قال الدكتور ماساجوس ذو الكفل، الوزير المكلف بشؤون المسلمين في جمهورية سنغافورة، إن موضوع مؤتمر هذا العام "الفتوى وتحديات الألفية الثالثة" جاء في وقت مناسب، حيث نواجه باستمرار أسئلة جديدة في هذا العالم المتغير بسرعة، يجب أن نكون مستعدين حتى تبقى الجماعة الإسلامية موجهة في حياتها الدينية. 

أبرز لقطات الجلسة الافتتاحية من مؤتمر دار الإفتاء المصرية.

. (صور) دار الإفتاء تفتح مؤتمرها العالمي بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء غزة

جاء ذلك في كلمة له عبر الفيديو خلال المؤتمر، مضيفا أنه يعيش اليوم حوالي واحد من كل خمسة مسلمين كأقليات في بلدانهم، والعديد منها تكون دولا مفتوحة ومتنوعة وعلمانية، حيث تظل إشكالية التعايش بوصفهم مسلمين جيدين ومواطنين مساهمين في مجتمعات متعددة الثقافات وعلمانية موجودة دائما.

المجتمع الإسلامي في سنغافورة واحد من هذه الجماعات، من الضروري تطوير جسم من المعرفة ليوجه الأقليات الإسلامية في ممارسة إيمانهم بثقة.

وأشار إلى أنه في ظل عالم متطور، يجب أن نستمر في تطوير حلول عملية للأقليات الإسلامية، مستندين إلى التقاليد الإسلامية، بينما تظل القوانين والمبادئ الأساسية للإسلام ثابتة، مثل تلك التي تعلم في الجامعات الإسلامية الرائدة، علينا أن نكتشف طرقا لتوظيف إيماننا وممارسته بما يتناسب واختلاف المجتمعات.

توظيف الإرشاد الديني لتلبية احتياجات الأقليات 

وعن توظيف الإرشاد الديني لتلبية احتياجات الأقليات قال: هناك مشكلة واجهت سنغافورة كانت هي ارتداء الحجاب جنبا إلى جنب مع الزي في المؤسسات العامة. في البداية، كانت هناك مخاوف من العامة؛ إذ تزامن ذلك مع ورود أخبار عن التطرف الإسلامي.

كان الزعماء الدينيون حاسمين في الحفاظ على هدوء المجتمع الإسلامي، بينما عملوا مع الحكومة للسماح بارتداء الحجاب. على مر السنوات، تعاونت الحكومة والمجتمع الإسلامي معا وعملوا على علاج هذه المسألة الحساسة.

وأوضح أن سنغافورة عقدت مؤتمر الجماعات الناجحة الدولي، أو ICCOS، في سبتمبر من العام الماضي دعما للمسلمين في جميع أنحاء العالم في التعامل مع التحديات الجديدة، مشيرا إلى أن المؤتمر وهو الأول دعا علماء الدين لبناء جسم من المعرفة الإسلامية سيوجه الأقليات المسلمة في التعامل مع قضايا اجتماعية ودينية معقدة في هذا السياق. وهو ما سيمكن المسلمين من العيش بوصفهم مواطنين لهم حقوق ومساهمين في بلدانهم. 

وتابع: في سنغافورة، نسمي هذا بناء جماعة مسلمة ناجحة، مدعومة بثلاث "سي": الشخصية والكفاءة والمواطنة، وهي كجماعة ناجحة، تستطيع الأقلية الإسلامية في سنغافورة ممارسة شعائر دينها بثقة، والمساهمة في المجتمع بشكل ذي مغزى. 

واختتم الوزير كلمته قائلا: وأثناء تصفحنا لتحديات الألفية الثالثة، أنا واثق بأن قيادتنا الدينية، ومنها مؤسسة الفتوى، يمكن أن تجتاز هذا التحدي. يجب أن نضمن أنها تظل مصدرا رئيسيا للإرشاد والوضوح والوحدة لمجتمعنا الإسلامي، بينما نمارس شعائرنا في بيئة متغيرة باستمرار؛ حيث إن سنغافورة مستعدة للتعلم منكم. ستعقد النسخة الثانية للمؤتمر الدولي عن الجماعات الناجحة في النصف الثاني من العام القادم، ونرحب بالشركاء لجعل هذا ناجحا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مؤتمر الإفتاء المجتمع الإسلامي تحديات الألفية الثالثة

إقرأ أيضاً:

“أمة واحدة ومصير مشترك”.. البحرين تحتضن مؤتمر “الحوار الإسلامي – الإسلامي”

البحرين – احتضنت البحرين يومي 19 و20 فبراير 2025 مؤتمر “الحوار الإسلامي – الإسلامي” تحت عنوان “أمة واحدة ومصير مشترك”.

وحضر مؤتمر “الحوار الإسلامي – الإسلامي” شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بمشاركة أكثر من 400 شخصية من العلماء والقيادات والمرجعيات الإسلامية والمفكرين والمثقفين والمهتمين من مختلف أنحاء العالم.

