أشلاء ودماء في كل مكان.. أطباء يصفون ليلة الرعب بعد قصف إسرائيل مستشفى المعمداني
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
وصف أطباء بذهول كبير لحظة الرعب التي عاشوها في مستشفى المعمداني الذي قصفته إسرائيل دون رحمة لترتكب واحدة من كبرى المجازر في قطاع غزة منذ بدء حربها عليه قبل 11 يوما.
ففي مساء اليوم 11 من حربه على غزة قصف الجيش الإسرائيلي مستشفى المعمداني الذي يلجأ إليه آلاف النازحين بصفته مكانا آمنا محميا بالقوانين الدولية، وخلّف القصف أكثر من 500 شهيد ومئات المصابين.
ويروي أطباء كانوا بهذا المستشفى مشاهد من ليلة الرعب تلك، ومن بينهم الطبيب فضل نعيم رئيس قسم جراحة العظام في المستشفى المعمداني الذي كان قد انتهى للتو من إجراء عملية جراحية عندما سمع دوي انفجار ضخم وامتلأ قسمه بأناس تصرخ طلبا للمساعدة.
وقال نعيم "الناس دخلت قسم العمليات تصرخ، الحقونا، الحقونا، هناك قتلى وجرحي في المستشفى"، وأضاف "حاولنا إسعاف من يمكن إسعافه لكن العدد كان أكبر بكثير من أن يقوم طاقم المستشفى المحدود بإسعاف الناس".
أما الطبيب إبراهيم ناقة فيقول إن هذا المكان شكّل ملاذا آمنا للنساء والأطفال الذين هربوا من القصف الإسرائيلي في محيط المستشفى والذين اعتبروا أن هذا المكان ملاذ آمن لهم.
وأضاف "دون سابق إنذار استُهدف هذا المستشفى بقذيفة لا نعرف ما هي لكن عرفنا نتائجها باستهدافها الأطفال الذين قطّعتهم أشلاء والذين قطّعتهم أجزاء".
بدوره، يقول الطبيب البريطاني الفلسطيني غسان أبو ستة إن المستشفى كان يهتز طوال اليوم بسبب القصف. وقال إنه سمع صاروخا قبل انفجار ضخم ثم انهار سقف غرفة العمليات فوقه هو وباقي الطاقم الطبي.
وفي الباحة كان أبو ستة يرى الجثث والأطراف في كل مكان. وعالج رجلا بترت ساقاه، وقال إن النظام الطبي في غزة انهار والأطباء يتدافعون للحصول على الموارد الأساسية. وقال "نحن منهكون. وعدد المرضى يتزايد باستمرار".
من ناحيته، يقول الطبيب محمد الناية إن المستشفى كان يعتبر مكانا آمنا وملاذا للنازحين من الأماكن المجاورة، مضيفا أن نحو 3 آلاف نازح وصلوا في الأيام الأخيرة للمستشفى.
وتابع بأن "الكل يبحث عن الأمن والأمان وظنوا أن المستشفى آمن ولكن يد الغدر الإسرائيلي تجاوزت كل شيء، واستهدفت الأبرياء"، وأضاف الناية "يجب أن يقف العالم الحر أمام هذه الجريمة ويحاسب إسرائيل".
من جهته، يقول محمد حمدان 32 عاما، أحد الناشطين والمتطوعين في المستشفى المعمداني "أنا هنا منذ 10 أيام، الناس تأتي تباعا، لكن أمس الوضع كان مختلفا، العشرات وصلوا نازحين بسبب تصاعد القصف الإسرائيلي".
وأضاف "لا يوجد أي شيء يدل على أن المكان غير آمن، الأطفال يلهون الناس تتسامر لكي يمضي الوقت الطويل، لكن فجأة تم القصف"، وقال إن "ما جرى مجزرة، الناس قتلت وقطعت، المصابون كثر، مشهد مخيف".
ولليوم 12 تواصل إسرائيل شن غارات مكثفة على المنازل والمنشآت المدنية بغزة، وقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع، ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية.
