسبة لتوضع على ورق الحياة من تاريخ أمتنا العظيمة كما ندعي؟ وبأي مجد سيفخر أبناء هذا الجيل وما يتبعه من أجيال عندما يقرأون عن إنجازات أمة محمد في القرن الحادي والعشرين؟

في عصر التطور والتقدم والوفرة المعرفية عصر التكنولوجيا عصر العلوم والتقنية والرخاء الاقتصادي، العصر الذي أصبح كل شيء ممكنا ومتاحا تعلم وتغيير كل شيء في لمح البصر ليشمل حياتك  معتقداتك وأخلاقك.

إن الخطى تتقدم بسرعة مهولة وكأنها تستعجل النهاية أليس كذلك؟

إن الموت أصبح هو الآخر في عجلة من أمره لإراحة الأرواح المقهورة منذ سنوات طويلة وكل ذلك ضمن إرادة الله ورحمته بعباده. لكن السؤال الذي أصبح يفرض نفسه من نحن  بين الأمم؟

هل أضعنا هويتنا؟ فقد كنا نفتخر سابقاً بالفتوحات الإسلامية وببطولات العرب والمسلمين ونصرتهم للمظلوم، فبماذا ستفتخر الأجيال القادمة؟ وبأي مداد سيدون تاريخنا يا أمة التوحيد؟ هل بمداد من ذهب أم بماء العين سيبل الورق؟ أم بدماء الأبرياء سيخط على الطرقات والحجر؟ أم كيف ستروى تلك الحكايات من أفواه المسنين للصغار؟

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مسير طلابي في مديرية اللحية بالحديدة ضمن الحملة الشعبية لدعم “طوفان الأقصى”

الثورة نت|

نفذ طلاب مدرسة النجاح بمنطقة مور في مديرية اللحية بمحافظة الحديدة، اليوم مسيرا راجلا ضمن الحملة الشعبية لدعم طوفان الأقصى ومناصرة الشعب الفلسطيني.

انطلق المسير من مدرسة النجاح الى الخط العام لمسافة ثلاثة كيلو مترات، لعدد 300 طالب باتجاه مدينة مور الى زبية، بمشاركة مدير المديرية ماجد عميش والأمين العام للمجلس المحلي محمد المعدي.

ورفع الطلاب العلمين اليمني والفلسطيني، وشعارات مناهضة للعدو الصهيوني ورفض التطبيع معه، وإدانة الجرائم الوحشية بحق أطفال ونساء قطاع غزة، وهتفوا بشعارات مؤيدة لقرارات القيادة الثورية ودعم خيارات الشعب الفلسطيني في تنفيذ عملياتها لمواجهة الكيان الصهيوني الغاصب.

وعبروا عن الفخر والاعتزاز بموقف قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الحوثي، وعمليات القوات المسلحة التي تجسد الدور العروبي المسئول في مناصرة الشعب الفلسطيني.

وأوضحوا أن مشاركتهم في حملة دعم طوفان الأقصى، تهدف الى ترسيخ العزة ومعاني وقيم الجهاد في نفوس المجتمع في مواجهة تحديات أعداء الأمة.

وأكدوا أن الشعب اليمني يتوج مواقف العزة والإباء اليوم بعد عشرة أعوام من معركة المواجهة مع قوى العدوان بالانتصار للسيادة اليمنية، وخوض معركة الجهاد المقدس، والمشاركة في الانتصار للقضية الفلسطينية، التي تتعرض لتآمر دولي وعربي.

 

مقالات مشابهة

  • وكيل اللجنة الدينية بالنواب: اللغة العربية وعاء ثقافي وحضاري للأمة الإسلامية
  • الكنيسة تحتفل بتذكار استشهاد الشهيدة بربارة وصديقتها يوليانة
  • عبدالله النجار: الحروب والتقنيات التكنولوجية تتطلَّب فتاوى مرنة ومتجددة
  • أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة أرسطو باليونان: الفتوى أداة لتعزيز التفاهم بين المجتمعات
  • مسير طلابي في مديرية اللحية ضمن الحملة الشعبية لدعم “طوفان الأقصى”
  • مسير طلابي في مديرية اللحية بالحديدة ضمن الحملة الشعبية لدعم “طوفان الأقصى”
  • “استطلاع” الإسناد الشعبي لغزة إرادة شعب ومشروع أمة
  • حتى لا تقع الفأس بالرأس
  • رئيس وزراء فلسطين: المخيمات رمز العزة والوطنية ويجب الحفاظ عليها
  • شاهد بالفيديو.. الشيخ الراحل محمد سيد حاج يكشف أسباب اعتقاله والتحقيق معه ويؤكد: (كنت لعاب في كرة القدم وعندما أسدد الكرة كان زملائي يهتفون الله أكبر)