قال أ.د.هشام العربي، أستاذ الفقه المقارن، وكبير باحثين بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: إن من أهم صور الذكاء الاصطناعي التي أفرزتها الثورة الصناعية الرابعة اختراعُ الإنسان الآلي، أو الروبوت الذي يمكنه محاكاةُ البشر في سلوكهم وتصرفاتهم، وأداءِ العديد من الخَدَمات، والقيامِ بأمورٍ مما كان خاصًّا بالإنسان، حتى وصل الأمرُ إلى استخدامه في العلاقة الحميمية بين الرجل والمرأة فيما عُرِفَ بالروبوت الجنسي.

جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة الأولى ضمن فعاليات المؤتمر، مضيفًا أنه يجوز تصميم الروبوت على هيئة إنسان إذا كان لمصلحة ومنفعة معتبرة، وبضوابط شرعية.

وشدد أ.د.العربي على ما ينادي به فريق من القانونيين في الغرب من شخصنة الروبوت أو ما أسمَوْه بالتكنولوجيا الحية، أو عصر الآلاتِ الرُّوحية، مؤكدًا أن هذا لا يمكن قبولُه من وجهة الشريعة، فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي أناطت الشريعة به الأهليةَ والمسئولية، ومهما بلغ التطورُ بتلك الآلاتِ لا يمكن أن نتجاوز بها مرتبةَ الشيئية، ولا أن نجعلَها قسيمًا للإنسان الذي اخترعها وقام بصُنعِها.

وأكد فضيلته أن الروبوت الطبي، الذي تعددت استخداماته، لا بأس من الاستعانة به في كل ما يتعلق بالطب العلاجي أو الوقائي أو زرع أطراف صناعية لمن قطعت أطرافه أو تلفت في حادث ونحوه، وهذا كله داخل في جملة التداوي المشروع والمأمور به، مشيرًا إلى بعض الضوابط الشرعية في استعماله.

وأوضح فضيلته أنه لا مانع شرعًا من عمل عضوٍ صناعيٍّ باستخدام تِقنِيَّاتِ الذكاء الاصطناعي يحاكي العضو الطبيعي الذي قطع في عقوبة شرعية، مهما كانت درجةُ محاكاته، لأن ذلك لا يصادم العقوبة التي أودت بالعضو الطبيعي، إنما المنهيُّ عنه شرعًا- كما قرره مجمع الفقه الإسلامي الدولي- هو إعادةُ العضوِ الطبيعي المقطوعِ نفسِه.

وبين أ.د.هشام العربي أن إتيان الروبوت الجنسي ليس من قبيل الزنا، ولا يأخذ حكمه، لعدم انطباق تعريف الزنا عليه، ومن هنا فلا يستحق فاعلُه عقوبةَ حد الزنا. وما يظهر هو أن إتيانَ الروبوتِ داخلٌ في حكم الاستمناء، وهو محرمٌ عند عامة الفقهاء، وإن كان الروبوتُ أشدَّ خطورةً وأشدَّ إثمًا، فإنه يُصمَّمُ ويُتَّخَذُ ليكون بديلًا عن الزواج المشروع، ولذلك فإن متخذَه يستحق التعزيرَ، بحسب ما تسنه الدولةُ من قوانين.

واختتم فضيلته كلمته ببيان الضوابط الشرعية لاستخدامات الروبوت ومنها تحقيق النفعِ والمصلحةِ وعدمُ الضررِ والمفسدة، مع الموازنة عند التعارض، وكذلك موافقة مقاصدِ الشريعة، فإذا كان الغرض من تصميم الروبوت مشروعًا ومعتبرًا في الشريعة، فإن تصميمه واتخاذه يكون مشروعًا، وإذا كان المقصد فيه غيرَ معتبرٍ، فتصميمُه واقتناؤه والاتجارُ فيه يكون غيرَ مشروع، وأيضًا أن يكون استخدام الروبوت مأمونَ الاختراق من قبل القَرْصَنَة الإلكترونية، فضلًا عن أن يكون استخدامُ الروبوت مأذونًا به من ولي الأمر، وتحت إشراف الدولة ورقابتِها.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأمانة العامة هيئات الإفتاء في العالم الشريعة الروبوت تصميم الروبوت الروبوت الطبي

إقرأ أيضاً:

