نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، مقالا للصحافية، ميشيل غولدبرغ، قالت فيه: "إن مراكمة الرعب فوق الرعب ليس صحيحا"، مضيفة: "مراقبة الناس عن بعد وهم يسيرون نحو الهاوية، أجد من الصعوبة الكتابة غير كلمة "لا" مرة بعد الأخرى".

وأضاف التقرير، الذي أتى عقب مجزرة مستشفى المحامدية، أنه "في وجه المذابح التي جلبت لليهود حول العالم ذكريات الإبادة، تحولت لغة القادة الإسرائيليين لقاتلة.

وعلى أعتاب غزو بري قريب في غزة، فإن الكثير من الناس الذين تحدثت إليهم يهودا وفلسطينيين عبروا عن رعبهم من الخطاب الذي سيصبح حقيقة".

 وأشارت لما قاله الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هيرتزوغ، في مؤتمر صحافي يوم الجمعة وأن  "معظم الشعب" في غزة "مسؤول"  عن الهجمات. وأخبر الصحافيين "ليس صحيحا أن المدنيين ليسوا متورطين ولا يعلمون"، ووضح هيرتزوغ، كلامه لاحقا مؤكدا أن المدنيين ليسوا هدفا مشروعا، إلا أن كلماته التي جاءت من حزب  العمل الذي ينتمي للوسط أحدثت برقا في الجسد. وتقترح إجماعا سياسيا واسعا أنه يجب لوم كل الغزيين جميعا عن الرعب الذي وقع على الإسرائيليين. 

وأخبر الدبلوماسي الإسرائيلي البارز، رون بروسور، مجلة "بوليتكو":  "نزعت كل القفازات. وفي هذا المناخ، فإن اليمين المتطرف الحاكم في إسرائيل والذي تحدث أفراده عن طرد الفلسطينيين وقبل عملية حماس  الأخيرة، ليس لديه أي مبرر لضبط النفس". فيما دعت عضو الكنيست من حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو، تالي غوتيلي، لاستخدام "أسلحة القيامة" ضد غزة. 

بدوره، دعا عضو آخر في الليكود إلى نكبة ثانية، كتلك التي حدثت عام 1948؛ بينما أشارت الصحافية الأمريكية في مقالها، إنها "تتعاطف مع اليهود الليبراليين في إسرائيل والشتات الذين يشعرون  بالخوف والضعف للاحتجاج على المعاناة المتصاعدة ضد الفلسطينيين. وليس من العدل أن هذه الأحداث تتحرك سريعا ولا تعطي الناس في الفرصة للحزن على  الأذى الذي حل بمجتمعهم قبل أن يطلب منهم محاولة منع الأذى عن الآخرين". 


وتابعت: "مع ذلك فآمل، في وقت تتراكم جريمة فوق جريمة أن يتعامل اليهود مع ما تم التهديد به باسمنا، وعلى الأمريكيين أن ينتبهوا، في ظل الدعم الكبير الذي يقدمه البلد للجيش الإسرائيلي. وفي غزة، بدأ القتل الجماعي. وفي الأسبوع الماضي أعلن وزير الدفاع، يواف غالانت، عن قطع الماء والكهرباء والطعام والوقود عن غزة"؛ مشيرة إلى بعض الآمال بدخول المواد الإنسانية بناء على دعوة من الرئيس بايدن، مع أن المياه الصالحة للشرب غير متوفرة بشكل كبير.

وذكّرت وكالة أنباء "أسوسيتدبرس"، يوم الأحد، أن "المياه الصحية نفذت في ملاجئ الأمم المتحدة في غزة. وفي يوم السبت ذكرت وكالة اليونيسيف أن  700 طفلا قتلوا في غزة، والأرقام تتزايد مع مرور الوقت"؛  وتقول غولدبيرغ: "قد يرد بعض القراء أن هذا الوضع رهيب لكنه خطأ حماس، وأتفق معهم بطرق عدة، فمن الواضح أن حماس هي المسؤولة عن جهنم التي تمطر على غزة، فمعظم الدول التي تعرضت لهجوم مثل إسرائيل ترد بالحرب، لكن هذا لا يعطي إسرائيل رخصة لعدم المبالاة، بل وأسوأ رخصة لحياة المدنيين". 

وتقول: "إن الإسرائيليين معذورون في غضبهم ولو كنت إسرائيلية لشاركتهم، لكن التحريض ضد الفلسطينيين، وغالبيتهم لا علاقة لهم بإرهاب حماس يقود لشيء أحلك مما نعيشه اليوم". وقالت إن "الأصوات المؤثرة في الولايات المتحدة تزيد من مناخ التعطش للدم".

وبحسب "فوكس نيوز صانداي"، فقد رفض السيناتور الجمهوري عن اركنساس توم كوتن فكرة أن الضحايا  المدنيين في غزة سيخدمون حماس، مشيرة أنه: "كل ما يهمني هو أن إسرائيل تستطيع ضرب الأنقاض في غزة"؛ و"ضرب الأنقاض" هي عبارة قالها وينستون تشرتشل، حول القتل المبالغ فيه. وبالنسبة لكوتون فهذا مقبول، واللغة تحريضية. 


وكما علق جويل بولاك، في مجلة "بريتبارت": "لو أصبح الأمر مسألة تطهير عرقي، تريد تطهير شعبي، فإنني أطهر شعبك أولا". وتقول غولدبيرغ: "نستطيع رؤية إلى أين تقودنا عملية تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، ففي نهاية الأسبوع قتل طفل عمره 6 أعوام في إلينوي، طعنه صاحب البيت الذي أصاب والدة الطفل بجراح بالغة". 

