شاهدنا ” محرقة ” .. هكذا تحدث من نجا من مجزرة مستشفى المعمداني
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
حيروت -الأناضول
قال فلسطينيون ناجون من “مجزرة” القصف الإسرائيلي الذي استهدف مستشفى “المعمداني” في غزة مساء الثلاثاء، إنهم عاشوا “محرقة حقيقية”.
ومساء الثلاثاء، قال متحدث وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة للأناضول، إن أكثر من 500 فلسطيني قتلوا خلال قصف إسرائيلي استهدف ساحة “المستشفى الأهلي العربي (المعمداني)” في غزة.
ولليوم الثاني عشر تواصل إسرائيل شن غارات مكثفة على المنازل والمنشآت المدنية بغزة، وقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع، ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
وفور حدوث المجزرة، رصد مراسل الأناضول مشاهد مؤلمة بساحة المستشفى، حيث تناثرت دماء وأشلاء في أرجاء المكان فضلا عن جثث ممزقة وأخرى محروقة.
يبحث الناس عن أقاربهم يقلبون الجثث يبحثون عن أي علامة تدلهم على ابن أو زوجة أو قريب، ومن هول الصدمة الكل يبكي ويستغيث.
الشاب كريم البلتاجي (20 عاما)، يقول للأناضول: “كنا في ساحة المستشفى شاهدنا بالونات حارقة تسقط من السماء تبعها صواريخ”.
ويضيف: “شاهدت محرقة،، الناس تحترق،، الأشجار تحترق وتتساقط على المواطنين”.
ولفت البلتاجي إلى أنه أصيب بجروح فقد على إثرها وعيه، وأنه عندما استيقظ وجد نفسه في المستشفى.
وذكر أنه وعائلته أجبروا على النزوح إلى المستشفى الأهلي المعمداني، من منزلهم في حي “الرمال” تحت وطأة القصف الإسرائيلي العنيف الذي دمر أحياءً بأكملها.
وتابع قائلا: “لا مكان آمن في غزة” جراء القصف الإسرائيلي المتواصل الذي يستهدف كل شيء.
المسن عزام حمدان (71 عاما)، قال إن “ما حدث معنا عمل بربري فاق كل المجازر، وفاق النازية”.
وأضاف حمدان الذي يتلقى العلاج جراء إصابته في قصف المستشفى: “كنا نتبادل الحديث في مأمن، فجأة وقع بيننا صاروخ، أصبت بجروح لا أستطيع أن أشاهد بعيوني، زوجتي فقدت الوعي لم استطيع مساعدتها”.
وتابع واصفا الواقعة: “الناس تقطعت، وباتت جثثا محروقة”.
وعقب هذا القصف اتهم متحدث حركة “حماس” حازم قاسم، إسرائيل بارتكاب مجزرة ضمن سلسلة مجازر يرتكبها منذ سنوات في كل مكان.
وأشار قاسم إلى أن “إسرائيل تسعى لقتل الشعب الفلسطيني ودفعه للهجرة وترك الأرض”.
وأردف: “الناس ذهبت لما اعتبرته مكانا آمنا في المستشفى لكن الاحتلال ينتهك كل الأعراف والقوانين قتل في المساجد والمستشفيات، قتل الناس المدنيين في بيوتهم”.
متحدث الحركة حمل الولايات المتحدة “مسؤولية تلك المجاز لدعمها إسرائيل سياسيا وعسكريا وتوفير الغطاء والحماية لها”.
المصدر: موقع حيروت الإخباري
إقرأ أيضاً:
بعد تعرضها لإصابة بالغة في رأسها جراء القصف الإسرائيلي... ما تطورات الحالة الصحية للاعبة سيلين حيدر؟
كادت سيلين حيدر، بطلة كرة القدم، أن تشارك لأول مرة في اللعب مع منتخب لبنان في المحافل الدولية، لكن ابنة التاسعة عشرة لم تتوقع اقتران اسمها بخبر رقودها في العناية المركزة، بعد تعرضها لإصابة بالغة في رأسها إثر غارة إسرائيلية السبت قرب بيروت.
وفي تحقيق لوكالة "فرانس برس"، ان حيدر قبل أسابيع عدة، نزحت مع عائلتها من منطقة الشياح في ضاحية بيروت الجنوبية الى بلدة بعقلين في جبل لبنان على وقع اشتداد الغارات الإسرائيلية على المنطقة.
