«الفاينانشيال تايمز» استهداف المدنيين في غزة يضرب مصداقية الغرب ويكشف حجم نفاقه السياسي
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
قالت صحيفة الفاينانشيال تايمز، إن الغرب بقيادة الولايات المتحدة بات مهددا بفقد مصداقيته لدى أصدقائه دول العالم النامي وكذلك من بلدان الشرق الأوسط الذي ازدادت خشونة نبرة قادته ضد وحشية إسرائيل ودعم الغرب اللا متناهي لها منذ السابع من أكتوبر الجاري بعد احتدام الأوضاع الإنسانية في غزة.
وذكرت الفاينانشيال تايمز أن غبار الحرب في غزة قد غطى على ما عداه من صراعات في العالم لا سيما الصراع في أوكرانيا وزاد المشهد الدولي ارتباكا نتيجة انكشاف المواقف الحقيقية، فقد نقلت الفاينانيشال تايمز عن مسؤولين و دبلوماسيين غربيين تحذيرهم من أن الدعم الغربي اللامحدود لإسرائيل قد أفسد جهود بناء توافق يسعى الغرب لبنائه مع البلدان النامية لإدانة الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
وأضافت الصحيفة أن هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل الذي شنته حماس وفصائل مسلحة أخرى وتوعد إسرائيل برد قوى على ذلك بهجوم كاسح على قطاع غزة قد طمس صورة عمل الغرب على نسجها بعناية تشويه روسيا وتصويرها أمام العالم وكأنها "بلد منبوذ ومنتهك للقانون الدولي، " بحسب وصف الصحيفة.
وقالت الفاينانشيال تايمز إن سيل الزيارات الدبلوماسية الطارئة والمؤتمرات الصحفية والاتصالات المكثفة التي شهدتها عواصم العالم، بدا المسؤولون الغربيون متهمون بالفشل في الدفاع عن مصالح 3ر2 مليون فلسطيني حيث سارعوا بإدانة هجمات حماس وإبداء الدعم لإسرائيل.
وأشارت الفاينانشيال تايمز إلى أن روسيا والصين لهما علاقات دافئة مع الفلسطينيين تم بناؤها على مدار عقود وأنه بالأمس التقى الرئيس الروسي ونظيره الصيني في بكين، وهو اللقاء الذي دفع دبلوماسيين غربيين إلى التأكيد على ضرورة أن يعمل الغرب سريعا على استعادة مصداقيته المفقودة لدى شعوب الشرق الأوسط والبلدان النامية برفض العنف والدمار الذي تشهده غزة وإدانته بذات القوة والحدة التي يبدي الغرب والولايات المتحدة بها رفض ما تشهده أوكرانيا من عنف و دمار.
وفي الأيام الأخيرة الماضية حاولت روسيا استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدين استهداف المدنيين في غزة وذلك دونما الإشارة إلى "حماس" على وجه التحديد، لكن المجلس عارض تمرير ما طلبته روسيا أمس الأول - الاثنين.
وعلق مسئول في الاتحاد الأوروبي للفاينانشيال تايمز على ذلك بقوله " لنكن صرحاء.. إن ما يحدث في غزة ورفض مجلس الأمن لمسودة القرار الروسي بإدنة استهداف المدنيين هو هدية السماء لروسيا، لأنه ببساطة يدمر حججنا في إلصاق تهمة استهداف المدنيين بروسيا، وفضلا عن ذلك فإنه يطعن في مصداقية وعدالة النظام العالمي الذي حاولت الأمم المتحدة بناؤه منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وقالت الفانانشيال تايمز إن تغاضي الغرب عما تقوم به آلة الحرب الإسرائيلية من مجازر للمدنيين "في غزة" جاء ليقدم هدية كبرى لروسيا، التي كان الغرب يتهمها قبل أيام بذات التهمة وهي استهداف المدنيين في "أوكرانيا" واستطردت الصحيفة أنه قبل أربعة أسابيع تقريبا من " طوفان الأقصى" شارك قادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفاءهم قمة مجموعة العشرين في نيودلهي وطلبوا من الدول النامية إدانة " الهجمات الروسية على المدنيين في أوكرانيا والتي تخالف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".