وخلّف القصف المتواصل للاحتلال على غزة حتى الآن أكثر من 3 آلاف و200 شهيد و12 ألفا و500 جريح، أغلبيتهم أطفال ونساء، في حين ردت المقاومة الفلسطينية بقصف تل أبيب وعسقلان ضمن عمليتها طوفان الأقصى.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
«بوليتيكو»: مفاجأة غير متوقعة.. ترامب يختار مقدم برامج وزيرًا للدفاع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نشرت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية مفاجأة غير متوقعة، حيث اختار الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، معلقا ومقدم برامج تليفزيونية محافظا، لتولى منصب وزير الدفاع فى الحكومة المرتقبة، حيث كانت تتوقع أن يكون المرشح عضوا محنكًا فى الكونجرس أو شخصا يتمتع بخبرة فى السياسة الدفاعية.
وقالت الصحيفة إن مسئولى الأمن القومى ومحللى الدفاع يستعدون للمفاجآت التى قد تأتى من ترامب بعد مرور أربع سنوات على توليه منصبه.
ولكن حتى فى ظل هذا المنحنى، فإنهم يقولون إن إعلان مقدم البرامج على قناة فوكس نيوز، والمحارب المخضرم «بيت هيجسيث» فاجأهم تماما.
وقال إريك إيدلمان، الذى شغل منصب كبير المسئولين عن السياسات فى البنتاجون خلال إدارة بوش، فى مقابلة: «[ترامب] يضع أعلى قيمة للولاء».
وأضاف: «يبدو أن أحد المعايير الرئيسية هو مدى دفاع الأشخاص عن دونالد ترامب على شاشات التليفزيون».
وجاء تقييم آخر بلهجة أكثر صراحة. قال أحد اللوبيين فى قطاع الدفاع، الذى تم منحه عدم الكشف عن هويته للتعبير عن آرائه بصراحة، «من هذا الرجل بحق الجحيم؟» وأضاف أنه كان يأمل فى «شخص يتمتع بخلفية واسعة فى مجال الدفاع، فهذا سيكون بداية جيدة».
اختيار هيجسيث لن يخفف من المخاوف داخل البنتاجون وخارجه بأن ترامب، الذى سبق أن تلاعب مع وزراء دفاعه، يخطط هذه المرة لتعيين شخصية موالية له ستنفذ سياساته دون تساؤل.
أثارت تصريحات ترامب على مسار الحملة الانتخابية مخاوف من أن ولايته الثانية قد تشهد تغييرات سريعة وانقسامية فى البنتاجون.
ومن المتوقع أن يؤدى عودة ترامب إلى إلغاء السياسات التى اعتمدتها إدارة بايدن، مثل إعادة فرض حظر على انضمام المتحولين جنسيًا إلى الجيش، وإنهاء سياسات السفر للإجهاض، وإعادة فتح الجدل حول القواعد التى تحمل أسماء قادة الكونفدرالية، وتقليص برامج التنوع، واستخدام القوات داخل الولايات المتحدة لمواجهة الاضطرابات المدنية وأعدائه السياسيين.
فى أواخر ولايته الأولى، أمر ترامب بسحب آلاف القوات الأمريكية من ألمانيا، وهو أمر لم يتمكن البنتاجون من تحقيقه خلال الفترة القصيرة المتبقية من ولايته.
اختيار هيجسيث أثار انتقادات فورية من قادة جماعات المحاربين القدامى، الذين عارضوه عندما تم اقتراح اسمه لتولى وزارة شئون المحاربين القدامى خلال فترة ترامب الأولى.
وكان هيجسث المدير التنفيذى السابق لمجموعة «فيتس فور فريدوم» والمدير التنفيذى السابق لمجموعة «قدامى المحاربين المعنيين بأمريكا» — وهى مجموعة تدعو لتخصيص الرعاية الصحية للمحاربين القدامى وتم تمويلها من قبل الإخوة كوش.
قال بول رييكوف، مؤسس منظمة «قدامى المحاربين المستقلين فى أمريكا»، فى منشور على منصة «إكس»: «هيجسيث بلا شك هو أقل مرشح مؤهل لتولى منصب وزير الدفاع فى تاريخ أمريكا، والأكثر انخراطًا فى السياسة بشكل واضح. استعدى يا أمريكا».
وأضاف رييكوف أنه كان يعتقد أن هيجسيث، الذى وصفه بأنه «محارب شرس وفعّال فى الإعلام والثقافة والسياسة لصالح حركة MAGA، ومخلص للغاية وموثوق من ترامب»، سيكون اختيار ترامب لمنصب رئيس الأركان أو السكرتير الصحفي.
