600 أمريكي ثمن دخول المساعدات إلى غزة
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
ناجي بن جمعة البلوشي
أصرت السلطات المصرية على إغلاق معبر رفح في وجه كل من يحاول الخروج من غزة باتجاه مصر وذلك بعد أن اندلعت معركة "طوفان الأقصى" في يوم السبت الموافق 7 أكتوبر والتي قابلتها دولة الاحتلال بمواجهة مسلحة ضارية لا تبقي ولا تذر، لم يسلم منها أحد إن كان من البشر أو الشجر أو الحجر.
وجاء تخوف العزيزة مصر في اتخاذها لهذا القرار، مما هو مترتب على ما بعد الفتح، وهنا نلخصها في عدة أسباب؛ منها: خروج الجالية الأمريكية والذين يقدر عددهم بحوالي 600 شخص يحملون الجنسية الأمريكية لا زالوا موجودين في غزة حتى كتابة هذا المقال، وانفراد العدو بالفلسطينيين دون تردد ولا رادع، وبدعم مطلق من الولايات المتحدة الأمريكية.
وإذا وضعنا سببا رابعا فإننا نقول إن العظيمة مصر متأكدة أن شيئا ما خفي دُس لها بعد أن وضعت ثلاثة من حدودها غير مستقرة، وبها فارين من الحروب والويلات، ألا وهي الحدود المشتركة مع ليبيا والسودان وفلسطين. أما السبب الخامس فيكمن في خوف الأم العربية الحنون مصر على الوطن العربي الكبير وعدم تهميش دورها في العمل العربي المشترك والدفاع عن القضايا العربية، وذلك حتى مع انشغال مصر في أزمتها المالية وما بها من جروح داخلية وبالتالي فإن تهميش دورها القيادي في المنطقة لم ولن يكون موجودا حتى وهي في أعسر الأحوال.
لذا بدأت هذه الانتفاضة العربية الشامخة في غلق الحدود مع غزة الأبية وجعل مصير كل من فيها متساويا أيًّا كانت جنسيته؛ فهناك يتواجد الكثير من الجنسيات المختلفة خاصة المحسوبين من الرهائن الذين تحتجزهم المقاومة الفلسطينية. وإذا أرادت أي قوة أيا كانت فتح الحدود لا بُد لها من الرجوع والطلب والتشاور مع مصر المهابة.
ومن هذه الطلبات والمرادات ما تريده أمريكا من مصر في إخراج 600 مواطن أمريكي ليعودوا إلى ديارهم من أجل كسب الرهان على التصويت في الانتخابات الأمريكية القادمة دون أدنى تفكير في مصير 2 مليون إنسان عربي فلسطيني، لذا فإن قدوم الرئيس الأمريكي الى إسرائيل لدعمها كان إعلانا دعائيا للجالية اليهودية واللوبي المتحكم في الكثير من الولايات الأمريكية للتصويت لصالحه وهي مهمة دعائية لا تختلف عن أي من مهامه الدعائية التي يجريها في أي ولاية أمريكية؛ فإسرائيل ولاية من ولايات أمريكا كما قالها صدام حسين.
إن مصر تواجه الكثير من الضغوط من أجل هذا الطلب، لكن مصر الأمة لا تزال متمسكة بذات طلبها المقابل، وهو فتح الحدود لدخول المساعدات، وبالتالي بقاء الفلسطينيين في ديارهم وأرضهم.
حفظ الله أرض الكنانة وجزاها عنَّا خيرًا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مستشار سابق للبنتاغون يحذر من حرب داخلية أمريكية
اعتبر مستشار البنتاغون السابق دوغلاس ماكغريغور أن الولايات المتحدة "مقبلة على حرب داخلية" سواء فتحت الحدود مع المكسيك أو أغلقتها، مشيرا إلى حضور "حزب الله" و"داعش" في المكسيك.
وقال ماكغريغور إن "الولايات المتحدة ستخوض حربها الداخلية الخاصة بها سواء مع وجود حدود مفتوحة مع المكسيك، أو حتى إذا كانت تلك الحدود مغلقة"، بحسب ما جاء في مقابلة مع قناة Deep Dive على موقع "يوتيوب".
وألقى المستشار السابق في البنتاغون باللوم على وزير الداخلية الأمريكي أليخاندرو مايوركاس، قائلا: "حاليا، يتجاهل الجميع الوضع على الحدود (الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك). لقد فتحها مايوركاس، وكان لحزب الله خلية كبيرة نشطة في المكسيك. والآن هناك عملاء للحزب في كل الولايات الأمريكية".
وحذر: "إنهم ليسوا الوحيدين، بل هناك أيضا الكثير من مقاتلي (التنظيم الإرهابي) داعش".
واعتبر ماكغريغور أنه حتى في حال جرى إغلاق تلك الحدود فإن ذلك "لن ينقذ الولايات المتحدة من الحرب".
وأضاف أنه "بدلا من الإسلاميين، سوف يكون لزاما على واشنطن محاربة عصابات المخدرات المكسيكية، التي لن تغفر للولايات المتحدة تطاولها على تدفقات هذه التجارة".
وأعرب عن مخاوفه من أن "ملايين المهاجرين من مختلف البلدان الذين يعيشون بالفعل في الولايات المتحدة سيصبحون حلفاء لمافيا المخدرات".
وأضاف: "لأن (المرشح الرئاسي دونالد) ترامب يتحدث عن حرب عالمية ثالثة، سوف تحصل عليها هنا، داخل بلادنا.. لذلك تمتلك هذه الحرب فرصة أفضل للانطلاق من هنا أكثر من أي مكان آخر".