حقيقة العلاقة بين الزهايمر والهرمونات الجنسية
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
يؤثر مرض ألزهايمر بشكل متفاوت على النساء، اللواتي يمثلن نحو ثلثي المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بالنوع المتأخر من المرض.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن ألزهايمر هو أيضا أكثر خطورة ويتطور بسرعة أكبر لدى النساء. وتعاني النساء المصابات بألزهايمر من تدهور إدراكي حاد (فقدان الذاكرة والانتباه والقدرة على التواصل واتخاذ القرارات) مقارنة بالرجال المصابين بالمرض.
وكانت الأسس البيولوجية لهذه الاختلافات بين الرجال والنساء المصابين بمرض ألزهايمر غير مفهومة جيدا للباحثين. ومع ذلك، فهمها يعد ضروريا لتطوير العلاجات المناسبة.
وفي دراسة جديدة أجريت على الفئران والبشر، أظهر باحثون من جامعة ويسترن أن الهرمونات الجنسية الأنثوية تلعب دورا مهما في كيفية ظهور مرض ألزهايمر في الدماغ.
وتسلط الدراسة، التي نشرت في مجلة Alzheimer's & Dementia، الضوء أيضا على أهمية تطوير استراتيجيات علاجية تركز على هذه الارتباطات الهرمونية.
وتشير الدراسة إلى الحاجة لفهم أفضل لدور الإستراديول، وهو شكل من أشكال هرمون الإستروجين الجنسي الأنثوي المستخدم علاجيا للتخفيف من أعراض انقطاع الطمث، في مرض ألزهايمر.
وقالت فانيا برادو، أستاذة أقسام علم وظائف الأعضاء وعلم الصيدلة والتشريح وبيولوجيا الخلية في كلية شوليش للطب وطب الأسنان والعالمة في معهد روبارتس للأبحاث: "لفهم كيف تلعب الهرمونات الجنسية دورا في مرض ألزهايمر، نحتاج إلى دراسة النماذج الحيوانية المناسبة. ولسوء الحظ، فإن معظم الدراسات على هذا المستوى ما تزال تركز بشكل أساسي على الدماغ الذكري. ويؤكد بحثنا على أهمية استخدام النماذج الحيوانية التي تعكس، على سبيل المثال، النساء بعد انقطاع الطمث لفهم كيفية تأثير الهرمونات الجنسية على أمراض ألزهايمر".
ويعد تراكم سموم بروتين بيتا أميلويد في الدماغ إحدى العلامات الرئيسية لمرض ألزهايمر، ما يؤدي في النهاية إلى تعطيل نظام الاتصالات في الدماغ ويؤثر على الإدراك.
وأظهرت الدراسة الجديدة أن كيمياء الدماغ لدى الفئران الذكور والإناث تنظم بروتين بيتا أميلويد في مرض ألزهايمر بطرق مختلفة، حيث يساهم هرمون إستراديول في هذا الاختلاف.
وقام فريق من الباحثين بدراسة هذا التفاعل بين التغيرات في كيمياء الدماغ وتراكم بروتين بيتا أميلويد في الأدمغة المتأثرة بمرض ألزهايمر.
وقال ماركو برادو، أستاذ أقسام علم وظائف الأعضاء والصيدلة وعلم التشريح وبيولوجيا الخلية، أحد مؤلفي الدراسة، وهو أيضا رئيس أبحاث كندا في الكيمياء العصبية للخرف وعالم في معهد أبحاث روبارتس: "بما أن أدمغة الذكور والإناث لديها اختلافات في النظام الكوليني، أردنا أن نرى ما إذا كان الجنس يؤثر على هذه العلاقة بين إشارات الأسيتيل كولين وتراكم بروتين بيتا أميلويد".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المرض مرض ألزهایمر
إقرأ أيضاً:
العلاقة بين وسائل التواصل والتربية السليمة
منذ قرابة العشرين عاماً، أطلت علينا الهواتف الذكية، وما تبعها من تقنيات في اتساع خدماتها، حيث كانت في بداياتها وسيلة اتصال، ثم تحولت حتى باتت الكل في الكل. ألا ترون أنها أصبحت أسلوب حياة تغيرت معها كثير من أساليب عيشنا وتفكيرنا؟ الأجهزة الذكية نحَّت بكل غرور كل ماكنا لا نستطيع الاستغناء عنه (الساعة والكاميرا والحاسبة والطابعة وآلة التصوير والأجندات والمذكرات كتابية وصوتية والتقويم والمواعيد والقواميس والترجمة والمسجل والتلفزيون والمكتبات ونظام الخرائط والكشاف وغير ذلك كثير والقادم قد يكون مذهلاً ) وحلت محلها بدقة أكثر وسرعة أكبر ويسر وسهولة منقطعة النظير، رسائل الجوال الذكي خدمت المجتمع في توجيه دعوات الزواج والمناسبات الهامة التي كانت سابقاً تبدأ المرحلة الأولى منها في روحة وجيئة مع المطابع من أجل اختيار شكل الكرت وتصميمه واختيار العبارات وبعد الاتفاق على ذلك تبدأ المرحلة الثانية وهي كتابة أسماء