جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-26@21:27:06 GMT

النكبة.. من رأى ليس كمن سمع!

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

النكبة.. من رأى ليس كمن سمع!

عوض المغني

سمعنا عن النكبة وهي التسمية العربية للهجرة القسرية للفلسطينيين من أراضيهم سنة 1948 بُعيْد الإعلان عن قيام دولة الاحتلال، تلك الهجرة التي لازالت الذاكرة الفلسطينية والعربية عموما لم تمحها؛ فالمفاتيح العتيقة للدور محفوظة لدى العائلات الفلسطسينة وحلم العودة تحمله الأجيال المتلاحقة.

تلك النكبة التي خلفت اجتثاث قرابة 500 قرية وبلدة فلسطينية بسبب المذابح والترهيب الذي لاقاه الشعب الفلسطيني من عصابات الاحتلال الصهيوني، وستستمر تلاحق مرتكبيها ممن لبس الياقة البيضاء وأصبح ممثلا للكيان الغاصب أمام العالم في حكوماته المتلاحقة وحتى من غادر منهم الدنيا ليقف أمام البارئ مختليا بأعماله.

تلك النكبة التي سمعنا عنها وقرأنا كثيرا، أصبحت ماثلة أمامنا مباشرة في القصف الغاشم الذي تشنه دولة الاحتلال على قطاع غزة منذ ما يزيد عن 11 يومًا في أعقاب عملية طوفان الأقصى الفدائية لكتائب القسام التابعة لحركة حماس. هذا الرد الذي جاء على رؤوس المدنيين الأبرياء، و70% منهم من النساء والأطفال، والحديث مؤكد عن محو ما يزيد عن 300 عائلة فلسطينية في قطاع غزة من السجلات المدنية بسبب مصرع جميع أفرادها في العدوان الغاشم.

ومع تلك العملية الوحشية والتي من المفترض أن تكون ردا على عملية عسكرية / فدائية إلا أنها استخدمت فيها دولة الاحتلال أسلحة فتاكة بهدف تفريغ القطاع من ساكنيه، فمرة دعوة السكان العزل للذهاب إلى شمال القطاع بهدف قصف جنوبه، ومرة العكس، وحتى المعابر الحدودية قُصفت، ولم تسلم قوافل السكان المذعورة من القصف والذي يؤكد بلا جدال النية المُبيتة لدى الاحتلال تصفية المدنيين في عقاب جماعي لم تسلم منه حتى المؤسسسات الصحية والتعليمية وغيرها التابعة لمنظمة الأنروا التابعة للأمم المتحدة، وقصف المستشفى المعمداني الأهلي خير دليل على وحشية هذا الكيان.

اللافت أن هجمات الاحتلال لاقت تأييد معظم الدول الغربية على الرغم من أن تلك الدول منذ عامين تقف بجانب أوكرانيا في حربها ضد الغزو الروسي، وهذا التأييد الغربي اللامحدود ليس مستغربًا إذا علمت أن العديد ممن أسرتهم حركة "حماس" يحملون جنسيات تلك الدول وهم مزدوجي الجنسية، بين صهيوني يخدم في جيش الاحتلال، وسائح وسارق أرض وناهب ممتلكات فلسطينية وقاطع طريق ومعكر صفو الحياة على الفلسطيني في أرضه، بينما الصادم هو ذلك الصمت العربي والإسلامي، بينما في المقابل تلقى جيش الاحتلال الدعم والاعتراف الغربي بحقه في "الدفاع عن نفسه"، وإرسال حاملات الطائرات والأسلحة لإتمام مهمته الوحشية.

لم نعش نكبة 48، ولم نعِ تفاصيلها المُرّة، لكننا الآن نشهد ومباشرة ما يوازيها في النتائج ويفوقها ألمًا، فالقطاع المحاصر منذ 17 عامًا والمشلول أصلًا من الخدمات والحركة الاقتصادية يشهد مجزرة لا مثيل لها في التاريخ الحديث وحياة أكثر من 2 مليون إنسان معرضة لخطر الإبادة بأسلحة محرمة دوليًا، وحتى الضفة الغربية ورام الله وبلدات 48 في الداخل، لم تسلم من اقتحامات قوات الاحتلال المتواصلة، مُخلفة العشرات من الشهداء ومئات السجناء، فيما لا يزال التعويل على الرأي العام العالمي والغربي تحديدا لكشف الجريمة اللاإنسانية الحاصلة في غزة، فهو يمارس حقه في التضامن مع الأشقاء الفلسطينيين والتظاهر احتجاجًا على سياسات دوله، ولكنه أيضا هو نفسه من أوصل تلك الحكومات إلى سدة الحكم.

لا ننسى القول إن مستوطنات ما يعرف بغلاف غزة الـ50 هي بالأصل أراضٍ محتلة منذ عام 1967، وإقامتها مخالفة لقرار مجلس الأمن رقم 242 الداعي الى انسحاب قوات الاحتلال من الأراضي التي احتلتها، ودولة الاحتلال برفضها الانصياع للقرار الأممي تضع مُنتسبيها على خط المواجهة (كما هو مخطط له من قبل) بحيث إن تلك المستوطنات تحوطها العديد من النقاط العسكرية وأسوار عالية لا تخلو من العنصرية، وهو ما يؤكد أن عملية طوفان الأقصى تندرج تحت أعمال المقاومة، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هيئة شؤون الأسرى توضح لـعربي21 الانتهاكات التي يتعرض لها الأسير عبد الله البرغوثي

أثار حديث ابنة الأسير الأردني عبد الله البرغوثي عن تعرضه للضرب والتنكيل بشكل يومي المخاوف على حياته، وطرح سردها عن وضع والدها الصحي والجسدي تساؤلاً عن ما إذا كان الاحتلال يحاول اغتياله.