وبرغم ذلك فمنذ اندلاع مواجهات السابع من أكتوبر في غلاف غزة وجد نفس القادة الغربيون أنفسهم مطالبون بتوجيه بنفس الإدانة لإسرائيل وهي تسدد ضرباتها الانتقامية للمدنيين في غزة ومنع المياه والكهرباء والمحروقات من الوصول إليها.
وبحسب دبلوماسيين وساسة غربيين قالت الفاينانشيال تايمز إن التصعيد الأخير في الصراع الفلسطيني الإسرائيلى جاء ليزيد تمترس مواقف كثير من بلدان العالم النامي الكبرى خلف المواقف الروسية، كما جاء ليزيد المخاوف من إخراج الجهود الدبلوماسية الرامية لحل الصراع في أوكرانيا عن مسارها.
وقالت الفاينانشيال تايمز في تقريرها المطول الذي نشرته اليوم إن الأيام الأولى التي تلت انطلاق "طوفان الأقصى" أبدى بعض المسؤولون الغربيون قلقهم من تقديم الولايات المتحدة "تصريح مفتوح" لإسرائيل لكي تقوم بالهجوم على غزة على نطاق واسع وبكل ما أوتيت الآلة العسكرية الإسرائيلية من قوة ومهما أسرفت إسرائيل في القتل.
وبحسب أكثر من 12 مسؤول دولي استطلعت الفاينانشيال تايمز آراءهم، اعتبرت الصحيفة أن المواقف الغربية المنحازة لإسرائيل قد خصمت من جهود الغرب الداعمة والتي بدأت منذ غزو روسيا لأوكرانيا لبناء ما يطلق عليه " الجنوب العالمي " لكي يكون تحالفا يضم البلدان النامية والغرب الغني ويضم دولا وازنة مثل الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا لبناء توافق وإجماع دولي لإقامة نظام عالمي مغاير ومجاف لروسيا والصين في المقام الأول.
وقالت الصحيفة البريطانية إن كثيرا من رجال الدبلوماسية - حتى في داخل الولايات المتحدة نفسها - يرون أن انحياز إدارة بايدن لإسرائيل على هذا النحو قد فاقم فجوة المسافة بين الولايات المتحدة و"الجنوب العالمي" وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط حيث يرى معظم العرب أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة قد تساهل لحد كبير في محاسبة إسرائيل عن سوء تعاملها مع الفلسطينيين وأفقد العالم اهتمامه بما تشهده بلدان أخرى مثل سوريا وليبيا واليمن من صراعات وحشية.
واستطردت الصحيفة في استعراضها لآراء المسؤولين الغربيين في هذا الصدد، فقالت إنهم أكدوا على أن تصاعد العنف في غزة قد حرف انتباه بلدان العالم النامي عن أية قضايا أخرى وبات قادته ينظرون إلى قضية الفلسطينيين وكأنها قضيتهم المحورية من منظور حقوق الشعوب في تقرير مصيرها ومناهضة هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد أكبر داعم لإسرائيل.
وقال مسؤول كبير في مجموعة الدول السبع الكبرى للفاينانشيال تايمز - رفض التعريف بنفسه - إنه " بالتأكيد لقد خسر الغرب معركته لبناء ( عالم الجنوب ).. .و كل ما فعلناه لحشد دعم دول الجنوب للوقوف في صف أوكرانيا، ضاع سدى، و ضاعت معه أحلام بناء نظام عالمي وطموحات بناء قواعد جديدة للعبة الدولية.. .وللأسف العالم النامي لن يصغى لنا مرة أخرة، حيث لا صوت يعلوا لديهم الآن إلا صوت قضية الفلسطينيين".
وبحسب الفاينانشيال تايمز.. فمن المقرر أن تعقد أوروسولا فونديرلين رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي - التي زارت تل أبيب في الأسبوع الماضي - و تشارلز ميتشيل رئيس المجلس الأوروبي قمة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن يوم الجمعة القادم.
ولفتت الفاينانشيال تايمز إلى أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي سينقلا إلى الرئيس الأمريكي فيها رؤية الجانب الأوروبي لمجريات الصراع في غزة ومتطلبات بناء موقف موحد يحفظ للغرب مصداقيته ويضمن دفاعا منسقا عن الحقوق الإساسية للمدنيين".