المدعوين وتوزيع البطاقات الذي قد يستغرق أياماً! أما المؤسف بعد التوزيع، هو أن أغلب المدعوين بعد انتهاء الزواج، يلقون ببطاقات الدعوة إما في سلة المهملات، أو إن كانوا مهتمين، أحرقوها حفاظاً على قيمة وخصوصية وقيمة أسماء الداعين، إذ من المستحيل إمكانية الحفاظ على بطاقات الدعوات التي كنا نستلمها فقد كانت لا تكفيها لو خصصنا لها المكتبات. ومن هنا قدم الجوال خدمةً جليلة، إذ تم إلغاء هذا الموضوع واستبداله ببطاقات الكترونية معبرة وجميلة وممكن ربطها بالموعد والتذكير. ومن المهام الجليلة التي خدمتنا فيها التقنية عبر الأجهزة الذكية تلك، هي فرصة قراءة القرآن في كل زمان ومكان، ليلاً أو نهاراً، ولن ننسى الشيخ العلامة (جوجل) كما يحلو للبعض تسميته، إذ أنه مرجع حاضر في كل لحظة. قد لا يكون بمنتهى الدقة، لكنه إلى حدّ بعيد ذا مرجعية هامة في جميع العلوم والتخصصات والأحوال. وظائف ما كنا نتخيل اختزالها في جهاز أصغر من الكف. لذلك لم نعد نستغرب، أو نستبعد وصول العلم إلى أبعد من ذلك بكثير، ولعل الذكاء الإصطناعي اليوم وما وصلنا منه، دليل على أن وتيرة التقدم التقني متسارعة، والطموحات البشرية منه أسرع، والعالم في تنافس شديد، والأجيال لم تعد كسابقيها من أجيال، لكن هناك ممَّن تأقلموا بسرعة مع التقنية، فأحبوها وأتقنوها، وهناك من لم يتمكن منها، ولا يدرك أبسط قواعدها وخدماتها، ومن هنا كان لابد للجهات المختلفة والوزارات تقدير ذلك خاصةً وزارة العدل وتطبيق (ناجز) والمتأخر كثيراً في أن يستوعب الجميع عكس تماًماً تطبيق (أبشر) والمفهوم للجميع ما لسبب ؟ لا أدري!!
اليوم نحن نواجه اجتياح وسائل التواصل لجميع أفراد المجتمع صغاراً وكباراً حتى أولئك الذين لا علاقة بينهم وبين التقنية. نجد أبناءهم حملوا لهم (التيكتوك) في هواتفهم ليستمتعوا وبالفعل ينطبق على التيك توك عبارة دعاية قديمة (لما تفك ما حتسك) لهذا التطبيق أو هذه المنصة سحر متابعة مذهل جداً! لذلك أصبحت متابعة الأهل وتقييمهم لتفكير ولسلوكيات أبنائهم ومشاركتهم ما يتابعون وما يكتبون، واجب ديني وتربوي، التقصير فيه وإهماله (جريمة) في حق أنفسهم ومجتمعهم وفلذات أكبادهم، أصبحنا نقرأ من الكتابات خلف أسماء مستعارة ما يندى له الجبين من بذاءة ألفاظ وسلوكيات مصورة يحسبونها مفخرة في حين أنها رذيلة أخلاقية هؤلاء المستترين خلف أسماء مستعارة وينفثون سموماً أخلاقية. هل اعتقدوا أنهم مستترين عن الله الذي لا يحب الجهر بالسوء من القول؟ ليت الأباء والأمهات الذين صدروا أطفالهم في وسائل التواصل، يحذروا من مغبة الزج بأبنائهم وبناتهم في أحضان وسائل التواصل، فالعاقبة بنسبة غالبة ليست سارة! بل وغالبا ما تكون وخيمة! هذه أم تريد من ابنتها التي لم تتجاوز حسب تقديري الثلاثة أو أربعة أعوام أن تحكي ما في خاطرها دون خوف منها وتطمئنها بأنها ابتعدت ثم بدأت الطفلة في ذم أمها بكلام غير مقبول! أي تربية هذه وأي أمومة؟ وذاك أب يصدر ابنته الصغيرة في كل المواقف بمكياج ولباس لا يتفق وطفولتها وبراءتها فمتابعي ابنته ملايين وابنته جريئة ووسائل الإعلام تطاردها وهذا الهدف. أين برامج الأطفال الهادفة يشارك فيها الأطفال بمواهبهم وبراءتهم وطفولتهم؟ طفلة جريئة متحدثة استغل ذلك يا والدها وليستغلها الإعلام واجعلوها تقدم برنامجاً مفيداً للأطفال دون زجها في جلسات الرجال ومقابلاتهم وتعويدها الجرأة غير المحمودة حتى لا يموت الحياء في شخصيتها، لأن الحياء هو زينة النساء وتاج الفتيات وعنوان التربية السليمة. فتفاصيل تربية البنات تختلف عن تفاصيل تربية البنين، والحياء لكلا الجنسين مطلب لكنه للفتيات أكثر! والإطار العام للجميع هو الأخلاق المستمدة من ديننا الحنيف، وسنة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام وكلما كانت تربية الطفل منذ نعومة أظفاره سليمة، كلما ظهر هذا في مستقبل حياته وتعاملاته. وكلما كان هذا رفعةً للوادين في الدنيا والآخرة. فاحرصوا على التربية السليمة فهي المكسب الحقيقي.
وفقنا الله وإياكم ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).