وبحسب مفوض الشرطة المحلي،  فقد استهدف الضحايا "لأنهم مسلمون وبسبب النزاع الجاري في الشرق الأوسط بين حماس والإسرائيليين؛ وإذا كان هذا هو الجو في الولايات المتحدة، فهو أكثر سخونة في إسرائيل، حيث تحدثت مع المحامية  الكندية- الفلسطينية ديانا بطو والتي تعيش في حيفا، وعملت مرة مستشارة قانونية لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ أستطيع فهم ما شعرت به جدتي في عام  1948 عندما هربت من بلدة قرب الناصرة".


وتابعت: "لأنه كان مناخ رعب شامل بأن الدور سيأتي عليك، وليس هذا في قطاع غزة ولكنه انتشر إلى الضفة الغربية"؛ وبحسب قناة الجزيرة فقد قتل في الضفة الغربية 55 شخصا على الأقل، بعضهم على يد الجنود والأخرون على يد المستوطنين. وذكرت صحيفة "هآرتس" أن خمسة فلسطينيين قتلوا ببلدة قصرة بعد إطلاق المستوطنين النار عليهم. 

وفي رسالة على واتساب للقرية "لا خطوط حمراء  لدينا وسنعاقبكم لجعلكم عبرة لم لا يعتبر". وأرسلت على مجموعة تيلغرام التي يشترك فيها 82.00  والتي نشر فيها المشاركون صورا احتفالية للقتلى والجرحى الفلسطينيين. وفي رسالة تقديم للمتحدثين بالإنجليزية "أهل غزة ليسوا أبرياء، ولو تصرف هؤلاء الذين يؤمنون بهذا الكلام وعندما يتصرفون فعلينا التظاهر بأننا لم نتلقى تحذيرات".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة الفلسطينيين العراق تركيا المغرب فلسطين تونس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

برلماني: اعتماد قرار دولي يؤكد حق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم يُزيد عزلة إسرائيل

رحب النائب أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي اتخذته بأغلبية ساحقة بتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، حيث حصل القرار على تأييد 172 دولة، بينما عارضته 7 دول فقط، من بينها إسرائيل والولايات المتحدة، فيما امتنعت 8 دول عن التصويت.

وأوضح أن القرار يعتبر حق تقرير المصير أساسيا وغير قابل للتصرف، ومُعترفا به في ميثاق الأمم المتحدة، فضلا عن الإشارة  إلى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي يؤكد ضرورة إنهاء الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية.

وقال"محسب"، إن القرار يطالب إسرائيل بشكل صريح بالوفاء بالتزاماتها، وعدم إعاقة الشعب الفلسطيني عن ممارسة حقه في تقرير المصير، وهو الأمر الذي بات مدعوما بتأييد دولي يعكس عدالة القضية الفلسطينية، في مقابل عزلة واضحة لإسرائيل وحلفائها، الأمر الذي هو يُشكل ضغط على دولة الاحتلال.

وأشار إلى أن القرار يُمثل رسالة واضحة لإسرائيل بضرورة إنهاء سياساتها التي تعيق تحقيق الفلسطينيين لحقهم في تقرير المصير، خاصة في ظل استمرار الاستيطان والانتهاكات.

وأكد وكيل لجنة الشئون العربية، أن قرار الأمم المتحدة يعزز الموقف الفلسطيني في المحافل الدولية، ويُشكل أساسا قانونيا لمطالبة المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية لإنهاء الاحتلال، والالتزام بمبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان، من خلال تنفيذ القرارات السابقة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، داعيا المجتمع الدولى للتكاتف من أجل تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.

واعتبر القرار خطوة تدعم الإطار السياسي لحل الدولتين، لكنه بحد ذاته لا يُمهد الطريق بشكل مباشر لمسار سياسي جديد، إنما يُعزز الأساس القانوني والشرعي لهذا الحل في مواجهة الرفض الإسرائيلي لأي خطوات من شأنها تعزيز فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وشدد النائب أيمن محسب على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني والقضاء على كافة الانقسام  الداخلي من أجل صياغة رؤية سياسية موحدة تمثل الجانب الفلسطيني لدفع المسار السياسي الذي يدعم إقامة دولة فلسطينية وفقا لمقررات الأمم المتحدة في هذا الشأن.

وأكد أن القرار يُشكل أرضية قانونية وأخلاقية تُعزز من شرعية المطالبة بحل الدولتين، وهو ما يتطلب استغلال هذا القرار بالتنسيق مع دعم دولي وجهود فلسطينية موحدة، لتحريك المياه الراكدة في هذا الملف الذي يظل مرهونا بالإرادة السياسية للأطراف المعنية.

مقالات مشابهة

  • برلماني: اعتماد قرار دولي يؤكد حق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم يُزيد عزلة إسرائيل
  • كلاب إسرائيل وجثث الفلسطينيين!
  • عضو «العمل الوطني الفلسطيني»: الاحتلال استخدم سلاح التجويع لقهر وقتل الفلسطينيين
  • هيومن رايتس ووتش : إسرائيل تتعمد حرمان المدنيين بغزة من المياه
  • منظمة حقوقية: إسرائيل قتلت آلاف الفلسطينيين بقطع الماء عن غزة
  • هيومن رايتس تتهم إسرائيل بممارسة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين
  • "مليشيات إسرائيل" تتسابق على حصد أرواح الفلسطينيين
  • جيش الاحتلال يعلن اعتراض الصاروخ الذي تم إطلاقه من اليمن
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة يعيشون حالة عدم يقين رغم زيادة الأمل في التوصل إلى وقف إطلاق النار
  • بالفيديو... إسرائيل تزعم تدمير مقرّ قيادة لـحزب الله في الجنوب