ويأتي هذا المؤتمر الذي نظمه الأزهر والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالبحرين ومجلس حكماء المسلمين، استجابة لدعوة الإمام الأكبر شيخ الأزهر خلال ملتقى البحرين للحوار في نوفمبر عام 2022 إلى تعزيز الشأن الإسلامي ووحدة المسلمين.

ويسعى المؤتمر إلى الانتقال من خطاب التقارب إلى التفاهم حول المشتركات والتحديات والتأسيس لآلية حوار علمي دائمة على مستوى عالم المسلمين.

كما يهدف إلى لم شمل الأمة بمكوناتها المتعددة، وبيان مساحات الاتفاق الواسعة بين المسلمين ومنهج التعامل معها باعتبارها منطلقا للحوار بين مذاهب المسلمين المتنوعة، وتعزيز دور العلماء والمرجعيات الدينية في رأب الصدع بين المذاهب المختلفة، ونبذ خطاب الكراهية، وتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل، والعمل على تجديد الفكر الإسلامي في سبيل مواجهة أسباب الفرقة والنزاع والتحديات المشتركة، وإبراز التجارب الناجحة في هذا المجال.

وصرح الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمملكة البحرين رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، بأن رعاية ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة لهذا المؤتمر تأتي انطلاقا مما يوليه من حرص واهتمام كبيرين بكل ما من شأنه لم الشمل، وتعزيز الوحدة بين المسلمين، وتكريس قيم التعايش والتعاون والتكامل والإخاء بين الجميع، ومواصلة لجهود المملكة لنشر قيم الحوار والتسامح والتعايش المشترك، ومواقفها المشرفة لدعم قضايا الأمة ووحدة الصف الإسلامي، مشيدا بالدعم الكبير الذي قدمته وتقدمه حكومة المنامة من أجل إنجاح هذا الحدث الكبير.

وأوضح أن المؤتمر سيكون منصة عالمية رائدة تشارك فيها نخبة من علماء الأمة ومفكريها ومرجعياتها الدينية، إلى جانب صناع القرار والشخصيات المؤثرة في العالم الإسلامي، بهدف ترسيخ مبادئ الحوار البناء، وتوحيد الرؤى حول القضايا المصيرية التي تواجه الأمة، وتعزيز قيم التفاهم والتضامن بين مختلف مكوناتها الفكرية والمذهبية.

من جانبه، أكد الأستاذ الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، أن مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي يمثل فرصة بالغة الأهمية لمعالجة جذور الخلافات، والنظر في كيفية تجاوز النزاعات الطائفية والتوترات المذهبية التي تضعف كيان الأمة من خلال العودة إلى مبادئ الحوار البناء كوسيلة لتحقيق التفاهم والوحدة.

وأفاد بأن الأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر أحمد الطيب، لديه رؤية واضحة لأهمية تعزيز الحوار الإسلامي الإسلامي من أجل نبذ الفرقة والنزاع، ولم شمل الأمة، لافتا إلى أن هذا المؤتمر يهدف إلى خلق منصة دائمة للحوار بين مختلف المرجعيات الدينية والفكرية لضمان استدامة التعاون والتفاهم ولتحقيق تضامن حقيقي بين كافة مكونات الأمة الإسلامية.

كما أوضح الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين المستشار محمد عبد السلام، أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي استجابة لواجب ديني وإنساني تجاه الأمة الإسلامية حيث تتطلب التحديات الراهنة صياغة حلول جذرية ومبتكرة تعيد للأمة مكانتها ووحدتها.

وأشار محمد عبد السلام إلى أن مجلس حكماء المسلمين لديه قناعة راسخة بأن الحوار هو السبيل الأوحد والأمثل لوحدة صف الأمة الإسلامية، معربا عن أمله في أن يشكل هذا المؤتمر محطة رئيسية تسهم في تأسيس شراكات جديدة بين مختلف المرجعيات الإسلامية، بما يرسخ قيم الأخوة والتعاون، ويضمن انتقال هذه القيم إلى الأجيال القادمة.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف والإرشاد في مؤتمر الحوار الإسلامي يدعو الى توحيد الجهود لمكافحة الطائفية والتطرف وتعزيز قيم التسامح والتعايش
  • هل من أفق للتنوير الإسلامي في ثقافتنا العربية الإسلامية؟ قراءة في كتاب
  • البحرين.. مؤتمر الحوار الإسلامي يؤكد دعم القضية الفلسطينية
  • بالتفصيل.. توصيات «مؤتمر الحوار الإسلامي» في البحرين
  • البيان الختامي للحوار الإسلامي يدعو لتوحيد الجهود في دعم القضية الفلسطينية
  • مؤتمر الحوار الإسلامي يعلن عن انطلاق النسخة الثانية من القاهرة
  • مؤتمر الحوار الإسلامي يؤكد دعم القضية الفلسطينية.. اعرف أهم التوصيات
  • بحضور المفتي.. مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي: أمة واحدة ومصير مشترك يختتم أعماله
  • “أمة واحدة ومصير مشترك”.. البحرين تحتضن مؤتمر “الحوار الإسلامي – الإسلامي”
  • مستشارة شيخ الأزهر: مؤتمر الحوار الإسلامي خطوة نحو توحيد الأمة