النكبة.. من رأى ليس كمن سمع!
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
عوض المغني
سمعنا عن النكبة وهي التسمية العربية للهجرة القسرية للفلسطينيين من أراضيهم سنة 1948 بُعيْد الإعلان عن قيام دولة الاحتلال، تلك الهجرة التي لازالت الذاكرة الفلسطينية والعربية عموما لم تمحها؛ فالمفاتيح العتيقة للدور محفوظة لدى العائلات الفلسطسينة وحلم العودة تحمله الأجيال المتلاحقة.
تلك النكبة التي خلفت اجتثاث قرابة 500 قرية وبلدة فلسطينية بسبب المذابح والترهيب الذي لاقاه الشعب الفلسطيني من عصابات الاحتلال الصهيوني، وستستمر تلاحق مرتكبيها ممن لبس الياقة البيضاء وأصبح ممثلا للكيان الغاصب أمام العالم في حكوماته المتلاحقة وحتى من غادر منهم الدنيا ليقف أمام البارئ مختليا بأعماله.
تلك النكبة التي سمعنا عنها وقرأنا كثيرا، أصبحت ماثلة أمامنا مباشرة في القصف الغاشم الذي تشنه دولة الاحتلال على قطاع غزة منذ ما يزيد عن 11 يومًا في أعقاب عملية طوفان الأقصى الفدائية لكتائب القسام التابعة لحركة حماس. هذا الرد الذي جاء على رؤوس المدنيين الأبرياء، و70% منهم من النساء والأطفال، والحديث مؤكد عن محو ما يزيد عن 300 عائلة فلسطينية في قطاع غزة من السجلات المدنية بسبب مصرع جميع أفرادها في العدوان الغاشم.
ومع تلك العملية الوحشية والتي من المفترض أن تكون ردا على عملية عسكرية / فدائية إلا أنها استخدمت فيها دولة الاحتلال أسلحة فتاكة بهدف تفريغ القطاع من ساكنيه، فمرة دعوة السكان العزل للذهاب إلى شمال القطاع بهدف قصف جنوبه، ومرة العكس، وحتى المعابر الحدودية قُصفت، ولم تسلم قوافل السكان المذعورة من القصف والذي يؤكد بلا جدال النية المُبيتة لدى الاحتلال تصفية المدنيين في عقاب جماعي لم تسلم منه حتى المؤسسسات الصحية والتعليمية وغيرها التابعة لمنظمة الأنروا التابعة للأمم المتحدة، وقصف المستشفى المعمداني الأهلي خير دليل على وحشية هذا الكيان.
اللافت أن هجمات الاحتلال لاقت تأييد معظم الدول الغربية على الرغم من أن تلك الدول منذ عامين تقف بجانب أوكرانيا في حربها ضد الغزو الروسي، وهذا التأييد الغربي اللامحدود ليس مستغربًا إذا علمت أن العديد ممن أسرتهم حركة "حماس" يحملون جنسيات تلك الدول وهم مزدوجي الجنسية، بين صهيوني يخدم في جيش الاحتلال، وسائح وسارق أرض وناهب ممتلكات فلسطينية وقاطع طريق ومعكر صفو الحياة على الفلسطيني في أرضه، بينما الصادم هو ذلك الصمت العربي والإسلامي، بينما في المقابل تلقى جيش الاحتلال الدعم والاعتراف الغربي بحقه في "الدفاع عن نفسه"، وإرسال حاملات الطائرات والأسلحة لإتمام مهمته الوحشية.
