تقدم مفتي سنغافورة، الدكتور ناظر الدين محمد ناصر، بخالص الشكر والتقدير للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وخاصة قيادتها الدكتور شوقي علام -مفتي الديار المصرية- على دعوته الكريمة للمشاركة في أعمال هذا المؤتمر الهام، وللاستضافة الطيبة المباركة لضيوف هذا المؤتمر.


جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة العلمية الأولى ضمن فعاليات مؤتمر "الفتوى وتحديات الألفية الثالثة" مضيفًا فضيلته أن تنظيم مثل هذا المؤتمر جدير بالشكر والثناء لما فيه من الحوارات والآراء القيمة حول مستقبل الفتوى في العالم الإسلامي.


وأشار فضيلته إلى أن ما امتازت به جهود الأمانة العامة وعلى رأسهم فضيلة المفتي هو اهتمامه البارز بالأقليات المسلمة وشؤون الفتوى التابعة لها. بل لا أبالغ أن أقول: إن دل هذا الاعتناء على شيء فإنما يدل على الرؤية الاستشرافية الحادة.


وأكد أنه على يقين بأنَّ للأقليات المسلمة دورًا أبرز وأهم في الألفية الثالثة؛ وذلك لأسباب عديدة، ومن أهمها أن معظم هذه الأقليات تتأثر بالتطورات المعاصرة تأثرًا بالغًا، حيث إن هذه التحديات تمس حياتهم اليومية، ولا مفر لهم من أن يواجهوا تلك التحديات حتى يسيطروا عليها، وذلك لا يكون إلا بقيادة دينية رشيدة وفكر متقدم وفهم سليم لمبادئ الدين ومقاصده.
وأضاف فضيلته أننا ما زلنا في رأس الألفية الثالثة، وقد تكاثفت تحدياتها واشتدت على البشرية آثارها فما بالنا بالمستقبل القريب والبعيد بتوقعاته المخيفة، وفي نفس الوقت بإمكانياته الجديدة، ومما تمتاز به الألفية الثالثة هو إمكانية الأفراد الهائلة لتناول المعلومات من مصادر متنوعة وطرق جديدة ومتعددة، بل قد تكون متضاربةً ومتعارضة، وأعتقد أن هذه الظاهرة لها تأثير شديد على مكانة مؤسسات الفتوى وثقة الناس بها.
وشدَّد على أنه لا بدَّ أن تنتهج مؤسسات الفتوى نهجًا جديدًا لكي تبقى موثوقة بها وهذا النهج نسميه النهج الممكن أو نهج التمكين وأقصد من كلمة التمكين بـ Empowerment كما في اللغة الإنجليزية، وهو مصطلح شائع مُتَدَاوَلٌ في السياسات الاقتصادية والسياسات الاجتماعية، وهذا المصطلح نستعيره ونستعمله في تمكين الأفراد ليتخذوا قرارات صحيحة، مشيرًا إلى أن التمكين في الفتوى له مهمتان: تمكين المجتمع وتمكين القيادة الإفتائية.
وأهاب فضيلته في ختام كلمته بكل الحاضرين إلى التعاون والتكاتف بيننا أفرادًا ومؤسسات في معالجة القضايا المستجدة، متمنيًا أن يستمر بل يزداد مثل هذا التعاون والتكاتف، فكلما تكاثفت تحدياتنا، زاد تكاتفنا، وأدعو الله أن يبارك ويوفِّق كلَّ مَن سعى إلى هذا الغرض النبيل المشترك بيننا والله ولي التوفيق.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الألفیة الثالثة

إقرأ أيضاً:

مفتي القاعدة السابق يروي قصة الانتصار على السوفيات وطبيعة الدعم الأميركي

وفي الحلقة الرابعة من برنامج "مع تيسير"، قال ولد الوالد إن المجاهدين الأفغان تمكنوا في هذا الهجوم من طرد القوات الروسية وقوات الحكومة الأفغانية الشيوعية في ذلك الوقت لمسافة 40 كيلومترا.