وكانت ابنة البرغوثي قد نقلت عن أحد محامي والدها أنه "يتعرض لمعاملة وحشية، وضرب مفرط بواسطة أدوات قمعية مثل الأحزمة والعصي الحديدية، ويتعمد الاحتلال إفراغ القسم بالكامل من الأسرى، ليُترك البرغوثي مع السجانين لوحده وتنطلق عملية تعذيبه".

ولفتت إلى أن هذه الممارسات الوحشية، أدت إلى كسور شديدة في عظامه، مما جعله غير قادر على الحركة أو الوقوف بشكل طبيعي.



من جهتها قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، إن حال الأسير عبد الله البرغوثي كحال بقية الأسرى في السجون الإسرائيلية ما بعد السابع من أكتوبر، حيث يُمارس عليهم جميعا سلسلة من العقوبات.

وأوضحت الهيئة في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن هذه العقوبات تتمثل بالاعتداء بالضرب والتنكيل بالأسرى، بالإضافة إلى تقليل كميات الطعام ما أدى إلى خسارة جميع الأسرى الكثير من أوزانهم، كذلك انتشرت بينهم الأمراض والأوبئة.

وأكدت أنه لا يتم تقديم العلاج الطبي اللازم للأسرى بشكل عام والأسير عبد الله البرغوثي بشكل خاص، الذي تقوم إدارة السجون الإسرائيلية بالاعتداء عليه بشكل يومي وممنهج والتنكيل به ونقله من سجن إلى أخر.

وأكملت الهيئة، أيضا تم سحب مواد التنظيف وهذا أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة في صفوف الأسرى في السجون الإسرائيلية، كما أن الاحتلال لا يقدم العلاج الطبي اللازم للأسرى المرضى الذين أصيبوا بالمرض الجلدي (الجرب).



وحول وضع الأسير الأردني عبد الله البرغوثي، قالت هيئة شؤون الأسرى لـ"عربي21"، بحسب مشاهدة المحامي الذي قام بزيارته تظهر على جسده آثار الضرب بوضوح، بالإضافة الى انتشار المرض الجلدي، وهناك علامات ظهور للدمامل، أيضا لا يتم تقديم العلاج الطبي له، علما أنه خسر من وزنه ما يقارب 70 كيلو منذ السابع من أكتوبر.

وأثار حديث المحامي عن وضع الأسير الأردني عبد الله البرغوثي تساؤلات حول ما إذا كان الاحتلال يتعمد اغتياله، خاصة أنه كان دائما يرفض إدراجه في أي صفقة تبادل لأسرى، وكان يتعمد وضعه في زنزانة انفرادية لسنوات ويمنع أهله من زيارته لفترات طويلة.

بدورها قالت هيئة الأسرى رداً على هذه التساؤلات، "طلبنا زيارته وننتظر تحديد موعد للزيارة حتى نعرف كل التفاصيل حول ما يحدث معه".

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد كثف قمعه وتنكيله بالأسرى الفلسطينيين بعد السابع من أكتوبر، ونال أسرى قطاع غزة النصيب الأكبر من هذا التنكيل والمعاملة الوحشية.

حيث احتجز الاحتلال أسرى قطاع غزة في معسكر سدي تيمان سيء السمعة، ووضعهم في أقفاص حديدية وعاملهم بطريقة وحشية وغير ادمية، حيث قام بتعذيبهم بكل الوسائل الجسدية والنفسية، كما هناك روايات تناقلها الأسرى عن تعرض بعضهم للاغتصاب.

ونقلت قناة الجزيرة عن رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله زغاري أن الاحتلال الإسرائيلي نفذ منذ 7 تشرين أول/أكتوبر 15 ألف عملية اعتقال في قطاع غزة وحده.

ووفقا لزغاري فإن الاحتلال الإسرائيلي يرفض تقديم معلومات دقيقة عن عدد أسرى قطاع غزة، مؤكدا أن عمليات التعذيب والتنكيل قد تصاعدت منذ السابع من أكتوبر، علما أنه نتيجة للإهمال الطبي استشهد ما لا يقل عن 63 أسيرا فلسطينياً آخرهم الشاب مصعب عديلي (21 عاما).

مقالات مشابهة

  • هيئة شؤون الأسرى توضح لـعربي21 الانتهاكات التي يتعرض لها الأسير عبد الله البرغوثي
  • شاهد| كتائب القسام تنشر: عملية إنقاذ أسرى صهاينة من نفق قصفه جيش الاحتلال قبل عدة أيام
  • بالفيديو .. عملية إنقاذ أسرى إسرائيليين من نفق قصفه الاحتلال في غزة
  • عملية إنقاذ أسرى إسرائيليين من نفق قصفه الاحتلال في غزة (شاهد)
  • أسفرت عن قتـ.لى وجرحى.. القسام تكشف عن عملية ضد قوة إسرائيلية في الشجاعية
  • تقرير: ليلة الآليات المحترقة .. حين تُقصف الأذرع التي تساعد غزة على النجاة
  • كيف نفذت القسام عملية ثانية بمكان “كسر السيف”؟ الدويري يجيب
  • كيف نفذت القسام عملية ثانية بمكان كسر السيف؟ الدويري يجيب
  •   «إسرائيل» تُدمر 90% من مباني غزة وتنفذ 6 آلاف عملية هدم في الضفة
  • السيسي: التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي تحتم تكثيف التعاون بين الدول العربية