لكنها "اضطرت للنزول الى بيروت لمتابعة تمارينها ودراستها"، كما قال والدها عباس حيدر لوكالة "فرانس برس"، مضيفاً أنها "كانت عند بدء القصف والتهديدات تخرج من البيت، ثم تعود مساء للنوم فيه".
وأضاف والدها: "اتصلت بها صباحاً وقلت لها إن أفيخاي (أدرعي المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي باللغة العربية) أصدر إنذاراً بالإخلاء، فهَرَبت من المنزل. اتصلت بي زوجتي لاحقاً وقالت لي أن سيلين في المستشفى بعدما أصيبت برأسها جراء غارة استهدفت مبنى مجاوراً".
وانتشر فيديو مؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر سيلين وهي ممددة أرضاً مضرجة بدمائها وبجانبها يصرخ شاب مفجوع.
وتعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت وأطرافها يوم السبت الماضي لسلسلة غارات إسرائيلية طالت عشرة مواقع على الأقل، ضمنها أبنية في الشياح، حيث منزل عائلة سيلين.
وقالت سناء شحرور، والدة سيلين وهي تبكي لوكالة "فرانس برس" من أمام مستشفى القديس جاورجيوس (في الأشرفية) حيث تتلقى ابنتها العلاج: "حصلت غارة قريبة وأصيبت في رأسها، لديها نزيف في رأسها وكسر في الجمجمة".
بتأثر شديد، تروي الوالدة كيف كانت ابنتها قد أرسلت لها ليلاً رسالة عبر الهاتف تطلب منها أن تعد طبقاً تحبه. وتقول إنها بعد وقت قصير تلقت اتصالاً من أحد أصدقائها أبلغها بإصابة سيلين ونقلها الى المستشفى.
"مقاتلة في الملعب"
كانت سيلين إحدى أبرز اللاعبات خلال مشوار فريقها بي أف ي ايه BFA نحو إحراز لقب الدوري اللبناني للسيدات الموسم الماضي، وساهمت بإحراز منتخب لبنان بطولة غرب آسيا تحت 18 سنك في 2022.
وكانت الفتاة الطموحة تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها بمواجهة منتخب إيران الشهر الماضي، قبل أن تعرقل الحرب خططها.
لا تتمكن الوالدة المفجوعة من حبس دموعها. وتقول وهي تجهش بالبكاء "أدعو الله أن تعودي لنا بالسلامة... وأن تمسكي يدي ولو لمرة واحدة وتردي علي".
تسهب الوالدة في الحديث عن أحلام ابنتها، التي يتجمع أصدقاؤها في المستشفى يوميا آملين أن تعود الى صفوفهم.
وتكرر بانفعال "دفعت ابنتي ضريبة حرب لا علاقة لها بها.. إنها لاعبة كرة قدم وكان لديها أحلام كثيرة، وقد قتلوا أحلامها".
وتنتظر العائلة معجزة تعيد ابنتها النابضة بالحياة اليها.
ويشرح والدها باكياً "الأطباء يتابعونها باهتمام لافت. لكن الضرر كبير، نأمل بأن يخف تدريجاً.. ندفع فاتورة لا ذنب لنا فيها".
بدوره، يقول رئيس نادي بي اف ايه زياد سعادة "أدخلت سيلين في غيبوبة اصطناعية ونطلب من الجميع الصلاة لها كي تعود بيننا".
الى المستشفى، اصطحب مدرب سيلين سامر بربري زميلاتها في الفريق لتقديم الدعم لها. وتحد ل"فرانس برس" بحرقة عن مزاياها كلاعبة وسط دفاعية. وقال: "هي مقاتلة في الملعب. حلقة الوصل بين الدفاع والهجوم. هي فتاة رائعة ولاعبة رائعة".
وأوضح "كانت ستتواجد مع المنتخب الأول في مشاركاته المقبلة وتحمل شارة القائدة في فريقنا الموسم المقبل".
على وقع جولة التصعيد الأخيرة بين إسرائيل و"حزب الله"، أرجأ الاتحاد اللبناني لكرة القدم في 24 أيلول الماضي كل نشاطاته بما فيها بطولة الدوري العام للدرجة الأولى.
وقالت والدة سيلين بتأثر شديد: "كانت تحب الحياة كثيراً.. وحلمها أن تصبح بطلة وتتحدث الدنيا كلها عنها، لكن اليوم الدنيا كلها تتحدث عنها لأنها أصيبت في حرب لا علاقة لها بها".