ووفقا لولد الوالد، فقد رسخ هذا الهجوم قناعة لدى مؤسس القاعدة أسامة بن لادن بأن الطريق إلى العاصمة كابل يمر عبر الاستيلاء على مدينة جلال آباد المتاخمة للحدود الباكستانية.

وكان بن لادن قد حاول حصار كابل والاستيلاء عليها مرارا دون جدوى، حتى قرر الاستيلاء على جلال آباد سنة 1989، وقد نسّق هذا الأمر مع الشيخ عبد الله عزام، كما يقول ولد الوالد.

وكانت المسافة بين جلال آباد وطورخم مكشوفة، مما جعل بن لادن يلقي بثقله في هذه العملية وجمع المجاهدين من بيشاور ومناطق أخرى، حول جبل سمرخان وحققوا نصرا يقول ولد الوالد إنه كان أكبر مما توقعوه.

وتمثل هذا الانتصار -حسب ولد الوالد- في تراجع القوات السوفياتية والبقاء في كابل وما حولها ولم تحاول بعدها استعادة ما خسرته من الأراضي الأفغانية.

وفي هذه المعركة، قُتل من المجاهدين العرب ما لم يقتل في كل جبهات أفغانستان وهو ما جلب انتقادات كبيرة لهذه المعركة التي اعتبروها خاسرة بالنظر إلى خسائرها، حسب ولد الوالد.

إعلان

ويعتبر ولد الوالد أن المجاهدين العرب كان لهم دور كبير في 3 معارك فاصلة خلال سنوات الجهاد الأولى هي: جاجي، وجلال آباد (بين 1989-1992)، ومعركة خوست.

مركز المجاهدين العرب

وبعد ما رآه ولد الوالد في بيشاور من تكفير وتفسيق وصراعات، قرر الذهاب إلى جلال آباد، ووصل إلى مضافة طورخم التي كانت تستقبل القادمين من عدة جهات، فوجد فيها جوا إيمانيا مختلفا عما كان في باكستان.

وهناك، انتقل ولد الوالد إلى مركز المجاهدين الذي كان موجودا تحت أحد جسور جلال آباد، والذي كان يقصف يوميا من جانب الطيران الروسي لكنه كان محصنا ولم يتوقف عن العمل ومواصلة إمداد الخطوط القتالية.

وفي هذا المركز، وجد ولد الوالد تلك الحالة الجهادية التي كان يشاهدها على التلفاز قبل سفره، حيث لا يخشى المقاتلون الموت ولا يهابون القذائف، فقرر الانتقال إلى نقطة المواجهة مع الروس.

لكن القائم على المركز أبلغه بأن هذه النقطة تتسع لعدد محدد من المجاهدين وأن من ينتظرون الذهاب إليها كثر، وأن عليه الانتظار حتى يحين دوره.

ومع ذلك، فقد ذهب إليها مع سيارة الإمداد التي يقول إنها كانت تسير بسرعة جنونية في منطقة معينة لكي تثير الغبار حتى لا تستهدفها الدبابات الروسية التي كانت توجه فوهاتها على هذه الطريق بشكل دائم.

وكانت هذه الإمدادات تصل إلى أسفل جبل سمر خان ثم يتم نقلها إلى أعلى الجبل على الحمير والبغال، وهو عمل يقول ولد الوالد إن بعض الأفغان كانوا يعتمدون عليه في معاشهم إلى جانب جمع شظايا القذائف الروسية وبيعها في باكستان.

وعندما وصل ولد الوالد إلى سفح الجبل، حيث أقرب نقطة للقتال، وجد مجاهدين من دول مختلفة عربية وأوروبية حتى إن بعضهم لم يكن يتحدث العربية.

وفي هذا المكان، وجد خطرا مستديما وندرة للمياه حتى إنهم كانوا يتيممون بدلا من الوضوء لكنه وجد قوة إيمانية يقول إنه لم يقابلها في أي مكان، وقضى أفضل أيامه في أفغانستان.