لم نعش نكبة 48، ولم نعِ تفاصيلها المُرّة، لكننا الآن نشهد ومباشرة ما يوازيها في النتائج ويفوقها ألمًا، فالقطاع المحاصر منذ 17 عامًا والمشلول أصلًا من الخدمات والحركة الاقتصادية يشهد مجزرة لا مثيل لها في التاريخ الحديث وحياة أكثر من 2 مليون إنسان معرضة لخطر الإبادة بأسلحة محرمة دوليًا، وحتى الضفة الغربية ورام الله وبلدات 48 في الداخل، لم تسلم من اقتحامات قوات الاحتلال المتواصلة، مُخلفة العشرات من الشهداء ومئات السجناء، فيما لا يزال التعويل على الرأي العام العالمي والغربي تحديدا لكشف الجريمة اللاإنسانية الحاصلة في غزة، فهو يمارس حقه في التضامن مع الأشقاء الفلسطينيين والتظاهر احتجاجًا على سياسات دوله، ولكنه أيضا هو نفسه من أوصل تلك الحكومات إلى سدة الحكم.
لا ننسى القول إن مستوطنات ما يعرف بغلاف غزة الـ50 هي بالأصل أراضٍ محتلة منذ عام 1967، وإقامتها مخالفة لقرار مجلس الأمن رقم 242 الداعي الى انسحاب قوات الاحتلال من الأراضي التي احتلتها، ودولة الاحتلال برفضها الانصياع للقرار الأممي تضع مُنتسبيها على خط المواجهة (كما هو مخطط له من قبل) بحيث إن تلك المستوطنات تحوطها العديد من النقاط العسكرية وأسوار عالية لا تخلو من العنصرية، وهو ما يؤكد أن عملية طوفان الأقصى تندرج تحت أعمال المقاومة، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بعد انفجارات تل أبيب .. الاحتلال ينفذ عملية مكثفة بالضفة
سرايا - تواجه الضفة الغربية المحتلة أزمة جديدة وتصعيدات خطيرة، غير مسبوقة، تحت ذريعة حادث "تفجيرات الحافلات" في "تل أبيب"، لتضاف إلى سجل عملية "السور الحديدي" التي دخلت شهرها الثاني مُخلّفة عشرات الشهداء والإصابات.
وأعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الأخير أصدر أوامر لـ"الجيش" بتنفيذ عملية مكثفة في الضفة الغربية ضد ما وصفها بـ"بؤر الإرهاب"، تزامنا مع قرار بنشر 3 وحدات جديدة بعد انفجارات الحافلات.
سلسلة هجمات
وأكد أن "رئيس الوزراء أصدر توجيهات للشرطة وجهاز الأمن الداخلي لتكثيف الأنشطة الوقائية في المدن الإسرائيلية لمنع حدوث المزيد من الهجمات".
وعقب تفجير الحافلات الإسرائيلية مساء الخميس، أجرى نتنياهو تقييما للوضع خلال اجتماع مع وزير الدفاع.
وقال مكتب نتنياهو، عقب الاجتماع، إنه كانت هناك محاولة لتنفيذ "سلسلة هجمات على حافلات".
من جهتها، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قيادة "الجيش" قررت نشر 3 كتائب جديدة لتعزيز القوات في الضفة الغربية بعد انفجارات الحافلات في "تل أبيب".
إغلاق مداخل للضفة الغربية
إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليلة الخميس، إغلاق مداخل للضفة الغربية، بعد حادث العبوات الناسفة التي انفجرت داخل حافلات فارغة في "تل أبيب".
وقال جيش الاحتلال في بيان، إن قواته تعمل بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك) وشرطة "إسرائيل"، للتحقيق في حادثة العبوات الناسفة في بات يام قرب "تل أبيب".
وأضاف: "في أعقاب تقييم الوضع، تستمر القوات الإسرائيلية في تكثيف أنشطتها لمكافحة الإرهاب في الضفة الغربية، وسوف تركز على نتائج الاستخبارات".
وتابع البيان: "في الوقت نفسه، قامت القوات الإسرائيلية بإغلاق مداخل الضفة الغربية في مناطق معينة وفقا لذلك".
واستطرد جيش الاحتلال: "في ختام تقييم الوضع الذي أجراه رئيس الأركان، أصدر الفريق أول (قائد الأركان المنتهية ولايته) هرتسي هاليفي تعليماته بمساعدة شرطة إسرائيل حسب الحاجة وتعزيز الأنشطة في منطقة التماس
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 596
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 21-02-2025 09:05 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...