جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-30@22:19:01 GMT

600 أمريكي ثمن دخول المساعدات إلى غزة

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

600 أمريكي ثمن دخول المساعدات إلى غزة

 

ناجي بن جمعة البلوشي

 

أصرت السلطات المصرية على إغلاق معبر رفح في وجه كل من يحاول الخروج من غزة باتجاه مصر وذلك بعد أن اندلعت معركة "طوفان الأقصى" في يوم السبت الموافق 7 أكتوبر والتي قابلتها دولة الاحتلال بمواجهة مسلحة ضارية لا تبقي ولا تذر، لم يسلم منها أحد إن كان من البشر أو الشجر أو الحجر.

وجاء  تخوف العزيزة مصر في اتخاذها لهذا القرار، مما هو مترتب على ما بعد الفتح، وهنا نلخصها  في عدة أسباب؛ منها: خروج الجالية الأمريكية والذين يقدر عددهم بحوالي 600 شخص يحملون الجنسية الأمريكية لا زالوا موجودين في غزة حتى كتابة هذا المقال، وانفراد العدو بالفلسطينيين دون تردد ولا رادع، وبدعم مطلق من الولايات المتحدة الأمريكية.

والسبب الثاني هو الخوف من تهجير وخروج أهل غزة من ديارهم ودولتهم فلسطين إلى سيناء قسرا، خاصة بعدما ورد هذا الخيار من بعض القادة والساسة ومتخذي القرار الإسرائيليين وغيرهم ممن يحالفهم. أما السبب الثالث فهو اعتبار ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه سيغير الشرق الأوسط الى الأبد، وذلك في أول ظهور له بعد أن قامت المقاومة بطمس هوية الجيش الذي لا يقهر ومسح كرامة المخابرات العسكرية الإسرائيلية "الشاباك" بالأرض ووضع الموساد الأعظم في جحره الذي خرج منه.

وإذا وضعنا سببا رابعا فإننا نقول إن العظيمة مصر متأكدة أن شيئا ما خفي دُس لها بعد أن وضعت ثلاثة من حدودها غير مستقرة، وبها فارين من الحروب والويلات، ألا وهي الحدود المشتركة مع ليبيا والسودان وفلسطين. أما السبب الخامس فيكمن في خوف الأم العربية الحنون مصر على الوطن العربي الكبير وعدم تهميش دورها في العمل العربي المشترك والدفاع عن القضايا العربية، وذلك حتى مع انشغال مصر في أزمتها المالية وما بها من جروح داخلية وبالتالي فإن تهميش دورها القيادي في المنطقة لم ولن يكون موجودا حتى وهي في أعسر الأحوال.

لذا بدأت هذه الانتفاضة العربية الشامخة في غلق الحدود مع غزة الأبية وجعل مصير كل من فيها متساويا أيًّا كانت جنسيته؛ فهناك يتواجد الكثير من الجنسيات المختلفة خاصة المحسوبين من الرهائن الذين تحتجزهم المقاومة الفلسطينية. وإذا أرادت أي قوة أيا كانت فتح الحدود لا بُد لها من الرجوع والطلب والتشاور مع مصر المهابة.

ومن هذه الطلبات والمرادات ما تريده أمريكا من مصر في إخراج 600 مواطن أمريكي ليعودوا إلى ديارهم من أجل كسب الرهان على التصويت في الانتخابات الأمريكية القادمة دون أدنى تفكير في مصير 2 مليون إنسان عربي فلسطيني، لذا فإن قدوم الرئيس الأمريكي الى إسرائيل لدعمها كان إعلانا دعائيا للجالية اليهودية واللوبي المتحكم في الكثير من الولايات الأمريكية للتصويت لصالحه وهي مهمة دعائية لا تختلف عن أي من مهامه الدعائية التي يجريها في أي ولاية أمريكية؛ فإسرائيل ولاية من ولايات أمريكا كما قالها صدام حسين.

إن مصر تواجه الكثير من الضغوط من أجل هذا الطلب، لكن مصر الأمة لا تزال متمسكة بذات طلبها المقابل، وهو فتح الحدود لدخول المساعدات، وبالتالي بقاء الفلسطينيين في ديارهم وأرضهم.