إعلان

وعندما غادر ولد الوالد هذه النقطة، عاد مجددا إلى بيشاور والتقى زعيم حزب الاتحاد الإسلامي عبد رب الرسول سياف في مقره الجديد قرب طرخم، وطرح عليه انطباعاته غير الجيدة عما يحدث بين المجاهدين.

ووفقا لولد الوالد فقد كان الشيخ سياف رجلا محنكا وداهية حرب، وقد انتقد العرب في تصارعهم وهم الذين كانوا يلومون على الأفغان هذا السلوك، فضلا عن رفضهم العمل تحت يد أصحاب البلاد.

ومع ذلك، فقد كان سياف يستعين بالمجاهدين العرب لنقل المؤن إلى مقره الجديد بعدما بدأت الحكومة الباكستانية التضييق عليه بعد رحيل ضياء الحق عن الحكم.

وفي معرض حديثه، قال ولد الوالد إنه لا يوافق الشيخ سياف في بعض المواقف التي اتخذها لاحقا والتي وصفها بأنها "خيانة للجهاد والمجاهدين"، دون أن يوضحها.

الدعم الأميركي للمجاهدين

ولم ينكر ولد الوالد وجود دعم أميركي وسعودي وخليجي للمجاهدين الأفغان، لكنه قال إن نسبة الانتصار على الروس لهذا الدعم ليس صحيحا، مؤكدا أن هذا الدعم لم يبدأ إلا بعد التحقق من قدرة المجاهدين على تحقيق النصر.

واستند في ذلك إلى أن أحدا لم يتحدث عن دعم المجاهدين في بداية غزو أفغانستان، لأن الجميع لم يكن يتوقع أن يتمكن الحفاة العراة الذين يقاتلون بأسلحة عتيقة من هزيمة قوة كبرى مثل الاتحاد السوفياتي.

لكن المواجهات أثبتت للولايات المتحدة وحلفائها العرب قدرة المجاهدين على تحقيق هذا النصر، وهو ما دفعهم لتقديم الدعم لهم، كما يقول ولد الوالد.

كذلك، فإن دول الخليج هي التي دفعت أموال الأسلحة التي كانت أميركا تسلمها للجيش الباكستاني لإيصالها للمجاهدين بما في ذلك صواريخ ستينغر، وفق ولد الوالد، الذي قال إن الدعم الأميركي كان محصورا في قبول بيع أسلحة بعينها للمقاتلين الأفغان.

ومع ذلك، يؤكد ولد الوالد أن العالم توقف عن دعم المجاهدين عندما وصلوا إلى أبواب كابل، وصمموا -بموافقة خليجية- على فرض الرئيس السابق صبغة الله مجددي، رغم أنه يقود جماعة لا قوة لها بين المجاهدين.

إعلان

ولم يخف ولد الوالد الصراع الذي اندلع بين أحزاب الجهاد الإسلامية بعد انسحاب الروس من أفغانستان، "كان صراعا على السلطة والنفوذ بشكل خالص ولم يكن فكريا قط".

9/4/2025

مقالات مشابهة

  • مفتي القاعدة السابق يروي قصة الانتصار على السوفيات وطبيعة الدعم الأميركي
  • بروتوكول تعاون بين التضامن والمجلس القومي للمرأة لتقديم خدمات التمكين الاقتصادي
  • الكيزان والحرب: مشروع التمكين الدموي وتجارة المأساة في السودان
  • «الوطني» يستعرض استراتيجية تمكين الكوادر
  • الدكتور محمد بشاري يفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب
  • وزيرة التضامن تلتقي وزيرة العمل والصحة والتضامن وشئون العائلة الفرنسية
  • رجي من دار الفتوى: الشيخ دريان مفتي التوافق والوفاق
  • صراصير سنغافورة تُدهٍش العالم في إدارة الكوارث
  • الإسلاميون والدعم السريع تضاد التمكين
  • طاقم تحكيمي عراقي لقيادة مباراة لكرة القدم في سنغافورة