وقال لوبى آخر فى الصناعة: «اختيار يشبه ترامب تمامًا. أنا متأكد من أنهم قد فحصوا خلفيته».
خلال الإدارة الأولى لترامب، لعب هيجسيث دورًا محوريًا فى عدة أحداث تدخل فيها ترامب فى نظام العدالة العسكرية لمنح العفو لجنود أدينوا بجرائم حرب.
يضمن هذا الاختيار أن جلسة الاستماع لتأكيد تعيينه ستكون محط اهتمام الجميع، حيث سيواجه شخصية إعلامية شرسة ومعتادة على الجدال فى قضايا الأمن القومى والثقافة أعضاء لجنة القوات المسلحة فى مجلس الشيوخ، والذين منهم من سيؤيده ومن سيعارضه بحدة.
قال هيجسيث فى إحدى البودكاستات هذا الشهر: «أغبى عبارة فى العالم العسكرى هى أن تنوعنا هو قوتنا».
وسط مخاوف من أن يستخدم ترامب سلطاته كقائد عام لتطهير كبار الجنرالات أو الموظفين المدنيين، مسيّسًا وزارة الدفاع، أكد هيجسيث بصراحة أنه قد يستهدف القادة العسكريين، بما فيهم رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال سي. كيو. براون، كجزء من محاولة لإزالة برامج التنوع والشمول فى الوزارة.
وقال هيجسيث عندما سأله مقدم البودكاست شون رايان عن إصلاح الجيش: «أول شيء يجب فعله هو إقالة رئيس هيئة الأركان المشتركة. أى جنرال أو أدميرال، أى شخص شارك فى أى من برامج التنوع والشمول ما يسمى بالوعى يجب أن يرحل».
فى ظهور له على قناة فوكس هذا العام، دعا هيجسيث إلى تغيير جذرى فى أولويات الجيش الأمريكي؛ محذرًا من أن التركيز الحالى على التنوع والشمولية يُضعف الدفاعات الأمريكية.
وقال هيجسيث: «هذه الأيديولوجيات، والصوابية السياسية، تسللت إلى صفوف الجيش، ولم يقف الجنرالات والقادة ليقولوا: لا، يجب أن نركز فقط على الجاهزية والاستحقاق والقدرة على الفتك».
فى «كابيتول هيل»، تفاجأ المشرعون باختيار البنتاجون. قال السيناتور مايك راوندز (جمهوري-ساوث داكوتا)، وهو عضو بارز فى لجنة القوات المسلحة فى مجلس الشيوخ، إنه يمنح هيجسيث فرصة للتعرف على المزيد قبل أن يصدر حكمًا.
وأضاف راوندز: «لن أكون سلبيًا الآن، لأننى أريد معرفة المزيد عن خلفيته ونهجه فى هذه الأمور، وسيخضع للإجراءات المعتادة»، وقال أيضًا: «حتى الآن، قام [ترامب] بعمل جيد فى اختيار أشخاص يتناسبون مع القالب الذى يريده للوزارات المختلفة».
وعلق راوندز عن ترشيح هيجسيث: «كان ذلك مفاجئًا لى عندما قالوا إنه مرشح لهذا المنصب. لذا أريد أن أراجع سيرته الذاتية وأسأله بعض الأسئلة».
وتوقع أحد موظفى مجلس الشيوخ أن هيجسيث سيمر بعملية التأكيد فى مجلس الشيوخ «بنجاح».
أما أكبر ديمقراطى فى لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، النائب آدم سميث من واشنطن، فقد أعرب عن قلقه من أن هيجسيث يفتقر إلى الخبرة للتعامل مع بيروقراطية البنتاجون.
وقال سميث للصحفيين: «أعترف أننى لم أكن أعرف من هو حتى قبل ٢٠ دقيقة»، وأضاف: «وبالتأكيد لا يبدو أن لديه أى خلفية فى سياسات وزارة الدفاع».
كما أعرب عن قلقه من تولى رئيس للبنتاجون لا يتمتع بعلاقات واسعة مع الحلفاء، خصوصًا فى وقت تكون لدى الولايات المتحدة "التزامات كبيرة" فى آسيا وأوروبا والشرق الأوسط.