حفظ الله أرض الكنانة وجزاها عنَّا خيرًا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محكمة العدل الدولية تنظر في منع إسرائيل دخول المساعدات لغزة واستخدامها سلاح حرب

لاهاي "وكالات":

اتهم ممثلون للأمم المتحدة والفلسطينيين إسرائيل في محكمة العدل الدولية بانتهاك القانون الدولي برفضها السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة في اليوم الأول من جلسات الاستماع بشأن التزام إسرائيل بتسهيل تسليم المساعدات بعد أكثر من 50 يوما على فرضها حصارا شاملا على دخول المساعدات إلى قطاع غزة الذي مزقته الحرب.

وتمنع إسرائيل منذ الثاني من مارس دخول كل الإمدادات لسكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ونفدت تقريبا كل المواد الغذائية التي دخلت إلى القطاع خلال سريان اتفاق وقف إطلاق النار في بداية العام.

وفي مستهل جلسات الاستماع في أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، قالت إلينور هامرخولد المستشارة القانونية للأمم المتحدة إن إسرائيل عليها التزام واضح بوصفها قوة احتلال بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية وتسهيل وصولها إلى الشعب في غزة.

وأضافت "في السياق المحدد للوضع الحالي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تستوجب هذه الالتزامات السماح لجميع كيانات الأمم المتحدة ذات الصلة بتنفيذ أنشطة لمصلحة السكان المحليين".

وقال عمار حجازي ممثل الفلسطينيين إن إسرائيل تستخدم المساعدات الإنسانية "كسلاح حرب" في حين يواجه الناس في غزة مجاعة.

وقال حجازي للقضاة "أُجبرت جميع المخابز التي تدعمها الأمم المتحدة في غزة على إغلاق أبوابها".

وأضاف أن "تسعة من كل عشرة فلسطينيين لا يحصلون على مياه شرب آمنة. ومنشآت التخزين التابعة للأمم المتحدة والوكالات الدولية الأخرى فارغة".وأكد "نحن أمام عملية تجويع. تُستخدم المساعدات الإنسانية كسلاح حرب".

وقال حجازي، رئيس البعثة الفلسطينية لدى هولندا، خلال جلسة الاستماع "تتعلق هذه القضية بتدمير إسرائيل لأساسيات الحياة في فلسطين، في حين تمنع الأمم المتحدة ومقدمي المساعدات الإنسانية الآخرين من تقديم المساعدات المنقذة للحياة للسكان".

فيما قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن إسرائيل قدمت موقفها كتابيا إلى جلسات الاستماع التي وصفها متهكما بأنها مجرد "سيرك".مضيفا ان استخدام المحكمة مجددا لمحاولة إجبار إسرائيل على التعاون مع منظمة حماس".

وأضاف "ليست إسرائيل هي التي يجب أن تكون في المحكمة، بل الأمم المتحدة والأونروا"، مشيرا إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

وحث الأمين العام للأونروا فيليب لازاريني، إسرائيل "كقوة احتلال" على "توفير الخدمات أو تسهيل تقديمها - بما في ذلك من خلال الأونروا - للسكان الذين تحتلهم".

وستخاطب عشرات الدول والمنظمات هيئة المحكمة المكونة من 15 قاضيا في سلسلة جلسات ماراثونية

وقالت الأمم المتحدة في أغسطس إن تسعة من موظفي الأونروا ربما يكونوا شاركوا في الهجوم الذي قادته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر 2023، وإنهم فُصلوا من وظائفهم.

وفي ديسمبر ، كُلِفت محكمة العدل الدولية بإصدار رأي استشاري حول التزامات إسرائيل بتسهيل دخول المساعدات للفلسطينيين والتي ترسلها دول ومنظمات دولية منها الأمم المتحدة.

وتصر إسرائيل إنها لن تسمح بدخول السلع والإمدادات إلى غزة حتى تفرج حماس عن جميع الرهائن المتبقين. واتهمت إسرائيل حماس مرارا بالاستحواذ على المساعدات الإنسانية التي دخلت غزة. وتنفي حماس هذه الاتهامات.

ويدعو القرار المحكمة إلى توضيح ما يتعين على إسرائيل أن تفعله في ما يتصل بوجود الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية أو الدول الثالثة "لضمان وتسهيل تسليم الإمدادات العاجلة الضرورية لبقاء السكان المدنيين الفلسطينيين، بلا عوائق".

