هفوات الانتداب.. وسقطات هرتزل الحمقاء
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
حمد الناصري
كثيرا ما نقرأ عبارات خوف الوقوف العربي، مثل "نؤكد وقوفنا على الحياد" و"يجب حلّ الخلاف على أرض فلسطين"؛ فالعربي الداعم مُتذبذب يخشى التصريح عن موقفه؛ بل وينأى بحياده، إلى وجود طرفين مُتخاصمين، وكلمة "حلّ" و"نُؤكد على المساعي الدولية"، أو عبارات رسمية، كضبط النفس من الجانبين، ووقف التصعيد من الجانبين، وما يزيدك قهرًا، ذلك الذي يقول "ندعو إلى حماية المدنيين من الطرفين أو الجانبين".
وليس بالغريب عن اليهود المُتصهينين ومُراوغاتهم المُتمثلة في معاداتهم الحق الفلسطيني، ينتقي كلماته ويُظهر رغبته في الحياد والحل الأمثل لكنه يغمط الحقوق التاريخية للشعب العربي على أرضه.
اطلعت على خريطة لإسرائيل الكبرى أو ما يُعرف بالكتاب المقدس أو مملكة داوود، وتشير إلى أن أرض إسرائيل الكبرى، أو مملكة داوود، إنّ الله أقام عهدًا مع إبراهيم.. نقرأ في (إصحاح 18) "في ذلك اليوم عقد الله ميثاقًا مع إبرام قائلاً سأعطي نسلك هذه الأرض من وادي العريش إلى نهر الكبير، نهر الفرات".
وبذلك فإنَّ مملكة داوود المُعرفة بأرض إسرائيل الكبرى تشمل حدود أرض إسرائيل كل الأراضي المحتلة عام 1948والضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان.
ومن جغرافية الأرض الإسرائيلية الكبرى إلى جغرافية أرض إسرائيل الكاملة، وتشمل الأراضي التي منحها الرب، لنسل إبراهيم، كإسماعيل وعمران ويفشان ومدين.. وكل الاتفاقيات الإسرائيلية تعرف الآن باتفاقات أبراهام. كإشارة إلى المُحتوى التوراتي المُعرفة بجغرافية أرض إسرائيل.
ولو جئنا لتعريف النص التوراتي نجده يشمل كل الأراضي العربية، نقرأ في إصحاح 19 "أرض القينيين والقنزيين والقدمونيين" وفي 20 "والحثيين والفنزيين والرفائيين" وفي 20 "والأموريين والكنعانيين والجرجاشيين واليوبسيين".
وتكون اليوم، كما هو معرف بإسرائيل الكبرى، بدءًا من الأراضي المحتلة، فلسطين، لبنان، سوريا، الأردن، العراق، بالإضافة إلى الأراضي الواقعة بين نهر الفرات ونهر النيل الكبير، الكويت، السعودية، الإمارات، عُمان، اليمن، وتركيا، والأراضي الواقعة على ضفة نهر النيل الشرقية. وهي الخرطوم وجنوب السودان والقاهرة وسيناء.
ذلك الحُلم الذي لا يكف عنه اليهود والصهاينة لقيام الدولة الإسرائيلية من الفرات إلى النيل، كمطلب لاستقرار اليهود المُشتتين في بقاع الأرض بلا وطن ولا هوية تُعرف بهم، كدولة عِبْرية لجعلها في الفكر الصهيوني مطلباً لابد أن يتحققّ، فقد شرعت الصهيونية وعلى رأسهم ثيودر هرتزل عام 1903م في إنشاء مستوطنة يهودية في سيناء لترسيخها كفكر استراتيجي أو كعقيدة صهيونية، وتحويل مياه النيل إلى أرض سيناء ثم إلى أرض النقبْ.
ولو عُدنا إلى فترة الانتداب فقد أوصت لجنة "بيل" بتقسيمات فلسطين المنتدبة مصرحًا في رسالته إلى ابنه ديفيد بن غوريون وكتب عن التقسيم بقوله "إنَّ هذه الحيازة المُتزايدة- يقصد بها الأرض الفلسطينية العربية- ليست بذات أهمية في حد ذاتها فحسب؛ بل لأنه من خلالها نزيد من قوتنا، وكل زيادة في القوة تُساعد في حيازة الأرض ككل، فإقامة الدولة- يقصد هنا الإسرائيلية- حتى لو كانت فقط على جزء من الأرض هي التعزيز الأقصى لقوتنا في الوقت الحالي ودفعة قوية لمساعينا التاريخية لتحرير البلد بأكمله".
ولاحقًا أعرب بن غوريون بنفس ما عبر به أبوه "بيل" الذي مثّل فيه بالاجتماع التنفيذي للوكالة اليهودية في يونيو 1938 كما أن حاييم وإيزمن، كما عبّر عن نفس الرأي كما فعل بن غوريون "سنحطم هذه الحدود التي تُفرض علينا وليس بالضرورة عن طريق الحرب. أعتقد أنه يُمكن التوصل إلى اتفاق بيننا وبين الدولة العربية- يقصد فلسطين- في مستقبل غير بعيد.
الخلاصة.. كيف لعربي التخلي عن مبدأ قوميته وعروبته وقضية فلسطين قضية وجودية بعيدًا عن الأخلاق والانحياز الظالم في حقنا العربي، فنصرة غزة واجب، تُفرضه ثورة طوفان الأقصى الذي باركه الله لنا ولسيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج. ونحن نجد الغرب جميعاً انحازوا للعدو الغاشم ونحن لم يكن لنا موقف يقودنا إلى هويتنا الثقافية أو ينحاز إلى قضيتنا الفلسطينية العربية أرضًا وتاريخًا.