ملتقى رياض الشريعة بالداخلية يختتم فعالياته بتوصيات لتعزيز القيم العمانية

أنهى ملتقى "رياض الشريعة" الخامس الذي نظّمته إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة الداخلية ثلاثة أيام من الفعاليات احتضنها مركز نزوى الثقافي بتوصيات تعزز شعار الملتقى الذي تناول تعزيز القيم وترسيخ الهوية الوطنية حيث ناقش المشاركون خلال ثمان جلسات حوارية قضايا متنوعة من بينها أفكارنا هويتنا وأسباب الثبات والتأثير والقيم العمانية وتأثيرها على المواقف الخارجية إضافة إلى دور المسجد في تعزيز القيم، ودور المرأة في ترسيخها وتأثير برامج التواصل الاجتماعي عليها، والحفاظ على اللغة العربية لدورها في تعزيز القيم حيث إن الحفاظ على العادات والقيم لهما أثرهما الفعال في الحفاظ على الهوية وتربية النشء ويأتي الملتقى في نسخته الخامسة تأكيدًا على أهمية الهوية في بناء الحضارة الوطنية، والتمسك بالمبادئ والقيم باعتباره ضرورة ملحة للحفاظ على النسيج الاجتماعي وحفظه من الزوال، وأكد المشاركون في الملتقى على أهمية ترسيخ القيم الإسلامية والعمانية في نفوس الأجيال الشابة، وتعزيز الانتماء الوطني. كما سلطوا الضوء على دور المؤسسات الدينية والتعليمية في نشر الوعي بالقيم، وتحديات العصر التي تواجه هذه القيم وكيفية مواجهتها.

وقال جمعة بن ناصر بن عامر الصارمي مدير إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بالمحافظة أن أهمية القيم والمبادئ العمانية هي الركيزة في تعزيز الانتماء للوطن، مشددًا على دورها في بناء مجتمع متماسك يحافظ على هويته ويحقق أهداف التنمية المستدامة؛ من جانبها قالت ثريا بنت حمد النبهانية رئيسة قسم التعليم والإرشاد النسوي أن القيم هي حلقة وصل تجمع بين أفراد المجتمع، حيث أكدت أن التمسك بهذه القيم يسهم في تعزيز الوحدة الوطنية؛ فيما أوضحت أسية بنت سالم الحجية، أخصائية وعظ والمشرفة على معرض "مدينة القيم" أن المعرض قدم تصورًا شاملًا للمصادر التي تغذي النشء بالقيم وترسخ المبادئ، مشيرةً إلى أن المعرض لاقى إقبالًا واسعًا واهتمامًا من مختلف الفئات.

كما شدد محمد بن أحمد أمبوعلي، رئيس قسم الشؤون الإسلامية على أهمية دور الإمام والخطيب والواعظ في نشر الوعي وتعزيز القيم، مؤكدًا على أهمية رسالتهم في تربية المجتمع على الالتزام بتعاليم الدين والمبادئ الإسلامية.

يذكر أن استهدف الملتقى الكوادر الدينية بمشاركة مؤسسات أخرى، مما يعزز من إمكانية تحقيق استدامة الأهداف المرجوة من الملتقى عبر دعم هذه الفئة وتعزيزها كأحد أعمدة نشر الوعي الديني وترسيخ القيم العمانية الأصيلة.

مقالات مشابهة

  • الإفتاء: المسح على الخفين مِن مظاهر التيسير في الشريعة الإسلامية
  • ملتقى رياض الشريعة بالداخلية يختتم فعالياته بتوصيات لتعزيز القيم العمانية
  • يحقق المصلحة العليا.. النواب يستأنف مناقشاته لمشروع قانون الإجراءات الجنائية
  • البرلمان العربي: إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة حق مشروع
  • كلب آلي جديد ينضم إلى الأسطول التكنولوجي الصيني
  • ما بين مؤيد ومعارض: محاكمة قانون الإجراءات الجنائية الجديد
  • زي وسام شعيب.. طبيبة جديدة تنشر فيديوهات الزنا وحمل السفاح
  • روبوت “Torso” يتقن محاكاة حركات الإنسان
  • طبيبة مصرية تثير ضجة واسعة وتنشر فضائح ‘‘علاقات الزنا’’.. والسلطات تتحرك فورًا (فيديو)
  • الصين: تطوير أول حارس إنقاذ بالذكاء الاصطناعي في الأنهار