والآراء الاستشارية لمحكمة العدل الدولية ليست ملزمة قانونا، لكن هذا الرأي الاستشاري من شأنه أن يزيد الضغط الدبلوماسي على إسرائيل.

وتتحكم إسرائيل بكل معابر القطاع وتمنع دخول السلع وكذلك المساعدات الدولية في حين أن 2,4 مليون فلسطيني في قطاع غزة بأمس الحاجة لها في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة. أغلقت إسرائيل المعابر ومنعت دخول المساعدات في 2 مارس قبل أيام فقط من انهيار وقف إطلاق نار هش بعد 15 شهرا من القتال المتواصل.

بعدها أعلنت إسرائيل وقف إمداد القطاع المدمر والمحاصر بالكهرباء.

والجمعة، أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه "سلّم آخر مخزوناته الغذائية المتبقية إلى مطابخ الوجبات الساخنة في قطاع غزة. ويُتوقّع أن ينفد الطعام من هذه المطابخ بالكامل في الأيام المقبلة".

وأظهرت لقطات من مطبخ جماعي في مدينة غزة عشرات من الفتيان والفتيات يصطفون في محاولة يائسة لتأمين ما يستطيعون من طعام.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة إنه ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسماح بدخول الغذاء والدواء إلى القطاع الفلسطيني المحاصر، ودعت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا الأسبوع الماضي إسرائيل إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى غزة.

وتحظى الآراء الاستشارية لمحكمة العدل الدولية، المعروفة أيضا باسم المحكمة العالمية، بثقل قانوني وسياسي إلا أنها غير ملزمة، ولا تتمتع المحكمة بسلطات لإنفاذها.وبعد جلسات الاستماع، من المرجح أن تستغرق محكمة العدل الدولية عدة أشهر لتكوين رأيها.

واستأنفت إسرائيل هجماتها الجوية والبرية في 18 مارس، ما أدى إلى ما وصفته الأمم المتحدة بأنه "ربما يكون أسوأ" أزمة إنسانية في القطاع منذ بداية الحرب التي اندلعت إثر هجوم حركة حماس الإسلامية الفلسطينية على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

وتسبب الهجوم في مقتل 1218 شخصا في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق لإحصاء لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

ومنذ ذلك الحين، أسفرت العمليات الانتقامية العسكرية الإسرائيلية عن مقتل ما لا يقل عن 52,314 شخصا في غزة، معظمهم مدنيون، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.وقُتل ما لا يقل عن 2,111 فلسطينيا منذ 18 مارس.

ويكرر المسؤولون الإسرائيليون أن الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لإجبار حماس على إطلاق 58 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، بمن فيهم 34 أعلن الجيش مقتلهم.

وأكد سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، للصحافيين بأن الفلسطينيين يبنون قضية قانونية دولية ضد إسرائيل "حجرا فوق حجر".وقال "نحن على ثقة تامة بأنه بعد هذه المأساة المروعة التي حلت بشعبنا، وخاصة في قطاع غزة، فإن قوس العدالة يتجه نحو فلسطين، نحو تحقيق أهدافنا".

مقالات مشابهة

  • غزة تواجه المجاعة: 700 ألف بلا طعام وتحذيرات من تحول القطاع إلى مقبرة جماعية
  • غوتيريش يشدد على ضرورة استئناف دخول المساعدات لغزة فوراً
  • بلجيكا: لا سيادة للاحتلال على الأراضي الفلسطينية
  • حركة فتح: الاحتلال يواصل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • «العدل الدولية» تنظر في منع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة
  • محكمة العدل الدولية تنظر في منع إسرائيل دخول المساعدات لغزة واستخدامها سلاح حرب
  • مصر لمحكمة العدل الدولية: سهلنا دخول المساعدات لغزة.. وإسرائيل تعرقلها
  • محكمة العدل الدولية تنظر في منع إسرائيل دخول المساعدات إلى قطاع غزة وساعر يعلق"لن نشارك بالسيرك"
  • تطور جديد داخل محكمة العدل الدولية بشأن إسرائيل
  • إسرائيل أمام محكمة العدل..اتهامات بعرقلة دخول المساعدات لغزة