فمتى ننتصر لقضيتنا الأولى العربية ومتى نخرج عن صمتنا ونُدافع عنها بكل ما أؤتينا من قوة ونُدرك أن الغاصب لأرض فلسطين مُعتدٍ غاشم، وأنها قضية تاريخية لا يُمكن المساس بمكوّنها أرضا وشعبًا، وعلى الظالم المعتد الكفّ عن هفوات التعايش والبُعد عن سقطات هرتزل الحَمقى.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
جامعة أسيوط تُكرم الفائزين والمشاركين في المسابقة الدينية الكبرى
نظّمت اللجنة الثقافية بإدارة رعاية الشباب بكلية التجارة بجامعة أسيوط الحفل الختامي؛ لتكريم الفائزين والمشاركين في المسابقة الدينية الكبرى بمناسبة المولد النبوي الشريف وذلك على مستوى كليات جامعة أسيوط، بالقاعة الثمانية بالمبنى الإدارى.
ووجه الدكتور أحمد المنشاوي؛ التهنئة لجميع الطلاب المشاركين والفائزين فى المسابقة الدينية الكبرى بمناسبة المولد النبوي الشريف، مؤكدًا أهمية نشر سماحة الدين الاسلامي والحفاظ على قيمه الصحيحة داخل المجتمع، مشيدًا بالتعاون المثمر مع الأزهر الشريف وعلمائه الاجلاء.
ويأتي الحفل بحضور الدكتور أحمد عبد المولى نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور علاء عبد الحفيظ عميد كلية التجارة، والدكتور محمد أحمد العدوى وكيل كلية التجارة لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة أمل الدالي وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والشيخ حسن ريس مدير شؤون القرآن الكريم بمنطقة أسيوط الأزهرية، ولفيف من موجهي علوم القرآن الكريم والعلوم الشرعية، وبإشراف الدكتورة مروة بكري منسق الأنشطة الطلابية، والدكتورة لمياء عبد الناصر مستشار اللجنة الثقافية، وطارق شريت مدير إدارة رعاية الشباب بالكلية، والأستاذة مروة جمال وناهد فرغلى مشرفتي النشاط بالكلية.
وفى مستهل الحفل أشاد الدكتور أحمد عبد المولى بما توليه إدارة الجامعة من دعم لكافة الأنشطة الطلابية بما يدعم المبادرة الرئاسية بداية جديدة؛ لبناء الإنسان فى كافة المجالات الرياضية، والعلمية، والثقافية، والدينية، مؤكدًا على أهمية الجانب الديني، في غرس القيم الصحيحة لسماحة الدين الاسلامي؛ لمواجهة التحديات التي تواجه المجتمع بفكر واعٍ سليم، متمنيًا لجميع الطلاب دوام التوفيق والتميز.
وكما أشاد الدكتور علاء عبد الحفيظ بالجهد المبذول من قبل لجنة التحكيم من المنطقة الأزهرية بأسيوط، والقائمين على إدارة رعاية الشباب بالكلية ؛ خلال فترة المسابقة، والتي شهدت مشاركة (18) كلية من مختلف كليات جامعة أسيوط وعدد (217) طالب وطالبة في مجالات؛ حفظ القرآن الكريم كاملًا، حفظ نصف القرآن، حفظ ربع القرآن الكريم، أحكام التلاوة، الأربعون النوويه، أبحاث عن السيرة النبوية المطهرة، بالإضافة إلى تنظيم الحفل الختامي لها.
وفى سياق متصل؛ أعرب الشيخ حسن ريس عن سعادته بالمستوى المتميز لجميع الطلاب المشاركين، مشيدًا باهتمام إدارة الجامعة بترسيخ قواعد العقيدة الصحيحة، وتكريم الطلاب المتميزين في علوم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
وفى ختام الحفل؛ تم تقديم شهادات التقدير تكريمًا لأعضاء لجنة التحكيم من علماء المنطقة الأزهرية بأسيوط، وتكريم الطلاب الفائزين بالمراكز الأربعة الأولى فى كل مسابقة بشهادات تقدير ومبالغ مالية، ودرع المسابقة للكليات المتميز.
وقد حصل على المركز الأول في مسابقة حفظ القرآن الكريم كاملًا؛ الطالب يوسف حسونه عبده حسن كلية الآداب ( كفيف)، والطالبة فاطمة عبد الحميد محمد كلية الصيدلة.
وبمسابقة حفظ نصف القرآن الكريم؛ حصل الطالب محمد أحمد عبد العال كلية التمريض على المركز الأول، كما حصلت الطالبة صابرين فولي محمد كلية الخدمة الإجتماعية على المركز الأول.
وبمسابقة حفظ ربع القرآن الكريم؛ حصل الطالب أحمد عصمت أبو الحجاج كلية طب الأسنان على المركز الأول، والطالبة بسمله عصمت تهامي كلية التربية على المركز الأول.
وبمسابقة الأبحاث الدينية حصلت الطالبة أحلام حسين مصطفى كلية التجارة على المركز الأول.
و بمسابقة أحكام التلاوة؛ حصل الطالب أحمد عبد العال سليمان كلية الطب البيطري على المركز الأول، كما حصلت الطالبة هاجر أحمد عبد الظاهر كلية التربية على المركز الأول.
وبمسابقة الأحاديث النبوية؛ حصلت الطالبة الزهراء عبد المحسن محمد كلية طب الأسنان على المركز الأول.
كما فازت كلية التربية؛ بدرع الكلية الأكثر حصول على مراكز متقدمة في كافة المسابقات، وفازت كلية التمريض بدرع التميز، كما حصلت كلية الخدمة الإجتماعية على درع الكلية المثالية، والأكثر تفاعلًا خلال المسابقة.