اقرأ أيضاً« بالروح بالدم نفديك يا أقصى» مظاهرات حاشدة بالغردقة لدعم الشعب الفلسطينى
مظاهرات حاشدة في الغربية تضامنًا مع الشعب الفلسطينى وشباب طنطا يشعلون النار في العلم الإسرائيلي
ريهام سعيد توجه رسالة للرئيس السيسي بشأن فلسطين
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: قطاع غزة غزة غزة تحت القصف قصف غزة في غزة حرب غزة سكان قطاع غزة غلاف غزة غزة الان عاجل غزة قطاع غزة الان غزة تقاوم صواريخ غزة غزة الآن قطاع غزة اليوم شمال قطاع غزة أخبار غزة حصار غزة حرب في قطاع غزة مستوطنات غلاف غزة قصف قطاع غزة محيط غزة مستوطنات حول غزة المقاومة في غزة إسرائيلي أسير في غزة فرقة غزة غزة تنتصر من غزة أنفاق غزة الحدود مع غزة انفاق غزة الولایات المتحدة استهداف المدنیین العالم النامی المدنیین فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
ترامب: من المفيد إبقاء تيك توك في الولايات المتحدة لفترة قصيرة
أشار الرئيس المنتخب دونالد ترامب الأحد إلى أنه يفضل السماح لتيك توك بالاستمرار في العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل، قائلاً إنه تلقى مليارات المشاهدات على منصة التواصل الاجتماعي خلال حملته الرئاسية.
كانت تعليقات ترامب أمام حشد من المؤيدين المحافظين في فينيكس بولاية أريزونا واحدة من أقوى الإشارات حتى الآن على أنه يعارض خروجًا محتملًا لتيك توك من السوق الأمريكية.
أقر مجلس الشيوخ الأمريكي قانونًا في أبريل يلزم الشركة الأم الصينية لتيك توك، بايت دانس، بالتخلي عن التطبيق، مشيرًا إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي.
سعى مالكو تيك توك إلى إلغاء القانون، ووافقت المحكمة العليا الأمريكية على الاستماع إلى القضية. ولكن إذا لم تحكم المحكمة لصالح بايت دانس ولم يحدث أي سحب للاستثمارات، فقد يتم حظر التطبيق فعليًا في الولايات المتحدة في 19 يناير، قبل يوم واحد من تولي ترامب منصبه.
من غير الواضح كيف سيشرع ترامب في التراجع عن أمر سحب الاستثمارات من تيك توك، الذي تم تمريره بأغلبية ساحقة في مجلس الشيوخ.
"أعتقد أننا سنضطر إلى البدء في التفكير لأننا، كما تعلمون، بدأنا في استخدام تيك توك، وحظينا باستجابة رائعة بمليارات المشاهدات، ومليارات ومليارات المشاهدات"، قال ترامب للحشد في AmericaFest، وهو تجمع سنوي تنظمه مجموعة Turning Point المحافظة.
وقال: "لقد أحضروا لي مخططًا، وكان سجلًا، وكان من الجميل جدًا رؤيته، وعندما نظرت إليه، قلت،" ربما يتعين علينا الاحتفاظ بهذا المغفل لفترة قصيرة ".
التقى ترامب بالرئيس التنفيذي لشركة TikTok يوم الاثنين. قال ترامب في مؤتمر صحفي في نفس اليوم إنه كان لديه "نقطة دافئة" لـ TikTok بفضل نجاح حملته على التطبيق.
لقد زعمت وزارة العدل أن السيطرة الصينية على TikTok تشكل تهديدًا مستمرًا للأمن القومي، وهو موقف يدعمه معظم المشرعين الأمريكيين.
تقول TikTok إن وزارة العدل أخطأت في بيان علاقات تطبيق الوسائط الاجتماعية بالصين، بحجة أن محرك توصية المحتوى وبيانات المستخدم مخزنة في الولايات المتحدة على خوادم سحابية تديرها شركة Oracle Corp (ORCL.N)، تفتح علامة تبويب جديدة، في حين يتم اتخاذ قرارات تعديل المحتوى التي تؤثر على المستخدمين الأمريكيين في الولايات المتحدة.